قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الادميرال علي شمخاني إن استقلال اقليم كردستان سينهي بجميع الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين إيران وهذا الإقليم مهددا بأن إيران ستغلق جميع منافذها الحدودية مع الاقليم بحال إجراء الاستفتاء. وأضاف شمخاني أن إيران ستعمل ضمن إطار تأمين حدودها المشتركة على إعادة النظر في طريقة التعامل مع تواجد وتحركات العناصر الإرهابية، ويرى شمخاني أن الفرصة لا تزال سانحة أمام مسؤولي كردستان العراق للاستجابة للمبادرات الخيرة التي تهدف تأمين مصلحة الشعب الكردي والعراق والحوؤل دون إنشاء تيارات تهدد الأمن في المنطقة. 

إقرأ أيضًا: الحرس الثوري يتجه إلى التصعيد مع أميركا ؟
وفي السياق نفسه أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن استفتاء كردستان سيجر الفوضى إلى المنطقة منوهة أن الاستفتاء أشبه بكارثة تدفع باتجاه تقسيم المنطقة، وقد وصل الموقف الإيراني المعارض لإجراء استفتاء الاستقلال يوم أمس ذروته عبر تصريحات شمخاني المهددة، وبالرغم من أن  المرشد الأعلى آية الله خامنئي لم يتطرق إلى موضوع استقلال كردستان خلال خطابه بجامعة العلوم العسكرية حيث ركز فيه على شتم الشيطان الأكبر والقاء اللوم عليها على تلاعبها بالاتفاق النووي إلا أن تصريحات شمخاني كانت كفيلة لمعرفة مدى الخطر الذي يشعر به الإيرانيون من استقلال كردستان. 

إقرأ أيضًا: رسالة الأسد إلى خامنئي الأهداف والدلالات
ذلك لانهم يعتبرون أن إنشاء دولة مستقلة جديدة إسمها  كردستان بمثابة تأسيس اسرائيل ثانية في المنطقة كما عبر عنه نوري المالكي حليف إيران، ثم إن تأسيس دولة كردية سيؤسس لسايكس بيكو جديد حيث يجعل دول المنطقة الثلاثة الأخرى أي إيران وتركيا وسوريا متعرضة للانقسام. 
وهذا الخطر دفع الأتراك إلى  معارضة مشروع الاستفتاء، ويمكن القول بأن عدوى الاستقلال سوف ينتقل الى دول وقوميات أخرى، وبعد انفصال جنوب السودان تشهد دولة إسلامية ثانية محاولة استقلال جزء منها بعد الدمار شبه الكامل الذي حصل في سوريا ومتزامنا مع خفض التوتر في قسم من الأراضي السورية إلا أن المنطقة تشهد رفع مستوى التوتر في العراق. 

إقرأ أيضًا: إيران: بشار الاسد خط أحمر وليس الولي الفقيه
فالمستفيد الأول والأخير في جميع ما يحدث هو الكيان الصهيوني وكان لافتًا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تشجع الأكراد على الاستقلال، هل سيتمكن الأكراد من تأسيس دولة قومية على غرار إسرائيل في المنطقة وهي محاصرة بين أربع دول كلهم يعارضون فكرة استقلالهم؟ يبدو أن تحقيق حلم الاكراد في تأسيس أول دولة كردية على وجه الأرض صعب وبل مستحيل في ظل معارضة إيران وتركيا لتلك الفكرة، انهما لا تبقيان في موقع المتفرج تجاه استقلال كردستان.