جرت أخيراً في أربع قرى محيطة ببلدة «بيت جن» مصالحات بين فصائل المعارضة المسلحة فيها وبين الدولة السورية. وتوازياً جرت عمليات جسّ نبض لإمكانية أن تدخل هذه البلدة سياقَ هذه المصالحات حتى يتمّ إقفال القتال في هذه المنطقة التي تقع قبالة منطقة شبعا اللبنانية ذات الموقع الحسّاس داخل مثلّث الحدود اللبنانيةـ السورية ـ الإسرائيلية.
 

 

ولكنّ إسرائيل أرسَلت مؤشّرات واضحة تفيد أنّها لا تريد إقفال ملفّ الحرب في تلك المنطقة، فهي تملك هذا التأثير من خلال علاقتها بأياد كمال قائد مسلحي «بيت جن».

وكانت سُبحة المصالحة في تلك المنطقة قد بدأت قبل نحو اسبوعين من مزرعة «بيت جن» اللصيقة ببلدة بيت جن، حيث تفاهمَ وفد منها مع مركز للمخابرات في سعسع المكلّف من الدولة السورية بإتمام ملف المصالحات مع «بيت جن» وقراها، على تسليم 70 عنصراً من البلدة أنفسَهم للمركز، على أن يليَها مبادرات أُخرى مشابهة تقوم بها القرى الثلاثة الاخرى، ثمّ ينتهي الامر بحدوث الشيء نفسه في «بيت جن»، وبذلك يكتمل ملف المصالحة في هذه المنطقة.

لكنّ هذا المسار شهد صدمةً سلبية عندما وجد رئيس وفد مزرعة «بيت جن» والدَه مقتولاً في منزله بعد عودته من مركز سعسع. وتمّ اعتبار هذا الحادث رسالة إسرائيلية لقرى منطقة بيت جن الأخرى لمنعِها من السير على طريق ما حدث في مزرعة بيت جن.

ومع ذلك جرت محاولات لتعطيل اللغمِ الاسرائيلي، فحصَل تفاوض عبر وسطاء بين مركز سعسع وبيت جن، اشترَط خلالها مسلّحوها للبدء بالتفاوض إطلاق النظام 160 موقوفاً منهم، ووافقَ مركز سعسع، لكنّ أياد كمال رَفض تسليم اسلحتِه الثقيلة والمتوسطة.
بات واضحاً الآن أنّ الدولة السورية لا تتفاوض مع أياد كمال قائد «الجيش السوري الحر» في بيت جن، بل مع مشَغّلته المخابرات الاسرائيلية. وعلى هذا، فإنّ الخيار المتبقّي لإنهاء عقبة «بيت جن» من طريق إقفال ملف الحرب في هذه المنطقة، اصبح امام مفاضلة بين استحقاقين صعبَين، إمّا الاكتفاء بعزل «بيت جن» وإبقاء ملف المصالحات في منطقتها ناقصاً، وإمّا اقتحامها لإتمامه، وعندها سيكون من الطبيعي التحسّب لردّة فِعل اسرائيلية ليس معروفاً حتى الآن ما هي طبيعتها.

تل ابيب تَعتبر أنّ «بيت جن» ومنطقتها هي مجال نفوذ امني لها، كونها تتداخل مع جبهتين اثنتين حيويتين بالنسبة الى امنِها:

ـ الأولى، جبهة الحدود السورية مع الجولان واشتراطها عدمَ اقتراب حزب الله منها وضرورة التفاهم معها حول مصيرها.

