ثلاثة أسابيع من الإضرابات والتظاهرات والاعتصامات المطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب والحكومة لم يرف لها جفن ولم تقم سوى بحفلات المزايدات الشعبوية التي لا تقدم إلا الكلام المعسول ولا تؤخر إلا الإقتصاد وتضربه. هناك انقسام تعيشه الحكومة على نفسها في ما يخص سلسلة الرتب والرواتب تجلى في مواقف مختلفة لأفرقاء الحكومة.
وزير المال السابقة ريا الحسن قالت في حديث لموقعنا أنه :"من الواضح أن هذه الحكومة تماطل بملف سلسلة الرتب والرواتب لسببين الأول هو من الممكن أن يكون هناك هدف لضرب ممنهج للإقتصاد اللبناني، والسبب الثاني هو سوء إدارة كاملة للملف الإقتصادي الإجتماعي، ففي السنتين الأخيرتين شهد الإقتصاد تراجعا حادا، وهذه الحكومة أسهمت في ضرب جميع المصالح الإقتصادية والإجتماعية للشعب اللبناني."
وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب وصفت الحسن خطوة الحكومة بالشعبوية غير المدركة، وقالت:" إقرار السلسلة دون دراسة هو جاء ككب الزيت على النار التي تشعل الواقع الإقتصادي، وأضافت:" بعد ثمانية أشهر من المماطلة في هذا الموضوع أشبعتنا الحكومة وعودا ودراسات وأبحاث، ونقول لم يعد هناك من عذر لعدم إقرارها إن كانوا واثقين بما وعدوا.
الحسن دعت الحكومة لأن تقوم بخطوة جريئة وتصارح الشعب اللبناني عن حقيقة تداعيات إقرار السلسلة أي إن كانت حقا تؤثر سلبا على الإقتصاد وتزيد تدهوره فعليها أن تخبر الناس صراحة وإن كانت تعتقد بأن إقرار السلسلة لا يؤثر سلبا ليس لديها مبرر من المماطلة ولتقرها.
وحول التخبط بين أفرقاء الحكومة اعتبرت الحسن أن هناك انقسام حاد بين أطرافها حول مواضيع كثيرة وخاصة موضوع السلسلة وتشير إلى أن الأفرقاء الذين يطالبون بإقرار السلسلة هدفهم شعبوي وإنتخابي غير آبهين بمصالح الشعب ولا بإقتصاد البلد. الحسن أكدت أن تردد الرئيس ميقاتي في إقرار السلسلة هو بسبب وضع مصداقيته على المحك وعتبرة أنه يتخوف أكثر من أي وقت مضى من إقرار السلسلة بعد التحذيرات الكثيرة التي أتت من جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان. وختمت الحسن أن هذا الإنقسام يولد إنعدام الثقة أكثر بالإقتصاد اللبناني ويساهم في زيادة تدهوره ويضرّ بمصالح الشعب وقالت أن هذه المرحلة هي أسوأ مرحلة يمر بها الإقتصاد اللبناني.