نصرالله يحضّر لمعركة جرود عرسال

 

المستقبل :

بمعزل عن كل حملات التشويق الإعلامي والسياسي التي لطالما اعتادت عشية انعقاد مجلس الوزراء على تسويق أجواء سوداوية «تبشّر» اللبنانيين بانفجار «لغم» من هنا وآخر من هناك على أرضية التوافق الحكومي، وكما في كل مجريات الجلسات السابقة التي خيّبت آمال «المصطادين في الماء العكر»، سيكون المجلس اليوم على موعد جديد مع تبديد الرهانات المعقودة على أوهام و«ألغام» خلّبية آخرها ما روّج له البعض عن خلاف وزاري مرتقب حول بند «إعادة النظر في آلية التعيينات». إذ كشفت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ الاتجاه الحكومي هو نحو ترك حرية الاختيار للوزير في اعتماد الآلية المتبعة في التعيينات من عدمه، تماشياً مع دستور الطائف الذي لا ينصّ على إلزام الوزراء بأي آلية مفروضة عليهم في التعيينات التي تخص وزاراتهم والإدارات التابعة لها.

وأوضحت المصادر الوزارية المنتمية إلى «التيار الوطني الحر» أنّ هذا الطرح الذي يدعمه التيار حظي بتفهّم رئيس الحكومة سعد الحريري، لافتةً الانتباه إلى أنّ ترك اعتماد آلية التعيينات اختيارياً للوزراء مردّه إلى أنّ تكبيلهم بإلزامية اعتمادها كان السبب الرئيس سابقاً في تأخير إقرار التعيينات، ما أدى تالياً إلى تفريغ وشلّ المؤسسات، بينما الدولة اليوم باتت بأمس الحاجة إلى معالجات نهضوية سريعة

على كافة الصعد وهذا ما لا يمكن تحقيقه من دون الإسراع في ملء الشواغر الإدارية. 

وفي حال بتّ جلسة اليوم مسألة «الآلية الاختيارية»، أكدت المصادر أنّ جلسة الأسبوع المقبل ستشهد إقرار سلة تعيينات وازنة قبيل مغادرة رئيس مجلس الوزراء في زيارة رسمية نهاية الشهر إلى الولايات المتحدة الأميركية.

الأمن الاستباقي.. تابع

أمنياً، برزت أمس العملية الاستباقية الجديدة التي نفذها الجيش وأضيفت إلى سجل عملياته الناجحة ضد الخلايا الإرهابية المتربصة بالأمن الوطني. وفي هذا الإطار تمكنت قوة من مديرية المخابرات من دهم مجموعة إرهابية متوارية في عرسال حيث أعلن بيان قيادة الجيش أنّه ولدى محاولة أفراد المجموعة مقاومة القوّة المداهمة، تصدّى لهم عناصر الدورية، ما أدّى إلى مقتل الإرهابيَين السوريَين ياسر الغاوي وعاطف الجارودي وتوقيف ثلاثة آخرين، كما تمّ ضبط 7 عبوات معدّة للتفجير وحزاماً ناسفاً و50 كلغ من المواد المُستخدمة في تصنيع المتفجرات، بالإضافة إلى كميّة من الرمانات اليدوية والصواعق. مع الإشارة إلى أنّ الغاوي كان الرأس المدبّر لعملية التفجير التي حصلت في رأس بعلبك بتاريخ 24 أيار الفائت.

 

الديار :

