عون يحاول بالضربة الاخيرة , مصرٌ على الوصول إلى بعبدا مهما كانت النتائج

 

السفير :

الأبواب الرئاسية مقفلة أمام جميع المرشحين حتى الآن. لا استثناءات، برغم محاولات بعض اللاعبين المحليين إحداث خرق في جدار محكم الإغلاق.. خارجيا بالدرجة الأولى.
أما الخارج، فلا يملك نظرة موحدة ازاء لبنان. الأميركيون ليسوا مستعدين لتشغيل محركاتهم أبعد من حماية الاستقرار. الفرنسيون يعوّلون على اجتماعاتهم مع كل من الايرانيين والسعوديين في الخريف المقبل. الروس لا يقاربون ملف لبنان الا من خلال نظرتهم الى موجبات المعركة التي يخوضونها على أرض سوريا، حتى أن من كان يراهن على اجتماعات تعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أيلول المقبل، خاب رهانهم، بعدما تقرر إرجاء اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان.. حتى إشعار آخر!
وحدهم المصريون، ولأسباب اقليمية لا تقنع الرأي العام المصري نفسه قبل الرأي العام اللبناني، قرروا الانضمام الى «مسرحية الوقت الضائع»، لعلهم يصنعون «مبادرات» ولو «إعلامية» وعلى «الطريقة البلدية». هم بحاجة الى تظهير قصة «الدور الاقليمي» برغم عدم تحررهم من المساعدات الخليجية وخصوصا السعودية والاماراتية، ولذلك، قرروا أن يجسوا نبض القيادات اللبنانية.
قرع المصريون أبواب الرئيس نبيه بري. هم كانوا قد سمعوه في القاهرة يعوّل على عودة دور مصر العربي القيادي المحوري. أيضا شدد على أهمية دور الأزهر. أخذ على الايرانيين والمصريين أنهم لم يقوموا بمبادرات تؤدي الى تطوير العلاقات وجعلها نموذجا لكل العلاقات العربية والاسلامية.
عندما قرر وزير خارجية مصر سامح شكري زيارة بيروت، كان حريصا على إطلاق مبادرة ما. حاول فريق السفارة في بيروت ترتيب عشاء سياسي يضم جميع أركان طاولة الحوار، بمن فيهم سمير جعجع وأمين الجميل. اصطدموا بتحفظ رئيس مجلس النواب. اعتبر أنه عدا أسبابه الأمنية القاهرة، ثمة إشكال بروتوكولي: تلبية دعوة كهذه ستفرض تلبية أية دعوة مماثلة في المستقبل. كان لا بد من الاعتذار.. السبب الفعلي الذي جعل بري يتحفظ ويدفع باتجاه تأجيل موعد الزيارة، هو التوقيت. فقد اختار شكري بيروت ثاني محطة له بعد تل أبيب!
أما المفارقة المضحكة المبكية، فتتمثل في إلحاح السفارة المصرية على تأمين موعد للقاء بين سامح شكري وأحد قياديي «حزب الله»، حتى أن سفير مصر تواصل مباشرة لأجل ذلك مع الوزير حسين الحاج حسن الذي استمهل، قبل أن يعطي جوابه النهائي بالاعتذار عن عدم لقاء وزير خارجية مصر!
أما المقصود بالمفارقة، فيتمثل بتزامن السعي للاجتماع بـ «حزب الله» مع إصدار القضاء المصري أمرا في اليوم نفسه بالتحقيق مع القيادي الناصري حمدين صباحي ورئيس «حزب مصر القوية» عبد المنعم أبو الفتوح بتهمة التخابر مع «حزب الله» اللبناني، و «الحرس الثوري الإيراني»!
أما التتويج الفعلي لزيارة سامح شكري، فيمكن الاستدلال عليه من خلال إبراز عيّنة من نقاشات العشاء السياسي «الموعود» في دارة السفير المصري في دوحة عرمون. قال شكري اننا نريد مساعدة اللبنانيين في إطار أي حراك اقليمي، فمن أين نبدأ؟ قال له ميشال سليمان ان لا شيء قابل للحل ما دام هناك سلاح غير شرعي يؤدي الى إنتاج دولة ضمن الدولة. أكمل فؤاد السنيورة بالوتيرة ذاتها، داعيا الى ممارسة ضغوط دولية واقليمية على ايران بوصفها وحدها القادرة على «المونة» على السيد حسن نصرالله!
