الخامس عشر من آذار عام 2011، تاريخ غيّر الخريطة السورية، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. كان يوماً هتفت فيه الحناجر لأول مرة منذ 45 عاماً ضد نظام آل الأسد، وصرخ الشعب السوري صرخته المدوية في وجه نظام الفساد والاستبداد والحكم الواحد، كاسرا صمتا قسريا خانقا قارب الأربعين عاماً فرضته أجهزة المخابرات والأمن ضمن «جمهورية الرعب».
الثورات المناهضة للديكتاتوريات في المنطقة، في مطلع العقد الثاني من الألفية الجديدة، حين اينع «الربيع العربي»، أسهمت بايقاد روح الثورة والتمرد لدى السوريين ضد النظام الأسدي. وكانت البداية من العاصمة دمشق في 15 آذار، 
لكن درعا شهدت انطلاقتها الفعلية بعد ثلاثة أيام، لتمتد بعدها إلى معظم المدن والبلدات السورية شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا.
وتحل الذكرى السادسة لثورة الياسمين الشامي بكل ما فيها من فخر واعتزاز وحريّة وألم وأمل ودماء، حاملة صور ايغال النظام في إجرامه بحق السوريين عبر براميله ومدفعيته وبجانبه حلفاؤه الروس والايرانيون وميليشيات طائفية أحضرها من أصقاع الأرض لاخماد صوت الحرية حفاظا على عرشه الملطخ بدماء مئات آلاف السوريين.
ويستمر الأسد وحلفاؤه بذبح السوريين يوماً بعد يوم، ورغم كل عمليات القتل الجماعي وتعذيب الاطفال واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا، ظل العالم متفرجا، يتفجع بين حين وآخر أمام الجرائم الموصوفة والموثقة، لكن من دون فعل شيء يضع حدا لـ«الهولوكوست» الشامي.
ثورة الياسمين الشامي لم تكن ضحية نظام قاتل مستبد فحسب بل أيضا ضحية غدر عالم بلا ضمير