التحضير للمعركة مع الدواعش تحتاج إلى إذن النظام السوري

 

المستقبل :

في تبرّم واضح من ممارسات الأسد الإجرامية التي لم تتوقف عن الفتك بالمدنيين في المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة على الرغم من اتفاقات وقف النار، وكذلك ضد الإجراءات التعسفية التي تقوم بها التنظيمات المختلفة الحاملة لأفكار تنظيم القاعدة ولكن بمسميات متعددة وعلى رأسها «جبهة النصرة» التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» مع استمرارها في خط الترهيب والإرهاب، خرجت تظاهرة في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي طالبت بإسقاط النظام وتسليم مدينة إدلب لإدارة مدنية، ورفع الأهالي لافتات كتب عليها «الشعب الذي أطلق الثورة هو من يكملها حتى النصر، ثورتنا لا تنام وستُسقط النظام مهما طال الأوان».

وكذلك في بلدة حاس، طالب المتظاهرون بخروج «هيئة تحرير الشام» من مدينة إدلب، تخوفاً من تحويلها إلى موصل ثانية، وارتكاب طائرات التحالف مجازر بحق المدنيين.

وكانت الولايات المتحدة حذرت من عواقب وخيمة في حال سيطرت «هيئة تحرير الشام» على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، معتبرة أن ذلك سيجعل من الصعب إثناء روسيا عن استئناف القصف الذي توقف في الفترة الأخيرة.

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا مايكل راتني، إن الهجوم الأخير الذي شنته «هيئة تحرير الشام»، وتصدرته «جبهة النصرة» سابقاً، والتي كانت فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، عزز سيطرتها على المحافظة و«يُعرّض مستقبل شمال سوريا لخطر كبير».

إلى ذلك، خرجت في الغوطة الشرقية تظاهرات في مدينتي كفربطنا وجسرين في الغوطة الشرقية، طالبت بإسقاط النظام وإطلاق سراح المعتقلين ووقف إطلاق النار. وطالب المتظاهرون هيئة «تحرير الشام» بالخروج من الغوطة أو حل أنفسهم.

وفي سياق متصل، شهدت الغوطة الشرقية في ريف دمشق، هي الأخرى، تظاهرات منددة بالقصف الهمجي لنظام الأسد الذي يستهدف المدنيين في بلدة عين ترما وباقي بلدات الغوطة.

وخرج المتظاهرون في مدن جسرين مسرابا وكفربطنا مطالبين «تحرير الشام» بحل نفسها والاندماج ضمن فصيل واحد والإفراج عن المعتقلين لديها من أبناء البلدة.

وفي سياق آخر، افاد المرصد السوري أن محافظة حماة، غرب سوريا، شهدت أمس، اشتباكات هي الأعنف منذ أشهر، لكن الروايات تباينت حول كيفية اندلاع القتال.

وذكر المرصد ومقره بريطانيا، أن الاشتباكات صاحبها قصف عنيف حيث أطلقت عشرات القذائف الصاروخية، مشيراً إلى أن هناك «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في العمليات العسكرية المتواصلة في المنطقة».

وتدور المعركة حول قرية معان الواقعة على بعد 23 كيلومتراً شمال حماة، بالقرب من موقع هجوم شنته المعارضة وهجوم مضاد لقوات النظام السوري في الربيع الماضي.

وقال المرصد إن القتال اندلع نتيجة محاولة قوات الأسد التقدم شمالاً من معان إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة.

وذكر الإعلام الحربي لـ«حزب الله» المتحالف مع النظام السوري أن مقاتلي المعارضة هم من حاول شن الهجوم، إلا أن قوات النظام السوري أحبطته.

إلى ذلك، أفاد المرصد أمس، أن الأطراف المتحاربة تبادلت ليل الخميس - الجمعة إطلاق النار والصواريخ شمال مدينة حمص الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وذلك بعد ساعات من بدء هدنة تدعمها روسيا.

وشاب أيضاً إطلاق مكثف للصواريخ اتفاقاً مشابهاً شرق العاصمة دمشق.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أول من أمس الاتفاق مع المعارضة السورية على إقامة منطقة «عدم تصعيد» في ريف حمص الشمال الخاضع لسيطرة المعارضة.

وعاود مقاتلو المعارضة وقوات الأسد تبادل إطلاق النار بعد بضع ساعات من الهدوء أعقبت سريان الهدنة. وقال المرصد السوري إنه لم يتلق أي تقارير حتى الآن عن سقوط قتلى.

وذكر المرصد أنه سجل مقتل 25 مدنياً على الأقل منذ إعلان هدنة الغوطة الشرقية في 22 تموز، بينهم سبعة أطفال، إلى جانب عشرات المصابين. 

وأشار المرصد أمس، إلى أن نحو 70 صاروخاً سقطت خلال 24 ساعة على الغوطة الشرقية في أعنف قصف للمنطقة منذ الإعلان عن منطقة عدم التصعيد.

 

الديار :

