انتهت قضية العسكريين المخطوفين إلى ما انتهت إليه، مأساة، فجيعة، مصيبة، كلها أصابت لبنان واللبنانيين في صميمهم، ذلك أن الجيش وحده كان وما زال خشبة الخلاص التي يتطلع إليها كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم.
استطاع الجيش أن يبقى صمّام الامان، وبقي على مسافة واحدة من كل الإصطفافات والمشاحنات السياسية، همه الوحيد فقط فرض الامن والإستقرار على مساحة لبنان كله، وجاءت المعارك الأخيرة التي قادها الجيش لتؤكد أن الجيش أقوى من أي تحدي ففرض إرادته على أرض المعركة مسجلًا انتصارات جديدة يضيفها إلى سجلّه الناصع بالانتصارات والتضحيات.

إقرأ أيضًا: يا لعار بنادق الاسلامويّين.. وعار وجوه المسؤولين اللبنانيين
وجاء هذا الإنتصار الكبير على الارهابيين ليكشف عن مصير الجنود المختطفين فتكلل هذا الإنتصار بالشهادة لتضاف إلى سجل هذا الجيش باقة جديدة من الشهداء على مذبح الوطن ليتأكد الجميع من جديد أن المؤسسة العسكرية هي بحجم الوطن كله وستبقى بالرغم من أن المأساة التي خرجت بالإعلان عن استشهاد العسكريين كبيرة وقد أصابت كل لبناني، وهي قضية بحجم الوطن كله فلا بد من العمل على كشف ملابساتها وظروفها لتحديد المسؤوليات بشفافية بعيدًا عن التحليلات والسجالات الإعلامية التي لا تضر إلا بالجيش والمؤسسة العسكرية.
وفي السياق يجب العمل فورا على إخراج هذه القضية من البازار السياسي والإعلامي وذلك إحترامًا للجيش والشهداء ولتبقى القضية في عهدة المسؤولين وقيادة الجيش للوصول إلى الحقيقة التي ينتظرها كل اللبنانيين.
وفي هذا الوقت لا بد من التنويه أن الأزمة بدأت منذ العام 2014 خلال العملية العسكرية للجيش في عرسال تلك المعركة التي تعرض فيها الجنود للأسر فتوقفت المعركة بعدها ومنع الجيش من استكمال المعركة ومن التفاوض لتحرير العسكريين ليبقى السؤال لماذا توقفت المعركة ولماذا منع الجيش من التفاوض؟

إقرأ أيضًا: صفقة مشبوهة وقسمة ضيزى
في هذا الوقت نحن أمام إنجاز كبير للجيش اللبناني لا ولن يستطيع أحد التنكر لهذا الإنجاز، ولن يستطيع أحد التنكر لقدرات الجيش والمراهنة على ضعفه، إن جيشنا الوطني قوي بما يكفي ليستطيع وحده استكمال إنجازاته وانتصارته بعيدًا عن أي محاولات لتمييع انتصاراته أو الإستيلاء عليها.
كل العزاء للمؤسسة العسكرية وقيادتها والتعازي الحارة لعوائل الشهداء، والتحية دائما للجيش وأبطاله أبطال فجر الجرود.