طالعتني بعض الإعتراضات من مُدّعي الحرص على الإمام المهدي (ع), وهم جماعة لا تكاد تفقه قولاً , بعدما تلاعب بهم من فهموا كلامي جيداً ولكنهم غضبوا لأصنامهم التي تحدثت عنها في ذلك البيان !!

حيث نسبوا لي التجرؤ على الإمام المهدي (ع) بسبب الأسلوب القرآني البلاغي الذي اعتمدته في بيان صدر عني أوضح فيه شدة قبح زعاماتهم وقاداتهم .
أقول : القاعدة تقول : الضدُّ يظهر قبحه الضدُّ . بمعنى أنك إذا قارنت بين طُهرٍ وقبح, فإن شدة قبح القبيح تكون بنفس شدة طُهر الطاهر الذي قارنت به القبيح في كلامك . وبما أننا مأمورون بالتَّخلُّق بأخلاق الله تعالى عبر اعتماد أخلاقه التي قد اعتمدها في خطاباته في القرآن الكريم, وبما أن الله تعالى قد نهانا عن أن نأمر بشيء ونتركه أو أن ننهى عن شيء ونفعله, فالله تعالى لا يمكن أن يتكلم بخُلُقٍ ثم ينهانا عن التَّكلُّم به . 

وهنا علينا أن نرى الكيفية التي تحدّث الله تعالى بها في القرآن الكريم عندما أراد بيان الفصل التام بين الحق والباطل وأن الحق لاااا يمكن المساومة عليه أو التّسامح به مع أيٍّ كان, ضارباً سبحانه المثل بأعظم خلقه في حال ابتعادهم عن الحق, ومهدداً إياهم بأعظم العقاب . وذلك لبيان شدة خطورة الخلط بين الحق والباطل, وعلى قاعدة : إياك أعني واسمعي يا جارة .

لنقرأ بعض آيات الله تعالى على "الرويبضة" الذين عرّفهم رسول الله (ص) بأنهم التافهون الذين يتكلمون في أمر العامة, وذلك للفت انتباههم إلى ترك اقتفاء ما ليس لهم به علم حتى لا يُفتَضحوا بين الناس !!

قال تعالى في كتابه الحكيم, قاصداً رسوله الأعظم (ع) عند بيانه تعالى لخطورة التسامح مع أهل الباطل والضلال, ومُهدِّداً إياه (ص) بأكبر العقوبات  :
{وَ لَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ العِلْمِ ما لكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ ولا نَصِير}
[سورة البقرة/ آية 120]
{ولَقَد أُوحِيَ إِلَيكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبلِكَ لَئِنْ أَشرَكتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِين} 
[سورة الزمر/ آية 65]
{وَ لَئِنِ اتَّبَعتَ أَهْواءَهُم مِن بَعدِما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِين}
[سورة البقرة/ آية 145]
{ولئِنِ اتَّبَعتَ أَهْواءَهُم بَعدَما جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ ولا واق}
[سورة الرعد/ آية 37]
{ ولَو تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيل & لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِين & ثُمَّ لَقَطَعْنا منْهُ الْوَتِين   فَما مِنْكُم مِن أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِين}
[سورة الحاقة/ الآية 44 ... 47]

أما في الروايات, فأختصر منها على ما رُوي عن رسول الله (ص) : (والله لو سرقت فاطمة لقطعت يدها) . وقد نقل علماؤنا القدماء والحاليون هذه الرواية في كتبهم وجعلوها مثالاً في منتهى البلاغة على شدَّة قبح ترك إقامة أمر الله تعالى, وشاهداً على أن تطبيق الحق لا يمِّيز بين أحد, وأن سياق الرواية وغيرها مما يشابهها واردٌ في مقام بيان أن شدة قبح السرقة وقبح ترك إقامة الحد على السارق هو بنفس شدة طهارة وعدم إمكانية أن تسرق السيدة البتول (ع) في الواقع .

ولمن حاول أن يتصيد في كلامي في ذلك البيان ويستغل جهل الناس بالقواعد البلاغية التي استعملها الله تعالى في القرآن واستعملها رسوله (ص) وأهل بيته (ع) في بيانهم للأمور, واختبئوا خلف جهل الناس بالبلاغة ليوجِّهوا لي سهام غضبهم  لزعمائهم الزنادقة هؤلاء, فأقول لهم مجدداً وببلاغة القرآن العظيم والنبي الكريم (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) : 
لو خرج الإمام المهدي (وقاه الله شرّكم وخداعكم ونفاقكم) ووجدنا ولو واحداً من قادتكم الزنادقة المنافقين الذين خرّبوا حياة الشيعة في كل مكان تواجدوا فيه وتسببوا بانتشار الإلحاد بسبب إظهارهم للدين بأسوأ صورة, ولم يجعل من رؤوسهم لعبة لأَرجُل صبياننا, فلنقاتلنَّه قتال أصحاب الحسين (ع) لجيش يزيد . وإنا لفاعلون !!