أين يقف عون من مواقف باسيل؟ وهل سيبادر إلى التّدخل للحؤول دون الإحتقان في الجبل؟
 

فوجئت معظم القوى السياسية وأولها الحزب التّقدمي الإشتراكي بالمواقف "النارية" التي أطلقها وزير الخارجية جبران باسيل خلال جولته على عدد من القرى في قضاء عاليه، وأبرزها حين قال "أن العودة لم تتم والمصالحة لم تكتمل في الجبل، ونريدها أن تكتمل وأن تكون العودة حقيقية وناجزة عبر انتخاب يمثل أهل هذه المنطقة التمثيل العادل". 
وهذا ما دفع رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط إلى الرد عليه بطريقته الخاصة في تغريدة له قال فيها: "السلام عليك يا بطريرك السلام مار نصرالله بطرس صفير، والسلام عليك يا بطريرك المحبة مار بشارة بطرس الراعي"، في إشارة الى أن الأول رعى المصالحة بين الدروز والمسيحيين في الجبل في آب 2001، والثاني باركها ودعا إلى تثبيتها وحمايتها.
وفي هذا السياق، لفتت صحيفة "الحياة" إلى "أن موقف باسيل سيتفاعل في الوسط السياسي لما له من تداعيات سلبية على التّعايش الدرزي - المسيحي في الجبل، من شأنها أن تنعكس سلباً على الإستقرار في البلد، وتُعيد الإحتقان المذهبي والطائفي إلى ما كان عليه في الجبل قبل إتمام المصالحة التي يسعى "التّيار الوطني" إلى إطاحتها، خصوصاً أن موقفه منها لم يكن خافياً على أحد، وكان سبق لباسيل أن اعتبرها لاغية بذريعة أنه لم يشارك في إنجازها".

وتساءلت مصادر سياسية حسب الصحيفة "أين يقف رئيس الجمهورية ميشال عون من مواقف باسيل هذه؟ وهل له مصلحة في إقحام البلد في أزمة سياسية؟ وهل يُبادر إلى التدخل للحؤول دون الإحتقان في الجبل قبل أن يفعل فعله، خصوصاً أن لا مبرر لباسيل للتهجم على "التقدمي" إلا إذا كان، كما تقول المصادر، "ينطلق من مواقف شعبوية تكون ركيزة حملته الإنتخابية لكسب ود المسيحيين بذريعة أن هناك من يحاصره انتخابيًا".
وفي المقابل تقول مصادر "التقدمي" وفقًا للصحيفة، "أنه لن يبقى صامتاً حيال ما أطلقه باسيل من مواقف تؤسس، لمرحلة جديدة من النزاعات في الجبل، وسيُبادر إلى التحرك في وقت قريب في اتجاه الرئيس عون باعتبار أنه في طليعة المعنيين بتجنيب الجبل ما يُطيح المصالحة، ويهدد العيش المشترك بين الدروز والمسيحيين.
كما وسيُبادر "التقدمي" إلى التواصل مع البطريرك الراعي فور عودته من روما لأنه كان أول من بارك المصالحة التي رعاها سلفه البطريرك صفير متمنياً عليه القيام بدور فاعل لحماية هذه المصالحة، وتحصين الشراكة لقطع الطريق على من يحاول جرّ البلد إلى حال من الفوضى".