الشأن السوري والذكرى السنوية العاشرة لغزو العراق، وموقف الاخوان المسلمين في مصر من اعلان حقوق المرأة أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف الدولية الصادرة اليوم.

الدايلي تلغراف
تحت عنوان "سوريا: ديفيد كاميرون يتراجع عن القول إنه يريد تسليح المعارضة".
كتبت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون تراجع عن تصريحات سابقة قال فيها انه يرغب في تسليح المعارضة السورية، مما كان سيعزل بريطانيا وفرنسا عن سائر اوروبا."
وأصطفت الوزيرة البريطانية لشؤون الاتحاد الاوروبي البارونة أشتون مع ألمانيا، محذرة من أن تسليح "المتمردين السوريين" من شأنه تأجيج نيران الصراع.
وفي تراجع واضح عن تصريحات سابقة، جاء فيها بأن بريطانيا تريد تسليح المعارضة السورية "فوراً" وأنها مستعدة "لكسر وحدة الصف مع الاتحاد الاوروبي لتحقيق ذلك"، قال كاميرون "لا اقول اليوم ان بريطانيا تريد ان تسلح الجماعات المتمردة. ما نريده هو العمل معهم ومحاولة التأكد من أنهم يفعلون الصواب".
ويناقش وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي برئاسة آشتون في قمة دبلن الاسبوع المقبل العقوبات على سوريا، في ظل انقسام كبير حيال الامر بين الحكومات الاوروبية.

التلغراف
في التلغراف تقرير بعنوان "العراق بعد 10 اعوام: العرض المروّع الأخير لصدام حسين" كتبت الصحيفة أن صدام هو "الرجل الذي زرع الخوف في العراق لأكثر من ثلاثة عقود، واقتيد الى حبل المشنقة وهو يهتف "لتسقط أمريكا"، ثم أشار صدام حسين بإصبعه إلى حبل المشنقة والشعور بالرضا باد عليه، وقال للمراقب الحكومي العراقي: ترى، دكتور، هذه للرجال".
وينقل المراسل عن الدكتور موفق الربيعي الذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي وشهد إعدام صدام حسين في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2006، قوله "أقر بأنني شعرت بالذهول. لقد تعامل مع الأمر كما لو أنه مسرحية. كان هو الرجل الذي يصنع العرض. كان مهووساً بترك إرث، وكيف سيتذكره الناس".
" ويقول ديفيد بلير انه "بعد مرور عقد من الزمن على الغزو الانجلو- امريكي الذي أطاح بصدام ومهد الطريق لإعدامه، لا يزال العراق يصارع تركة سقوطه المريرة".
ولا يزال الربيعي مندهشاً حتى الآن كيف أن صدام لم يبد أي شعور بالندم على افعاله، حتى في الدقائق الأخيرة من حياته. وقال الربيعي "كانت القاعة عابقة بالموت. لكنه لم يطلب الرأفة. لم أرَ أي توبة على وجهه".
الربيعي ينفي شعوره باي شماتة. يقول "الأمر لا يتعلق بتصفية حسابات. لم افكر يوما بالانتقام والثأر أو تنفيس الغضب أو أي من ذلك. بل بالعدالة. هذا الرجل تسبب في كوارث لا تعد ولا تحصى في بلدي، وكان واجبي الوطني تحقيق هذه العدالة".
ودعم الربيعي التدخل الانجلو- امريكي في العراق وسرعان ما اصبح عضوا في المجلس الانتقالي الذي عينته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لحكم العراق، ثم عمل مستشارا للامن القومي في الحكومة العراقية الاولى ما بعد صدام.
لكن العراقيين ما زالوا حتى اليوم يدفعون الثمن بحسب التقرير، الذي يسرد حالات انسانية، من بينها محمد سعد جاسم (35 عاما) الذي هرب من منزله ليعيش لاجئاً في بغداد.
وكما صدام حسين، ولد جاسم في تكريت، لكن هذه البلدة السنية انقلبت على الاقلية الشيعية في العام 2006 واندلعت حرب طائفية بينهما.
وغادرت كل العائلات الشيعية تكريت. اما من لم يغادر، فقد قتل، وفقاً لتأكيد جاسم. لكنه في بغداد عاجز عن العثور على وظيفة دائمة. اذ يعمل احيانا سائق سيارة اجرة وطورا مساعدا في محل تجاري.
وبعدما كان يعيش كشخص من الطبقة الوسطى في تكريت، ها هو يعيش فقيراً في بغداد.
وينتقل ديفيد بلير ليتحدث عن التوتر الامني في بغداد، من تفجيرات الى تظاهرات، وكيف ان صلاة الجمعة تسببت في زيادة حواجز التفتيش في العاصمة خوف من التفجيرات.

الغارديان
صحيفة الغارديان كتبت تحت عنوان "الإخوان المسلمين يهاجمون إعلان الأمم المتحدة لحقوق المرأة".
إن "دعوة الأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة من شأنها أن تؤدي إلى تفكك المجتمع المسلم" وفقاً للحزب الحاكم في مصر.
وكتب باتريك كينغسلي "اعتبر الإخوان المسلمون في مصر أن إعلان الأمم المتحدة الذي يدعو إلى وضع حد للعنف ضد المرأة سيؤدي إلى تفكك كامل في المجتمع".
وبينما أمضى مندوبو لجنة حقوق المرأة في الامم المتحدة ليلتهم الرابعة في نيويورك في مناقشة صيغة الاعلان، هاجمت جماعة الاخوان المسلمين، التي يتحكم حلفاؤها بالبرلمان والرئاسة في مصر، في بيان نشر عبر الانترنت الخميس، الإعلان واعتبرته "وثيقة منحلة ومدمرة تقوض الأخلاق الإسلامية من خلال دعوة النساء للعمل والسفر واستخدام وسائل منع الحمل بدون إذن أزواجهن".
وفي مذكرة من 10 نقاط، انتقدت جماعة الإخوان إعلان منح المرأة الحرية الجنسية، والسماح للنساء المسلمات بأن يتزوجن من غير مسلمين، ومنح حقوق متساوية لمثليي الجنس، ومنح الزوجات كامل الحقوق القانونية لاقامة الدعاوى القضائية ضد أزواجهن بتهمة "الاغتصاب الزوجي."
ورأى بيان الاخوان ان "هذا الإعلان، إذا تم التصديق عليه، سيؤدي إلى تفكك كامل للمجتمع، وسيكون بالتأكيد الخطوة الأخيرة في الغزو الفكري والثقافي للبلدان الاسلامية، وسيقضي على الخصوصية الأخلاقية التي تساعد على الحفاظ على تماسك المجتمعات الإسلامية".
وواجهت هذه التصريحات ردوداً غاضبة في مصر، حيث قالت سعاد شلبي، المتحدثة باسم المجلس الوطني للمرأة في مصر "كيف يدعو هذا الاعلان إلى تفكيك المجتمع وهو على العكس من ذلك، سيؤدي إلى إدماج المرأة في المجتمع؟"
واعتبرت شلبي انه "من الخداع" استخدام الإسلام لتبرير الانتقاص من حقوق المرأة، وقالت "ليس سوى سوء فهم الإسلام الذي يؤدي الى هذا النوع من التصريحات".
واضافت "غني عن القول أن الإسلام لم يشجع على العنف ضد المرأة، بل على العكس، لقد اعطاها حقوقها". وعبرت عن اعتقادها بان فورة الإخوان لا تشكل انعكاساً عادلاً لوجهات النظر العديدة داخل المجتمع النسائي المسلم، ووحدة النساء داخل الاخوان، ناهيك عن منطقة الشرق الأوسط".