الاعتدالُ رمزُهُ منذ أن كان السلام. حمى لبنان من المزايدات والمراوحات منذ انتفاضة شباط وطائف ال٨٩ وعناقيد الغضب وحرب تموز وغيرها وغيراتها. إنه الرئيس الحق الذي يهدي المقاومة ذهبًا أكثر مما تهدي الأخيرة لنفسِها. حاربَ العالم ليقفَ لبنان على قدميه، ووقف إلى جانب المقاومة في سرّائها وضرّائها. نبيه بري رجل المواقف الصعبة والصفقات الحاسمة ومنجي البلاد من الصراعات والفتن والشحنات المذهبية. يتفقون فيما بينهم على مصالحهم ويقسمون حصصهم على سجيّتهم ثمّ يأتون ليختاروا رئيسهم بأمرٍ واقع ويتناقلون أكذوبة أن الرئيس المعارض هو الوحيد المُعطِّلْ. إن دولة الرئيس بري لا يريد سلّة ولا حصصًا وليس في عينِه أية مصالحٍ أخي القارئ. الرئيس برّي لا يريد أن يكونَ لبنان رهينةَ قائدٍ نسفَ جيشه بمعادلة خبيثة وفرّ إلى المنفى بصورة بطل. الرئيس برّي لا يريد رئيسًا "يُمسّح جوخ" لعدوّه ويتنازل عن الكبيرة والصغيرة ليصل إلى كرسيٍّ حلم. الرئيس بري لا يريد رئيسًا أوقفَ العالم والموازين الدولية ليصبح رئيسًا. الرئيس بري لا يريد رئيسًا يحكم بالاقطاع والتوريث ولا يبالي بما تريده الأكثرية في تياره المشحون حتى. الرئيس بري رجلُ الحكمة والقيم والعظة في بلدٍ قلّ فيه الحكماء وكثر الطغاة والطامعون، لهذا يا دولة الرئيس أنت تستحق أن يعارض كلّ الشعب اللبناني لعيونك.