لم يغادر سمير جعجع السكة نفسها، معتبرا أن هناك جهة لبنانية وحيدة لا تريد الانتخابات الرئاسية. لم يأت على ذكر تبنيه لترشيح «الجنرال». سارع كل من روني عريجي وعلي حسن خليل الى الرد، وخصوصا على ميشال سليمان. وكعادته، عرض جبران باسيل لمعادلة الرئيس الماروني القوي، متجاهلا الانتقادات القاسية التي تناولت حليفه «حزب الله». أما العماد ميشال عون، فقد أثار مسألة الميثاقية والشرعية. كرر أكثر من ثلاث مرات أمام الضيف المصري أن جوهر الأزمة أننا أمام مجلس نيابي فاقد للشرعية وغير دستوري منذ سنتين ونصف سنة، وهي العبارة التي تلخص جوهر الأزمة القائمة بينه وبين رئيس مجلس النواب منذ أكثر من سنتين حتى الآن.
انتهى العشاء وكأن شيئا لم يكن. غادر سامح شكري. في اليوم التالي، جاءت أسئلة الديبلوماسيين الغربيين، وخصوصا الأميركيين (كانوا قد أوعزوا لصندوق النقد الدولي بإقراض مصر 12 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات)، عن نتائج تلك الزيارة الملتبسة، أكثر تعبيرا عن وظيفتها الحقيقية..
ماذا بعد؟
لأن الأبواب الرئاسية مقفلة، يتعاظم التأزم السياسي، فيجد تعبيرات له في معارك التعيينات العسكرية والأمنية والنفايات الطائفية والمناقصات المريبة.. ولا بأس بزيارات «استطلاعية» أو زيارات دعم واضحة كتلك التي يقوم بها للبنان، اليوم، قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزيف فوتيل، ويتخللها لقاء اساسي مع قائد الجيش العماد جان قهوجي.
في غضون ذلك، وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يعدل «التيار الوطني الحر» موقفه من التعيينات. ألح «التيار» على حلفائه في «8 آذار» أن يتضامنوا معه في مقاربة الوضع الحكومي في ضوء قرار تمديد ولاية اللواء محمد خير في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع، وهو قرار سيسحب نفسه على باقي التعيينات العسكرية، وخصوصا في موقع قيادة الجيش (تثبيت قهوجي لسنة واحدة وأخيرة)، إذ إن معظم القوى السياسية، باستثناء «التيار الوطني الحر» ترفض معادلة الفراغ ولو لدقيقة واحدة في هذا الموقع الحساس.
الخيارات التي يناقشها «تكتل التغيير» في اجتماع نوابه ووزرائه، اليوم، تتراوح بين تعطيل جلسة الحكومة المقررة الخميس و «العصيان المدني» مرورا بعدم التوقيع والتظاهر. لكن ثمة إشكالية تعيق بلورة توجه واضح في الرابية، وهي ناجمة عن عدم تبلغ موقف حاسم سواء من القيادة السعودية أو من سعد الحريري برفض تبني ترشيح «الجنرال». الالتباس المستجد يكمن في موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كان قد أفاض في جلسته الأخيرة مع وزير الخارجية جبران باسيل في دارة هادي حبيش، بعرض ما يعتبرها أسبابا موجبة لتبني ترشيح ميشال عون. لكن ماذا بعد الموقف الأخير للمشنوق، وهل يحمل في طياته «بشائر حريرية وسعودية» بعكس الاتجاه الذي كان ينادي به، أم أنها مجرد «مساحة تحليلية» لوزير الداخلية؟
لننتظر قرارات «تكتل التغيير» اليوم. أما لسان حال الحلفاء «فإن الفراغ الأمني لا يستطيع أحد تحمله».

