الخطاب الذي يقوده حزب الله اليوم هو التعبير الحقيقي عن الخيانة لدماء وتضحيات الشهداء
 

استوقفني مقطع فيديو يتحدث فيه الأمين العام لحزب الله عن خيانة دماء الشهداء يقول فيه: "من الأمين العام لحزب الله إلى أي شخص فينا يريد أن يستثمر هذه المسيرة ودماء شهدائها الأطهار ليبني لنفسه دنيا وعزًا في الدنيا ومالًا في الدنيا هو أكبر خائن لدماء هؤلاء الشهداء".
يعود تاريخ هذا الفيديو إلى سنوات مضت، وإذ يؤكد فيه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على أن استثمار دماء وتضحيات الشهداء لبناء الزعامات والوجاهات هو خيانة لهذه الدماء وهذه التضحيات.
وفي إطلالة على واقعنا اليوم ومع استعار الحملات الإنتخابية وبالنظر إلى الوضع المأزوم لحزب الله ما هو خطاب الحزب؟ أليس خطاب حزب الله اليوم تجييش الرأي الرأي العام وتعبئة الناس من خلال خطاب المقاومة ودماء الشهداء وتضحياتهم؟ ألا يعتبر خطاب حزب الله اليوم استثمارًا لدماء الشهداء وتضحياتهم ولأجل من؟ لأجل جميل السيد مثلًا؟ 

إقرأ أيضًا: الثنائي الشيعي أمام معضلة إنتخابية حقيقية
والسؤال الأبرز كيف تنقلب المفاهيم بين سنة وأخرى وبين مرحلة وأخرى؟ ثم أليس من المعيب أن تُستخدم تضحيات هذه المسيرة بشهدائها وأحيائها في سبيل الزعامات النيابية والمصالح الحزبية والسياسية الضيقة؟ أليس من المعيب أن نستثمر دماء الشهداء وتضحياتهم لأجل طواغيت وآلهة بشرية هدفها فقط التسلط على رؤوس العباد والبلاد واستكمال نهج المخابرات والوصاية؟
نعم هذه هي الخيانة وبلسان الامين العام لحزب الله نفسه، وهي الخيانة العظمى أن نستثمر هذه الدماء وهذه التضحيات وغيرها من الإنجازات التي قدمتها المقاومة لأجل نائب هنا أو وزير هناك وبالتأكيد كل ذلك على حساب هؤلاء الناس وتضحياتهم ومعاناتهم وصبرهم.

إقرأ أيضًا: المقاومة وخطاب الإستحمار
إن حالة الإعتراض على لوائح حزب الله سواء في الجنوب أو البقاع أو في جبيل هي التي تنطق اليوم بلسان الوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم، وهذه الإعتراضات هي التعبير الحقيقي عن الوفاء لتلك الدماء المقدسة وأنها لا تريد استثمار هذه الدماء في عناوين لا تمت إلى معاناة الناس وعذابهم بأي بصلة.
إن الوفاء يا سماحة السيد هو بالإخلاص لهؤلاء الناس في الجنوب والبقاع وبيروت وجبيل، وما يحصل اليوم هو لعنة على جبين حزب الله وهو الذي يستثمر هذه الدماء وهذه التضحيات لأجل أشخاص وغايات ومشاريع ليست في صالح أي مواطن لبناني وليست في صالح أي من أبناء الطائفة الشيعية.
خطاب نصر الله هو إدانة للسيد نصر الله أولا ولحزب الله ثانيًا بكل المعايير وهو تناقض تام مع ما يحصل اليوم من الأساليب المعتمدة في الماكينة الإنتخابية لحزب الله.
إن الخطاب الذي يقوده حزب الله اليوم هو التعبير الحقيقي عن الخيانة لدماء وتضحيات الشهداء من الشعارات التي يستخدمها إلى خطاب التخوين والإلغاء إلى خطاب الإملاءات والإسقاطات هذا كله يندرج في إطار الخيانة لدماء الشهداء.