الجيش اعد اجراءات واستعدادات ذات طابع دفاعي التي ستساهم في انطلاق العملية الهجومية ضد «داعش» عندما تتحدد ساعة الصفر ذلك ان قرار تحرير الارض هو قرار مبدئي متخذ من قيادة الجيش ويندرج ضمن مهمات المؤسسة العسكرية التي لم تتوقف يوما عن الدفاع عن ارض لبنان. والاستعدادات التي قام بها الجيش تمت بشكل سريع بعد توفر معلومات استخباراتية خلال الايام الاولى لمعركة جرود عرسال بين حزب الله و«جبهة النصرة» عن امكانية محاولات تسلل من قبل داعش باتجاه رأس بعلبك والقاع. ولتحصين مواقعه اكد الجيش انه لن يسمح بان تصبح مدينة الملاهي ووادي حميد تحت سيطرة «داعش» مشددة ان هاتين المنطقتين تشكلان خطاً احمر. وعليه يستعد الجيش لدخول وادي حميد ومدينة الملاهي عند خروج «سرايا احرار الشام» من هاتين المنطقتين ليتمركز في نقطتين استراتيجيتين تخول الجيش ان يحارب داعش من موقع قوي. وتجدر الاشارة الى ان الدولة اللبنانية سمحت لـ «سرايا احرار الشام» بان يغادروا مع اسلحتهم باتجاه سوريا ولكن الجانب السوري لم يوافق بعد على دخولهم الى الاراضي السورية باسلحتهم.
في المقابل تشير المعلومات الى ان عدد مقاتلي «داعش» يفوق عدد مقاتلي «النصرة» حيث يرجح وجود نحو 700 مقاتل «داعشي» مستعد للهجوم على الجيش يمتلكون اسلحة نوعية من بينها صواريخ «ساغر» و«كورنيت» المضادة للدروع وللدبابات. من هنا، يحاول الجيش الوصول الى تلال استراتيجية في مدينة الملاهي ووادي حميد تجعله قادراً على ضرب «داعش» في الصميم دون ان يلحق بالمؤسسة العسكرية اضرارا مادية وخسائر بشرية كبيرة.
اما التنفيذ فهو مرتبط بقرار خاص يتخذه قائد الجيش العماد جوزف عون وفقا لمعطيات محددة تراها قيادة الجيش ملائمة للبدء بعمل عسكري لان الجيش لا يخوض معركة الا ليخرج منها منتصرا. وبالتالي يتطلب ذلك توفر شروط معينة لجهة الاستعدادات والاستعلام الامني والخطط العسكرية المطلوبة الى جانب التغطية السياسية التي منحها الرؤساء الثلاثة للمؤسسة العسكرية للتدخل في اي مسألة تشكل خطرا على الامن والاستقرار اللبناني.
من هذا المنطلق، لا يتحرك الجيش تحت ضغط الشارع ولا ينجر الى اي معركة عن سوء نية او حسن نية او نتيجة موقف شعبوي اطلقه فريق معين لفرض اجندة محددة يتحرك الجيش من خلالها، انما الجيش مستقل في قراره ويتحرك عندما تقتضي الحاجة الوطنية ذلك. وعلى هذا الاساس التحضير للمعركة مع «داعش» على الجبهة الشرقية يتم بدقة وبعناية كبيرة وتحديد وقت الهجوم يتم عندما تتوفر كل المعطيات للجيش بضرورة الانطلاق. وفي هذا السياق يرصد الجيش على مدار الساعة بقعة العمليات المفترضة وحيث ستكون المواجهة مع داعش الامر الذي يجعله قادراً على تنفيذ عمليات استباقية وهي عبارة عن قصف مدفعي وصاروخي وغارات جوية بواسطة الطوافات وطائرات «السيسنا» عبر صواريخ «هيلفاير» التي تستهدف الارهابيين وكل ذلك يصب في نطاق التمهيد للمعركة المرتقبة في رأس بعلبك والقاع.
وفي هذا النطاق يؤكد خبراء عسكريون ان من بين اهم المؤشرات لبدء المعركة بين الجيش و«داعش» هو  لحظة قيام الجيش بالانتشار في مدينة الملاهي ووادي حميد (كانت «النصرة» تسيطر على هاتين المنطقتين سابقا) لان الانتشار في تلك المنطقة يقطع الطريق على داعش باتجاه عرسال وبالتالي يحكم الطوق على منطقة الجرود.
وفي سياق متصل جاء ردّ لمصدر امني ان لا صحة للمعلومات المتداولة عن توقيت بدء المعركة والغاء زيارة القائد الى الولايات المتحدة» مع الاشارة الى انه في حال  حددت القيادة العسكرية موعد العملية العسكرية قبل موعد زيارة قائد الجيش الى واشنطن فبالطبع سيكون العماد جوزف عون حاضرا في لبنان يتابع مجريات العملية. 
وحول الحديث عن طلب الجانب اللبناني مساعدة من التحالف الدولي ضد الارهاب فهذه المعلومات هي عار عن الصحة لان الجيش يملك الامكانات اللازمة لتنفيذ تلك العملية بوجه داعش. 
وفي ما خصّ «الاشاعات» حول تواجد 70 عسكريا اميركيا على الجهة الشرقية لمساعدة الجيش تكشف اوساط مطلعة عدم صحة الامر ذلك ان  مهمة الوفود الاميركية هي استطلاعية ولمعرفة مدى قدرة الجيش على استخدام الاسلحة الاميركية المتقدمة بأقصى طاقاتها. 
ويشار الى ان اكثرية المجموعات العسكرية الغربية والاميركية لها مهمة محددة بتدريب وحدات الجيش وفقا لاتفاقيات واضحة البنود بين الدولة اللبنانية والاميركية ولا يمكن الخروج عنها.
 

 

 

 

 

 

 