النهار :

أخفقت روسيا في التوصل الى هدنة بين قوات النظام السوري والمقاتلين الاكراد في مدينة الحسكة التي بات 90 في المئة منها في أيدي "وحدات حماية الشعب" الكردية، في تطور وجد صداه في تركيا التي كررت أن إقامة كيان كردي في شمال سوريا أمر غير مقبول، ودعت واشنطن وروسيا الى فتح "صفحة جديدة" في سياق البحث عن حل في سوريا، فيما قصفت المدفعية التركية مواقع للمقاتلين الاكراد قرب منبج ومواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في جرابلس على الحدود السورية - التركية.

 

وتواصلت المعارك غداة تضارب المعلومات حول التوصل الى اتفاق تهدئة في الحسكة، اذ نفت مصادر كردية تقارير اعلنها مصدر عسكري والاعلام الرسمي حول اتفاق لوقف النار.
وبعد هدوء ساد عصر الاحد، افاد صحافي متعاون مع "وكالة الصحافة الفرنسية" في الحسكة ان الاشتباكات تجددت بعد منتصف الليل وتركزت في جنوب المدينة ووسطها، مع تقدم لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية من حي الغويران جنوب المدينة.
وقال انه شاهد عناصر من الجيش السوري ينسحبون باتجاه الجزء الغربي من الحي.
واعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، ان الاكراد باتوا يسيطرون على نحو 90 في المئة من مدينة الحسكة، موضحاً انهم "انتزعوا من قوات النظام شرق حي الغويران الذي يعتبر اكبر احياء المدينة وحي النشوة الشرقي الى سجن المدينة المركزي".
وكانت المسؤولة في ادارة الحكم الذاتي الكردي في شمال سوريا مسكين احمد اعلنت ان "المناطق التي تمت السيطرة عليها لن تعود الى قوات النظام بل ستبقى بأيدي الاسايش".
واعتبر عبد الرحمن ان تجدد المعارك يعود الى ان الاكراد "يسعون الى تحسين موقعهم في المفاوضات الجارية لحل الازمة برعاية روسية في القامشلي".
وكان مصدر حكومي اكد ان عسكريين روس يعقدون اجتماعات مع الطرفين في القامشلي لحل الازمة، فيما تحدث مصدر كردي عن "بعض الوساطات" من دون تحديد الجهة.
وبدأت المواجهات الاربعاء باشتباكات بين جهاز الاسايش وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، لتتدخل فيها لاحقا كل من "وحدات حماية الشعب" الكردية والجيش السوري.
ومع استمرار المعارك، اتهم مصدر عسكري في قوات النظام "وحدات حماية الشعب" الكردية "بخرق الهدنة عبر رفضها اجلاء الجرحى والقتلى الى القامشلي"، فيما نفت مصادر كردية وجود هدنة اساسا، مؤكدة استمرار العمليات القتالية في المدينة.
ويطالب الاكراد بتحديد وجود قوات النظام في المربع الامني في وسط المدينة حيث كافة المؤسسات الحكومية والامنية ومبنى المحافظة، كما يشددون على ضرورة حل قوات الدفاع الوطني التي طالما تشتبك مع قوات الاسايش.
واكد مصدر في المكتب الاعلامي للادارة الذاتية الكردية "روج آفا" أنه "ليس هناك حاليا اي مخطط للسيطرة الكاملة على المدينة (الحسكة)". وقال: "نحن نريد تطوير الادارة الذاتية والنظام الفيديرالي وعلى النظام عدم التدخل في شؤون المجتمع والانكفاء في مربعه الامني".
واوضح ان المطالب التي يتم تبادلها عبر "بعض الوساطات غير المباشرة" تتضمن بشكل اساسي "حل قوات الدفاع الوطني في المدينة".
وترفض دمشق مطلب الاكراد حل قوات الدفاع الوطني، وعرضت فقط تسريح بعض العناصر، وفق ما كان افاد موقع "المصدر" الاخباري المقرب من الحكومة.

قصف تركي

الى ذلك، بثت قناتا "ان تي في" و"سي ان ان-تورك" ان مرابض المدفعية المنصوبة داخل الاراضي التركية قصفت مواقع ل"داعش" في بلدة جرابلس السورية، ومواقع ل"وحدات حماية الشعب" الكردية قرب منبج.
وقال مسؤول تركي إن الجيش التركي قصف أهدافا للأكراد السوريين 20 مرة بالمدفعية في منبج، مضيفاً أن الجيش يواصل قصف أهداف ل"داعش" في جرابلس. وأشار الى ان "الهدف هو فتح ممر لتنفيذ عملية".
واعلن المرصد ومصادر للفصائل المقاتلة ان مئات العناصر التابعين لهذه الفصائل يحتشدون على الجانب التركي من الحدود مع سوريا استعدادا للهجوم على جرابلس.
واتى القصف التركي بعد ساعات من اعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو انه لا بد من "تنظيف" الحدود بين تركيا وسوريا من "داعش". 
وصرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عقب اجتماع للحكومة التركية أن "من المهم جداً عدم اضاعة الوقت وفتح صفحة جديدة في شأن سوريا تقوم على مقاربة تشارك فيها بشكل خاص تركيا وايران وروسيا والولايات المتحدة وبعض دول الخليج والسعودية"، مضيفا انه "من غير المقبول بتاتا" إقامة اي كيان كردي في شمال سوريا او جنوب تركيا او اي منطقة اخرى.
واكد انه "يجب حماية وحدة اراضي سوريا وتشكيل حكومة شاملة تشارك فيها جميع المجموعات لازالة كل العداوات القائمة".
وشدد على ان "من الضروري ان تعمل جميع الاطراف لوقف سفك الدماء في سوريا وتشكيل نموذج حكم يمثل جميع السوريين".

