الطريق من طهران مرورا بالعراق وسوريا وصولا إلى لبنان كان بحجة دعم المقاومة بصراعها مع المحتل
 

بالرغم من فقدان ما يسمى بالهلال الايراني لوجهه البراق لأنه لم يعد يبشّر بقدوم شهور لها علاقة بالصراع مع العدو الإسرائيلي، مما يعني أن نوره الخافت والذي خبا لحظة عودته إلى محاقه مع دخول أهم أطرافه بالصراع إلى جانب نظام بشار الأسد.
فالطريق من طهران مرورا بالعراق وسوريا وصولا إلى لبنان كان بحجة دعم المقاومة بصراعها مع المحتل، فكان لهذا الطريق نوع من القداسة تبذل دونه النفوس والأضاحي، وتحت هذا المعنى ( طريق المقاومة ) كان المبرر  الحقيقي والجوهري لدخول الحزب إلى الجغرافيا السورية وما سوى ذلك من تبريرات كانت مجرد دعاية حزبية بهدف التحشيد لا أكثر ولا أقل. 

إقرأ أيضا : الإفطار الأخير
أما في السنوات الأخيرة، وبعد تحول وجهة البندقية وإستبدال العدو الإسرائيلي بالعدو السعودي، فلم يعد لهذا الطريق من معنى إلا في أذهان عقول جنرالات الحرس الثوري، وتحول إلى حاجة للنظام الإيراني أكثر منه حاجة لفصائل المقاومة، حتى أن إسرائيل نفسها لم تعد تعير ما يمر عبر هذا الطريق من سلاح ومعدات عسكرية طالما أنها تضمن بنفسها عدم عبوره إلى ما وراء الحدود السورية .
قطع هذا الطريق خلف البادية السورية صار مطلب عربي محض، ومع قدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وبعد التدخل الأميركي المباشر في الساحة السورية، وعلى أصداء قمم الرياض بات من المسلم به هو أن هذا الطريق صار بمثابة فاتورة أولى يجب أن تدفعها إيران للحد من نفوذها بالمنطقة.

إقرأ أيضا : هل يستفيق حزب الله من سكرته؟
فالبرغم من إشادة إعلام المحور الإيراني بالإنجازات التي يحققها الحشد الشعبي إلا أنه ينسى أو يتناسى أن الفضل بكل تلك الإنجازات إنما يعود للغطاء الجوي الذي يؤمنه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي بفضله إستطاع هذا الحشد الوصول إلى الحدود السورية.
هذه الأميركا عينها هي التي وزعت مناشير تحذيرية بعدم الإقتراب من قاعدة التنف وهي التي أغارت على موكب  عسكري لميليشيات النظام بعد أن حاول التقدم ، مما يعني عمليا خسوف هذا الهلال خلف البادية السورية وليس فقط على أعتاب بوابة فاطمة .