الزيارة الأميركية السعودية المشتركة إلى الرقة تعكس توافقا بين واشنطن والرياض على تنسيق جهودهما المشتركة في التسوية السورية المقبلة
 

 نقل موقع "ديلي بيست" الأميركي عن مصادر محلية في الرقة أن وزير الدولة السعودي ثامر السبهان زار بلدة عين عيسى في محافظة الرقة في سوريا برفقة بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش.

وقد اهتمت وسائل الإعلام التركية والإيرانية بالخبر متسائلة عن مغزى وجود الوزير السعودي في الرقة والخطط التي تحضرها الرياض لعهد ما بعد داعش في سوريا.

وفيما نظرت المواقع الإيرانية إلى الحدث بصفته اختراقًا سعوديًا لافتًا للميدان السوري الذي تعتبره طهران واقعا تحت نفوذها، غمزت المواقع التركية من قناة تواجد الوزير السعودي في منطقة تخضع لقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة إرهابية وتابعة، من خلال “قوات حماية الشعب” الذراع المسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والتابعة لحزب العمال الكردستاني في تركيا.

وذكر الموقع الأميركي أن المسؤولين، الأميركي والسعودي، عقدا اجتماعات مع المجلس المحلي الذي يمثل محافظة الرقة.

ورغم عدم وجود تفاصيل رسمية عن الغرض من هذه الزيارة، رجّحت مصادر مراقبة أن يكون السبب له علاقة بخطط السعودية للمساهمة في إعمار المحافظة بعد طرد التنظيم الإرهابي منها.

وقالت بعض المصادر إن لجنة إعادة الإعمار في الرقة وشيوخ عشائر الرقة، قد شاركوا في هذه الاجتماعات.

ولم يصدر عن الرياض أي تأكيد لزيارة السبهان للرقة رغم أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي قد بثت صورة قالت إنها للوزير السعودي برفقة الموفد الأميركي.

ولفت متابعون للشأن السوري إلى أن الزيارة الأميركية السعودية المشتركة للرقة تعكس توافقا بين واشنطن والرياض على تنسيق جهودهما المشتركة في التسوية السورية المقبلة، وعدم فسح المجال لإيران وتركيا لصياغة المشهد السوري القادم لوحدهما.

واعتبرت مراجع دبلوماسية غربية أن الزيارة تؤشر إلى استراتيجية جديدة ستعتمدها الرياض في التعامل مع التسوية السورية المحتملة، وأن تسريب الخبر هدف إلى إعلام العواصم المعنية ميدانيا بالأعراض الأولى للتحرك السعودي المقبل في سوريا.

وتزامنت الزيارة مع نجاح القوات الكردية في حسم المعركة في الرقة والانتقال إلى مناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.

وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء إن الحملة الكردية ستتسارع الآن، وأن “قسد” ستعيد نشر مقاتليها لينتقلوا من الرقة إلى جبهات القتال بمحافظة دير الزور.