كيري

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في نيروبي ان من "المحتمل" عقد لقاء قريبا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول سوريا. وقال :"نجري محادثات منذ اسابيع عدة، وآمل في ان نكون على وشك انهائها بشكل او بآخر". وأضاف:"خلال الايام المقبلة ستلتقي فرقنا واستنادا الى ما ستسفر عنه هذه المحادثات من المحتمل جداً لا بل من المرجح ان نلتقي انا ووزير الخارجية لافروف". لكنه أستطرد ان "هذا القرار سيتخذ استنادا الى ما سنصل اليه خلال الايام المقبلة".

قاعدة همدان

في تطور آخر، اعلنت ايران عن انتهاء استخدام روسيا لقاعدة همدان الجوية في غرب ايران لشن غارات في سوريا، في الوقت الحالي، بعد اتهامها موسكو "بالاستعراض" بكشفها عن الامر. 
ونقلت وزارة الدفاع الروسية عن الناطق العسكري الجنرال ايغور كوناشنكوف ان الطائرات "نفذت جميع مهامها بنجاح" وعادت الى الاراضي الروسية.
وقال ان اي استخدام اضافي للطائرات الروسية لقاعدة همدان سيتم "وفقا لاتفاقات متبادلة حول قتال الارهاب مع اخذ الوضع في سوريا في الاعتبار".
واكد السفير الروسي الروسي في طهران ليفان جهاغاريان انه لا يوجد سبب يحول دون تكرار استخدام القاعدة.
وفي زاشنطن قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التعاون بين روسيا وإيران وإنه "ليس واضحا بالنسبة لنا...ما إذا كان استخدامها (موسكو) لهذه القاعدة قد توقف بشكل حاسم".

اسرائيل

في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت هدفا في سوريا بعد تعرض إسرائيل لقذائف طائشة من القتال بين الفصائل في سوريا.

 

المستقبل :

كل المؤشرات المتواترة من «الرابية» تدل على الاتجاه اليوم إلى إعلان قرار مقاطعة جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وهو قرار بلغ أروقة «السرايا» خلال الساعات الأخيرة وفق ما أفادت مصادر حكومية «المستقبل» مؤكدةً أنّ مقاطعة جلسة الخميس باتت بحكم الأمر الواقع وهي تقتصر على وزيري «التيار الوطني الحر» من دون أن تشمل وزيري «حزب الله». وإذا كانت المقاطعة العونية تأتي في ظاهرها رداً على المقاربة الحكومية لملف التعيينات العسكرية، إنما في جوهرها يعتزم تكتل «التغيير والإصلاح» إدراجها تحت عنوان الدفاع عن «الميثاقية» توصلاً إلى استخدامها كورقة ضغط مسيحية على الوتر الحكومي رفضاً لاستمرار عمل مجلس الوزراء في غياب المكونين العوني والكتائبي. 

وبهذا المعنى شدد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان على كون ملف التعيينات العسكرية شكّل «النقطة التي فاضت من الفنجان» بينما العنوان الأساس للاعتراض العوني سيكون «الميثاقية»، وأردف موضحاً لـ«المستقبل»: في موضوع قانون الانتخاب لم نصل إلى نتيجة وبالأمس سمعنا «خبرية» أنّ تيار «المستقبل» يريد التمديد لمجلس النواب وغداً إذا ما وصلنا إلى مقاطعة الحكومة فسيكون الغياب المسيحي كبيراً في ظل استقالة «الكتائب» وعدم مشاركة القوات اللبنانية في الحكومة. 

