امس وبخضمّ سهرتنا اليومية والتي سرعان ما تتحول دائما الى ما يشبه المنازلات السياسية وتعلو طبعا (على الطريقة اللبنانية) وتتداخل الاصوات وينقسم الحاضرون بين مؤيد ومعارض ومهاجم ومدافع , وفي عز دين النقاش المستعر حول خطورة الاجواء المذهبية الزاحفة والمخيمة على سماء الوطن وتحميل المسؤوليات لهذا الطرف او ذاك وفي هذه اللحظات بالكاد استطاع احد الاصدقاء الحضور من سماع جرس هاتفه , ولان الاتصال قادم من افريقيا وعلى " السكايب "  مما الزمه على فتح " السبيكر " واشار الينا التزام الهدوء فلبينا طلبه وتحولنا جميعا الى مستمعين  لحديثه , وبعد السلام والتحية كانت المفاجأة التي زادت من صمتنا واضفت عليها شيء من الدهشة عندما عرفنا من سؤال المتصل ان الهدف هو التأكد من خبركان سمعه عن عدم استقبال طفل ( مؤمن محمد )على باب احد المستشفيات بسبب فقر والديه , وعندما اكدنا له الخبر وطبعا مع صاعقة خبر وفاة الطفل حتى تغيرت  نبرة صوته وكان له هذا التعليق ( معقول ؟؟ يا جماعة انتو وين عايشين ؟؟ قال نحن منسمي الافارقة هون "عبيد " تعو شوفو شو في هون , كهربا , رواق , شغل , مصاري , طبابة , احترام , و..و.. مع احترامي للشعب اللبناني مش هون في عبيد بلبنان في عبيد ) , واقفل الخط ... واستمر الصمت , وعمّ السكون , وانتهت السهرة وتفرقنا على وقع ضياع روح ذاك الطفل المسكين .. وتيقنا اكثر بضياع الوطن , لان هكذا يفعل العبيد !!!