  مكافحة الفساد ومشروع الاصلاح


وبعد كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن سقوط الحصانات عن المرتكبين قال مصدر وزاريّ معنيّ للديار ان كلام الرئيس ويتجلى من ضمن رؤية شاملة كانت هي فحوى نضاله المضني منذ كان في منفاه. تتوزّع تلك الرؤية عنده منذ ذلك الحين على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى عنوانها معركة السيادة، وقد خاضها العماد عون ونجح في 1-تحقيقها وترسيخها في المدى اللبنانيّ برمته. 
2-الطبقة الثانية، وترممت معاييرها وانسكبت مفرداتها من بعد عودته من المنفى الباريسي، فكان العنوان الإصلاح والتغيير، وقد أسّس تكتّلاً تحت هذه التسمية وبدأ يخوض معركة الإصلاح والتغيير بصلابة موقف وفعل. 
3-الطبقة الثالثة، تجسيد الإصلاح والتغيير من خلال عملية بناء الدولة، وهذا قد بدأه منذ أن انتخب رئيسًا للجمهوريّة. 
واشار الى ان أرومة هذا الكلام تعود في حقيقة الأمر إلى تلك المحطات الثلاث بطبقاتها الثلاث، فحين انتخب العماد عون رئيسا للجمهورية بناء على التسوية الميثاقية التي أفضت إلى ذلك، أقسم اليمين الدستوريّة، وليس لأحد أن يقسم اليمين الدستورية بهذا التوصيف الحصريّ سوى رئيس الجمهوريّة بالمحافظة على السيادة وتطبيق القوانين، إذ هو المسؤول الوحيد الذي يذهب إليه وتلقائيًّا بمجرد ذلك فالحمايات كلها تسقط. فقد لفظ خطاب القسم وقد تضمّن خطابه فقرة مهمة وأساسيّة تعنى بقضية الفساد والفاسدين. فانطلق من هذا المعنى بالذات باتجاه هذا الهدف. 
واعتبر المصدر الوزاري ان  بداية الإصلاح عند الرئيس وفي فلسفته، عنوانه مشروع الانتخابات النيابيّة الذي تحقّق، وفيه انطلق لبنان من المشروع الأكثريّ إلى المشروع النسبيّ بالتزاوج مع الروح الميثاقية. المحطة الثانية التي يتطلع إليها رئيس الجمهورية، البلوغ نحو الانتخابات النيابيّة في موعدها المحدّد، فينبثق عنها مجلس نواب جديد يسمي رئيس الحكومة والحكومة، وستكون هذه محطة أخرى للتغيير المنشود والمطلوب. وبحسب المصدر الوزاري المعنيّ، فإنّ المجلس النيابيّ المنتظر من الطبيعي ان يواكب العهد بقوّة. في الانتظار ينكب رئىس الجمهورية على ملء الشواغر في  إدارات الرقابة وهي قد اكتملت، بوصفها أدوات الرقابة المعنية بالإصلاح ومحاسبة الفساد. وعلى هذا، فإنّ الرئيس عون حين يقول كلامًا بهذا الحجم فهو غير موجّه بوجه أحد، ذلك انه لا يميّز في الهويات السياسية والطائفيّة والجهويّة عندما يتعلّق الأمر بالفساد، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد تدخّل الرئىس في قضيّة «الغولف كلوب»، بعدما طلب اتحاد بلديات الضاحية الجنوبيّة استرداد الأرض التي كان النادي سيبنى عليها، فطلب الرئىس من وزير الأشغال العامة دراسة الموضوع والتفاوض مع المعنيين بالأمر من اجل تحسين الشروط المؤدية إلى تحسين واقع الخزينة، مع وعي الرئيس بفوائد وجود ناد راق كنادي الغولف وانعكاسه على الواقع الإنمائيّ والسياحيّ، وعلى الرغم من ذلك فالرئيس يتطلّع إلى الشروط الموضوعيّة التي تنعكس خيرا على خزينة الدولة، فهو يعتبر بأنّ المال العام مقدّس وملك لجميع اللبنانيين، ومن اجل ذلك استحدثت وزارة لمكافحة الفساد في سبيل هذا الهدف وهي تعمل على الملفات ومنها ملفّ هدر المال العام لذلك تحركت وزارة العدل بهذا الملفّ، كما أن وزير العدل قام بمجموعة إصلاحات جذريّة تحمي القضاء من تسلل الفساد إلى داخله، وهو ماض بها حتى النهاية. 
وتساءل المصدر الوزاريّ المعنيّ، كيف يستطيع بعضهم أن يدعي بأن الرئيس يغطي الفاسدين، فمن ثمرات مكافحته الفساد ملفّ الكهرباء وقد طلب من وزير الطاقة أن يقدّم العرض إلى لجنة المناقصات، وقد فعل ذلك. مضيفا فليدلنا احد على ذلك، لا احد يعرف الجنرال، فهو عنيد في هذه المسائل ولا يفرّط بها على الإطلاق. إنه مزعج للمتسلطين والفاسدين، فكلّ فساد مؤسسي وممنهج ومحميّ سيضرب في عهد الرئيس عون، حتى لو رفعت المتاريس السياسيّة، لا سمح الله، بوجهه، فهو سيواجه حتى النهاية. واكد المصدر ان الرئيس يتابع الملفات شخصيا قد تطول العملية لان ذلك يتطلب تمثيلا فاعلا لتمرير مشاريع القوانين المطلوبة وصولاً إلى حكومة تحارب الفساد، علما بأنّ الحكومة الحالية قياسًا لما تم إبرازه قد بدأت بإعداد العدة لمحاربته وهي قد بدأت مع رئىس الجمهورية بلا حصانات ولا حمايات، وهي ستسقط تباعا. 
 

 السجال حول المناقلة القضائية  


اما السجال السياسي الحاصل حول تعيين القاضي هنري خوري رئيساً لمجلس شورى الدولة خلفاً للقاضي شكري صادر فيعود الى اعتبار فريق معين ان المناقلة القضائية سببها كيدي وذلك لان القاضي صادر من الذين منحوا التشريع للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وشددوا على ضرورة وجودها في حين رأى وزير العدل سليم جريصاتي ان القاضي صادر اعطي منصب رئيس غرفة يوازي منصب رئيس مجلس شورى الدولة وهذا لا ينتقص من كرامته ولا من قيمته.
 

 وزني : الاقتصاد الانتاجي يحقق نموا مستداما


على صعيد اخر وفي الموضوع الاقتصادي قال الخبير الدكتور غازي وزني للديار ان الاقتصاد اللبناني يتركز ويتجه نحو القطاعات الريعية والتي تكون مرتبطة بالاستقرار السياسي والامني وبات يشكل القطاع الريعي 75% من الاقتصاد الوطني. واشار وزني الى ان البنك الدولي اصدر دراسة عن الاقتصاد اللبناني من 2001 الى 2011 بانه اقتصاد  لا يخلق فرص عمل كافية لو حقق نموا لا بأس به ومن هنا اتت مطالبة رئيس الجمهورية بالتشديد على اهمية تعزيز القطاعات الانتاجية مثل الاقتصاد المعرفي وتقوية القطاع الزراعي والصناعي بهدف تحقيق نمو مستدام عبر تطوير الانتاج وخلق فرص عمل.
واضاف الدكتور وزني ان القطاع العقاري (ريعي) نموه مؤقت فلا يجب فقط الاعتماد عليه لانه لا يندرج ضمن القطاعات التي تخلق نمواً مستداماً بل نمواً مؤقتاً. ورأى انه في المرحلة المقبلة يجب تسليط الضوء على القطاعات الانتاجية وتطويرها كذلك يجب ان تكون مقاربة مشروع موازنة 2018 مبنية على اسس اقتصادية واجتماعية خلافا لما حصل في مقاربة مشروع موانة 2017 التي كانت مقاربة حسابية ورقمية بحت. ذلك ان السياسة المالية يجب ان تلعب دورا اساسيا في تحقيق الانتاج للدولة وفي اضفاء عامل الاستقرار للسياسة النقدية وليس العكس كما يجري حاليا.

