في إنتظار تسجيل اللوائح، ماهي أسباب إنسحاب بعض المرشحين من المشاركة في الانتخابات النيابية؟
 

بعد أن شهدت الانتخابات النيابية لمجلس النواب إقبالاً كثيفًا على الترشح وصل إلى 976 مرشح، ها هي اليوم الساحة الإنتخابية تشهد إنسحاب عدد لا يُستهان به من المرشحين، في وقت ضجت فيه الماكينات الانتخابية في مختلف المناطق اللبنانية، وبدأت التحالفات تتشكل في إنتظار تسجيل اللوائح، فيما يواجه بعض المرشحين أزمة التحالفات، ولم يعد أمام من يريد الانسحاب من السباق الانتخابي سوى أيام قليلة، علمًا أن شخصيات سياسية بارزة أعلنت عزوفها عن الترشح مثل النائب فؤاد السنيورة، ويبقى السؤال ما سبب إنسحاب بعض المرشحين من الترشح؟ وما أسباب عزوف شخصيات قاتلت من أجل الوصول إلى المجلس عن المشاركة في الانتخابات النيابية؟

أعلن يوم أمس الثلاثاء النائب خالد ضاهر، انسحابه من خوض الانتخابات في دائرة عكّار لمصلحة تيّار المستقبل، في وقت سبقه فيه زميليه في التّيار النائبين فؤاد السنيورة ومحمد الصفدي. 
وفي السياق ذاته، أعلن عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا انسحابه أيضًا، مشيرًا إلى أنه سيخرج  من السباق الإنتخابي "نظيف الكفّ"، لافتًا إلى أنه "بما أنّ الوضع السياسي اليوم لتيّارنا يحتاج إلى التغيير فإنّي أفسح المجال للطامحين لهذا المنصب وأسحب ترشيحي، وسأبقى في خدمة فخامة الرئيس العماد ميشال عون..."
وبدوره، تخلى الوزير السابق فارس بويز عن ترشحه، معتبرًا "إنه يخجل من خوض هذه الانتخابات"، رغم أنه كان ترشح عن مقعد في كسروان.
وتشير معلومات عدة إلى أن عدد المرشحين الذين يودون الإنسحاب من خوض الإنتخابات سيرتفع، ويمكن حصر أسباب الإنسحاب كالتالي:


وعود بمقاعد وزارية
 يطمح بعض العازفين عن خوض الانتخابات النيابية بالتوزير، حيث تشير المعلومات عن أن يكون الحزب أو التيار قد وعد مرشحه بمقعد وزاري مقابل الإنسحاب. 

تجاوب مع مطالب خارجية 

تلعب التدخلات الخارجية المقربة من بعض الأحزاب اللبنانية دورًا بارزًا في الإنتخابات النيابية، وتتوقع المعلومات أن يكون احتمال انسحاب عدد كبير من المرشحين هو نتيجةً لطلب خارجي، كالطلب السعودي مثلاً لاسيما فيما يخص المرشحين السنّة ممن قرروا الترشح ضد لوائح رئيس الحكومة سعد الحريري في الساعات المُقبلة، فكان الإنسحاب بمثابة تجاوبًا مع الطلب السعودي.
القانون الإنتخابي
يرفض بعض المرشحين والنواب القانون الحالي، كالنائب فؤاد السنيورة، حيث لفت أثناء إعلان عزوفه عن الترشح "أن قناعاته لا تتفق مع المبادئ والمتطلبات والأسس التي قام عليها قانون الإنتخاب الحالي، والذي بنظره يتعارض مع الدستور في طريقة تشكيل وتقسيم الدوائر الإنتخابية، الذي يجعله الأقرب إلى ما سمي خطأ «القانون الأرثوذكسي»".

الحاصل الإنتخابي 

تشكل عدم قدرة اللائحة على تأمين الحاصل الإنتخابي، تخوفًا لدى المرشحين، ما يدفعهم إلى البحث عن مرشحين أقوياء واستبعاد آخرين بهدف الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات.

الصوت التفضيلي

يفرض الصوت التفضيلي حظوظًا للربح بالنسبة لبعض المرشحين، في وقت قد يؤدي هذا الصوت إلى خسارة الآخرين، الأمر الذي دفع البعض وفقًا لحساباته إلى عدم خوض الإنتخابات.
وفي هذا السياق، كان النائب محمد الصفدي قد أعلن مسبقًا عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية، حيث رأى أنه "تم اعتماد قانون الانتخابات النسبي ولكن مبتورًا"، معتبرًا أن "الصوت التفضيلي يفرق بدلاً من أن يجمع".

فشل التحالفات 

فرضت سياسة اللوائح المقفلة على المرشحين صراعًا حادًا بين أطراف اللائحة الواحدة، دفعت الكثير من المرشحين إلى التنازل عن المقاعد الإنتخابية لمصلحة مرشحين ضمن اللائحة نفسها وذلك بالتراضي.
ومن جهة أخرى، قد تنتهي تلك المفاوضات بخلافات حادة بين المتحالفين حيث تفرض على المرشحين إستبعاد حلفاءها بهدف تحقيق المصالح.