اضحى شهر تموز نقطة تحول للعرب عموما وللبنانيين وللعراقيين خصوصا حيث  يحتفل العراق بتحرير الموصل من داعش الارهابي وتطهير ارضه من هؤلاء الانقلابيين الاصوليين الذين شكلوا جسما شاذا في العراق في حين  يصادف اليوم بداية حرب تموز عام 2006 والذي خرج لبنان منتصرا من الحرب الاسرائيلية. وفي قلب هذا الحدث، اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مهنئا العراقيين بالانتصار في الموصل، واصفاً هذا النصر بالنصر العظيم جداً، ولو قلل البعض من اهميته، مؤكداً «ان الانتصار في الموصل لا يرتبط فقط بمصير العراق وانما يرتبط بمصير الامة وشعوب المنطقة، معلناً ان العراقيين صنعوا مستقبلهم بايديهم ولم ينتظروا لا جامعة دول عربية ولا ملوك ولا رؤساء ولا انتظروا منظمة التعاون الاسلامي، وحيا سماحته الموقف الصادق للعلماء السنّة في العراق، كما اشاد بالحشد الشعبي ووصفه بالحشد الوطني، كما نوه بنضال العشائر الى جانب الجيش العراقي». 
وحمّل السيد نصرالله الاميركيين مسؤولية صناعة «داعش» وتوفير الدعم لها من خلال فتح الحدود وبيع نفطها على الحدود مع تركيا وسوريا، واكد ان هذا الانتصار حققه الشعب العراقي وليس بفضل الاميركي، وجدد التأكيد على ان انتصار الموصل خطوة عظيمة ومتقدمة على طريق القضاء على «داعش»، لان الموصل كانت اكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم واطلق عليها عاصمة دولة الخلافة المزعومة ومنها اعلن مشروع قيام المشروع التكفيري، وطالب سماحته بحماية هذا الانتصار الذي هو انتصار لكل الشعوب العربية والاسلامية، وان تبقى الاولوية لتطهير بقية الاراضي العراقية واجتثاث «داعش» منها، وهذا هو الاولوية وامام العراقيين والسوريين واللبنانيين والدول الخائفة من «داعش» فرصة تاريخية للقضاء على هذا التنظيم.
وعن الاوضاع الداخلية، قال سماحته «موقفنا واضح جداً من تأييد قانون الانتخابات التي تم اقراره ، وتعتبر الانتخابات النيابية المقبلة «فرصة» لتطوير البلد خلافاً لما يشيعه البعض». 
واكد السيد نصرالله، دعم حزب الله للحكومة واستمرارها والحفاظ عليها وتفعيلها واعطاء الاولوية للملفات الانمائية والخدماتية والمعيشية، واعلن سماحته تأييد حزب الله لكل ما صدر عن اللقاء التشاوري في بعبدا والوثيقة التي صدرت وخارطة الطريق والعناوين الرئيسية ومع متابعتها الجادة، ودعا النواب لحضور جلسات لجنة الموازنة واقرار سلسلة الرتب والرواتب والميزانية العامة وتمويل السلسلة، ولكن ليس على حساب جيوب الفقراء جازماً، بان المصلحة الوطنية الكبرى تقضي باستمرار الحكومة الحالية وتفعيلها، ولا ينبغي لاي خلاف داخلي ان يؤدي الى سقوط الحكومة والتهديد بالانسحاب منها.
وعن ملف النازحين السوريين قال: «هذا الملف بحاجة الى الحل، ولا احد في الحكومة او خارجها تطرق الى اجبار النازحين على العودة بل تكلم عن العودة الطوعية وتقديم ضمانات وتسهيلات للنازحين، معتبراً ان عودة النازحين مصلحة لهم  وللشعب اللبناني، وامل ان لا يكون تيار المستقبل يفكر بان يسمح باستمرار مأساة النازحين السوريين ومعهم اللبنانيين للحصول على مساعدات خارجية.
وحيا السيد نصرالله جهود الاجهزة الامنية ومخابرات الجيش اللبناني وما كشفته في عرسال، معتبراً ان ما قام به الجيش في عرسال ومجاهدو المقاومة خفف المخاطر ولكنه لم ينهها، معتبرا ان هناك اخطاء تحصل ولكن لا يجوز ان تستخدم لطعن من سهر على امن الناس، وقد ثبت اليوم ان هناك من يدير شبكات ارهابية وانتحاريين ويجهزون عبوات ناسفة من داخل عرسال.
ووصف سماحته الوضع في جرود عرسال بالخطير والمسألة وصلت الى النقطة الاخيرة، وهذه هي المرة الاخيرة التي سأتحدث فيها عن «جرود عرسال» في نهاية المطاف المتواجدون هناك هم تهديد على مدار الساعة، وآن الاوان للانتهاء من تهديد المجموعات المسلحة في جرود عرسال والوقت قليل جداً للتوصل الى تسويات او مصالحات صعبة.
وطالب باستغلال الفرصة المتاحة والا فنحن امام الكلام الاخير والوضع الاخير الذي يجب ان تصل اليه، ولا يبقى حينئذ اي وجود مسلح على الاراضي اللبنانية.
اما في الداخل اللبناني، فقد كانت سلسلة الرتب والرواتب وكذلك عودة الهدوء الى علاقة التيار الوطني الحر وتيار المستقبل رغم مرورها «بهزات خفيفة» المحطتين الاساسيتين في الحياة السياسية.
والحال انه بعد عودته من اجازته الصيفية التي قضاها في اسبانيا «مقفلا خطه»,دعا الرئيس بري هيئة مكتب المجلس للاجتماع اليوم من اجل وضع جدول اعمال الجلسة التشريعية المرتقبة والمتوقع عقدها مطلع الاسبوع المقبل. 
والمعلوم ان هناك جدولا باقيا من الجلسة السابقة وعلى رأسه سلسلة الرتب والرواتب ستضاف اليه بنود اخرى من مشاريع واقتراحات لقوانين مطروحة. وجدد بري امام زواره امس ما قاله سابقا بان السلسلة ستكون اولا وان النقاش سيكتمل من النقطة التي انتهى اليها النقاش في الجلسة السابقة.
وشدد ايضا على ان هذه السلسلة هي حق لاصحابها وانه مع اقرارها. وحول ما اذا كانت الحكومة باستطاعتها استرداد مشروع سلسلة الرتب والرواتب فاجاب بري: «نعم تستطيع الحكومة استرداد اي مشروع». وتابع: «وفق الاصول يجب ان تستردها الحكومة بمرسوم ولكن جرت عادة ومرارا ان طلب رئيس الحكومة خلال الجلسة التشريعية استرداد اي مشروع يتداوله مجلس النواب. وعلى البرلمان وفق النظام الداخلي الاستجابة للطلب». وهنا سؤال يطرح نفسه: هل تريد الحكومة اقحام نفسها في موضوع يؤثر سلبيا عليها فاذا فعلت الحكومة ذلك فيجب عليها تحمل عواقب قراراتها لان الاخيرة ستكون لها تداعيات سلبية على الحكومة نفسها. فأي مخرج ستلجأ اليه الحكومة مع نسبة اضرار متدنية؟
اما حول علاقة التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، علمت «الديار» ان الطرفين حريصان على ابقاء العلاقة في جو ايجابي وعدم تعريضها للتوتر والمشاحنات وذلك يعود الى الاتفاق الذي حصل بين المستقبل والوطني الحر على وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية وتأمين رئاسة مجلس الوزراء الى الرئيس سعد الحريري طبعا مع اخذ غطاء سعودي لشتى الامور. 
وهذا ما حصل ويحصل فالتوافق بين المستقبل والوطني الحر طال اموراً اخرى غير مكشوفة فعلى سبيل المثال لا الحصر اتفقوا على قانون انتخاب عدا عن رسم خريطة طريق لتحالفات انتخابية في بعض المناطق. وايضا، برز ذلك في التعيينات حيث ابدى الفريقان حرصا على التناغم فيما بينهما اي بمعنى اخر يحرص العونيون على حصول المستقبل على الحصة الاكبر من القاعدة السنية في حين يحاول تيار المستقبل ضمان الحصة المسيحية في التعيينات لصالح التيار الوطني الحر.
وهذا ما يفسر اختيار الطرفين الحوار كوسيلة لفض النزاعات والخلافات وعدم الوصول الى القطيعة بل الابقاء على تواصل في مناخ ايجابي.

