لم تعد المؤسسات التابعة للدولة اللبنانية في خدمة الشعب كما نعرف إنّما المواطن في خدمة موظفيها ـ خاصة أن لا رقيب على الفساد المستشري ولا حسيب على من يقصّر بواجباته تجاه الشعب..
"صفر على الشمال" هي مكانة المواطن الذي لا يملك المال في مؤسسات دولته بل قد يتعرّض لأسوأ أنواع المعاملة لمن في النيابة العامة في بعبدا قد يحل جوزيف لك كل الأمور مقابل "بدي أخدمك أن" وهذا ما حصل مع أحد المواطنين الذي أضاع هويته فقصد النيابة العامة في بعبدا لتقديم طلب الحصول على الهوية..

إقرأ أيضًا: البيئة الإسلامية تشوّه رمضان.. لا ليس هكذا يكون الصوم!
"شايف هيداك الدكان.. هيدا جوزيف نزال لعندو وقلو بدي جوزيف يعبيلي نموذج عن بلاغ فقدان هوية" هكذا كان الرد على "وين بقدموا طلب".. سحب جوزيف ورقة كتب عليها 5 كلمات مع "4 طوابع طلب مبلغ 30 ألف ليرة قائلًا له " بدي أخدمك فيها أحسن ما تنطر بالنيابة العامة حطيتلك كل الطوابع اللازمة".
المفاجأة كانت أن تكاليف البلاغات إختلفت من شخص إلى آخر فأحدهم دفع 60 ألف وآخر 28 وأخرون 25 أو 30 ألفا ليتفاجأ قاصد جوزيف بأن ثمن الطوابع 13 ألف ليرة فلماذا أخذ منه 30 ألفًا؟
"سرقة وعلى عينك يا مواطن" لم تكن الصدمة الوحيدة إنما إضراب الموظفين لأجل إقرار سلسلة الرتب والرواتب كانت المعاناة التالية لهذا المواطن حتّى حنّت قلوبهم بعد ساعة إنتظار مع "بهدلة " وقرروا بدء العمل بالمعاملات.
يتابع المواطن الذي عانى في النيابة العامة عبر صفحة الفيسبوك "الحمدالله حظنا حلو بعد في بس نروح للمخفر بمنطقتي حتى أعمل محضر".
الدركي المسؤول لم يكن في المكتب بعد إنتظار جاء ليقول له "تعى بعدين" ولأن الوقت ليس ملك المواطن قال له "تعا المسا".

إقرأ ايضًا: الأثيوبيات والسوريات يسببن التعاسة للبنانيات.. واحد طلّقها والآخر قتلها والتبرير قاتل!
هذه القصة التي نشرتها صفحة Humans of Lebanon  تتكرر يوميًا مع المواطن اللبناني في مؤسسات الدولة وإن كان فعلًا القضاء على الفساد من الأعمال التي يسعى رئيس العهد الجديد إلى فعلها فإننا على أمل أن تأخذ الجهات المعنية ما يحصل في مؤسسات الدولة لأن اللبناني "مش بس عم يخسر هويتو.. عم يخسر ذاتو ويخسر انتمائو" والأولى بذلك معاقبة جوزيف وكل من يقف خلف جوزيف فمن يتجرأ على سرقة المواطن في مكان تابع للدولة فلا بد أنه يستمد قوته من شخصية ذات نفوذ قوي أيضًا.