ورداً على سؤال، آثر كنعان عدم استباق القرار الذي سيصدر اليوم عن التكتل واكتفى بالإشارة إلى أنّ «كل الاحتمالات مفتوحة والاتجاه تصعيدي»، مضيفاً: «لم يعد مقبولاً أن تبقى كل الملفات «مسكرة» ولذلك نحن ندرس الأمور من دون عاطفة ولا تهوّر»، وختم: «سنكون إيجابيين ولن نترك باباً إلا ونحاول إحداث خرق إيجابي من خلاله لكن إذا بقيت «مسكرة» سنقول كلمتنا وسنتخذ الموقف الواجب اتخاذه».

السنيورة

واليوم، سيكون لكتلة «المستقبل» النيابية موقف واضح قاطعاً لدابر الشائعات التي يروّج لها البعض والتي وضعها رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة في خانة «اتهام الضحية وتبرئة الجاني». 

وإذ نفى نفياً قاطعاً أن تكون كتلة «المستقبل» مع التمديد للمجلس النيابي، قال السنيورة لـ»المستقبل»: قمنا بأكثر من خطوة في اتجاه التوصل إلى قانون جديد للانتخابات النيابية وأكدنا التزامنا باقتراح القانون المختلط لكن للأسف تستمر سياسة اتهام الضحية وتبرئة الجاني»، لافتاً إلى أنّ الكتلة ستجدد اليوم في اجتماعها الأسبوعي التزامها بالاستحقاقات الدستورية وبإجراء الانتخابات النيابية.

 

 

الديار :

رهان الرئىس نبيه بري ان تشكل جلسة الحوار في 5 ايلول القفزة الأخيرة نحو قانون الانتخاب. هوذا الخرق المنتظر الذي تبذل المساعي «الحساسة»  وبعيداً من الضوء لتحقيقه على انه المدخل الى التوافق على الملفات الأخرى، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية.
اوساط عين التينة تلاحظ ان هناك قوى سياسية تعتبر ان صناديق الاقتراع هي التي تحدد مصيرها. إما السقوط او البقاء، وبعدما اظهرت الانتخابات البلدية ان هناك تفاعلات داخل التيارات والأحزاب السياسية يمكن ان تؤثر، وبصورة دراماتيكية، في النتائج.
وفي حين تعتبر «القوات اللبنانية» ان الانتخابات النيابية سترفع من رصيدها تحت قبة البرلمان، كما تحت قبة الجمهورية، هناك مخاوف حقيقية داخل تيار المستقبل من الوضع في مناطق الشمال الذي يشكل مخزون القوة الاساسي للتيار...
بطبيعة الحال، توجد داخل تيار المستقبل جهات ترى في اشرف ريفي فقاعة سياسية، بالرغم من النتائج الصاعقة للانتخابات البلدية، ولا بد لهذه الفقاعة ان تنطفىء بمجرد ان يخوض الرئىس سعد الحريري معركة الزعامة وهي اقرب ما تكون، في الظروف الراهنة، الى معركة الوجود.
الأمر نفسه ينطبق على النائب خالد الضاهر الذي يعتمد سياسة «الخنادق المفتوحة»، لتشير تلك الجهات الى ان الاكثرية في الشمال تميل الى الواقعية، اي الى الاعتدال وبعدما بدا ان المسرح السوري لم يعد في يد السوريين ولا في يد اللبنانيين ولا في يد العرب.
المخاوف تنسحب ايضاً على التيار الوطني الحر الذي قد يُخترق في كسروان وفي المتن الشمالي، وان كانت المفارقة المثيرة انه يراهن على «الرفقة الانتخابية» مع النقيضين، «القوات اللبنانية» في بيروت والبترون وزحلة، و«حزب الله» في جزين وجبيل وبعبدا.
اوساط عين التينة تعتبر ان اقرار قانون انتخابي يؤمن للقوى السياسية وجودها القوي على الساحة السياسية يبعث لديها الطمأنينة ويدفع بها الى ابداء المرونة ان في ما يتعلق برئاسة الجمهورية او في ما يتعلق برئاسة الحكومة و...متمماتها.
بري لا يتحدث في ذلك علناً. يضع السلة على الطاولة ويقول «السلة او المجهول»، فيما في رأسه يجول ويصول قانون الانتخاب الذي هو من الفاعلية والتأثير بحيث يعتبر بقوة الدستور ما دام هو من يتولى انتاج السلطة.
قانون انتخاب مركب ويجمع بين النسبي والأكثري، كما يتم تفصيله على قياس الزعامات او القوى السياسية. غير ان خبراء في العملية الانتخابية يقولون ان المشكلة هي في الارتجاج الذي حصل في القواعد الشعبية ما يجعل بعض القوى تتحفظ او تحاول عرقلة اي قانون انتخابي.
هؤلاء الخبراء يرون انه في حين لا توجد تلك القوة الشيعية التي تستطيع كسر شوكة الثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» عبر اوراق الاقتراع، وحين يكون النائب وليد جنبلاط الزعيم الأعلى للطائفة الدرزية، وحين يعتبر الثنائي الماروني التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» ان بامكانهما رفع رصيدهما عبر ائتلاف يشمل سائر الدوائر ذات الغالبية المسيحية، فان الامر يبدو مختلفاً بالنسبة الى تيار المستقبل.
لا أحد يستهين بالقاعدة الشعبية لريفي ولا للضاهر، في حين ان المال الانتخابي يؤدي دوراً حيوياً، وهو ما يحتاج اليه الحريري الذي لا يزال وضعه المالي غامضاً، وان ترددت معلومات حول «اتصالات عائلية» تتعلق بضرورة الحفاظ على الارث السياسي، والتاريخي، للرئىس رفيق الحريري بعدما توزع الارث المالي على الورثة الذين اعتبروا ان على شقيقهم الذي «قطف» رئاسة الحكومة، وهذا يفوق كل المال الذي لديهم، ان يضحي بثروته لتثبيت زعامته السياسية.
هذا دون ان يجدي كل الكلام الذي قيل، وقاله وسطاء، بأن المسألة لا تتعلق بزعامة سعد الحريري وانما بزعامة آل الحريري.

