إتهامات سعودية لقطر وإيران بدعم الحوثيين
 

ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان رسم ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة وخاصة فيما يتعلق باليمن من خلال تصريحاته الأخيرة إلى وكالة رويترز عندما أكد على عزم التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن على مواصلة الحرب هناك حتى تحقيق جميع الأهداف التي أعلنها التحالف وتتلخص بإستعادة الشرعية في البلد وضرب المشروع الإيراني التوسعي الهادف إلى الهيمنة عليه وتأمين الممر البحري الحيوي الواقع ضمن مجاله. 
وبذلك قطع الشك باليقين سيما وأنه أسقط آمال الحوثيين بالإحتفاظ بمغانمهم العسكرية التي إستولوا عليها ومكاسبهم التي حققوها في ميادين القتال مع الرفض بإستمرارهم طرفًا في المعادلة السياسية وهم محتفظين بترسانتهم العسكرية. 
ومما جاء في تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تأكيده على أن التحالف الذي تقوده السعودية لن يسمح بإنشاء حزب الله إيراني جديد على حدود المملكة وأن الحرب التي يقودها التحالف ستتواصل لمنع ذلك. 

إقرأ ايضًا: لبنان بين التشدد الأميركي والتباين الأوروبي
وخلافًا لما تحاول بعض الأطراف الترويج له من أن السعودية ماضية في تدمير اليمن وقتل شعبه ومستمرة في مواصلة الحرب هناك وإشعال فتيلها لمضاعفة مأساة اليمنيين ومعاناتهم بما يهدد أمن المنطقة وزعزعة الإستقرار فيها فإن محللين سياسيون قالوا أن كلام الأمير السعودي لا يعتبر بأي حال ضد السلام بل على العكس من ذلك هو يخدم السلام العادل والشامل والراسخ الذي لا يحمل في طياته بذور أو أسباب عودة الحرب باحتفاظ الميليشيات بسلاحها وإبقائه سيفًا مسلطًا على رقاب الشعب اليمني ذلك أن الهدف الأخير للتحالف العربي الذي قادته السعودية في ربيع 2015 بالحرب على الحوثيين الذين إنقلبوا على مؤسسات الدولة وخاصة رئاسة الجمهورية هو السلام ويتم هذا من خلال إستعادة الشرعية وعودة الإنتظام إلى الأجهزة والإدارات والمؤسسات للعمل تحت سقف الدستور والقوانين المرعية. 
في هذا السياق قال الخبير العسكري السعودي العميد حسن الشهري إن "التحالف العربي الذي يخوض حربه في اليمن تحت إسم عاصفة الحزم يهدف إلى حفظ أمن وإستقرار المنطقة بإستعادة الشرعية اليمنية وتأمين الملاحة الدولية في بحر العرب وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر والتصدي للمشروع الإيراني في اليمن ومنع قيام أي ميليشيا عسكرية في الشمال اليمني المحاذي لأراضي السعودية" وبالتالي "فإن الحرب مستمرة حتى يتم القضاء على المجموعات الحوثية المسلحة".

إقرأ أيضًا: هل يبقى لبنان خارج دائرة تأثير العقوبات الأميركية؟
وأشار العميد حسن الشهري إلى الدور الذي تلعبه قطر في اليمن مؤكدًا على أن هذا الدور هو جزء من المشروع الإيراني هناك وبدأت بدعمها السياسي للحوثيين منذ العام 2004 وطورته إلى الدعم بالمال والسلاح منذ العام 2009 حيث شهدت الأراضي السعودية إعتداءات حوثية بمباركة قطرية. 
وتشير مصادر سياسية إلى أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي جذري في اليمن يضمن إستعادة الشرعية وعودة الحوثيين كطرف منزوع السلاح ويشارك في الحياة السياسية فإن البديل بالتأكيد هو الإستمرار في خيار الحسم العسكري مستفيدًا من الإستراتيجية الأميركية الجديدة الحازمة نحو إيران والذي يهدف إلى تحجيم دور طهران والحد من توسعها وهيمنتها على دول المنطقة.