في لقاء جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الرئاسي في بعبدا إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي بطلب عاجل وضروري وهام من الأخير حوالي الساعة التاسعة من ليل الجمعة الماضي ولأمر طارىء وخطير. وفور اللقاء فتح العماد قهوجي ملفًّا فيه برقية تنصّت تفيد أن خمسة آلاف عنصر من داعش سينتقلون من مراكزهم حول عرسال إلى قلب البلدة خلال ثلاثة أشهر من الآن، على أن يعبر 100 عنصر تقريبا كل يوم سيرًا على الأقدام من طريق وادي الأرانب ينتقلون من منطقة الزبداني باتجاه عرسال. 
وفي البرقية أيضًا معلومة تفيد أن مجموعة من داعش يترأسها أحد أمرائها المدعو أحمد أمون والملقّب بالشيخ، وله دور رئيسيّ في العمليات والتخطيط ستمرّ حوالي الساعة العاشرة ليلًا في تلك المنطقة. 
عندها طلب الرئيس عون من العماد قهوجي عمليّة تصدّي لهذه المجموعة وإلقاء القبض عليها. وفورًا بدأت عملية التصدي باستخدام ستّ طائرات هليكوبتر لنقل خمسة وسبعين عنصرًا من القوة الضاربة لتنفيذ العملية من مديرية المخابرات إلى مطار رياق في البقاع، ومن مطار رياق إلى ساحة قريبة من بلدة اللبوة، وخلال أقل من نصف ساعة أصبحت القوة على مسافة نصف ساعة سيرًا على الأقدام للوصول إلى وادي الأرانب. وقبل الموعد المحدّد كانت عناصر القوة قد اتخذت مواقعها وعلى أهبة الاستعداد. 
ولما وصلت مجموعة أحمد أمّون حصل تبادلًا لإطلاق النار، وكانت الأوامر للجيش بإصابة أمون وليس قتله، فأصيب برجله ويده وقامت عناصر من القوة الضاربة بإلقاء القبض عليه مع مجموعته البالغ تعدادها عشرة أفراد وتمّ نقلهم إلى وزارة الدفاع في بيروت. 
أما داعش فقد أصيبت بصدمة وقامت مجموعاتها المرابطة في المنطقة بقصف مراكز الجيش، إلا أنّ مدفعية اللواء التاسع والطوافات تولّت الرد بقصف كل المواقع التابعة لهذا التنظيم الإرهابي حيث سقط لداعش قتلى وجرحى بالعشرات. وفور انتهاء العملية هنّأ الرئيس عون العماد قهوجي على نجاحها، وتمّ البدء بالتحقيق مع الموقوفين وخاصة مع أمون المتهم بمسلسل من جرائم القتل والتفجير، وهو متورط في أوقات سابقة بتجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في مناطق لبنانية عدة منها الضاحية الجنوبية. وتخطيطه في الآونة الأخيرة لإرسال سيارات مفخخة إلى الداخل اللبناني لتنفيذ تفجيرات إرهابية، وهو مسؤول أيضًا عن إطلاق الصواريخ باتجاه بلدات بقاعية والمشاركة في المعارك ضد الجيش اللبناني إضافة إلى المشاركة في قتل الرائد بيار بشعلاني والرقيب ابراهيم زهرمان، والأهم أنه يملك معلومات عن العسكريين المخطوفين لدى داعش. 
لا شك أن هذه العملية النوعية تعتبر إنجازًا إضافيًا للجيش اللبناني وإثباتا لتنامي قدراته العملانية والاحترافية في المواجهة المفتوحة التي يخوضها ضد الإرهاب على الحدود الشرقية مع سوريا، كما في الداخل من خلال تعقب الخلايا الإرهابية، وبالتالي تشكل إنجازًا عسكريا واستخباراتيًا بارزًا من شأنه تشجيع الجهود الداخلية والغربية والخليجية الجارية لإعادة تحريك ملفّ دعم الجيش ومدّه بالمساعدات التسليحية الثقيلة على غرار ما تردّد منذ تحريك العلاقات اللبنانية السعودية في ظل دعوة المملكة العربية السعودية الموجّهة للرئيس عون في شأن تعويم الهبة السعودية للجيش. 
وكذلك فإن العملية قد تفتح الباب المحتمل على تقصّي مصير العسكريين المخطوفين لدى داعش والذين غابت أي معلومات عن مكان احتجازهم وظروفه منذ مدة طويلة.