كشف رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، أنّه تلقّى رشوة من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز بقيمة خمسة عشر مليون دولار في ثمانينيات القرن الماضي لقاء مناوأة نظام أخيه في سوريا، وأبرز مستنداً يثبت دعواه حيث يحاكَم في باريس بتهمة تبييض الأموال والتهرب الضريبي. وهو بذلك يؤكد الاستعداد الكامل للارتهان للخارج، فضلاً عن بيع الضمير والانغماس في الفساد، وهو ،في جميع الأحوال، تلميذٌ نجيب لأخيه حافظ، الذي اتهمته قيادة حزب البعث ببيع الجولان السوري خلال حرب حزيران ال٦٧، وكان حينها وزيراً للدفاع، وعندما همّت القيادة بإقالته، انقلب عليها وألقى برفاق العقيدة والدرب في السجون، وما لبث أن تنازل نهائياً ورسمياً عن لواء الإسكندرون عند أول تهديدٍ تركيّ لنظامه، وقد عمد إلى حذف اللواء من الخرائط المدرسية التي يتداولها طلاب المدارس، وهاهو بشار على خطى عمه وأبيه، يستقدم الجيوش والميليشيات لتثبيت دعائم حكمه، فيرهن الأرض والشعب والسيادة لأجيالٍ قادمة، ليثبت مرةً أخرى أنّ العصبيات والقبلية والعائلية لا تبني أوطاناً، ولا تقيم سيادة، ويصدق في حقّها القول المأثور: الطغاة يستجلبون الغُزاة.