يحتفل العالم اليوم بمرور الذكرى الثامنة والستين على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن أول يوم عالمى لحقوق الإنسان، وذلك فى 10 ديسمبر 1948م فى قصر شايوه بباريس.

ويعد إعلان حقوق الإنسان بمثابة وثيقة حقوق دولية، نالت موقعًا مهمًا فى القانون الدولى، وتتشكل من 30 مادة يوضح فيها حقوق الإنسان المكفولة لجميع الأفراد التى من أهمها الحق فى الحياة وحرية الاشتراك فى الجمعيات والجماعات السلمية، وعدم إكراه أى إنسان في الانضمام إلى جمعية ما، والحق فى التعليم، وحق العمل وعدم التمييز فى الأجر ، وحق الراحة وقضاء وقت الفراغ، والمستوى المعيشى الذى يحقق الرفاهية والصحة الجيدة.

 كما تعتبر وثيقة حقوق الإنسان من بين الوثائق الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان مع وثيقتى العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية من عام 1966 م، والعهد الدولى الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

تشكل الوثائق الثلاث معًا ما يسمى بـ"لائحة الحقوق الدولية"، وبعد أن تم التصديق على الوثيقتين من عدد كافٍ من الأمم أخذت اللائحة قوة القانون الدولى.

وتهتم الأمم المتحدة فى هذا اليوم بتنظيم العديد من الاجتماعات السياسية المهمة والأحداث والمعارض الثقافية المتعلقة بحقوق الإنسان.

كما تقوم العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية في مجال حقوق الإنسان بإقامة نشاطات خاصة للإعلان عن هذا اليوم، وتهدف إلى حماية الفئات الأضعف فى المجتمع التى تتعرض للتمييز مثل المعوقين والنساء والفتيات والفقراء والمهاجرين والأقليات.

ويشمل ميثاق الأمم المتحدة "التأكيد على الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدرة الشخص البشرى" والتزام جميع الدول الأعضاء بالتشجيع على "الاحترام العالمى ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع من دون تمييز على أساس العرق أو الجنس، أو اللغة، أو الدين".

 وتم تشكيل لجنة حقوق الإنسان، وهي هيئة دائمة تابعة للأمم المتحدة، للقيام بإعداد العمل على ما تم تصوره في البداية، باعتباره التشريعة الدولية لحقوق الإنسان، التى تم تصميمها على نطاق واسع من عدد من أعضاء المجتمع الدولي مع ممثلي البلدان التالية: إستراليا، بلجيكا، الجمهورية السوفياتية البيلاروسية الاشتراكية، تشيلي، الصين، مصر، فرنسا، الهند، إيران، لبنان، وبنما، الفيلبين، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وشملت اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وأوروغواي ويوغوسلافيا.

كما تشكلت  لجنة صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، من 18 عضوًا يمثلون شتى الخلفيات السياسية والثقافية والدينية، برئاسة "إليانور روزفلت" أرملة الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" التى كانت بمثابة القوة الدافعة وراء وضع الإعلان، ونائبها "بونغ شونغ شانغ من الصين"، واشترك معهما الفرنسى "رينيه كاسين"، الذي وضع المشروع الأولي للإعلان، ومن لبنان "شارل مالك" مقرر اللجنة.

واجتمعت اللجنة للمرة الأولى في عام 1947، وكلفت الكندى "جون همفري" بوضع مسودة للإعلان، فوضع 400 صفحة، وحسمت "اليانور روزفلت" الجدل بتكليف رينييه كاسان بوضع مسودة مختصرة واضحة ودقيقة، وتم اعتماد إعلان حقوق الإنسان والمواطن.

وصدقت الجمعية العامة في 10 ديسمبر 1948 بتصويت 48 لصالحه، وامتنع 8 عن التصويت وهي اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية، وجمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفياتية، وتشيكوسلوفاكيا، وجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، وجمهورية بولندا الشعبية، واتحاد جنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية، وعلى رغم الدور المركزي الذي كان يقوم به الكندي جون همفري، امتنعت الحكومة الكندية عن التصويت الأولي على مشروع الإعلان، ولكنها صوتت لصالح المشروع النهائي في الجمعية العامة.

وأصبح من المقرر أن يكون 10 ديسمبر هو اليوم العالمى لحقوق الإنسان ويحتفل به العالم طبقًا لإعلان الأمم المتحدة عن هذا اليوم.

اليوم ومع مرور 68 عاما على وثيقة حقوق الإنسان وبالنظر إلى ما تتعرض له شعوب العالم وخصوصا في منطقتنا العربية والاسلامية من العراق الى اليمن إلى سوريا وفلسطين والبحرين وغيرها يتحتم على المجتمع الدولي إعادة النظر بهذه الوثيقة للعمل بفعالية أكبر تضمن حقوق الانسان على كافة المستويات وخصوصا في ظل الحروب التي تجتاح المنطقة .