ـ القرار السعودي ـ

مصدر سياسي رفيع المستوى صرح لـ«الديار» بأن الاوان قد حان لقول الامور بوضوح وصراحة. القرار السعودي هو ابقاء العلاقات بين تيار المستقبل و«حزب الله» عالقة ومعلقة. مثلما تحدث المعارك العسكرية من اجل تحسين وتحصين المواقف والمواقع، تحدث المعارك الديبلوماسية.
المصدر يضيف ان السعوديين يراهنون على تحقيق انجازات عسكرية هامة خلال شهر ايلول على جبهة القتال في اليمن باتجاه صنعاء، وهذا يرفع من فاعليتهم السياسية في مقاربة اي حالة تفاوضية حول ازمات المنطقة، وعلى الحلفاء في لبنان الذين انتظروا اكثر من سنتين ان ينتظروا اقل من شهرين لعل شيئاً ما يتغير على الطاولة.
هذه المعلومات يتم تداولها وراء الضوء، مع الاعتقاد ان التصعيد الاخير بين التيار والحزب انما هو وليد دفع خارجي في هذا الاتجاه، وعلى اساس ان القبول بالتسوية في الظروف الراهنة انما هو أشبه ما يكون بالاستسلام.
حتى ان وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي عرف بتصريحاته الديبلوماسية وصل الى حد وصف «سرايا المقاومة» بأنها قوة احتلال، وان جاء هذا الكلام كردة فعل على تصريح يتحدث عن 50 الف عنصر لدى تلك السرايا.
داخل قوى 8 آذار كلام بأن التصعيد المستقبلي، مع اقفال طريق القصر امام العماد ميشال عون بصورة كاملة ونهائىة، انما يرتبط بالمسار المتعرج، والملتبس، الذي تأخذه التطورات الاقليمية...