 التعيينات: هل تبقى الالية السابقة ام تتغير؟ 

في غضون ذلك، يجري الحديث مؤخرا بأن تعود التعيينات الادارية والديبلوماسية والقضائية على طاولة مجلس الوزراء قريبا ويترافق ذلك مع كلام عن سعي البعض لالغاء الالية التي اعتمدت مؤخرا. وهنا سئل الرئيس بري حول الغاء هذه الالية فقال: «الآلية تقررت في مجلس الوزراء لحل الاشكالات التي كانت تحصل حول التعيينات ولايجاد مخرج للكفاءة من خلال خضوع المرشحين لممر مجلس الخدمة المدنية الموثوق به رغم انه لا يوجد شيعي واحد في ادارته ليصار لاحقا اختيار الاسماء الثلاثة الاول ويرفعها كل وزير مختص الى مجلس الوزراء على ان يختار الاخير واحداً من الاسماء المقدمة اليه. واعتبر بري اننا في عهد التغيير والاصلاح ولا اعتقد ان يحصل تجاوز للالية وعلى اي  حال اذا تقرر تغيير الالية فسنصوت ضد الغائها.
واضاف بري: «نحن مع هذه الالية التي طبقت وتطبق ومستمرون بها مشيرا الى ان محاولة الغاء هذه الالية هي خطوة الى الوراء لانها تعيد المحاصصة مجددا الى الواجهة.

 الموازنة: هل تقر دون قطع حساب؟ 

بموازاة ذلك، وحول ما يقال ان البعض يريد تعليق المادة 87 من الدستور من اجل تمرير الموازنة دون قطع حساب، قال الرئيس نبيه بري: «لا علم لي بهذا الموضوع ولا اعرف ماهيته. وعلى كل حال اريد ان اعرف الهدف وكيفية تعليق المادة: فمثلا اذا كان تعليق المادة هو لفترة محددة من الوقت ريثما يعود العمل بها تلقائيا بعد انتهاء الفترة فهذا امر ننقاشه الا ان ذلك لا يعني اننا معه من الان». وتابع: «اما اذا كان المقصود تسهيل اقرار الموازنة دون قطع حساب فقد جرت مرات عدة ان اقرينا الموازنة مع تسجيل التحفظ بعد اقرارها بقطع الحساب على ان يصار ذلك لاحقا». وبمعنى اخر، اقرت عدة موازنات بتعليق المادو 87 دون اي تعديل دستوري.