- الثانية، جبهة حدودها اللبنانية مع حزب الله في منطقة شبعا المتصلة جغرافياً وديموغرافياً بمنطقة بيت جن، وخصوصاً كونها منطقةً تقع خارج عمل القرار 1701 القاضي بوقف الأعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله.
جرت أخيراً في أربع قرى محيطة ببلدة «بيت جن» مصالحات بين فصائل المعارضة المسلحة فيها وبين الدولة السورية. وتوازياً جرت عمليات جسّ نبض لإمكانية أن تدخل هذه البلدة سياقَ هذه المصالحات حتى يتمّ إقفال القتال في هذه المنطقة التي تقع قبالة منطقة شبعا اللبنانية ذات الموقع الحسّاس داخل مثلّث الحدود اللبنانيةـ السورية ـ الإسرائيلية.
ولكنّ إسرائيل أرسَلت مؤشّرات واضحة تفيد أنّها لا تريد إقفال ملفّ الحرب في تلك المنطقة، فهي تملك هذا التأثير من خلال علاقتها بأياد كمال قائد مسلحي «بيت جن».

وكانت سُبحة المصالحة في تلك المنطقة قد بدأت قبل نحو اسبوعين من مزرعة «بيت جن» اللصيقة ببلدة بيت جن، حيث تفاهمَ وفد منها مع مركز للمخابرات في سعسع المكلّف من الدولة السورية بإتمام ملف المصالحات مع «بيت جن» وقراها، على تسليم 70 عنصراً من البلدة أنفسَهم للمركز، على أن يليَها مبادرات أُخرى مشابهة تقوم بها القرى الثلاثة الاخرى، ثمّ ينتهي الامر بحدوث الشيء نفسه في «بيت جن»، وبذلك يكتمل ملف المصالحة في هذه المنطقة.

لكنّ هذا المسار شهد صدمةً سلبية عندما وجد رئيس وفد مزرعة «بيت جن» والدَه مقتولاً في منزله بعد عودته من مركز سعسع. وتمّ اعتبار هذا الحادث رسالة إسرائيلية لقرى منطقة بيت جن الأخرى لمنعِها من السير على طريق ما حدث في مزرعة بيت جن.

ومع ذلك جرت محاولات لتعطيل اللغمِ الاسرائيلي، فحصَل تفاوض عبر وسطاء بين مركز سعسع وبيت جن، اشترَط خلالها مسلّحوها للبدء بالتفاوض إطلاق النظام 160 موقوفاً منهم، ووافقَ مركز سعسع، لكنّ أياد كمال رَفض تسليم اسلحتِه الثقيلة والمتوسطة.

بات واضحاً الآن أنّ الدولة السورية لا تتفاوض مع أياد كمال قائد «الجيش السوري الحر» في بيت جن، بل مع مشَغّلته المخابرات الاسرائيلية. وعلى هذا، فإنّ الخيار المتبقّي لإنهاء عقبة «بيت جن» من طريق إقفال ملف الحرب في هذه المنطقة، اصبح امام مفاضلة بين استحقاقين صعبَين، إمّا الاكتفاء بعزل «بيت جن» وإبقاء ملف المصالحات في منطقتها ناقصاً، وإمّا اقتحامها لإتمامه، وعندها سيكون من الطبيعي التحسّب لردّة فِعل اسرائيلية ليس معروفاً حتى الآن ما هي طبيعتها.

تل ابيب تَعتبر أنّ «بيت جن» ومنطقتها هي مجال نفوذ امني لها، كونها تتداخل مع جبهتين اثنتين حيويتين بالنسبة الى امنِها:

ـ الأولى، جبهة الحدود السورية مع الجولان واشتراطها عدمَ اقتراب حزب الله منها وضرورة التفاهم معها حول مصيرها.

- الثانية، جبهة حدودها اللبنانية مع حزب الله في منطقة شبعا المتصلة جغرافياً وديموغرافياً بمنطقة بيت جن، وخصوصاً كونها منطقةً تقع خارج عمل القرار 1701 القاضي بوقف الأعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله.

ثمّة خشية من انّه مهما كانت نوعية التطوّر الذي سيَحدث في بيت جن ستكون له آثاره على بلدة شبعا ومنطقتها:

ففي حال لم يقتحمها الجيش السوري، فهذا يعني أنّ أزمة انتقال النازحين من تلك المنطقة ستستمر الى شبعا، وستزيد في حال ازدادت حدّة المناوشات العسكرية بين بيت جن والجيش السوري الذي اقترَب من حدودها.

