لفت الأمين العام السابق ل‍حزب الله الشيخ صبحي الطفيلي، في حديث لـ "الأنباء" الى وجود رغبة كبيرة عند قطاع واسع من أهل الحكم في نسف الانتخابات، ويحاول هذا القطاع أن يقدم لبعض الشركاء اغراءات ليتم له ما يريد، والآخرون يدركون ذلك ويبتزون شريكهم بعيدا عن الاضواء.

وبالرغم مما تقدم أعرب عن تقديره بأن الانتخابات واقعة لأن هناك من يعتقد أن في التأخير ضررا والأيام ليست لصالحه فهو في عجلة من أمره ويريدها اليوم قبل الغد.

واستطرادا،رأى الطفيلي ان الانتخابات سكين، فتارة تكون مبضعا بيد جراح يعالج به امراض البلد والسلطة، وتارة أخرى فأسا بيد لص مجرم يستخدمها للتخريب ونهب اموال الدولة والمغامرة بمستقبل المواطنين كما هي الانتخابات في العالم العربي، وفي لبنان مع عيوب القانون الجيد للانتخابات، وغياب الأمن وحضور سلطة الأمر الواقع، والكثير من مال السحت (الطاهر)، يمكن أن يفوز بكل مقاعد الدائرة من يجمع الحد الأدنى للفوز بمقعد واحد من أصوات الناخبين، وذلك بفضل قدرته على تشكيل لوائح وهمية لتشتيت اصوات الاكثرية المعارضة له.

فمثلا في البقاع الشمالي يمكن للتحالف الشيعي أن يفوز بالمقاعد العشرة، حتى ولو لم يجمع أكثر من عشرة في المائة من الاصوات، نتيجة غياب السلطة، وحضور المال الحرام والعبث بأمن الناخبين، بينما في ظل احترام قواعد العمل الانتخابي والقانون، وتنافس انتخابي متوازن، لا يستطيع هذا التحالف ان يتجاوز المقعدين في أحسن الاحوال.

وقال ان رسم موقع امل من التيار الوطني الحر، كان مع بداية التحالف بين الاخير وحزب الله، على اساس ان تبقى أمل بعيدة عن التحالف، وذاك في عمل سياسي متكامل لتبقى الأبواب الشيعية مفتوحة على كل الاحتمالات، ومع وصول الرئيس العماد ميشال عون الطموح والمندفع إلى السلطة، شكلت امل عامل ضبط، فتصاعدت وتيرة الخلاف وتعددت الملفات الخلافية بين أمل والتيار الذي دخل على خط التنافس على المكاسب والمغانم وثروات السلطة واهمها ملف الغاز ومنافع الجيش، ومع بروز دور الجنرال عون في قضية استقالة الحريري، ودوره في قانون الانتخابات، وشعور الحلفاء بميله ليغرد بعيدا عن سرب التحالف، تدحرج الخلاف بين أمل والتيار لكسر الجنرال وترويضه، وبعد تسريب تسجيلات البلطجة، حضرت ساعة التخويف بالسلاح والغضب الإيراني.

وبالتالي من الممكن ان يتم استثمار كل هذا على أبواب صناديق الانتخابات، حيث ينسى الجميع هموم البلد وأزماته، ولصوص السياسة والمال، إذ بدل ان يذهب المواطن لينتخب ضد الفساد والجريمة وزعماء الكذب وفي ذهنه هموم البلد ومصالحه وحل مشاكله وطرد اللصوص، يذهب وفي ذهنه الخوف من المواطن الآخر وحاجته لحماية نفسه وطائفته، فيلوذ بزعيم الطائفة ويصوت للخوف بدل الاصلاح والبناء، وبذلك تفوز لوائح اللصوص من جديد.

في سياق مختلف وعن قراءته لأبعاد زيارات قادة الميليشيات المدعومة من إيران وخاصة في العراق سورية، إلى جنوب لبنان اضافة الى زيارة ممثل الخامنئي الاسبوع الفائت، لفت الطفيلي الى أنه بعد انغماس النظام الإيراني في حروب قذرة بالمنطقة في خدمة الجيوش الاميركية والروسية ومشاركته في زرع الفتن المذهبية.

جاء ليتمسح بأعتاب الطهارة، ويذكر الناس بأنه كان على علاقة بالجهاد والتحرير، قبل ان يوقع على تفاهمه مع الصهاينة عام 1996 لضمان حماية الحدود الشمالية للعدو الصهيوني، وحتى اليوم لا يستطيع أي مجاهد أن يخترق الحرس الإيراني لحدود الكيان الصهيوني الشمالية.

ويجب أن يعرف كل مسلم شريف، ان النظام الايراني مكلف بحسب معاهدته مع الصهاينة بحمايته من المجاهدين، وعلى من يريد الدفاع عن القدس ألا يكون حرس حدود للمحتل، وقد اعتاد حكامنا خدم الغرب ان يسبحوا في دماء أطفال المسلمين، ويغسلوا الدماء عن ايديهم بالحديث عن تحرير القدس وفلسطين، وهو ما فعله ويفعله النظام الإيراني.