تخبط في فنجان هكذا يمكننا أن نلخص حال الحكومة التي يرئسها نجيب ميقاتي ويدوزن إيقاعها حزب الله ويبث أنغامها العونيون، جو الوئام الذي يحاول أفرقاء الحكومة جاهدين لإظهاره الى جانب جهدهم لإظهار أن هذه الحكومة ليست حكومة لون واحد بل تحوي آراء متنوعة بدأ يتبدد، فبعد هجوم رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وصهره على أداء الحكومة دخل حزب الله على خط الهجوم على الميقاتي وأدائه بلسان الوزير محمد فنيش الذي حمل إدارة الرئيس ميقاتي للملفات مسؤولية الحال الذي أوصلت الحكومة البلد إليه.
ما يبدو جليا أن كل ما يجري هو عملية ابتزاز بين أطراف الصف الواحد في إطار شعبوي عير مدرك، فميقاتي كالحبيب الذي عرف مكانه فتدلل مبتزا الحزب والتكتل العوني للحفاظ على ماء وجهه، إلا أن هذا التدلل لم يدم طويلا لتأتي الصفعة المؤنبة بطريقتين الأولى بالتضامن العلني والذهاب الى آخر الطريق في دعم حزب الله والتيار الوطني الحر لموقف وزير الخارجية عدنان منصور في الجامعة العربية بخصوص مقعد سورية في مجلس وزراء الخارجية العرب، والثانية قول وزير التنمية الادارية محمد فنيش أن حزب الله مع إقرار السلسلة وليس هناك من مبرر لهواة المماطلة بإقرارها، هذان الموقفان يظهران مدى التخبط الحكومي وسياسة حزب الله المنتحرة بالمصالح اللبنانية والإقتصاد الوطني خدمة للمصالح الشعبوية ناهيك عن استعداء الدول العربية التي يقطنها آلاف اللبنانيين العاملين هناك.
في ظل هذا التخبط وهذه المواقف المتباعدة لأطراف الحكومة يجدر بنا أن نسأل أين وحدة هذه الحكومة؟ وما هي فعالية حكومة أو انتاجيتها إن كانت منقسمة على ذاتها؟ هناك بعض من يقول بأن أطراف الحكومة يسقطونها بنفسهم وهناك من يذهب أكثر ليرجح فرضية التمهيد لاستقالة الحكومة، لكن المؤكد أن الحكومة مطلب سوري إقليمي وربما دولي ما يرجح فرضية بقائها رغم اقساماتها على قاعدة (الكحل أحلى من العمى). ما يلخص كل هذا الجدل هو كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أبرز العالمين بتدلل ميقاتي وقد قال له:" بيمون دولة الرئيس ميقاتي ونتفهم هواجسه، ولكن ما يطحش علينا كتير" أي إن الآية انقلبت وأصبح الحزب هو من يبتز ميقاتي الذي أصبح محشورا وحريصا على أن يحافظ على ماء وجهه إقتصاديا وسياسيا وشعبيا وعربيا. وبالتأكيد إن الإبتزاز لن يقف عند هذا الحد.