رئيس حكومة سابق وزعيم تيار سياسي متهالك، تسوده الانقسامات الحادة، يخرج للملأ ليعلن إفلاسه المالي والسياسي، ويُغطّيهما بحُبّ الوطن، ومصلحة المواطن، وبناء الدولة ومؤسساتها... تضحيات كان يمكن أن تكون محلّ ترحيبٍ وتأييد لو أنّها جاءت في زمانها ومكانها المناسبين، أمّا أن تتمخّض عن تأييد من قاد أول شرخٍ دستوري في البلاد، وأول خرقٍ ميثاقي في البلاد بترؤسه حكومة مبتورة من وزيرين مسيحيين بعد استقالة جناحها المسلم، ناهيك عن مغامراته العسكرية مع القوات حيناً ومع السوريين حينًا آخر، فضلاً عن احتلاله القصر الجمهوري ورفض إخلائه لرئيسين مسيحيين منتخبين، رجل التقلبات المزاجية والطائفية والعنصرية ،والتي أورثها صهره المدلل السيد باسيل، ففاق معلمه في كل ذلك، مع موهبة خاصة في جمع الثروات. يا للعار، يكافئ من عطّل البلد ثلاثين شهراً، وقمة المأساة، الملهاة، سعد الحريري في أحضان من قطع له تذكرة ذهاب دون إياب، أي بلغتنا العامية: روحة بلا رجعة.