ـ الروس منزعجون ـ


ولوحظ امس تسليط وسائل اعلام لبنانية وسعودية على قرار موسكو وقف الطلعات الجوية من مطار همدان، لتشير الى ان العلاقة بين الروس والايرانيين تعرضت لهزة حادة، اذ كان الايرانيون الذين يراهنون على ان يأتيهم اتفاق فيينا بالمن والسلوى، يريدون للمسألة ان تبقى سرية.
طهران وصفت كشف موسكو لاستخدام همدان بـ«الاجراء المتهور». هذا الكلام ازعج الروس كثيراً، وجعل السعوديين يقولون انهم كانوا واثقين من البداية بأن قيام علاقة مميزة بين روسيا وايران عملية دونها عقبات كثيرة.
والسعوديون، كما يشير بعض محلليهم، يستغربون ردة الفعل الايرانية، كما لو أن الاميركيين وغيرهم لا يعرفون من اين تنطلق القاذفات او الصواريخ.
والطريف ان تصف جهة خليجية رسمية العلاقة (اليوم) بين موسكو وطهران على انها مثل العلاقة بين واشنطن وانقرة، وان كانت المقارنة تفقد الكثير من الدقة.
اوساط سياسية تعتبر ان وقف استخدام مطار همدان يكشف الى اي مدى يبتعد الملف السوري عن التسوية، ومعه الملف اللبناني بطبيعة الحال، وان كانت معلومات ديبلوماسية قد اشارت الى ان اللقاء المرتقب هذا الاسبوع بين جون كيري وسيرغي لافروف يمكن ان يتطرق الى الملف اللبناني.
وتذكر المعلومات ان مجرد البحث في الملف يعني وجود تصور ما للطريق الذي يمكن ان يفضي الى التسوية.
ديبلوماسي روسي في احدى دول الخليج يصف الوضع هكذا «لا طهران تستطيع الابتعاد عن موسكو ولا موسكو تستطيع الابتعاد عن طهران في هذه الظروف الحاسمة»، ليضيف «اننا نتفهم الحساسية الايرانية المفرطة، ولكن ليس هذا هو الوقت المناسب لتتغلب الضرورة الايديولوجية على الضرورة الاستراتيجية».
اي كلام الآن يزيد في ضبابية المشهد العام. بري شديد التخوف من المراوحة، خصوصاً انه يظن ان اي تسوية او اي صفقة لن تكون لمصلحة احد بقوله ان الوقت لا يعمل لمصلحة اي طرف.
وتبعاً لمصادر عين التينة فان التعاطي مع سلة من انتاج محلي تظل افضل بكثير من سلة من انتاج اقليمي او دولي. هذه هي رسالته، والمصادر التي تؤكد على دعم بري المطلق  للحريري في مواجهته للذين يحاولون تحجيمه سياسياً او شعبياً، يأمل في خطوة ما يتخذها رئىس تيار المستقبل باتجاه ايجاد الحلول للازمات التي تزداد تعقيداً يوم بعد يوم.
تغريدات الحريري على تويتر تبتعد عن اي كلام حول المسألة اللبنانية. المشنوق هو الذي يتكلم، ويعرف كيف يوجه الرسائل التي وصلت «طازجة» الى «حزب الله» الذي توقف نوابه ووزراؤه منذ زمن عن مهاجمة تيار المستقبل.
كان كلام لوزير الصناعة حسين الحاج حسن رأى «ان هناك فريقاً في البلد اسمه تيار المستقبل يدّعي انه فريق سيادي هو والرابع عشر من آذار، ولديه حرية القرار بدعوى «لبنان اولاً» الا ان مشكلة لبنان الحالية هي مسؤولية تيار المستقبل والرابع عشر من آذار من خلال رهنهم قرارهم للخارج».
اضاف «انهم لا يستطيعون اتخاذ قرار لبناني صرف»، مشيراً الى «انه عندما يصبح تيار المستقبل حراً في قراراته يمكننا انتخاب رئىس».
واذ يأتي هذا التصريح بعد الكلام الايجابي للسيد حسن نصرالله باتجاه الحريري، وصدور ردات فعل من تيار المستقبل بالتشكيك والاتهام بالقفز فوق الدستور، ترى مصادر سياسية في 8 آذار ان الوضع الداخلي يتجه نحو التصعيد، مع ان بري كان يسعى ليجعل الطريق الى جلسة الحوار في 5 ايلول اقل توترا، وحتى واعداً باحتمال التوصل الى اتفاق ما ولو كان الاتفاق الاطار حول السلة ما يحد من الاحتقان الداخلي في هذه الاوقات المعقدة.
التصعيد يبدو وكأنه لا يهدد جلسة الحوار فحسب بل وطاولة الحوار ايضاً، في حين يرفع التيار الوطني الحر البطاقة الصفراء، وربما البطاقة الحمراء، في وجه الحكومة على خلفية ما يعتبره انتهاكاً للدستور بتكريس التمديد في المواقع العسكرية.
وعشية اجتماع تكتل التغيير والاصلاح اليوم، اشار وزير التربية الياس بو صعب الى «ان الخيارات كثيرة، والاستقالة من الحكومة اذا كانت تؤدي الى النتيجة التي نتطلع اليها لن نتردد في الاقدام عليها».
وقال «ان الوضع مختلف هذه المرة، وهو ليس كما كان في الماضي، فإما قرارات تنقذ البلد او الذي يريد ايصالنا الى الحالة الراهنة قد اتخذ قراراً بالاستئثار بالسلطة، ورفض ان نكون شركاء في البلد، وردنا لن يكون الاستسلام».
واكد بو صعب «ان الوضع جدي جداً، والبلد على مفترق طرق»، محذراً من «ازمة قد تكون اكبر من ان يحتملها اللبنانيون».
حتى الاوساط الديبلوماسية تسأل الى أين حين يتقاطع التأجيج الداخلي مع التأجيج الاقليمي والدولي؟
وفي خضم المواجهة السياسية والاعلامية المحتدمة، لوحظ ان مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري بدا وكأنه يتبنى سلة رئىس المجلس النيابي، وان بصورة غير مباشرة. فهو اعتبر، في مقابلة تلفزيونية «ان اي تسوية يجب ان تكون شاملة لكل الافرقاء، ويجب ان تكون بالخطوط العامة متفقة على رئىس الجمهورية والحكومة وعلى كيفية تشكيل الحكومة كي لا ندخل بالعرقلة المعهودة في لبنان، وعلى قانون الانتخابات».
ورأى ان المدة الزمنية لهذه الاتفاقات هي من 6 الى 7 أشهر، مشيراً الى انفتاح تيار المستقبل على اي اسم لرئاسة الجمهورية ضمن التسوية.
واذ لاحظ خوري وجود جمود في الاتصالات السياسية، قال «ان مطلع الشهر المقبل قد يتم تفعيل هذه الاتصالات ويكون الحريري قد عاد الى لبنان».
وقال «نريد ان يبادر احد غيرنا فكل مبادراتنا تمت عرقلتها، واي شخص لديه اقتراحات جديدة فليقدمها»، موضحاً أن النائب سليمان فرنجية «متفهم جداً لمواقفنا ويعرف اننا لن نتخلى عنه، واذا كان لا بد من الاتفاق على اسم سنتفق معه»

