أولاً: السلاح المضاد للطيران محظور

 منذ اندلاع أحداث الثورة السورية ويجري تداول تأمين منطقة حظر جوي لحماية المدنيين، وعدم الإفراط في القتل والدمار والتهجير من قبل النظام، وقد ذهبت المحاولات والمناشدات مع الكلام أدراج الرياح، حتى حضر الطيران الروسي فتعاظم الخطب وازدادت وتيرة الدمار والتهجير، ووتيرة الضحايا المدنية بالطبع، وفي ظل احتدام القصف الجوي هذه الأيام على مدينة حلب، عادت للواجهة قضية تزويد القوات المعارضة بسلاح مضاد للطيران، ويبدو أنّ هذا الأمر بات مُلحّاً وقابلاً للتنفيذ، خاصة من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تعارض هذه المهمة منذ زمن بعيد، وتحول دون تنفيذها بحجة عدم وقوع السلاح بيد المجموعات الإرهابية، لذا استنفر الروس اليوم متوجسين من هكذا توجّه، وهددوا من يعنيهم الأمر بعواقبه الوخيمة، واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي خطوة كهذه تصعيداً خطيرا لا يمكن التساهل فيه ، وأنّ روسيا لن تسكت في حال تنفيذه، فالجو يجب أن يبقى مباحاً لطائرات النظام والطيران الروسي يمرح ويسرح على راحته، دون عوائق أو مضادات، ذلك أنّ قصف المدنيين ومحاصرتهم يتطلب جواً صافياً.

 ثانياً: قصف دمشق

 لأول مرة منذ اندلاع الحرب السورية قبل خمس سنوات، يتسرب كلام عن إمكانية قصف مواقع النظام في دمشق، فهل يقوم الأميركيون بالتهديد بقصف دمشق في حال واصل الروس قصف حلب، لخلق نوع من التوازن، أو خلق رادع يحمي عشرات آلاف المدنيين المحاصرين في حلب، ربما، وعسى ولعلّ، لكن الروس يهدّدون ويتوعّدون ، ومن يهددون ويتوعدون؟ إنّها أميركا.. بجبروتها وعظمتها، وصاحبة أكبر أسطول بحري حربي، وحاملات الطائرات التي تستطيع أن تهدد وتتوعد وتنفّذ لو شاءت، فعلاً، وفي عهد أوباما انقلبت الموازين، حتى هزُلت، كما يقول العرب، هزلت وبان هُزالها للقاصي والداني، روسيا تهدد أميركا، وأوباما لا حول ولا طول، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.