شكل انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بعد سنتين على الشغور الرئاسي إعادة تموضع سياسي للعديد من القوى السياسية في البلد، وسبق انتخاب عون جملة تحالفات جديدة فرضتها اللحظة السياسية التي تعيشها البلاد على هذا الفريق أو ذاك، وتأتي هذه التحالفات في سياق حرص كل طرف على مصالحة ومكتسباته السياسية والطائفية، وشكل تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر إحدى أهم هذه التحالفات الجديد، ليقلب المعادلة اللبنانية التي كانت قائمة على معادلة  8 و14 أذار .
عزّز هذا التحالف فرص وصول العماد عون إلى قصر بعبدا وحسمها فيما بعد  تبني ترشيحه من قبل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لاعتبارات سياسية عدّة تحدث عنها الحريري في كلمته الشهيرة التي أعلن فيها تبني ترشيح العماد ميشال عون .
ومع وصول العماد عون إلى قصر بعبدا كرئيس للجمهورية وهو بالأصل مرشح حزب الله تداخلت التحالفات فيما بينها وفرضت هذه التحالفات واقعا سياسيا جديدا على الساحة اللبنانية عموما وبين الأطراف المتحالفة خصوصا لتتشكل لاحقا خارطة سياسية جديدة للواقع السياسي في لبنان، حيث من المفترض أن يشكل أي تحالف جديد بين هذا الحزب أو ذاك قراءة سياسية جديدة لتحالفات الحزب ومواكبتها بين التحالفات السابقة والجديدة .
وأحد أبرز هذه التحالفات المثيرة هو تحالف التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله بالأصل مع القوات اللبنانية ذات العلاقة المتوترة مع حزب الله، وقد شكل هذا التحالف السياسي مرحلة جديدة من العلاقات بين القوات والتيار وتضمن جملة اتفاقات وتفاهمات بعد وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي استفزّ حزب الله في أكثر من محطة وهدد تحالف الحزب والتيار في أكثر من مكان .
اليوم وبعد وصول العماد عون إلى قصر بعبدا حان وقت دفع الفواتير وتنفيذ الإتفاقات الأمر الذي أدى إلى تهديد التحالفات السابقة خصوصا بين حزب الله والتيار الوطني الحر ما أدى إلى اصطفاف طائفي شيعي _شيعي (حركة أمل وحزب الله)  ومسيحي_ مسيحي (التيار الوطني والقوات اللبنانية) مع حالة من السخط العارم على عراب التحالف مع القوات جبران باسيل الذي اتهم أكثر من مرة بعدم الوفاء لحزب الله الذي أوصل العماد عون إلى قصر بعبدا .
المعلومات تشير الى علاقة متوترة بين حزب الله والوزير باسيل على خلفية مواقفه من تشكيل الحكومة والتزاماته تجاه القوات اللبنانية وعلاقته المتوترة بالنائب سليمان فرنجية، ويأخذ حزب الله على باسيل عدم وفائه للحزب بعد وصول عمه الجنرال إلى سدة الرئاسة إذ يحاول وضع العراقيل أمام التشكيلة الحكومية على خلفية اتفاقه وتحالفه مع القوات اللبنانية التحالف الذي يضمن له مقعدا نيابيا في الشمال بعد إخفاقه على مدى دورتين متتاليتين من الانتخابات النيابية.