هل هذا لمصلحة إيران والشرق الأوسط ؟
 


تتميز العلاقات الأميركية - السعودية بأنها إستراتيجية وقائمة على المصالح المشتركة التي تأتي في طليعتها حماية أمن المملكة وإمدادات النفط في منطقة حساسة هي الشرق الأوسط.
وكثر تساءلوا عبر التاريخ عن سر هذه العلاقة وتطورها في السنوات الأخيرة خصوصا بعد وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وقمم الرياض الثلاث.
والسبب يعود في الدرجة الأولى إلى التهديد الإيراني المستمر لأمن المنطقة والخليج العربي والساعي دوما إلى تغيير أنظمة الحكم هناك وزعزعة الإستقرار بعد فكرة تصدير الثورة التي تبناها آية الله الخميني مفجر الثورة الإسلامية في إيران.

إقرأ أيضا : المالكي يسرق إنجاز تشكيل الحشد الشعبي من السيستاني بتوجيه إيراني
فنشطت بعد الثورة العديد من التحركات الإرهابية التي إستهدفت أمن المملكة ودول الخليج وزرعت إيران ميليشيات طائفية لها داخل هذه البلدان لإبتزازها.
وأفضل من يعبر عن السياسة الإيرانية هي الميليشيات الإيرانية سواء في اليمن أو البحرين أو العراق أو سوريا ولبنان والذين يتبنون خطاب عقائدي طائفي يطمح للسيطرة على مكة والمدينة.
وآخر إنجازات إيران في هذا المجال هو تأسيس ما يعرف بإتحاد قوى المعارضة في جزيرة العرب والذي فتح الإعلام الإيراني أبوابه له وشرعها للإستثمار والتخريب والإبتزاز.
وعرف إتحاد المعارضة نفسه ببيان فقال أنه  : “اتحاد سياسي سلمي يسعى للتغيير السياسي، ويؤمن بالمشاركة الشعبية والتداول السلمي للسلطة”. وأوضح البيان ان الاتحاد سيأخذ “على عاتقه رفع راية التغيير، والعمل على إنجاح مقاصد الإصلاح والتقويم، متخذاً من شعب الجزيرة سنداً له وداعماً حتى يخضع هذا النظام لإرادة الشعب، وينزل عند رغباته ومصالحه، وإن أبى فلا سبيل نحفظ وطننا من شروره إلا الثورة عليه وإسقاطه”. وأكد الاتحاد في بيانه على أنه “حانت لحظة الحسم؛ فنظام حكم آل سعود يقود البلاد نحو الهاوية؛ حيث أصبحت بلادنا مصدر شر يمس الأمة في كل مكان”. وتوجه الاتحاد إلى الشعب السعودي قائلا: “عليكم تحمل مسؤولياتكم في وضع حد لنظام الأسرة الحاكمة، وأن تدركوا أنكم أصحاب حق في هذا الوطن، وأصحاب حق في المشاركة في صنع قرارته ورسم سياساته وتوجهاته، وأصحاب حق في تقويم الحاكم إن عصى وتكبر على أوامر الله”.
لكن إيران من حيث تدري أو لا تدري هي تدفع السعودية بإتجاه الخيار الأميركي أكثر لتأمين الحماية لها من الخطر الإيراني.
فهل هذا لمصلحة إيران والشرق الأوسط ؟