 

 

الجمهورية :

 

تستمرّ السلطة في التخبّط عاجزةً عن تحقيق إنجازات تفرج الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يَرزح تحتها اللبنانيون في مختلف المجالات، فيما الفساد ينخر كثيراً من الإدارات وتنكشف بعض فصوله من حين إلى آخر، وكان منها فضيحة الأدوية السرطانية المزوّرة التي اكتُشِفت في مستشفى بيروت الحكومي، والتي يبدو أنّها ستشكّل، مع ما يُكتشَف من فضائح أخرى في غير مجال، بداية ذوبانِ رأسِ جبل الفساد الذي سيطيح بالبلد إذا لم تبدأ مكافحته جدّياً على كلّ المستويات. وفي غضون ذلك، بعد إسدال الستارة على تحرير جرود عرسال من مسلحي «جبهة النصرة»، يبدأ العدّ العكسي لمعركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلّحي تنظيم «داعش» والتي يتوقّع البعض حصولها قريباً، خصوصاً أنّ أولى مؤشّراتها بدأت أمس بتكثيف الجيش اللبناني قصفَه مواقعَ «الدواعش» وتحرّكاتهم في تلك الجرود، ما اعتُبر إيذاناً باقتراب موعد المعركة التي سيخوضها من الجهة اللبنانية، فيما سيخوضها الجيش السوري و«حزب الله» من الجهة السورية، على حدّ ما أشار الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية مساء أمس، داعياً «الدواعش» إلى مراجعة حساباتهم والانسحاب إذا أرادوا تجنُّبَ المعركةِ لأنّها حاصلة حتماً إذا لم يقبلوا بتسوية تُنهي وجودهم في تلك الجرود. وكذلك دعا الجيش اللبناني إلى تسلّمِ جرود عرسال من «حزب الله» في أيّ وقت يَرغب، لكي يعود العراسلة إلى أرضهم وبساتينهم ومقالعهم وأرزاقهم فيها.

علمت «الجمهورية» أنّ تنسيقاً عسكرياً مباشراً حصَل بين قيادتَي الجيشين اللبناني والسوري تحضيراً للمعركة ضدّ «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، حيث عقِدت اجتماعات مشتركة خلال الايام الماضية وضِعت فيها الخرائط على الطاولة وتمّ تقسيم المنطقة عسكرياً لمعرفة المهمّات التي سيقوم بها كلّ طرف وأين يقتضي الدعم والتنسيق والمساندة.

وفي المعلومات أيضاً أنّ التأخير في انطلاق المعركة سببُه الوقت الذي استغرقه هذا التنسيق المباشر ووضعُ اللمسات الأخيرة على الخطة العسكرية.

وأوضَحت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» أنّ كلّ ما يتمّ تداوله عن مشاركة روسيّة ـ اميركية في هذه المعركة عارٍ من الصحّة، وأنّ جلّ ما في الأمر أنّ رأياً سَرى في الأوساط الديبلوماسية ينصح لبنان بتأمين غطاء دولي وتحديداً روسي ـ اميركي لتغطية هذه المعركة، وتدرس الجهات المعنية راهناً هذا الأمر جدّياً.

وكشفَت هذه المصادر أنّ الجيش اللبناني سيستعين بالشعب للمساندة، على غرار سائر جيوش العالم عندما تستعدّ لخوض معارك. خصوصاً أنّ الغطاء السياسي الكامل لتحرير المنطقة الجردية قد أعطِي وبلا مواربة، حتى إنّ قيادة الجيش اللبناني أبلغت إلى المسؤولين أنّ خوض هذه المعركة بالتحديد لا ينتظر أيّ قرار سياسي، فالجيش يدافع عن أرضه ضدّ العدوان والإرهاب، وهذه مهمّته الاساسية، وتبقى الساعة الصفر بيدِ قيادة الجيش.

نصرالله

ولفت الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة إلى أن «عملية تحرير بقية الجرود اللبنانية سيقوم بها الجيش اللبناني وهذا شيء واضح ومقدماته بدأت»، مؤكداً أنّ «الجيش اللبناني جاهز وقادر على خوض هذه المعركة والانتصار بها ولديه ضباط وجنود على استعداد عالٍ وبامتياز».

وأعلن «أن «حزب الله» في خدمة الجيش اللبناني وسننفذ كل ما يطلب ونحن مع الجيش وبتصرفه وإلى جانبه ونريد أن يحقق الجيش انتصاراً سريعاً حاسماً»، ناصحاً بـ«وضع النكد والكيد السياسي بعيداً عن المعركة لتكون الجبهة واحدة وتوقيت الجبهة هو في يد الجيش اللبناني لأننا في الجهة الثانية جاهزون لها».

وأضاف: «على قيادة «داعش» أن تعرف أن هناك قراراً حاسماً بالمعركة وما يفصلنا عن المعركة هو أيام قليلة وبالتالي البقاء في الجرود انتهى وستواجه «داعش» معركة تحظى بإجماع لبناني».

برّي

ومِن طهران التي وصَل إليها أمس للمشاركة في الاحتفال بقسَم الرئيس الايراني حسن روحاني لولاية جديدة، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري «أنّ الجيش اللبناني يمتلك كلّ المقومات التي تُمكّنه من استكمال معركة تطهير الجرود الشرقية من الإرهاب، لا سيّما الجزء المتبقّي منها، الذي لا زال تحت سيطرة تنظيم «داعش».

وقال: «الحمدلله، جيشُنا من أفضل الجيوش في المنطقة، وأثبتَ كفاية قتالية عالية في حربِه على الإرهاب. أمّا القرار في شأن توقيت المعركة فهو في عهدة قيادة الجيش التي تمتلك تقديرَ الظروف والمناخات والتوقيت للقيام بمهمّاتها».

وحول الانتصار على الإرهاب في جرود عرسال، قال برّي: هذا ليس بجديد على المقاومة فقبله كان الانتصار على العدو الاسرائيلي في تموز 2006، فالاعتداء اعتداءٌ سواء على الجنوب أو على الشرق، ما حصَل الآن هو تحوّلٌ كبير لعلّه من الناحية الوطنية يعادل، لا بل يضيف على موضوع الانتصار الذي حصَل عام 2006».

