السعوديون والإيرانيون يبددون أموال المسلمين
 

أولاً: فيء المسلمين

والفيء في اللغة: الغنيمة، والخراج، وهو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حربٍ ولا جهاد، وأصلُ الفيء : الرجوع، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع لهم. قال الله تعالى: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى.) التهذيب: الفيء ما ردّ الله تعالى على أهل دينه من أموال من خالف دينه بلا قتال، إمّا بأن يجلو عن أوطانهم ويُخلّوها للمسلمين، أو يُصالحوا على جزيةٍ يُؤدّونها عن رؤوسهم، أو مالٍ غير الجزية يفتدون به من سفك دمائهم، فهذا المالُ هو الفيء.

إقرأ أيضا : الرئيس الإيراني روحاني يبعث رسالة الى المرجع السيستاني

ثانياً: أهلُ الإسلام اليوم والفيء

الإيرانيّون يُبدّدون اليوم ثروات النفط على حروب مُتنقّلة على إمتداد "الهلال الشيعي"، وتُهدر في سبيل ذلك الأموال الطائلة على السلاح والكردسة، ورعاية التنظيمات الموالية للوليّ الفقيه. أمّا السعوديّين ، فبعد أن صرفوا أموالاً وفيرة على نشر الفكر الأصولوي المتخلّف في أنحاء العالم الإسلامي، هاهم اليوم يُبدّدون ثرواتٍ نفطية لسنواتٍ عدّة قادمة بعد أن وقعوا في أحابيل الرئيس الأميركي.
أمّا القطريّين ،وما أدراك ما القطريّين، يُقيمون على جزيرة محدودة المساحة والسّكان، وأفاء الله عليهم نعمة النفط والغاز، فتوهّموا أنّهم دولة عظمى، لذا راحوا يصرفون المليارات على إستضافة بطولة كأس العالم في كرة القدم. وهذا هيّنٌ ومُستساغ لو إقتصر الأمر على شاكلة هذه الإستعراضات، لكن ّ، والأدهى أنّهم ينغمسون في رعاية حروب متنقلة تتناسل من بعضها، ويُبدّدون في سبيل ذلك ثروة نفطية هائلة جرياً على عادة الجيران والأقربين.

إقرأ أيضا : لهذه الأسباب: حزب الله يجند الفتية.. يبيع ممتلكاته ويخفض الرواتب

ثالثاً: أبو بكر الخوارزمي وفيءُ المسلمين

كان أبو بكر الخوارزمي من أشدّ المعارضين للدولة العباسية، لنستمع إليه يقول في تبديد الفيء: "وقل في بني العباس ، فإنّك ستجد بحمد الله تعالى مقالاً، وجُل في عجائبهم فإنّك ترى ما شئت مجالاً، يُجبى فيؤهم ،فيُفرّقُ على الديلمي والتركي، ويُحملُ إلى المغربي والفرغاني، ويموت إمامٌ من أئمة الهدى وسيّدٌ من سادات المصطفى فلا تُتبع جنازتُه، ولا تُجصّص مقبرتُه، ويموتُ ضرّاطٌ لهم أو لاعبٌ أو مسخرة، أو ضاربٌ فتحضر جنازته العدول والقضاة، ويعمر مسجدُ التعزية عنه القوادُ والولاة".

إقرأ أيضا : نصر الله يرهن لبنان لطهران..

رابعاً : نفاد الفيء

مصير الفيء المبدّد النفاد، لم يشهد الخوارزمي حال الخليفة العباسي "المطيع للّه" ، بعد أن كتب إليه الأمير البويهي بختيار يطلب المال، للغزو، فأجابه الخليفة: " إنّ الغزو يلزمني إذا كانت الدنيا في يدي، وإليّ تدبير الأموال والرجال، وأمّا الآن، وليس لي منها إلاّ القوت القاصر عن كفائي، وهي في أيديكم وأيدي أصحاب الأطراف، فما يلزمني غزوٌ ولا حجٌ ولا شيء ممّا تنظر الأئمةُ فيه، وإنّما لكم مني هذا الإسم الذي يُخطبُ به على منابركم ، تُسكّنون به رعاياكم، فإن أحببتم أن أعتزل إعتزلت عن هذا المقدار أيضا وتركتكم والأمر كله"، وتردّدت المخاطبات والمراسلات حتى خرجت إلى طرف من أطراف الوعيد، وإضطرّ الخليفة إلى إلتزام أربعمائة ألف درهم باع بها ثيابه وبعض أنقاض داره، وشاع الخبر ببغداد بين الخاصّ والعام أنّ الخليفة صودر وكثُرت الشناعات.
إذا إستمرّت الحروب المُفتعلة والمتنقّلة ، فقد يجد أمراء الخليج وآيات الله الفيء الذي سبق للخوارزمي أن تباكى عليه، وفتّش عنه المطيع للّه فوجده في ثيابه وأنقاض داره، قد ذهب هباءً، وقد لا يجدون ثياباً يبيعونها، ودوراً يرهنونها.