 

اللواء :

ثلاثة اجتماعات ترسم صورة المشهد في النصف الثاني من تموز الجاري:
1- جلسة مجلس الوزراء في السراي الكبير اليوم الحافلة بآلية تعيينات يُصرّ التيار الوطني الحر على نسفها باعتبارها موضوعة في العهد السالف، وملف كهرباء لم يعرف ما إذا كانت مطالعة المناقصات في هيئة التفتيش المركزي قد أنجزته لمصلحة وزير الطاقة أو معارضيه، فضلاً عن تعيينات باتت ملحة، لا سيما على مستوى المحافظين، مع تأكيد على ان ملف النازحين لن يكون على جدول الجلسة.
2- اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي الذي دعا إليه الرئيس نبيه برّي اليوم، لتحديد موعد الجلسة الاشتراعية المتوقعة الثلاثاء في 18 الجاري، وجدول الأعمال، حيث تؤكد أوساط عين التينة لـ«اللواء» ان سلسلة الرتب والرواتب لا تزال أولوية.
3- اجتماع اللجنة الوزارية لبحث ما يتصل بأزمة النزوح السوري والتحضير للاجتماع الموسع الذي سيعقد بعد غد الجمعة، لمراجعة مدى التزام المجتمع الدولي بمقررات مؤتمر لندن ومؤتمر بروكسيل من خلال المطالبة بزيادة الدعم الدولي للبنان.
وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الملفات الساخنة هي في طريقها إلى التبريد، بدءاً من إلغاء آلية التعيينات عبر مجلس الخدمة المدنية والتي سيتخذ مجلس الوزراء قراراً بإلغائها اليوم وبالتصويت إذا اقتضى الأمر، وصولاً إلى إقرار الموازنة، بوقف العمل بالمادة87 من الدستور، بالإضافة إلى تشكيل الوفد اللبناني برئاسة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن.
وعلمت «اللواء» أن قائد الجيش العماد جوزيف عون لن يكون في عداد الوفد الرسمي المرافق للرئيس الحريري، من دون ان تستبعد المعلومات ان يزور العماد عون واشنطن بدعوة توجه إليه ضمن القانون العسكري القائم بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية.
وأشارت المصادر الى ان التطورات المتسارعة في المنطقة، من شأنها ان تساعد في إيجاد دينامية لتفعيل الملفات اللبنانية، وعدم تعريض الاستقرار اللبناني لأية تداعيات.
وكشفت أن الوضع في جرود عرسال وضع على نار المعالجة، وأن القرارات المتصلة بهذا الوضع اتخذت، وبات تنفيذها مسألة وقت، متوقفة عند إشارة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بأنها المرة الأخيرة التي يتحدث فيها عن الوضع في جرود عرسال، والذي اعتبر في بعض الأوساط، بأنه مؤشر على قرب عملية الجرود.
آلية التعيينات
إلى ذلك، اشارت مصادر وزارية الى ان بند تعديل آلية التعيينات قد يشهد نقاشاً واسعاً في مجلس الوزراء اليوم في ضوء الانقسام في الآراء بين من يؤيد تغييرها وبين من يؤيد الإبقاء عليها.
وذكرت المصادر بأن هذه الآلية خرقت أكثر من مرّة، وبالتالي لم يتم الالتزام بها. وأوضحت ان ما من نص محدد للتعديل، إنما للنقاش حول ما يمكن الوصول إليه بهذا الملف على ان الرئيس ميشال عون ينتظر ما سيعرض من ملاحظات حولها.
ولم تشأ المصادر نفسها ان تؤكد ما إذا كانت الجلسة ستشهد أية تعيينات، مؤكدة انه في حال الأمر كذلك فالموضوع متفق عليه بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.
وعلى خط آخر لفتت مصادر مطلعة إلى ان المعلومات التي تتحدث عن إمكانية دعوة رئيس الجمهورية قادة المعارضة إلى اجتماع في قصر بعبدا هي تكهنات وليست مستندة بالتالي إلى أي أساس.
وعلى خط المجلس النيابي، يرأس الرئيس بري الذي عاد امس من اجازته خارج لبنان، اجتماعاً ظهر اليوم لمكتب المجلس لوضع جدول أعمال الجلسة التشريعية المرتقبة الأسبوع المقبل.
وعلم ان جدول أعمال الجلسة سيتضمن ما بقي من بنود على جدول أعمال الجلسة الأخيرة، وبنوداً جديدة تأتي سلسلة الرتب والرواتب في مقدمتها، حيث سيتم مناقشتها من حيث انتهى النقاش حولها في آخر جلسة طرحت فيها، من دون ان تحسم المصادر النيابية إلى أين سترسو عليها النقاشات.