سعَيد

وتوقَّع النائب السابق الدكتور فارس سعيد أن لا تصمد الحكومة طويلاً، وقال لـ«الجمهورية»: «إستمرار هذا الوضع سيفجّر ما تبَقّى من الدولة، فبين الضغوط الخارجية والعربية وبين إمساك «حزب الله» بالدولة لن تستطيع الحكومة الصمود والاستمرار». وأضاف: «يقدّم «حزب الله» نفسَه وكأنه الضمان للبنانيين بدلاً من ضمان الدولة التي تتنازل عن وظيفة حماية لبنان وتوكِلها الى ميليشيا طائفية.

فما حصَل في عرسال وما تبعَه هو انهيار كامل لصورة الدولة وصعود لضمان الميليشيا التي تحاول تشكيلَ الدولة اللبنانية وفقاً لشروطها وليس بشروط الدستور والقانون اللبناني، ما يَجعل من «حزب الله» الحزبَ المميّز والفريقَ الذي يشكّل مصدرَ السلطات في لبنان بدلاً من أن يكون الشعب مصدر السلطات، أو الدستور مصدر ضمان للبنان».

وكان سعَيد قد زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان متمنّياً عليه» أن يستعيد المبادرة، وأن يُذكّر الجميع بأنّ الدولة اللبنانية فقط هي الضامنة لجميع اللبنانيين، أكانوا مسيحيين أو مسلمين».

علّوش

وتوقّفَ النائب السابق مصطفى علوش عند المشهد في جرود عرسال، وقال لـ«الجمهورية»: «ما حُكيَ في الأيام الماضية عن مسرحية جرود عرسال يؤكّد أنّ «حزب الله» هو جزء وأداة من سيناريو بالتوافق مع «النصرة» أوّلاً لتسجيل انتصار محلّي، وثانياً لإعادة نفسِه الى الساحة المحلية والدولية فاعلاً أساسياً، وساهمَ في إتمام جزء من «الترانسفير» المذهبي الذي بدأه منذ احتلال القصير».

وأضاف: «إنّ السلطة غير موجودة، وهناك أمر واقع فرَض نفسَه وهو أنّ السلاح غير الشرعي أقوى من الشرعية».

واعتبر «أنّ فصول المسرحية لم تكتمل بعد لأنّ الوقائع فُهمت من اللبنانيين أجمعين خلال أيام لكنّ الاستثمار هو لحساب إيران كما كان دائماً، فإيران تريد أن تقول للدول التي تُحضّر لمستقبل سوريا إنّ لها حصّةً لا يمكن التغاضي عنها».

عون والفساد

في غضون ذلك، اقتصَر حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الاقتصاد والفساد، من دون أن يلامس في كلامه الشأنَ السياسي والأمني. إذ قال خلال استقباله وفداً موسّعاً من قضاء كسروان الفتوح شكرَه على إطلاق اسمِ الوزير والنائب السابق المرحوم لويس أبو شرف على دار المعلمين والمعلمات في جونيه: «إنّنا وفي كلّ مرّة نُفتش عن الحاجب الذي ارتشى من دون أن ننظر إلى «الكبير» الموجود في أعلى المراكز والذي يحصل على الملايين. فالحاجب يحصل على ما هو زهيد ولا تنطبق عليه صفة الرشوة، بل تنطبق على من يحصل على الملايين، فهنا تكمن مكامن الفساد الذي علينا مكافحته».

أضاف: «علينا في بعض الأحيان أن نتّخذ قرارات حاسمة قد تكون موجعة، لأنه من الضروري أن تَسقط الحصانات عن كلّ من يمارسون الفساد، وهؤلاء ليسوا بقليلين. إلّا أنّ ذلك، يتطلّب الكثير من الترَوّي، لأنّ الارتدادات السياسية التي قد تنتج عن الأمر صعبة، في ظلّ حيازة كلّ طرف لجمهوره».

وقال أحد السياسيين: «نسمع كثيراً عن مكافحة الفساد هذه الأيام، في الوقت الذي لا نرى محاكمة أيِّ فاسد، والمستغرَب أنّ الحديث عن الفساد وكأنّه أمرٌ في العهود الماضية، في وقتٍ لا يزال الفساد قائماً، ويكفي هنا استرجاع ما أُقِرّ في جلسات مجلس الوزراء وأثيرَت ضجّة حياله، وفي طليعة هذه الملفّات ملف صفقة البواخر».

كهرباء سوريّة
في مجال آخر، علمت «الجمهورية» أنّ وزير المال علي حسن خليل وقّع اتفاقية مع الحكومة السورية أرسِلت إلى مكتبه في وزارة المال، لتزويد لبنان بالكهرباء بـ 300 ميغاوات وبكلفة حوالي 400 مليار ليرة لبنانية سيبدأ الاستفادة منها في الساعات المقبلة، علماً أنّ بعض البلدات اللبنانية بدأت تستفيد منها.

 

 

اللواء :

