هل ستتمكن الرياضة من فعل ما يعجز عن إنجازه بالسياسة بين إيران وإسرائيل ؟
 

حكمت محكمة الاتحاد الدولي للمصارعة بإيقاف المصارع الإيراني علي رضا كريمي لمدة ستة أشهر بسبب تعمده الخسارة في مباراته أمام أحد المنافسين الروس في الدور ربع النهائي من بطولة العالم تحت 23 سنة في بولندا خلال شهر تشرين الثاني الماضي من أجل تفادي مواجهة الاسرائيلي يوري كلاشينكوف في الدور الذي يليه. 

كما حكمت بإيقاف مدربه الذي أمره بالخسارة لمدة سنتين موضحة بأن المصارع كريمي نفذ تعليم مدربه ولهذا شددت حكم العقوبة عليه. 

إن الأسلوب الذي اتخذه هذا المصارع ليس فريدا من نوعه بل هناك أساليب أخرى كالتمارض وهو أكثر إستخداما.

الحكم الذي أصدره الاتحاد الدولي للمصارعة غير الكثير من الحسابات في إيران حيث أن الهروب من مواجهة الرياضيين الاسرائيليين لم يعد ممكنا لأن العقوبات المقبلة ستكون أشد وتؤدي إلى إقصاء الإيرانيين من الميادين الرياضية. 

ولهذا وجه رسول خادم رئيس الاتحاد الوطني للمصارعة نداء للمسؤولين باتخاذ قرار حاسم وصريح وشفاف  إذا اعتبروا أن عدم مواجهة اللاعبين الإسرائيليين شرفا للجمهورية الإسلامية فعليهم أن يصرحوا به ويؤكدوا عليه ولا يخفوها واذا يريدون دمج إيران في الرياضة الدولية فيجب عليهم السماح للرياضيين بمواجهة منافسيهم أيا كانوا. 

إقرأ أيضا : صراع على مصارع إيراني بين خامنئي ونتنياهو

ويوم الأمس الخميس أعلن رسول خادم إستقالته احتجاجا على موقف النظام الإيراني اللاحسم ثم اتبعه جميع الرؤساء لجنات المصارعة في جميع المحافظات الإيرانية تعبيرا عن تضامنهم مع رئيس الاتحاد الوطني لمصارعة. 

يبدو أن هذه أول مرة يتم فيها التعبير عن رفض موقف للنظام أمام الكيان الصهيوني من قبل مسؤول إيراني.

لا تعترف إيران بإسرائيل منذ إنتصار الثورة قبل أربعين عاما وبعد عامين أو ثلاثة أعوام قرر النظام الحديث بمقاطعة إسرائيل في ميادين الرياضة ما يفرض على جميع الرياضيين الإيرانيين تجنب مواجهة الإسرائيليين في المسابقات الرياضية. وتنفيذ هذا القرار القطعي لم يكن مكلفا للرياضيين الإيرانيين لمدة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ولكن خلال سنوات أخيرة أثارت تلك المقاطعة إنتباه الإتحادات الرياضية العالمية ودفعهم إلى وضع عقوبات على الهروب من مواجهة الآخرين حيث أن اتخاذ هكذا القرار ينم عن إدخال السياسة في الرياضة. 

يبدو أن إيران وصلت إلى طريق مسدود في موقفها من مواجهة لاعبيها الرياضيين مع منافسيهم الإسرائيليين مما يعني بأن الرياضة ستتمكن من فعل ما يعجز عن إنجازه بالسياسة.