مجالس عاشوراء التي يحييها نصرات قشاقش والتي تهدم فكر الإمام موسى الصدر هي برسم دولة الرئيس نبيه بري الأمين على حفظ الأمانة
 

يصر قارىء العزاء الرسمي المعتمد لدى حركة أمل السيد نصرات قشاقش  على التوهين  بأفكار السيد موسى الصدر الدينية والعلمية والإجتماعية والسياسية.
فقشاقش لا يوفر فرصة إلا ويوجه سهامه فيها على أفكار الإمام الصدر من دون أن يسميه وبطرق ملتوية كي لا يستفز أنصار حركة أمل الذين هم سبب نجاحاته في مجالس أبي عبد الله الحسين ( ع ) بمعوض وصور والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
فتارة يطلق قشاقش النار على الدكتور الشهيد والمفكر العظيم علي شريعتي ويصفه بأنه ضال ومشرك ومنافق ويخرجه من عباءة الدين، علما أن شريعتي هو نفسه من صلى عليه الإمام موسى الصدر في مقام السيدة زينب ( ع ) بدمشق بعد إستشهاده وهو نفسه أيضا من طالب الصدر أنصاره بقراءة كتبه والإستفادة من فكره.
وطورا يحاول قشاقش الدفاع عن رجالات دين معروفين بعدائهم التاريخي أو بالحد الأدنى بمخالفتهم الواضحة لمدرسة الإمام الصدر الفكرية والعقلية بحجج واهية أنه يدافع عن المذهب وأهل البيت.
لكن قشاقش في مجالسه الخاصة كثيرا ما يزل لسانه عن قصد أو من دون قصد ويقول لأتباعه المقربين أن موسى الصدر لا يمثلني بالأمور الدينية بل فقط بالأمور السياسية.
وجديد نصرات قشاقش هذا العام قضيتان أثارتا إنقساما في أوساط جماهير حركة أمل.

إقرأ أيضا : شيعي باللون الأسود
القضية الأولى قوله أن " منبر الحسين ليس للسياسة " وهذا بحد ذاته مخالفة كبيرة لمدرسة الإمام الصدر التي رفضت  إختزال المنبر الحسيني ومراسم عاشوراء بالطقوس الجامدة وقال كلمته الشهيرة :" حسين العبرات لا أعترف به " أي حسين البكاء والعويل كذلك قال :" لا أعترف بالحسينية إلا إذا خرجت أبطال يقاتلون إسرائيل " وله خطبة عن ربطه للمحنة الوطنية التي كان يمر بها لبنان بمأساة عاشوراء.
أما القضية الثانية التي أثارها السيد نصرات قشاقش فهو موضوع النظريات العلمية والمعلومات العلمية التي إكتشفها الغرب كنظرية التطور داروين.
وعندما تطرق نصرات لهذه القضايا - هو قارىء عزاء بالمناسبة وليس عالم أحياء - وقع في العديد من الأخطاء والمغالطات العلمية التي إذا سمعها طالب بروفيه يستهزء بها، علما أن هذه النظريات قد أصبحت حقائق في الغرب وعلى أساسها يتم تصنيع الأدوية لشفاء السيد نصرات في حال مرضه لا سمح الله.

إقرأ أيضا : نصرات قشاقش ينشر الجهل في مجالس الإمام الحسين .... الأضاليل العلمية التي قالها
لم يسأل السيد نصرات نفسه كيف تعمل هذه الأدوية وكيف أنها تشفي ؟! لم يبحث عن المصادر العلمية من منابعها الأصلية بل تلهى بكتب وتأليفات لكتاب ومنظري المؤامرة على الأديان لنشر الجهل والخرافة في أوساط متابعيه.
لم يفتح نصرات قشاقش كتاب موسى الصدر ولم يلاحظ كعادته أن الإمام الصدر ذهب إلى ألمانيا وزار أوروبا وإعترف أنه أخذ من علومها، ولم يدرك قشاقش ربما أن السيد موسى الصدر دخل الجامعة وحصل على شهادة علمية ، كل هذه الأمور لا يريد نصرات أن يدركها أو أن يجعل متابعيه يدركوها.
ولعله لم يقرأ لمحاضرات رجال دين أجلاء ومن الشيعة أيضا يعترفون أن نظرية التطور هي حقيقة علمية بل يصر قشاقش في تخبطه كونه كل ما يعرفه عن النظرية أنها بإعتقاده تقول أن " أصل الإنسان قرد " وفي الحقيقة فإن النظرية لا تقول ذلك ولا داروين قالها  بل من قالها هم أمثال قشاقش الذين لا يقرأون وإذا ما قرروا القراءة لا يعرفوا ماذا يقرأون ؟
إذا ، فصل الثورة الحسينية عن السياسة وإستغلال المنبر الحسيني لنشر الجهل والتخلف هي أدوات نصرات قشاقش لتكريس الطقسنة في عاشوراء ولهدم مشروع الإمام موسى الصدر الفكري.

إقرأ أيضا : نعيم قاسم يهين المرأة المطلقة ... لا يا شيخ، ما هكذا تورد الإبل
لكن كيف تنطلي هذه الخدع على البعض من محبي الإمام الصدر؟
عند إستطلاع آراء الحركيين سترى شبه إجماع من محبي نصرات قشاقش يقولون أن صوته جميل ولن تجد أحد منهم يقول أن ما قدمه في المحاضرة جميل ، هذا أولا.
أما ثانيا فسيقولون أنه يحفظ قصائد ولائية جميلة ورائعة تخاطب مشاعرنا ما يؤدي إلى تواجد هذه الحشود.
أما السيد نصرات فيعرف كيف يدير اللعبة، فعند الإنتهاء من مجلسه الخالي من فكر الإمام الصدر السياسي والعلمي ، يستذكر الإمام الصدر بكلمتين تدغدغ العواطف فتثور عاطفة الحركيين ومن ثم يلتقط بعض الصور في مجلسه تحت صورة الإمام الصدر وحركة أمل فتنتفض العقول والقلوب ملبية له وبالأخير يأخذ صورة مع رجلي دين مسيحي وسني ويقول أنه من مدرسة التعايش وينسى سجالاته الطائفية ولوم بعض رجال السنة على مغالاته في بعض مجالسه وتهديدهم له بالمغادرة إذا ما إستمر على هذه الحالة كما حصل معه في برج الشمالي.
هذه الأمور لا يراها جمهور حركة أمل، لكنه سيراها في المستقبل وحينها لن ينفع الندم.
مجالس عاشوراء التي يحييها نصرات قشاقش والتي تهدم فكر الإمام موسى الصدر هي برسم دولة الرئيس نبيه بري الأمين على حفظ الأمانة.
هي مجالس تخلو من العلم والتواضع للحقيقة وتنشر الجهل والتعصب، وما أبعدها عن مجالس موسى الصدر وحتى مجالس مصيلح الوطنية.