أجمع المراقبون أن الزيارة كانت ناجحة بكافة المعايير
 

كانت زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا مهمة جدا ولحظة مصيرية ومفصلية في تاريخ الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين.
فهي بالشكل ، تعتبر الزيارة الأولى لملك سعودي إلى روسيا والذي لاقى فيها إستقبالا نوعيا ومميزا مقارنة بزيارات باقي الرؤساء لروسيا.
وقبل زيارة سلمان لروسيا، كان هناك زيارات عدة لوفود سعودية إلى روسيا بينها زيارات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث يرى المراقبون أن زيارات بن سلمان المتكررة لموسكو ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين كانت توطئة لزيارة الملك وما تخلله برنامجه من أجندة أعمال سياسية وإقتصادية وثقافية.

إقرا أيضا: أباطرة الشرق الأوسط

وفي مضمون الزيارة ، أشار خبراء مختصون بالشأنين الروسي والسعودي أن الزيارة تكللت بالنجاح وتجاوزت التوقعات وشهدت توقيع 14 إتفاقية بينهما خصوصا في مجال النفط والمشاريع السياحية والإستثمارات في كافة المجالات، ومن شأن هذه الإتفاقيات أن توطد العلاقة بين البلدين وتفتح صفحة أكثر وضوحا فيها لا يشوبها أي شك أو قلق.
لكن تبقى بعض الملفات العالقة بينهما خصوصا بما يتعلق بمصير ومستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد ويبدو في الظاهر أن الطرفين قد إتفقا على منع أن يكون هذا الملف عائقا أمام أي توجه توافقي للتقريب بين البلدين في مجالات أخرى حيث تتمسك السعودية بضرورة رحيله وتطالب روسيا بإبقائه في الحكم بالمرحلة الإنتقالية على الأقل.
وتعكس الزيارة السعودية إلى روسيا توجها داخل المملكة في ظل صعود نجم بن سلمان ورؤيته للسعوية في العام 2030 والقائمة على أساس التنويع في مصادر دخل الميزانية السعودية وعدم الإعتماد فقط على دخل النفط، ويبدو أن محمد بن سلمان ينوي تطبيق هذه الرؤية أيضا في ميدان السياسة حيث يعمد إلى تنويع علاقات المملكة حول العالم وعدم الإعتماد فقط على الولايات المتحدة الأميركية ما يضمن دورا أساسيا للملكة في الشرق الأوسط والعالم.