"حماة الديار" تسمية غريبة ظهرت منذ أيام على مسامع اللبنانيين وفاجأت الأوساط السياسية والإعلامية، وانتشرت عنها مجموعة أخبار وأشرطة فيديو تكرّس حضورها كقوة إضافية على ساحة الميليشيات اللبنانية .
تطلق هذه المجموعة شعارات مؤيدة للجيش اللبناني وتعتبر نفسها جناحا وطنيا مدنيا لمؤازرة الجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب، على شاكلة سرايا المقاومة المثيرة للجدل التي أنشأت خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان كفريق يضم كل اللبنانيين الراغبين بمقاومة الاحتلال حينذاك .
فور انتشار أخبار حماة الديار توجس اللبنانيون خيفة من إنشاء فريق جديد كميليشيا تضاف إلى ميليشيات الساحة اللبنانية .
وعلم حتى الآن أن حماة الديار  هي تشكيل لمجموعات شبابية من كل المناطق اللبنانية ومن كل أطياف المجتمع اللبناني هدفها مساعدة ومؤازرة الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهاب .
تعرضت ميلشيا حماة الديار مع انطلاقتها لمجموعة من الإنتقادات من الرأي العام اللبناني لاعتبارات عديدة ومنها ان الجيش اللبناني وحده هو حامي الديار وان هذه المجموعة ستكون على شاكلة الحشد الشعبي العراقي وذهب منتقدون إلى تسميتها الحشد الشعبي اللبناني في إشارة سريعة إلى إسباغ الطابع الطائفي على هذه المجموعة وهي في مهدها .
واللافت في الأمر الإنتشار السريع لهذه المجموعة حتى ضجت وسائل التواصل الإجتماعي بالإعلان عن جملة نشاطات ستقوم بها "حماة الديار" وأن هذه النشاطات ستكون برعاية قائد الجيش جان قهوجي، ونشرت المجموعة على صفحها على فايس بوك مجموعة شعارات وأناشيد مؤيدة للجيش وتدعو لمحاربة الارهابيين ونشرت على صفحتها عناوين متعددة نظير : "ناخذ بثأر الارهاب، قوي الصوت وصراخ بوج القناص، وخلي الدني تشتي قواص"، ومن شأن ذلك أن يؤشر الى حماسة جلية لفتح المعارك والمشاركة فيها ربما منفردين أو إلى جانب الجيش،ولرفع مستوى التشجيع والتحفيز، يضيف النشيد: "هيدا يلي خلى امك تلبس ثوب حدادك، وهيدا يلي حلل دمك ويتملك ولادك .
يقول رئيس الحركة رالف الشمالي "نحن جمعية مرخصة من وزارة الداخلية، وهدفنا دعم الجيش والمؤسسات الأمنية، نريد دولة قانون ومؤسسات لا أكثر".
وتحدث الشمالي بطلاقة عن فكرة حركته وخلفية إطلاقها، أي "استهداف الإرهابيين للجيش وسقوط شهداء له"،
ويضيف الشمالي ردا على وصف الحركة بالحشد الشعبي اللبناني فيقول :موجودون في جبل لبنان والجنوب والبقاع والشمال، ولدينا أكثر من 4 آلاف منتسب، 60 في المئة منهم من أهل السنة، فكيف تكون الحركة حشداً شعبياً أو تشكيلاً عسكرياً ضد أهل السنة؟ وأنا أقولها صراحة لولا وقوف أهل السنة مع الجيش في معركته ضد إرهابيي مخيم نهر البارد لما استطاع أن يخرج منتصراً وجامعاً خلفه كل اللبنانيين. ونحن نوفر الدعم اللوجستي للجيش وعند الضرورة وعندما يستهدفنا الإرهاب في منازلنا سنحمل السلاح لردعه".
وقال الشمالي أن ولاء الحركة هو للجيش والوطن، والسعي قائم لزيادة عدد "الوطنيين" كما يسميهم الشمالي من أبناء الحركة التي "تمول ذاتها عبر اشتراكات شهرية من أفرادها"، فلا دعم سياسي لها ولا علاقة مع أي من الأحزاب اللبنانية. 
العلاقة محصورة بالجيش الذي نعتبره "خطاً أحمر"، يقول الشمالي. وتفيد مصادر أمنية أن قيادة الجيش "أعطت الغطاء لهذه الجمعية التي تأسست منذ فترة أقل من سنة، وتتألف من ضباط وجنود متقاعدين".
تضاف حركةحماة الديار إلى لائحة الأحزاب اللبنانية الطويلة وهي تعبر في الوقت الراهن عن أهدافها الداعمة للجيش اللبناني في محاربته للإرهاب إلا أنها بلا شك ستكون محل جدال ونقاش على الساحة الملحية اللبنانية وهي رفعت و سترفع من مستوى الإحتقان الطائفي الذي تعيشه البلاد .