وأكّد الرئيس برّي امام زواره أمس، انه مع الآلية التي كان اقرها مجلس الوزراء في نيسان من العام 2010، وفي حال طرح أمر تغيير الآلية على التصويت، حتماً سنصوت ضده.
وعن رأيه بما قيل عن إمكانية تعليق المادة 87 من الدستور لاتاحة الفرصة امام إقرار الموازنة، قال الرئيس برّي ان لا علم لديه بهذا الطرح، ولكنه إذا كان المقصود تعليق هذه المادة لفترة محددة ويعود العمل بها، فإننا نناقش ذلك، من دون ان يعني اننا معه.
وكشف انه سبق ان أقرّت الموازنة في السابق عدّة مرات بتحفظ من المجلس إلى ان يأتيه قطع الحساب.
عملية عرسال
غداة جرعة الدعم غير المشروط التي تلقتها قيادة الجيش من الرئيس الحريري في الاجتماع الأمني في السراي، نفذت قوة من مديرية المخابرات فجراً عملية نوعية استباقية، حيث دهمت مجموعة إرهابية في بلدة عرسال كانت تعد لتنفيذ عمليات إرهابية، بحسب بيان قيادة الجيش الذي أضاف انه «لدى محاولة أفراد المجموعة مقاومة القوة المداهمة تصدى لهم عناصر الدورية ما أدى إلى مقتل الارهابيين السوريين ياسر الغاوي وعاطف الجارودي وتوقيف ثلاثة آخرين، وتم ضبط 7 عبوات معدة للتفجير وحزام ناسف و50 كيلوغراماً من المواد المستخدمة في تصنيع المتفجرات، بالإضافة إلى كمية من الرمانات اليدوية والصواعق.
ولفت البيان إلى ان الارهابي الغاوي هو الرأس المدبر لعملية التفجير التي حصلت في رأس بعلبك في 24/5/2017.
وأوضح مصدر أمني ان المداهمة التي حصلت في محلة الشفق عند مدخل وادي عطا في عرسال، تمت بعد رصد ومتابعة دقيقين، حيث كان الارهابيان الغاوي والجارودي هربا من مخيمات عرسال قبيل عملية الجيش الاستباقية الأولى، واختبآ في البلدة وزنرا نفسيهما بحزامين ناسفين عمدا إلى محاولة تفجيرها أثناء المداهمة بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف عناصر الجيش الذين عاجلوهما وحالوا دون تمكينهما من ذلك، وبالتالي بتفجير انفسهما.
واكد المصدر ان الجيش يتابع عملياته النوعية لضرب مخططات الارهاب، مع الحرص على عدم ازهاق الارواح، خصوصا في صفوف عناصره وبين المدنيين.
ملف النزوح السوري
وفي تقدير مصدر وزاري، انه اذا كانت جلسة مجلس الوزراء ستكرر اليوم ما اجمع عليه الوزراء في اجتماعه السابق في بعبدا، لجهة التأكيد على دعم الجيش والاشادة بدوره، لا سيما بعد عملية عرسال الاخيرة، فإن ملف النازحين السوريين قد لا يشق طريقه للبحث من زاوية وجوب التفاوض مع النظام السوري لاعادة هؤلاء النازحين، بعدما تقرر اعتباره موضوعا خلافيا داخل الحكومة، فضلا عن ان الملف سيكون نجم هذا الاسبوع، سواء عبر اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالنازحين والتي ستنعقد عصر اليوم في السراي برئاسة الرئيس الحريري، او عبر اجتماع اللجنة العليا التوجيهية التي ستلتئم ايضا برئاسة الرئيس الحريري عند الاولى والنصف من بعد ظهر يوم الجمعة في السراي.
وكانت هذه اللجنة، قد تشكلت بحسب مصادر وزارية لـ «اللواء» لمواجهة ازمة النازحين السوريين على اثر مؤتمر لندن في العام الماضي، وهي تضم لبنان وممثلين عن اكثر من 20 دولة كانت شاركت في المؤتمر، اضافة الى مدراء المنظمات التابعة للامم المتحدة والبنك الدولي، وسيحضرها ايضا عدد من الوزراء المعنيين وبعض المسؤولين اللبنانيين.
وبحسب معلومات «اللواء» فإن موضوع توفير الظروف المناسبة لعودة النازحين الى بلدهم سيطرح في اجتماع اللجنة الوزارية اليوم، من خلال رؤية حكومية مشتركة توضح لها الخطوط العريضة، حيث سيقدم كل وزير مقترحاته والتي يمكن اثارتها في اجتماع يوم الجمعة، والذي سيخصص لتقديم المزيد من المساعدات المطلوبة للبنان لمساعدته على تحمل اعباء وجود اكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري على اراضيه.
وكشفت المصادر الوزارية المعنية بملف النازحين ان حجم المناطق الامنة في سوريا اكثر من 6 مرات مساحة لبنان، مما يعني ان هناك امكانية لعودتهم الى بلادهم بشكل آمن وعلى مراحل، لكن المصادر ترى انه بانتظار توفر ظروف هذه العودة عبر الامم المتحدة، يجب ايجاد حل لمساعدة لبنان وتقديم الدعم والمساعدة له.
