كشف تصريح الإدانة للتسجيل المسرب لوزير الخارجية حجم الغمام الحاجب عن فهم العلاقة المكتوبة والعملية بين حزب الله والتيّار
 

عندما صرح نائب حزب الله ضدّ التسجيل المسرب لوزير الخارجية جبران باسيل باعتباره الجريمة دون إدانة التصريح المعلن لرئيس التيّار الوطني يكون قد وضع العربة أمام الحصان ويكون قد كمش الكاميرا التي سببت بما سببت حتى الآن من تداعيات كشفت عن هوة العلاقة القائمة بين المتحالفين وبين أرباب السلطة.
لو كان التصريح والتسجيل موجه لأمين عام حزب الله فما كان موقف النائب المذكور؟ سؤال يفتح النقاش حول علاقة حزب الله برئيس التيّار خاصة وأن هناك من يرصد هذه العلاقة بطريقة مغلوطة وتبعاً لفهمه الخاص باعتبار أن دائرة القرار في الحزب ضيقة جداً وهي لا تشمل بالتأكيد الكثير من الأسماء المعروفة والتي يظن الناس أنها معنية طالما أن لها رتبة في الحزب أو في السلطة لذا يتصرف هؤلاء بطريقة اجتهادية خاطئة فيأتي تنبيه القيادة الفعلية لها والتأنيب والتأديب في محطات حرجة كما حصل مع أكثر من مسؤول وضع خارج دائرة الضوء بعد أن اجتهد فأخطأ خاصة وأن الأسماء اللامعة تفتقد الى لُمعتها لذلك تسقط سريعاً على أرض الارتجال في المواقف ذات الحساسية العالية. لذا اعتمدت قيادة الحزب موقفاً حكيماً بضبط المواقف والتصريحات وحصرها بالأمين العام فقط دون غيره بعد أن أبلى الكثيرون بلاءً سيئًا واجترحوا مواقف لا تتبناها قيادة حزب الله كما حصل في موضوعين مرتبطين بالدين والسياسة عندما كتب أحدهم في الثورة الحسينية ما يخالف عقيدة الشيعة في ذلك وعندما صرح آخر على هواه في موضوع البحرين والموقف من الإمارة والثورة فيها.

إقرأ أيضًا: بري دولة الدولة
يصدق من أمسى وأصبح مسؤولاً لسبب من الأسباب غير الإعتيادية أنه ملم في سياسة الحزب فيبدأ بقراءة وتحليل الواقع وفق قناعاته ووفق فهمه تماماً كما هو حاصل في موضوع التحالف القائم ما بين حزب الله والتيّار الوطني الحرّ ويبني البناؤون الفاشلون على سقفه مفاهيم تُلزمهم بإسقاط آرائهم على هذا التحالف الذي يعتبرونه مُقدساً كونه يعطي الحزب ما يحتاجة من شرعية وطنية ومسيحية تحديداً تغطي له مسألة السلاح ومسألة حضوره العلني وغير العلني في الساحات المفتوحة في حروب المنطقة وهذا ما يقوله الكثيرون من المنتسبين أو المؤيدين لحزب الله لتبرير دفاعهم عن التيّار الوطني وخاصة عندما تخطىء رموز هذا التيّار في الممارسة السياسية والوزارية لاعتقادهم أنهم يحسنون صنعاً.
كشف تصريح الإدانة للتسجيل المسرب لوزير الخارجية حجم الغمام الحاجب عن فهم العلاقة المكتوبة والعملية بين حزب الله والتيّار وهذا ما دفع بقيادة الحزب الى إيضاح ما ارتكبه رئيس التيّار من أخطاء فادحة وأهمها الموقف من "اسرائيل" ومن رئيس المجلس النيابي دولة الرئيس نبيه بري وهذا الموقف من "اسرائيل" ومن رئيس التحرير والانتصار يتصل بالمقاومة مباشرة وبأمنها وبشروط الالتزام بمبادئها ومتطلباتها خاصة وأن الاتفاق المبرم خطياً وشفهياً بين حزب الله وجميع حلفائه مكتوب وبالخط الأحمر بعدم المس بكل ما يتصل بحسابات المقاومة ومن ضمن حسابات المقاومة أن اسرائيل شر مطلق ووجودها وأمنها شرّ الشر وأن رئيس حركة أمل رأس المقاومة في السلطة وفي المجتمع.