لم تهز قرارات الجامعة العربية لبنان فكيف ستهز إيران؟
 

كان من المتوقع وبحسب الموقف السعودي وبعد أن دعت على عجل وزراء العرب إلى إجتماع إستثنائي أن تكون قرارات الجامعة ذات هيبة أو بحجم التكلفة التي بذلتها الدول العربية التي أرسلت وزراءها طوعًا لتلبية نداء المملكة لإنذار إيران من مغبّة المُضي بسياسات التدخل في الشؤون العربية عوضاً عن التدخلات الأمنية والعسكرية والتي طالت أغلب بلاد العرب.
جاء موقف وزراء العرب هشًّا كهشاشة ما بعد إستقالة الرئيس سعد الحريري وتمكّن لبنان الضعيف عربيًا من مواجهة المملكة أولًا والجامعة العربية ثانيًا ووزراء العرب ثالثاً وقد سمع أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط كلامًا غير منسجم مع بيان الوزراء فما كان من الأمين إلا التودّد باعتبار لبنان حالة خاصة يجب مراعاتها وهذا ما كشف عن هزالة الموقف العربي فبدل أن يخاف لبنان مما سيحصل له خاف أبو الغيط وتبدّلت لهجته ما بين يوم الجامعة وبين زيارة الرئيس ميشال عون.

إقرأ أيضًا: مارسيل غانم صوت رصاص

كان ردّ إيران سريعًا من "البوكمال" السورية حيث خرج قائد فيلق القدس قاسم سليماني منتصرًا من قيادة عمليات تحرير آخر موقع لتنظيم داعش في سورية بعيد التنديد العربي بدور إيران في العناوين العربية وهذا بحد ذاته موقف إيراني مباشر ومستهزىء بالأمّة العربية التي تحتشد ضدّ إيران ولكن دون جدوى والمعيب أن هذه الأمّة ستشتكي إيران لمجلس الأمن إذا ما استمرت في عمليّات تدخلاتها لتؤكد بذلك وهنها وضعفها وعجزها واستكانتها أمام قوّة ونفوذ إيران.
لقد عجز العرب عن إبعاد الروسي عن الإيراني ودفعوا بالتركي إلى الحضنين الروسي والإيراني ولم يستطيعوا تجاوز الخطوط الحمر الأمريكية في سورية فأبقوا المعارضة السورية بلا سلاح متطور ولم تنجح وساطاتهم المتعددة من دول الغرب لحلّ الأزمة في سورية دون أن يكون للأسد أي دور في المستقبل السياسي لسورية ولم يفلحوا في إنهاء الحرب اليمنية لصالح الشرعية كما فعل المحور الآخر في سورية إذ إستطاعوا أن يثبتوا أنفسهم في مساحة جغرافية لم تكن قبل روسيا بهذا الحجم وهذا ما منح الأسد فرصة أن يكون عنوان الحل القادم إذا ما باعت تركيا ورقة إدلب لإيران.

إقرأ أيضًا: المستقبل في ذمّة الإستقالة

إذًا لم تهز قرارات الجامعة العربية لبنان فكيف ستهز إيران ؟ الأمر الذي يدفع باتجاه المزيد من الأزمات طالما أن التفاهمات غير متوفرة و إيران غير مهتمة بالقرارات وبالمواقف العربية وتنظر بإشمئزاز للأمّة العربية ولا تدخل أنف الردّ على الدول العربية إذ أنها تعتبر أن مخاطبتهم يقلل من شأن إيران التي لا تفاوض إلاّ الغرب و أميركا تحديدًا ولم تعد بوارد الإهتمام بأقوال العرب.
حتى الآن الحسابات العربية حسابات خاطئة وفاشلة وقد سقطت في أكثر من بلد عربي وباتت مقولة الرئيس الإيراني حسن روحاني هي القول الفصل في دول خاضعة للنفوذ الإيراني ويبدو أن الإيراني غير معني بالتوقف عند حدود هذه الدول بل إنه سيلعب في ملاعب أخرى ليكسب في ظل الغياب التام للعرب مما يعني أن الفرصة مؤاتية وأصبحت قاب قوسين أو أدنى لعودة إيران إلى سابق عهدها كدولة إقليمية نافذة وممسكة بسياسات الشرق الأوسط وبالتحكم بنوم وإستفاقة دول الخليج.
ستبقى إيران دولة حاضرة في كل رقعة عربية وإسلامية دون رادع عربي – إسلامي ستعجز دول الخليج عن مواجهة إيران وهذا ما سيضع المنطقة وفق توازنات جديدة بمعنى شرق أوسطي إيراني.