«المستقبل» و«تكتل التغيير»
وفي هذا السياق، طالبت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها الاسبوعي امس، الحكومة التعاطي مع قضية عودة اولئك النازحين حصريا مع الامم المتحدة من اجل تأمين عودة آمنة وسليمة لهم وبضمانة دولية الى مناطق آمنة في سوريا.
اما تكتل الاصلاح والتغيير فقد تحدث بعد اجتماعه الاسبوعي ايضا عن ما وصفه بالتلازم بين الارهاب والنزوح، استنادا الى ما كشفته العمليات الاخيرة للجيش، وهو ما رد عليه النائب وليد جنبلاط داعيا الى الحد من عاصفة الحقد والعنصرية تجاه اللاجئ السوري.
واعتبر بيان التكتل بأن الجيش بانه خط احمر لا ازرق اصطناعياً في اشارة الى (تيار المستقبل)، او اخضر او اصفر، مطالبا الحكومة باقرار خطة واضحة فورية لعودة النازحين السوريين، عبر تطبيق القوانين والانظمة اللبنانية اولا بأول، معتبرا انه لا يمكن لاحد غير السلطة اللبنانية يمكن ان نستودعه المصلحة اللبنانية العليا.
وكانت كتلة المستقبل اكدت في بيانها على ضرورة دعم وحماية المؤسسة العسكرية من اجل تمكين الجيش على مواجهة اعداء لبنان من الارهابيين وكذلك التصدي لمن يحاولون اقحامه وتوريطه في السجال السياسي الداخلي اللبناني.
نصر الله
ولم يغب موضوع النزوح السوري، ووجود المسلحين في جرود عرسال عن الكلمة المتلفزة التي وجهها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الى اللبنانيين مساء امس، للاشادة بعملية تحرير الموصل من تنظيم داعش، ووصفها بالانتصار العظيم الذي لا يمكن التقليل من شأنه، وسيكون مقدمة لتطورات في سوريا وكل المنطقة، لافتا الى ان الانتصار في العراق هو مقدمة للحفاظ على امن كل العالم.
ورأى نصر الله انه يجب على الحكومة اللبنانية التنسيق مع الحكومة السورية في ملف النازحين ليرجعوا الى سوريا، لاسباب انسانية واقتصادية، معتبرا ان العبء يتحمله النازحون الذين يعيشون حياة صعبة، وكذلك الناس في مختلف المناطق.
وغمز من قناة الرافضين لهذا التنسيق، اوضح ان الحكومة السورية ليست بحاجة الى شرعية من اطراف لبنانيين اذا جرت مفاوضات بشأن النازحين، آملا ان لا تكون قيادات تيار المستقبل تفكر، كما قال احد النواب، بأن وجود النازحين يؤدي الى حصول لبنان على مساعدات.
ونوّه نصر الله بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في حفظ الأمن، مؤكداً انه إذا كان الشعب اللبناني يشعر بالأمان ليس لأن «داعش» والإرهابيين لا يريدون وضع المتفجرات، بل لأن هناك جهوداً جبارة كشفت هذه الشبكات والانتحاريين.
وبالنسبة إلى عرسال، رأى نصر الله انه ما زال في البلدة اناس يديرون شبكات إرهابية يستقبلون انتحاريين ويخططون لعمليات انتحارية في داخل عرسال، وهذا الأمر هو من مسؤولية الدولة، لكنه وفي ما يشبه التهديد، قال انه سيتحدث عن عرسال للمرة الأخيرة، لأنه آن الأوان للانتهاء من هذا التهديد الخطير في الجرود، إلا أنه أعطى المسلحين فرصة أخيرة، مؤكداً انه أمام هذه الجماعات بعض الوقت القليل من أجل التوصّل إلى تسويات معينة، آملاً أن يتم استغلال الفرصة المتاحة، والا «فنحن أمام الكلام الأخير والوضع الأخير الذي يجب أن نصل إليه، ولا يبقى حينئذ أي وجود مسلح على الأراضي اللبنانية، وعندها يمكن للدولة اللبنانية أن تبسط سيطرتها على الأراضي اللبنانية».
الجدار والتقارير الغربية
في هذا الوقت، بقيت التقارير الاعلامية الغربية والأوروبية في الواجهة في ما خص ان حزب الله يعمل على بناء منشآت تحت الارض في البقاع لصناعة صواريخ متوسطة المدىباشراف ايراني.
وفي الجنوب، بدأت وسائل الاعلام، على اختلافها الاضاءة على الجدار الذي تبنيه اسرائيل على امتداد الحدود مع لبنان للحؤول دون تسلل مقاتلي حزب الله الى المستوطنات (وفقا للتقارير الأمنية).
وكشفت التقارير ان الجزء المنجز من الجدار العازل، هو بين مستوطنة مسكاف عام وبلدة القليعة اللبنانية.

