دماء الأطفال برقبة طغاة العصر.
 

إلى أطفال كفريا والفوعة الذين انتقلوا من عالم الفساد والتّغيُّر إلى عالم المُثُل، عالم أفلاطون، عالم الحقّ والخير والجمال، أو إلى عالم الإله الواحد، الذي بشّرت به الأديان التوحيدية الثلاث، حيث الأطفال الأبرياء لا تبعة عليهم ولا يُحاسبون، الأطفال الذين حُرموا في هذه الدنيا الفانية "نعمة" التعرُّف على أسوأ ما أنتجه المسلمون من أحقادٍ مذهبية، اطفال كفريا والفوعة الذين لم يعرفوا لماذا اقتُلعوا من الأرض التي روّت عروقهم، ورفعت هاماتهم، ولم يفطنوا لماذا حُشرت أجسادهم لمدة يومين بلا مأوى ولا طعام قبل المحرقة المنصوبة، هؤلاء الأطفال مع أُمّهاتهم التهمتهم نيران الحقد والهمجيّة، وهم لم يتعرّفوا بعد على ما تُخلّفه الأحقاد والحروب، وخاصة العبثية منها.

إقرأ أيضا : أتباع النظام السوري يستغلون مجزرة مهجري كفريا والفوعة ليبرروا ضربة الكيماوي

أطفال كفريا والفوعة

هنيئاً لكم ،تحرّرتُم، ممّا تحررتم ؟ لا تدرون في عليائكم ممّ تحررتم، لقد تحررتم من البؤس، من عالم الخداع والنفاق، من شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية، من شعارات المجد والخلود للأمة العربية، من شعارات حقوق الإنسان وولاية الفقيه وأحكام أبو بكر البغدادي، تحررتم من موبقات نظام الأسد وجرائمه، من أخطاء المعارضة والاعيب الأمم المتحدة وطغيان الجبارين الروسي والأميركي، تخلّصتم وتحررتم من الرّق الذي ينتظركم بأشكاله المتعددة، لن تُساهموا كغيركم من أطفال سوريا البائسين في إعادة إعمار سوريا، تحررتم من أنواع الذل والمهانة والجوع والحرمان الذي كان ينتظركم في منفاكم الجديد داخل وطنكم.

إقرأ أيضا : بالصورة: ميليشيات النظام السوري قتلت أهله في الفوعة وكفريا وساعد أطفالهم في التفجير

أطفال كفريا والفوعة

لا تأسوا على ما كان ينتظركم من سجن وضرب وتعذيب، أيتها الطيور التي تحترق في سفرها جسداً وروحاً، كما قال الشاعر الفارسي (العطار) ولا تصبح في آخر طيرانها سوى رماد، وعندما تعطي كل شيء ،كل شيء يعاد إليها، وأخيراً، هنيئاً لكم هذا الموت المريع الذي أغمض عيونكم عن هذه الحضارة القادمة على قعقعة السلاح، وطلقات المدافع، وأزيز الطائرات، وسيارات الانتحاريّين، وصرخات "الله أكبر" التي يُطلقها المقاتلون من كل جانب.
أطفال كفريا والفوعة، لا تغفروا للظلمة والجاحدين وأعداء الإنسانية، والسلام والطمأنينة لأرواحكم الطاهرة، لا نملك سوى دعوى العاجزين.

إقرأ أيضا : الحسم الدولي أصبح ضروريا بعد مجزرة مهجري كفريا والفوعة