وفي حال اقتحَمها الجيش السوري، فهناك تحسّب من خطر الرد الإسرائيلي على ذلك. ومِن منظار عسكري هناك صعوبة في تصوّر توقّعِ حدوث مشاركة عسكرية اسرائيلية مباشرة في دعم مسلحي هذه البلدة من دون ان يكون لذلك تشَظٍّ عسكري على مجمل منطقة المثلث الحدودي الاسرائيلي ـ السوري ـ اللبناني الذي تقع شبعا في داخله. يوجد الآن في شبعا اكثر من ستة آلاف نازح سوري من منطقة بيت جن.

وكان هناك رهان لدى شخصيات لبنانية شاركت في التوسط بين سعسع وبيت جن وقراها، بأن يعود نازحو شبعا الى منطقتهم في حال نجحت مساعيهم لإقفال ملف الاقتتال فيها.
وخلال الاعوام القليلة الماضية تمّ افتتاح مستشفى ميداني في شبعا لغرض معالجة جرحى مسلحي منطقة بيت جن فيه. ثمّ أُقفل تحت ضغط إمكانية أنه قد يتسبّب بنقل اجواء الاقتتال بين الدروز المؤيّدين للنظام ومعارضيه السنّة في بيت جن، الى منطقة شبعا التي تَحفل بديموغرافيا لبنانية مشابهة.

وفي كلّ مرّة يَحدث قتال في تلك المنطقة، تواجه منطقةَ شبعا توتّرا نتيجة نقلِ جرحى إليها. وفي أحدثِ واقعة على هذا الصعيد قرّر الجيش إرسال طواقم طبّية لمعالجة المسلحين في مواقعهم داخل الأراضي السورية لإبقاء كلّ أشكال البعد اللوجستي لميدان القتال في تلك المنطقة محصوراً ضمن الأراضي السورية.

التوجّسات التي تسود لبنان، في مناسبة تَعاظمِ احتمال فتحِ معركة بيت جن، تَكمن في اعتبارَين:

أوّلهما، تأكيد وجود لـ«جبهة النصرة» في بيت جن وليس فقط لـ«الجيش السوري الحر». وهذا يفتح الباب على جعلها منطقةً خارج مفاعيل تثبيت وقفِ النار الموقّع في أستانة. ويستدرج هذا الأمر سؤالاً عمّا إذا كانت بيت جن ستتحوّل إحدى ساحات استمرار القتال السوري في مرحلة ما بعد أستانة.
أمّا الاعتبار الثاني فهو متّصل بالأول، ويتمثّل بأنّ توقُّعَ فتح معركة بيت جن الوثيقة الاتصال بمنطقة شبعا وامتداد جغرافي لبناني يقع عسكريا ودوليا خارج منطقة القرار 1701، يأتي بالتزامن مع تعالي الهمس الاسرائيلي ولدى حزب الله، عن إمكانية حدوث مواجهة بين الطرفين.

وتحسّب الحزب مردُّه لرصدِه وجودَ تحرّكات عسكرية إسرائيلية مستجدّة في ميدان الجنوب وخصوصاً في المنطقة المحتلة من شبعا، تؤشّر إلى استعدادات لخرق حالة «الستاتيكو» العسكرية السائدة على هذه الجبهة منذ عدوان 2006.

هل تكون «بيت جن» مدخلاً لاشتعال نيران تمتزج فيها رغبة إسرائيل في تثبيت نفوذها الاقليمي داخل الأزمة السورية، بتصفية حسابات بين حزب الله وإسرائيل على هذه الجبهة ذات الاتصال الجغرافي اللبناني والتي ظلّت منذ العام 2006 مفتوحة على مناوشات عسكرية بينهما كونها خارج أرض القرار1701؟