متى معركة جرود رأس بعلبك والقاع؟ وهل ثمة احراجات ذات صلة بالمواجهة التي باتت مسألة أيام، وقد تسبق زيارة قائد الجيش المرتقبة للولايات المتحدة الأميركية نهاية النصف الأوّل من آب، وقبل عيد انتقال السيدة العذراء؟
وما الارتباط بين وضع التفاهمات الأميركية – الروسية على الأرض ميدانياً عبر فك الاشتباك وسياسة التبريد أو ما يعرف بـ«خفض التصعيد» والمناطق الآمنة وتوقيت استكمال طرد الجماعات السورية المسلحة من جرود السلسلة الشرقية، وتحديداً جرود رأس بعلبك والقاع؟
الاتصالات قائمة على قدم وساق، سواء في ما خص المفاوضات لإخراج سرايا أهل الشام، وربما فتح باب التفاوض مع داعش، بموازاة التحضيرات الميدانية التي يتولاها الجيش اللبناني لتحرير الجانب اللبناني من الجرود الذي ما زال يسيطر عليه داعش، في وقت أعلن فيه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ان الحزب سيقاتل إلى جانب الجيش السوري لتحرير الجانب السوري من الجرود، واصفاً معركة «داعش» هناك بالخاسرة، معتبراً ان فتح الجبهة من الجهتين سيعجّل «الانتصار ويقلل الكلفة» على أرض مساحتها 296 كلم2، منها 141 كلم2 في لبنان والباقي في سوريا.
وفيما يتوقع ان يعود الرئيس سعد الحريري في غضون الأيام القليلة من زيارة إلى الخارج، وصل الرئيس نبيه برّي إلى طهران تلبية لدعوة رسمية.
وعلمت «اللواء» ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة الأسبوع المقبل، يحدّد موعدها وجدول أعمالها يوم الاثنين.
وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» عن انه في الجلسة ستستكمل التعيينات، في المراكز الشاغرة، بما في ذلك تعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان، ولم يستبعد إعادة البحث في بواخر الكهرباء.
تحرك القضاء
وتفاعلت في أروقة قصر العدل، قضية «نقل رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر وتعيينه رئيساً لاحدى محاكم التمييز، حيث اعتبرت أوساط قضائية معنية بأن ما حدث هو بمثابة إقالة للقاضي صادر، على خلفية استقلاليته، وعدم خضوعه لمطالب سياسية، تتعلق بملفات خلافية.
وكشفت هذه الأوساط لـ«اللواء» أن مجلس القضاء بصدد اعداد مذكرة للرؤساء الثلاثة، ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري تتعلق باستقلالية القضاء وفصل الدستور عملاً بأحكام الدستور.
وفي سياق زيارات المسؤولين إلى الخارج كشفت مصادر في الخارجية الفرنسية (الكي دورسيه) عن تحضيرات تجري لأن يقوم الرئيس عون «بزيارة دولة» إلى فرنسا، يلتقي خلالها الرئيس ايمانويل ماكرون ومسؤولين فرنسيين كباراً، الا انها أوضحت ان تاريخ الزيارة لم يُحدّد بعد، حيث لم يبت ما إذا كانت ستتم قبل او بعد مشاركة الرئيس عون في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة المقررة في أيلول المقبل.
السلسلة
ورغم انشداد الأنظار نحو المعركة المرتقبة ضد «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، فالملاحظ ان الاهتمامات بدأت تعود تدريجياً إلى شؤون الداخل، ولا سيما الاقتصادية والحياتية منها، وفي مقدمها ملف سلسلة الرتب والرواتب ومواردها المالية، والذي علق مصيره على قرار الرئيس عون، سواء بالنسبة لتوقيع قانون السلسلة أو رده قبل 19 آب الحالي.
وفيما شكلت الورقة الاقتصادية التي طرحها الرئيس عون في مجلس الوزراء أمس الأوّل مفاجأة للوزراء، والتي رأوا فيها محاولة لتبرير الاقدام على خطوة ردّ قانون السلسلة، قالت مصادر قريبة من بعبدا، ان السلسلة حق للجميع ولا يجوز تجاهله، لكن التقارير التي تتلقاها دوائر القصر والجهات الحكومية المعنية تبرز ثغرات كبيرة في القانون، ناتجة اما عن تسرع أو عدم معرفة والمام بتداعيات الاحكام الضريبية، استناداً إلى دراسات وتقارير اعدت في هذا المجال.
لكن المصادر الوزارية لاحظت ان ورقة عون وضعت من قبل وزير الاقتصاد رائد خوري استناداً إلى توقعات صندوق النقد الدولي للعام 2020، مشيرة إلى ان خطوة الوزير خوري تمت من دون علم وتنسيق مع وزير المال، وانه كان عليه عدم الأخذ فقط بتوقعات صندوق النقد، خصوصاً وانه ليس تقريراً مقرراً للعام الحالي بل هو للاعوام الثلاثة المقبلة.
ورأت انه كان على وزير الاقتصاد التروي ودرس الأمور بهدوء، ووضع جدول عام مفصل حول الوضع الاقتصادي الراهن برمته، والأسباب التي أدّت إلى وصوله لهذا المستوى من التدهور.
ولفتت المصادر نفسها انه كان على الرئيس عون أخذ رأي خبراء ومستشارين اقتصاديين حول الورقة قبل توزيعها على الوزراء واحداث بلبلة داخل مجلس الوزراء، من دون ان تخفي المصادر ذاتها قلقها من صعوبة الوضع الاقتصادي الراهن، وضرورة ان يكون هناك عصر للنفقات ووضع سقف لها وزيادة الإيرادات واجراء الإصلاحات المطلوبة.
وكان الرئيس عون، رأى امام وفد موسع من كسروان الفتوح ضم نواباً حاليين وسابقين ووزراء سابقين ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات، لشكره على إطلاق اسم الوزير والنائب السابق المرحوم لويس أبو شرف على دار المعلمين والمعلمات في جونيه، انه من الضروري إسقاط الحصانات على كل من يمارسون الفساد، معتبراً ان هؤلاء ليسوا بقليلين، معرباً عن أمله بأن تنجح مهمة مكافحة الفساد، لأن ذلك قد يؤدي إلى إصلاح الأوضاع، خصوصاً وأن لبنان امام أزمة كبيرة تتطلب عملاً اقتصادياً سريعا».
ولفت إلى ان العملة اللبنانية لا تدعم الا عبر الإنتاج وليس من خلال الدين، مشيراً إلى اصراره على تحسين الوضع الاقتصادي والانتقال به إلى المسار التصاعدي.
نصر الله وخلية العبدلي
وإلى جانب قضية إنهاء تواجد داعش في الجرود البقاعية تحدث السيّد نصر الله عمّا أسماه بـ«خلية العبدلي» أو «خلية حزب الله» في الكويت، في ضوء ما أثير في مجلس الوزراء أمس الأول، معلناً استعداده لفتح قناة تواصل رسمية بين الحزب والدولة الكويتية لجلاء ملابسات هذه القضية والتعاون معها في أي اتجاه.
وفي هذا العنوان، أكد نصر الله حرص «حزب الله» على أحسن العلاقات بين الدولتين والشعبين، وقال: نحن نعترف بوقوف الكويت إلى جانب لبنان ونياتها الطيبة تجاهه، موضحاً ان كل ما يقال عن السلاح وعن وجود خلية للحزب في الكويت هو غير صحيح. واصفاً اتهام الحزب بمحاولة قلب النظام بأنه لا أساس له من الصحة، «وأنا أشهد على ذلك أمام الله»، مشيراً الی انه لا يريد للكويت إلا الأمن والأمان والسلامة، متمنياً أن تخرج الكويت من هذه المشكلة بما يُعزّز أمنها وعيشها الواحد، مقدراً لأمير الكويت أبوته وحكمته في معالجة الأمور، مستذكراً صدق عواطفه يوم تفجير «داعش» لجامع الامام الصادق.
ساعة الصفر لمعركة «داعش»
في هذا الوقت، بقيت الأنظار مشدودة إلى تحديد ساعة الصفر لانطلاق معركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، من تنظيم «داعش»، بعد الانتهاء من جبهة «النصرة» في جرود عرسال، ورصد أمس وصول تعزيزات عسكرية إضافية إلى تلال القاع، فيما استهدف الجيش اللبناني بالمدفعية الثقيلة مواقع مسلحي «داعش» في تلال رأس بعلبك والقاع محققاً اصابات مباشرة في صفوفه ومدمراً آليات وتحصينات.
وأفادت معلومات ان الجيش استقدم جرافات مصفحة باتجاه الجرود، فيما تابع تعزيزاته في المنطقة.
وفي السياق، نفت مصادر عسكرية المعلومات التي اشارت إلى ان قائد الجيش العماد جوزف عون أرجأ زيارته المقررة إلى واشنطن والمحددة في 12 آب إلى ما بعد الانتهاء من معركة «داعش»، وأكدت ان الزيارة لا تزال قائمة، وأي إلغاء لها يصدر عن قيادة الجيش حصراً وليس وسائل الإعلام.