 

الاخبار :

اختار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الإعلان عن هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة الموصل العراقية ليطلّ عبر شاشة المنار أمس، مهنّئاً الشعب العراقي وشعوب المنطقة بهذا الانتصار الاستراتيجي على الإرهاب، ومحمّلاً أميركا وبعض الدول مسؤولية تفشّي «داعش» والإرهاب. وتناول نصرالله مسألة النازحين السوريين والجدال المتفاقم حولها لبنانياً، وأعطى «فرصة أخيرة» لإرهابيي الجرود قبل بدء المقاومة والجيش السوري عملية عسكرية للقضاء عليهم.

وأكد نصرالله أنه «آن أوان الانتهاء من تهديد المجموعات المسلحة» في الجرود. وقال: «هذه هي المرة الأخيرة التي سأتحدث فيها عن جرود عرسال. (المسلحون) الموجودون هناك هم تهديد على مدار الساعة (...) والوقت قليل جداً للتوصل الى تسويات أو مصالحات معينة»، مشيراً الى أنه «ثبت أن هناك إرهابيين ومخططين لعمليات إرهابية في عرسال، وهذا بات يحتاج حلاً». وثمّن «الجهود الجبارة التي يقوم بها الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية لكشف الشبكات ومموّليها وداعميها ومسؤوليها»، مؤكّداً أن «جهود الجيش اللبناني والمقاومة في عرسال خففت الكثير من المخاطر، ولكن المخاطر لا تزال قائمة». وقال: «عندما تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها نكون من داعميها، وإذا كانوا لا يريدون ذلك فلن نبقى في بيوتنا». ولفت الى أن «الذين في جرود عرسال هم تهديد للجميع، بما في ذلك مخيمات النازحين السوريين، لأنهم كداعش التي كانت في الموصل».


وتابع أنه «آن الأوان للانتهاء من هذا التهديد» وأنها «الفرصة الأخيرة التي يمكن من خلالها الوصول إلى تسويات معينة»، آملاً أن يتم استغلال فرصة التسويات، وإلا «نحن أمام الكلام الأخير الذي سنصل إليه، وعندها لن يبقى أي وجود مسلح في الجرود وتبسط الدولة سيطرتها»، معتبراً أن «خطر داعش لا يزال قائماً ولكنه في الرمق الأخير». وختم نصرالله كلامه عن الجرود بالقول إنه «لو سقطت سوريا لما بقي لبنان، وشبكات داعش في لبنان كانت تدار من مشغليها في الرقة والموصل، وبالتالي فإن القتال في سوريا والموصل إنما هو دفاع عن كل الشعوب».

وشدد نصرالله أيضاً على أن ملف النازحين «بحاجة إلى حل»، مكرراً دعوة الحكومة اللبنانية الى التفاوض مع الحكومة السورية «لتسهيل عودتهم الى بيوتهم وقراهم». ولفت الى أن الحكومة السورية لا تحتاج الى شرعية، والى أن دولاً كثيرة تتفاوض معها «في السر وفي العلن». وأكد أن أحداً «لا يريد إجبار النازحين على العودة، بل نتكلم عن العودة الطوعية، وتقديم ضمانات وتسهيلات للنازحين الذين يريد عدد كبير منهم العودة»، مشيراً الى أن في عودتهم لبلدهم «مصلحة لهم وللبنانيين. وهناك مناطق كثيرة في سوريا آمنة ومستقرة يمكن العودة إليها». وأمل «أن لا يكون تيار المستقبل يفكر باستمرار مأساة النازحين السوريين ومعهم اللبنانيين للحصول على المساعدات الخارجية». ولفت نصرالله إلى أن «عدم التفاوض مع الحكومة السورية يؤدي إلى إعطاء دور لحزب الله في هذا المجال وليس العكس كما يتّهمنا البعض»، معلناً رفضه «العمل من أجل مكاسب سياسية، وإنما نعمل لأسباب إنسانية واجتماعية وأخلاقية».

