الحال غير ماشي منذ أن بدأ الوزير جبران باسيل (الذي تناوب على عدّة وزارات قبل أن يستقرّ في الخارجية) النّفخ في مزامير الطائفية وأبواق حقوق المسيحيين الضائعة عند إخوانهم
 

يقول الرئيس نبيه بري في آخر تعليق له على ألاعيب الوزير جبران باسيل بإدخال ملاحق وبروتوكولات تطال وثيقة الطائف وبعض مواد الدستور بقوله: "هيك ما بيمشي الحال"، والحق يُقال يا دولة الرئيس أنّ الحال غير "ماشي" منذ زمنٍ بعيد، من يوم وجدت نفسك محصوراً ومحشوراً في تحالف يضمُّك مع التيار الوطني الحر، الذي لا يرع عهداً ولا يخفر ذمّة ،الحال غير ماشي منذ أن نازلك الوزير باسيل في جزين وتغلّب عليك.

إقرأ أيضا : نبيه بري : هيك ما بيمشي الحال !

 الحال غير ماشي منذ أن بدأ الوزير (الذي تناوب على عدّة وزارات قبل أن يستقرّ في الخارجية) النّفخ في مزامير الطائفية وأبواق "حقوق المسيحيين" الضائعة عند "إخوانهم" المسلمين طبعاً، والتمادي في النّيل من كرامة اللاجئين السوريين، والحال مش ماشي مع قانون إستعادة الجنسية ، المترافقة مع رحلات الوزير إلى الأميركيّتين ،والتي تفوح منها روائح التّعصُّب والكراهية والطائفية.

إقرأ أيضا : التيار يشترط من جديد : تعديل لبعض مواد الدستور من أجل القبول بالنسبية

 الحال مش ماشي منذ أن تمّ إعدام حكومة سعد الحريري الأولى والمتوافق عليها في الدوحة، وهو غير ماشي طبعاً منذ أن عطّلوا البلد ثلاثين شهراً قبل تنصيب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، وأنت شاهد عيان على ذلك رغم برمك وسُخطك، والحال مش ماشي (على الأقلّ)  معك عندما عُدت بالسّلة الفارغة قبل إنتخاب الرئيس عون، والحال مش ماشي طبعاً مع حكومة حريريّة فيها ألف علّة وعلّة.

إقرأ أيضا : زيد بن علي في مجلس هشام... وسامي الجميّل في مجلس عون

 وها هم اليوم، ومع تباشير الإتفاق على قانون جديد للإنتخابات، قانون محبوك بخيطان الطائفية والمصالح الخاصة والحسابات الضيّقة، ومع ذلك، ومع لهفة اللبنانيّين لصدور قانون إنتخاب جديد وعلى علاّته، فها هو تيار الوزير باسيل يحاول دسّ بعض السّموم الإضافية في تضاعيفه، لذا بات على الرئيس بري أن يلزم الحذر، فمن مأمنه يُؤتى الحذر، وكما قالت العرب: " عند الصباح يحمد القوم السّرى ، ولا تُدركُ الراحةُ إلاّ بعد التعب."