بعد سقوط حلب بأيدي قوات النظام و حلفاؤه سعت القوى الجديد في المدينة لنقل المسلحين من المعارضة السورية إلى خارج المدينة بما سُميَ بالباصات الخضر.
لماذا سميت هذه الباصات بالباصات الخضر  ؟
الباص الأخضر يعتبر لدى مؤيدي النظام رمزا لانتصار الجيش العربي السوري ويشير إلى تطهير منطقة بشكل سلمي أي يتم الاتفاق بين الطرفين فيخلي المسلحون المنطقة ويدخلها الجيش وتعود الى حضن الوطن حسب تعبيرهم .
 
وموضوع اللون هو محض صدفة لأن الباصات الخضراء تجوب شوارع دمشق ليل نهار وتنقل الركاب شأنها في ذلك شأن باصات حمراء وبيضاء وهي تتبع شركات نقل عامة وخاصة.
وجاءت التسمية انطلاقا من علم الجمهورية العربية السورية الذي يتضمن نجمتين خضراوتين فاللون الأخضر يدل على الخصب والربيع وانطلاق الحياة واعتبر مؤيدو النظام  أن تلك الباصات مناطق عندما تدخل المناطق التي استعادتها من سيطرة المعارضة يتم تطهيرها وبالتالي فهي تعود الى الحياة من جديد .
وقد عبر مناصرو النظام أكثر من مرة وفي أكثر من مكان بعبارة " سورية عيونها خضرا" في إشار إلى  استعادة المناطق من أيدي قوات المعارضة السورية فأصبحت بذلك عبونها خضراء  نسبة الى النجمتين الخضراوتين في منتصف العلم .
في المقلب الآخر تحولت "الباصات الخضراء" إلى مصدر تشاؤم لدى الكثير من السوريين، وهو ما يبدو جلياً في تغريداتهم عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولت هذه الباصات إلى رمز لعمليات التهجير القسري التي يقوم بها النظام السوري بحق أهالي المناطق المحاصرة، عقب كل تسوية.
ففي معظم الحالات يتم نقل المهجرين من مناطقهم بواسطة هذه الباصات، وهي في الأصل باصات للنقل الداخلي في سورية.
كتب أحد مستخدمي فيسبوك، عماد علي "إذا بقينا هكذا ساكتين قريبا كلنا سوف نركب الباصات الخضر".
أما فادي زيادة فعلّق بالقول "صايرة الباصات الخضر عم تطلع وتدخل على المناطق المحررة وتحمل بشر وكأن الموضوع صار عادي وروتيني .... قدسيا والهامة بالطريق إلى إدلب بلد المهجرين والمنسيين".
لام كثيرون دور الأمم المتحدة في هذه الاتفاقات، واعتبروها راعياً لعمليات نقل المهجرين من مناطقهم، إذ كتب يوسف مصري "الباصات الخضر باشراف الأمم المتحدة في قدسيا والهامة، وغداً حلب، التغيير ديموغرافي باشراف دولي وتحت مظلة الأمم المتحدة، يريدون سوريا بدون سوريين".
أما رأي هبة فكان "لما الأمم المتحدة بتشغل موظفيها شوفيرية باصات خضر، طبيعي يشغل النظام جنوده بالتعفيش".