لم يكن أمام الآلاف من اللاجئين السوريين خيار إلا الصعود في تلك الحافلات ومغادرة منطقة جرود عرسال، ولكن في الكواليس صفقات غامضة خططت لرحيلهم وكانوا ضحيتها
 

وسط غياب تام لأي آلية واضحة حول مصير اللاجئين السوريين بعد المفاوضات التي تمت لنقلهم إلى الأراضي السورية من المناطق اللبنانية بحجة إقناعهم أن الأمور عادت إلى مجاريها في سوريا، يدور الحديث عن صفقات وإتفاقيات سرية قد تمت إثر هذه العملية وكان ضحيتها اللاجىء السوري العائد إلى بلد الدمار.
ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان إلى ضغوط كبيرة لدفعهم إلى العودة إلى بلادهم دون أي ضمانات، خاصة وأن غالبيتهم ضد النظام السوري، في ظل تجاهل واضح من الأمم المتحدة، علماً أن آلاف اللاجئين انتقلوا إلى الداخل السوري دون أي غطاء دولي سواء في الصفقة التي تمت مع جبهة النصرة، أو في تلك التي تمت مع سرايا أهل الشام التي جرت بعد ذلك.
وبعد الصفقات التي واكبها حزب الله لإخلاء المسلحين من جرود عرسال ومعهم اللاجئيين، كان لافتاً أن الإتفاقات لم تحظ بأي مراقبة أممية، بما يحرم هذه الإتفاقات من أي ضمانات أو معايير دولية لضمان أمن وسلامة هؤلاء اللاجئين.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن موظفين في الأمم المتحدة يعملون بشكل طوعي في لبنان، "أن اللاجئين الذين نقلتهم الحافلات إلى الداخل السوري الملتهب كانوا ضحية اتفاقات ملتبسة أبرمت في خدمة أجندات سياسية غامضة، وأنه لم يكن أمام الآلاف من اللاجئين خيار إلا الصعود في تلك الحافلات ومغادرة منطقة جرود عرسال".
وتضيف الغارديان نقلاً لاجئين في بيروت "أن العاصمة اللبنانية تسعى اليوم إلى دفعهم للعودة إلى سوريا بعد أن حقق النظام السوري تقدّماً عسكرياً على كثير من مناطق البلاد بدعم كامل من روسيا وإيران وميليشياتها".
ويرى مراقبون "أن هواجس المجتمع المدني لن تحول على ما يبدو دون إجبار اللاجئين على العودة إلى بلدهم دون أي ضمانات، بما سيشكل لاحقاً انفجاراً داخل سوريا، يفتح أبواب حروب أخرى بين مناطق العودة".