 

الاخبار :

خلاصة خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، بمناسبة الانتصار على «جبهة النصرة»، أن احتلال «داعش» لأراض لبنانية دخل أيامه الأخيرة. بهدوء تام، شكر كل من أسهم في إنجاح تحرير الأرض من «النصرة»، واستعادة الأسرى، وأكّد أن الحزب سيكون بتصرّف الجيش اللبناني في معركته ضد «داعش» على الجانب اللبناني من الحدود، وأن الحزب والجيش السوري سيخوضان المعركة من الجانب السوري من الحدود، ما يخفف العبء عن الجيش اللبناني. وأكّد عدم حاجة الجيش إلى أيّ مساعدة أميركية في المعركة على «داعش»

 

 

في خطاب النصر بتحرير الجرود من إرهابيي تنظيم النصرة، وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التهنئة «للذين عادوا الى الحرية والى الوطن». كذلك بارك وعزّى «عوائل الشهداء»، متوجّهاً بالتحية «الى الجرحى المجاهدين». وخصّ بالشكر أهل القاع الذين استقبلوا الأسرى أول من أمس، مؤكداً «متابعة الجهات المعنية في المقاومة ليلاً نهاراً ملف أجساد الشهداء الذين ما زالوا في أيدي المسلّحين، ومقاوم مجهول المصير لدى داعش في معركة البادية، لأنه التزام أخلاقي وديني وجهادي تجاه عائلاتهم».

وقال السيد «إننا اليوم أمام مهام جديدة وظروف جديدة»، فتطرّق إلى عناوين عدّة، تناول في أوّلها ما أنجز وما بقي من المعارك في الجرود. وأشاد «بالجهد المميز الذي قام به اللواء السيد عباس إبراهيم». ولفت الأمين العام إلى أن «المعركة حظيت بتأييد القيادة السورية، حيث كان الجيش السوري يقاتل في جرود فليطة، لكن الإعلام لم ينصف تضحياته»، لذا «وجب علينا أن نقدّر له هذه التضحيات، خصوصاً أنه ساعد على حسم المعركة من الجهتين؛ الجهة السورية في جرود فليطة والجهة اللبنانية في جرود عرسال، ممّا أدى إلى تشتيت قوة العدو وتسريع الحسم». وأكد أن «القيادة السورية تعاطت بإيجابية، مع أننا نقلنا العبء من الجانب اللبناني إلى الجانب السوري، بدحر المسلحين إلى إدلب».


 

 


