الإرهاب يرتد على مموليه وصانعيه
 

" طابخ السّم ذائقه" .. مثل قديم يعني أنّ من أدمن طبخ السّم لأعدائه لا بدّ أن يذوقه يوماً، أو ينال منه نصيب، ولعلّ هذا المثل إنّما يجري تداوله للحثّ على الإقلاع عن الإثم والعدوان والتآمر ودسّ الدسائس.

إقرأ أيضا : ترامب لإيران : من يدعمون الارهاب يُعرّضون انفسهم ليكونوا من ضحاياه

أولاً: منطقة الشرق الأوسط ... تاريخ حافل بالإرهاب

حملت العصابات الصهيونية إلى بلادنا العربية والإسلامية إرهاباً فظيعاً أواسط القرن الماضي، وكانت قد إختزنته من ترسانة الإرهاب النازية، فإجتاحت مدناً وقرىً آمنة في فلسطين، فقتلت وهدمت وروّعت وإقتلعت السكان وألقت بهم خارج البلاد، لتقيم دولة غاصبة على أرضٍ غاصبة.

إقرأ أيضا : روحاني: هجمات طهران ستعزز وحدتا وتجعلنا أكثر عزما على محاربة الارهاب
أمّا في المملكة العربية السعودية، فلم تدخل مناهجها الإسلامية أية مراجعة نقدية تجتث بذور العنف والإرهاب، لا بل راحت تُؤصّل فكر السلفية الأكثر تخلّفاً والتي ترقى إلى المذهب الحنبلي وتابعه إبن تيمية والداعية السعودي محمد بن عبدالوهاب، والغريب أن فكر إبن حنبل كان أكثر إعتدالاً وتسامحاً من فكر إبن تيمية، وفكر إبن تيمية أكثر إعتدالاً من فكر إبن عبدالوهاب، وما لبثت الوفرة النفطية بعد حرب أكتوبر عام 1973 بين إسرائيل ومصر وسوريا، أن أمّنت للدعاة (دعاة التطرف) الأموال لطباعة الكتب السلفية ونشرها وبثّ الدعاة، وإرسال "المجاهدين" لدحر الشيوعية في أفغانستان، وبعد إنتهاء أحداث هذا البلد المنكوب عادت جماعات "القاعدة" لنشر الرعب في المنطقة والعالم وداخل السعودية نفسها.
أمّا بالنسبة للنظام البعثي في سوريا، فقد رعى الجماعات الجهادية ووزّعها يميناً وشمالاً، في العراق ولبنان، قبل أن تتولى السعودية وقطر وتركيا، كلٌّ على حدة، رعاية معظم الجماعات ذات الخلفية الإسلامية المتشددة، حتى باتت المنطقة على وُسع رحبها قد ضاقت ذرعاً من أذى هذه الجماعات وشرورها.

إقرأ أيضا : مسؤول الإسعاف في طهران: إرتفاع حصلية الهجومين الإرهابيين إلى 12 قتيلا

ثانياً: إيران...البلاد الصعبة

لطالما إعتُبرت إيران بعيدة عن نيران الإرهاب وعصيّة عليه، حتى وُصمت طويلاً بتصدير الإرهاب عبر تنظيماتها المسلّحة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ولطالما ثارت شُبهات حول علاقات طبيعية مع القاعدة، وصلت في بعض الأحيان لتبادل المنافع والخدمات في محطّات عدّة، وذهب البعض إلى إفتراض هدنة صامتة ومُريحة بين داعش والنظام الإيراني، حتى إنبلج صباح اليوم عن هجمات إرهابية في وسط طهران ،داخل مجلس الشورى ومرقد الإمام الخميني.
 هجمات مُدانة ومُستنكرة أشدّ الإستنكار، وهذا يستتبع دائماً إدانة الإرهاب أينما حلّ، وبأيّة صورة تجلّى، وبأيّة مبررات تُساق لشرعنته، ونحن واثقون أنّ إيران ستقوى على هذه الموجة الإجرامية التي طرقت أبوابها أخيراً، وسيبقى الخزي والعار ملازماً لكل من سار على درب الإرهاب ونادى بإعلاء رايته.