ألم تفرض الأنظمة الضرائب على المواطنين من أجل جمعها وإعادتها لهم عبر خدمات تريحهم في مختلف جوانب حياتهم، أم أن للحاكم ذي العقل الميليشوي قراءة أخرى للقانون، وأنه يعتبر الناس مجرد مجموعة كبيرة من المواشي التي تعلف لتحلب وتركب ثم تؤكل ؟!!
 

كباقي الأنظمة التي تحكم المجتمعات البشرية في هذا الكوكب، فإن النظام اللبناني الحالي يعتمد دستورا وقوانين تفرض على الشعب واجبات تجاه النظام ومؤسساته وتفرض على النظام ومؤسساته واجبات تجاه الشعب أيضا، وذلك كعملية خدمية تبادلية بين الطرفين إنما وضعت لتستمر الحياة بشكل منظم وآمن وسليم .

إلا أن النظام اللبناني الحالي وبأركانه الحاليين وبشكل عجيب تمكن من أن يأخذ من الشعب كامل ما يفرضه عليهم القانون من واجبات عبر الضرائب وأخواتها التي هي الأعلى في العالم، إلا أنه لا يقدم لهم شيئا يذكر إلا فتات ما يتبقى عن أركان هذا النظام وأزلامهم بمختلف مستوياتهم .

إقرأ أيضا : شعب بلا دولة

فأركان النظام اللبناني الحالي يأخذون حقوقهم وامتيازاتهم التي فرضها لهم القانون بالتمام والكمال . وهم في الوقت الذي يقومون بسن القوانين على الشعب ويفرضون عليه ما يستنسبونه من ضرائب على كل شيء في حياته، سواء في المسكن أو الملبس أو المأكل أوالمشرب أو المركب وحتى المنكح إلخ، إلا أنهم لا يعطون هذا المواطن حقوقه التي فرضها القانون نفسه عليهم وعلى المؤسسات التي يديرونها، فيما هؤلاء الحكام "لا يحتملون" أن يفوتهم شيء من مكاسبهم التي يفرضها لهم القانون مقابل أتعابهم التي إنما فرضت لهم مقابل خدمات يؤدونها للناس من خلال المؤسسات التي يترأسونها ويديرونها !!

لماذا يجب على الشعب أن يدفع أموالا اكتسبها بعرق جبينه لمؤسسات لا تقدم له شيئا، هل هذه ضريبة أم خوة تفرض على الناس كما كانت تفرض عليهم من قبل الكثيرين من هؤلاء الحكام عندما كانوا قادة ميليشيات ينهبون الناس من خلال حواجز ميليشياتهم التي كانت مزروعة في الشوارع ؟!! 

لا ماء ولا كهرباء ولا إنشاء مصانع لليد العاملة ولا سيما للشباب المتفجر بالطاقات التي بات يمارسها في طريق العنف والرذيلة، وجل ما بشرنا به بعض شخصيات هذا النظام مؤخرا أن النظام سيقوم ببناء ثلاثة سجون جديدة لكي تستوعب المجرمين الجدد، فيما المواطن بات لا يضمن أن يعود سالما إلى بيته، متوقعا أن يسطوا عليه أي مجرم أو تأتيه رصاصة لا يعرف مطلقها بعدما انحل العقد الإجتماعي الأخلاقي بين الناس عندما رأت الرعية حال حكامها وصفاتهم . والناس على دين ملوكهم !!

إقرأ أيضا : المقاومة والممانعة المتخصصة بنُصرة الشعب الفلسطيني... أمّا السوري فإلى الجحيم

لماذا يجب علي أن أدفع لمؤسسات النظام كل ما يفرضه علي القانون بالتمام والكمال، فيما لا يقوم المحتلون لمؤسسات النظام الحاكم حاليا في لبنان بفعل ما يفرضه عليهم القانون تجاهي كمواطن يجب أن يرى الضرائب التي يدفعها خدمات في مختلف جوانب حياته ؟!!

 ألم تفرض الأنظمة الضرائب على المواطنين من أجل جمعها وإعادتها لهم عبر خدمات تريحهم في مختلف جوانب حياتهم، أم أن للحاكم ذي العقل الميليشوي قراءة أخرى للقانون، وأنه يعتبر الناس مجرد مجموعة كبيرة من المواشي التي تعلف لتحلب وتركب ثم تؤكل ؟!!

إقرأ أيضا : 10 ضحايا في أوساط المعتقلين السوريين وضغوطات جرت لدفنهم وإقفال القضية

على كل حال، من شب على شيء شاب عليه . وهؤلاء قوم شبوا على نهب الناس وظلمهم واستحقارهم واستعبادهم . فهل يتوقع منهم إلا أن يشيبوا على هذه الممارسات المافيوية التي يمارسونها علينا منذ ربع قرن بإسم الشرعية والمؤسسات والقانون ؟!!

القانون كل لا يتجزأ، ولا يجب على الرعية أن تؤدي واجباتها لمؤسسات النظام إلا إذا أدت هذه المؤسسات واجباتها المفروضة عليها للناس وان تعيد لهم حقوقهم . ولكن شعبا كشعبي، يمجد قاتليه وسارقيه وجلاديه تملقا وتزلفا، بل حتى يختلف المسروقون المظلومون من هذا الشعب فيما بينهم، ويلعن بعضهم بعضا ويبصق بعضهم بوجه بعض -دفاعا عن جلاديهم هؤلاء- لهو شعب يستحق أن يفعل به سلاطينه كل قبيح، والحمد لله هم يفعلون !!