لم يكن الموت بحدّ ذاته هدفا من أهداف الثورة الحسينية، وقد كانت أهداف الإمام الحسين عليه السلام في ثورته تعني بشكل عام مستقبل الإسلام والأمة والمجتمع والإنسان، وفي صميم هذه الأهداف ثقافة الإستمرار والحياة، وتؤشر هذه الأهداف أيضا إلى أن الثورة الحسينية بأهدافها لم تقم على ثقافة القتل والموت، بل هدفت إلى الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما جاء في خطاب الإمام الحسين عليه السلام عندما قال :" إني لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر."
ولم نجد في هذه الأهداف ما يؤشر إلى أن الإمام الحسين عليه السلام إنما خرج من أجل الموت أو الشهادة، كما لم يكن الموت ولا الشهادة في أهداف الحسين، سيما وأنه خرج عليه السلام بعدما تعهد الآلاف من أهل الكوفة بمناصرته ومؤازرته وبالتالي فلم يخرج عليه السلام  إلى مواجهة غير محسوبة .
وإن ما حصل لاحقا فُرض على الإمام الحسين عليه السلام وقال كلمته المشهورة :" إن كان دين جدي محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني "
ومن هنا كانت شهادة الإمام الحسين عليه السلام حاجة وضرورة لتحقيق الأهداف التي خرج من أجلها، وكلها أهداف ترتبط بحياة الامة والمجتمع والإنسان .
ولذلك فإن كل الأئمة بعد الإمام الحسين عليه وعليهم السلام لم يكونوا من أصحاب المواجهات، بل اعتمدوا التقية في حياتهم كوسيلة لحفظ الدين والتشيع آنذاك .
ولذلك لم يظهر في  تاريخ أهل البيت والائمة عليهم السلام أن حب الموت أو عشق الشهادة قد لعبا دوراً كبيرا في عقيدة الشيعة باستثناء في واقعة كربلاء. وحتى في أدبيات كربلاء، قام عدد كبير من علماء الشيعة على رأسهم السيد الجليل محسن الأمين بمحاولة تنقية القصص التي تروى عن الواقعة والتي يعتقد أنه دخلها الكثير من الشوائب والاضافات خاصة إبان حركة التشيع الصفوية في بلاد فارس في القرن السادس عشر..
وكأي حركة دينية أخرى، دخل المتشيعون الفرس في المذهب الشيعي الاثني عشري وادخلوا معهم الكثير من الخرافات والقصص حول الثورة الحسينية وهي لا تمت لذكرى الامام الحسين أو لواقعة كربلاء بصلة. 
وحتى أن لطم الصدور باليدين وبالسلاسل وشق الرأس وهي من قبيل ثقافات الموت هي مواضيع أثارت جدلا واسعاً لدى معظم علماء الشيعة وقد حاول السيد الامين تحريمها على أساس فتوى تقول انه لا يجوز طاعة الله (في هذه المراسم) من حيث معصيته (بايذاء النفس)
وبالرغم من رفض علماء الطائفة الشيعية لهذه المظاهر إلا أنها استمرت وانتشرت حتى استغلت مناسبة عاشوراء وثورة الحسين كوسيلة للتحريض على الموت والقتل تحت عناوين مختلفة من أهمها "عشاق الشهادة" واستعملت كذريعة  لمآرب سياسية معروفة خصوصا مع امتداد ظواهر التعرض للشيعة الإمامية في أكثر من بلد عربي وإسلامي الأمر الذي ساعد في انتشار هذه الظاهرة وتمددها في الوسط الشيعي تحديدا .