وأشار إلى أن «القيادة في أثناء التفاوض لم تقف عند التفاصيل، فلم تطلب مثلاً التفاوض الرسمي مع الحكومة اللبنانية، ولم تضع شروطاً بشأن أعداد المسلحين والمدنيين، بل وافقت على الاتفاق من دون تعقيد». حتى «عندما ذهبنا إلى التنفيذ ووصلنا إلى نقطة السعن، تمّت العملية بشكل سريع وسهل ومريح، نتيجة التسهيلات التي قدّمتها القيادة». وبناءً عليه «من واجبنا الأخلاقي شكر الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة السورية والهلال الأحمر السوري وكل من ساعد في الميدان لاستعادة أسرانا». وتوجّه السيد نصرالله إلى بعض السياسيين اللبنانيين بالقول إن «العبرة التي نأخذها من المفاوضات التي حصلت، أنه يُمكن نقل مئات المسلحين، وآلاف العائلات، من دون جهات دولية، والضامن كان الأمن العام اللبناني من جهة والنظام السوري الذي وفى بكل الالتزامات وقدّم تسهيلات». وطالب «بعدم التعاطي مع ملف النازحين سياسياً أو مالياً أو إنسانياً، أو انتظار الحلّ السياسي في سوريا، فعودة النازحين يُمكن أن تتمّ بسلاسة وبكل الضمانات». كذلك توّجه السيد نصرالله، «من منطلق أخلاقي»، أولاً إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي «وافق على إجراء المفاوضات وقدّم التسهيلات لنجاحها»، قائلاً «نحن نعرف تعاطفه ومحبته للشهداء والأسرى والمقاتلين»، مُثنياً على «خطابه في عيد الجيش»، وثانياً إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي «تبنّى المعركة من اليوم الأول وواكبها في الميدان وفي المفاوضات ودافع عنها بقوة وأشاد بها، ووقف في وجه ألسنة السوء وتعاطى عاطفياً وسياسياً وإنسانياً مع المقاتلين على أنهم أولاده وعائلته. وهذا الموقف يقدّر دائماً». وفيما لفت إلى أن «رئيس الحكومة سعد الحريري وافق منذ البداية على إجراء المفاوضات، وكان حريصاً على نجاحها وقدم كل التسهيلات رغم أنها تحرجه»، رأى أن «قوله إن حزب الله في الجرود أنجز شيئاً، هو خطوة الى الأمام. والدولة تصرّفت بمسؤولية، ممّا أدى إلى اكتمال النصر». والشكر الآخر كان للجمهورية الإسلامية في إيران، إذ «إننا في جرود عرسال وفليطة كنّا نقاتل بسلاح وخبرات حصلنا عليها بدعم الدولة الإيرانية التي لم تتوانَ عن دعمنا في محاربة الجماعات الإرهابية. والانتصار على هذه الجماعات سببه الدعم السخيّ من إيران». وأشار إلى أن «استكمال ما جرى في جرود عرسال ينتظر عملية انتقال سرايا أهل الشام من وادي حميد والملاهي والأهالي الموجودين في الجرود، وقد بدأنا متابعة الملف مع الجهات السورية لإنجاز العملية في أقرب وقت، وسيتمّ نقلهم بأمن وسلام». وأكد نصرالله أن «جبهة النصرة انتهت في الجرود، ونحن موجودون فيها، ومتى أعلنت قيادة الجيش استعدادها لتسلّم المنطقة فنحن جاهزون لتسليمها»، ناصحاً بأن «يتمّ ذلك بأسرع وقت من أجل أهل عرسال والمنطقة». وإذ أشار السيد الى أننا «أمام نصر عسكري ميداني حقق نتائج مهمة»، تحدث عن «بقية الجرود التي تسيطر عليها داعش»، فقال إنه «بات واضحاً أن عملية تحرير بقية الجرود اللبنانية سيقوم بها الجيش اللبناني»، مرحّباً بوجود قرار سياسي في هذا الشأن، ومذكّراً بما قاله وزير الداخلية نهاد المشنوق عن أن القرار السياسي لم يكن متوافراً لكي يحرر الجيش الأرض التي كانت تحتلها جبهة النصرة.
وفي هذا الإطار، أكّد نصرالله أن المشكلة لم تكن يوماً في المؤسسة العسكرية، بل في المؤسسة السياسية، لافتاً إلى أن الجيش «قادر على القيام بهذه العملية بإمكانياته وعديده، وهو لديه ضباط ورتباء وجنود كفوؤون». وعلّق على ما يتردد عن مساعدة أميركية للجيش اللبناني في المعركة، معتبراً أنه «في حال كان الجيش اللبناني بحاجة إلى مساعدة أميركية ليحرّر 141 كلم مربعاً، فهذه كارثة وإهانة للجيش اللبناني العظيم». ورأى «أننا اليوم نعلق آمالاً كبيرة على وجود العماد عون رئيساً للجمهورية، ونراهن عليه في الحرب الحاسمة على الإرهاب». وحول دور الحزب في المعركة، قال نصرالله إن «الجيش اللبناني سيقاتل في الأرض اللبنانية»، معلناً أن الحزب في الجهة اللبنانية «سيكون بخدمة وتصرف الجيش اللبناني، ونحن جاهزون لكل ما يطلبه الجيش ويحتاج إليه، أما في الجبهة السورية فالجيش السوري وحزب الله سيقاتلان فيها معاً». ولفت إلى أن قتال داعش على أكثر من جبهة في الوقت عينه، وعلى طول خط التماس، سيؤدي إلى تخفيف العبء عن الجيش اللبناني، مطالباً السياسيين بوضع النكد والكيد السياسيين جانباً، لأن مطالبة حزب الله والجيش السوري بعدم القتال من الجهة السورية ضد داعش سيؤدي إلى سقوط خسائر بشرية إضافية في صفوف الجيش اللبناني، رغم أن النصر سيكون إلى جانب الجيش في النهاية، ولكن بكلفة أكبر في حال قاتل وحده. ولفت في هذا الإطار إلى أن أيّ جهات تقاتل في الساحة نفسها ستضطر إلى التنسيق في ما بينهما حكماً. ووجّه نصرالله كلامه إلى تنظيم داعش قائلاً: «سيأتيكم اللبنانيون والسوريون من كل الجبهات وكل خطوط التماس، ولن تستطيعوا الصمود في هذه المعركة، وأنتم مهزومون حكماً، لذا احسبوها جيداً، لأن هناك باباً للتفاوض يمكن أن يفتح».
(الأخبار)


«نراهن على حكمة أمير الكويت»

تطرّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى الاتهامات التي تُساق ضد الحزب في ملف خلية العبدلي في الكويت، فأكد «الحرص على العلاقة بين لبنان والكويت، وبين الدولتين والشعبين، وحاضرون لنناقش أيّ التباس». وأضاف ان «كل ما يقال عن أننا أرسلنا سلاحاً الى الكويت غير صحيح، وأن لدينا سلاحاً في الكويت غير صحيح»، مؤكداً «أننا لا نريد للكويت إلا كل الأمن والسلامة، وما سيق من اتهامات هو اتهامات سياسية». وأضاف: «لا نريد أيّ غبار يسيء الى العلاقة، وحاضرون للمناقشة عبر القنوات الدبلوماسية، بعيداً عن أيّ توظيف نكدي وكيدي. وفي هذه القضية شق يتعلّق بحزب لله لبنان، وشق يتعلّق بالإخوة الكويتيين، بعضهم موقوف وصدرت فيهم أحكام». وعلّق على القول إن «حزب الله حرّض الكويتيين أو تواطأ معهم على قلب النظام: شو هالمسخرة هاي». وأضاف «هذا الكلام لا أساس له. نعم لدى حزب الله محبّون في الكويت كما في كل العالم، لكن لا أحد في الكويت من المتهمين يخطر في باله قلب النظالم أو الإخلال بالأمن». وتمنّى أن يعالج هذا الملف، قائلاً: «نقدّر حكمة أمير الكويت وأبوّته، ونتمنى أن تخرج الكويت من هذه الأزمة التي تعطى أكبر حجمها، بما يعزز أمنها وسلامها وسيادتها». وأكد أن «الرهان كبير على حكمة سموّ أمير الكويت في معالجة هذا الملف».