الموصل

ووصف نصرالله انهيار «داعش» في الموصل بـ«الحدث الكبير والمهم، ولا يرتبط بالعراق فقط، بل بشعوب المنطقة ومصير الأمة»، مشيراً إلى أن «تحرير الموصل خطوة متقدمة وعظيمة جداً في سياق القضاء على تنظيم داعش، وأبعاده ستنعكس على كل المنطقة والعالم». وأشاد بفتوى المرجع السيد علي السيستاني بوجوب مواجهة «داعش»، لأنها «كانت البداية الحاسمة لهذه الانتصارات. هذه الفتوى أخرجت العراقيين من الحيرة والذهول وكيفية المواجهة والقتال وأعطت الشرعية لهذا القتال، وتمكنت من استنهاض الشعب العراقي فكانت الاستجابة الشعبية العراقية، وحظيت بتأييد المراجع الدينيين السنّة والشيعة، وأعطت روحاً معنوية لكل الضباط ودفعت بمئات الآلاف من الشباب إلى الالتحاق بالجبهات، فكان الحشد الشعبي الذي صار جزءاً من القوات المسلحة وله دوره الحاكم على الجبهة». كذلك نوّه بـ«الموقف الحاسم من قبل إيران، وموقف الإمام السيد الخامنئي ومسارعة قيادات كبيرة في الحرس الثوري إلى تقديم المساعدة، ولكن يبقى الأهم هو التفاعل الشعبي العراقي».
وتحدث الأمين العام لحزب الله كيف أن العراق كان أمام تواطؤ الدول الكبرى وبعض الدول الاقليمية التي «ساعدت ودعمت وواكبت تقدم داعش في العراق والمنطقة»، واعتبرتها جزءاً من الربيع العربي، مؤكّداً أن «العراقيين حسموا خيارهم واتخذوا قرارهم بالمواجهة ولم ينتظروا قرارات الجامعة العربية أو الأمم المتحدة أو منظمة التعاون الاسلامي، لأنهم راهنوا على تضحياتهم»، لافتاً إلى توحّد العراقيين حول قرار المواجهة، ومنوّهاً بـ«مواقف عدد من القيادات السياسية السنية الاستثنائية، لأنهم دحضوا الاتهام بأن الصراع سنّي ـــ شيعي، وأكّدوا أنه صراع وطني عراقي». كذلك أشاد بـ«الحشد الشعبي» وبالعشائر التي قاتلت الى جانب القوات المسلحة العراقية، وبثبات «كل هذه الأطراف في الميدان رغم الظروف الصعبة وجاهزية العدو، الذي قابلته تضحيات جسيمة، سواء من الذين قاتلوا داعش أو الأهالي والاحتضان الشعبي»، متوقفاً أمام «عامل مهم في النصر الذي تحقق، وهو عدم الإصغاء إلى الخارج، سواء من دول أو فضائيات، بعضها لا يزال يدعم داعش حتى الآن».
وكرّر نصرالله ما سبق أن أشار إليه مراراً حول الدور الأميركي في دعم «داعش»، مشيراً إلى أن «الموقف الأميركي كان في بدايته متفرجاً، وبعضهم اعتمد سياسة التهويل بأن داعش ستبقى لسنوات مقبلة، وهذا يدل على سياسة الأميركي للاستفادة من داعش لمصلحته». ودعا إلى «التأمل في الذي حصل، وبحجم المساعدة الأميركية التي قدموها في تحرير الموصل»، واصفاً الأمر بـ«الكذب والدجل». وذكّر بما قالته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها حول الدعم الاميركي لـ«داعش».
وتساءل نصرالله «لو أننا لم ننتصر في الموصل، فماذا كان سيكون مصير العراق وشعوب ودول المنطقة، بما فيها دول الخليج التي دعمت داعش، والتي امتلأت قلوبها رعباً يوم أعلن البغدادي خلافته؟». وتمنى على العراقيين «تطهير بقية الأراضي العراقية من هذا الوجود التكفيري الخبيث، الذي ربما سوف لن يدع العراقيين يهنأون بانتصارهم، لأن هذا يحصّن الانتصار في الموصل».