الحرب على أبواب الخليج...
أهلُ الخليج، الذين أفاء الله عليهم من واسع رزقه، وعظيم نعمته، فغرقوا في النعيم، وراحوا يتلّهون بما في أيديهم، حتى زيّنت لهم أنفسهم إدارة الحروب في الخارج، من أفغانستان إلى نيويورك، إلى اليمن السعيد، وأرض الرافدين، وأرض الكنانة وبلاد عمر المختار، هاهي الحرب اليوم تتزيّن لهم كي يخطبوا وُدّها، فيُحاصرون إمارة قطر، وهي تأبى أن تدخل في بيت الطاعة السعودية، وإمعاناً في نشوزها وخروجها على أمر الجماعة، تتمادى في استدراج القوى الإقليمية إلى الساحة الخليجية، من إيران وصولاً إلى تركيا، الأموال وفيرة بفضل الله تعالى، وإيران وتركيا، في صميم المعركة منذ زمنٍ بعيد، وبما أنّ القطريين، ومعهم أهلُ الخليج عامّةً لم يكتوا بنيران الحروب حتى الآن، فهم يتهاونون في قرع طبولها.  قال عمر بن الخطاب لعمرو بن معد يكرب: صف لنا الحرب.قال: مُرّةُ المذاق، إذا كشفت عن ساق ، وأنشأ يقول: 
الحربُ أولّ ما تكون فتيّةً
تسعى بزينتها لكلّ جهول
حتى إذا حميت وشبّ ضرامها
عادت عجوزاً غير ذات خليل 
شمطاء جزّت رأسها وتنكّرت 
مكروهةً للشّمّ والتّقبيل .
والعرب تقول: الحرب غشوم؛ لأنّها تنال غير الجاني.
وقيل لعنترة الفوارس، صف لنا الحرب، فقال: أولُّها شكوى، واوسطها نجوى، وآخرها بلوى.
ثانياً: الحربُ أولها الكلامُ...
ربما من أجل ذلك تصدّرت المطالبة الخليجية لقطر بإقفال قناة الجزيرة لدورها الإعلامي الهام في التحريض وتوجيه السياسات، وصوغ الإيديولوجيات، وإشعال الفتن، عندما لبس العباسيون السواد في خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني، كتب نصر بن سيّار، صاحب خراسان وعامل الأمويين عليها للخليفة مروان بن محمد، يُحذر من حربٍ منذرة يقول:
أرى خلل الرماد وميض نارٍ 
ويوشكُ أن يكون لها ضرامُ 
فإنّ النار بالعودين تُذكى 
وإنّ الحرب أوّلها  الكلامُ.
على الخليجيين أن يحذروا وميض نار الحرب بين ظهرانيهم، بعدها لن ينفع مالٌ ولا نفطٌ ولا المونديال المنتظر، ولا خطة الأمير بن سلمان الثلاثينيّة .