 

الجمهورية :

مرّت سنة على الحراك المدني، وفي هذه السنة كان يفترض ان تنتفي أسبابه، وان يقدم اهل الحل والربط الوصفات العلاجية المطلوبة والضرورية لكل الامراض الداخلية لا الجسدية، وعلى كل المستويات، لكن كأنّ شيئاً لم يكن وكأنّ شيئاً لم يحصل، فالصورة على حالها لم يطرأ عليها أي تبديل او تعديل. وامّا الاسباب الدافعة الى الحراك المدني فما زالت هي هي، لا بل انها تفاقمت الى حد يُنذر بأنّ هذا الحراك قد يبدأ من جديد، الّا انّ العبرة دائماً تبقى في الآذان الصاغية لكل الصرخات المطلبية والتصحيحية. وليس بعيداً عن هذه الامراض، دخلت السياسة مجدداً في عنق الزجاجة، وقبضت ارتدادات فشل الحوار الرئاسي بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير ميشال عون، على الواقع السياسي، وفتحت الحلبة الداخلية على مصارعة سياسية مفتوحة، خصوصاً بعدما ارتفعت المتاريس العونية وأطلقت عيارات ثقيلة لَوّحت فيها بالتصعيد السياسي وصولاً الى حدّ قلب الطاولة.

واذا كان القرار العوني بالتصعيد، والذي تولّد غداة فشل الحوار بين عون والحريري، يستبطن إرادة واضحة للذهاب الى مواجهة شاملة مع القوى السياسية المصنفة في خانة الخصوم للتيار الوطني الحر، فإنّ اللافت للانتباه فيه انه يتكىء ضمناً على العنوان الرئاسي المستعصي حتى الآن، وكذلك على العنوان التمديدي لقائد الجيش العماد جان قهوجي، والذي بات موعد استحقاقه وشيكاً.

واما في العلن فيتكىء على عنوان اكبر قديم جديد خلاصته نقل المعركة من معركة رئاسة جمهورية الى معركة جمهورية. وبالتالي، تأكيد حضور المسيحيين وتعزيز دورهم في السلطة والشراكة والقرار.

واللافت للانتباه ايضا انّ القوى السياسية لا تقارب التوجّه التصعيدي للتيار الوطني الحر بجدية، خصوصاً انّ تجارب عونية سابقة حصلت ولم تحقق الاهداف المرسومة لها، فضلاً عن انّ القوى الحليفة لعون لا ترى الامور بمنظاره، بل لا تشاركه النظرة والموقف من أمور حساسة كالتمديد لقائد الجيش الذي يحظى بموافقة كل القوى السياسية الاخرى ومن بينهم حلفاء عون وتحديداً «حزب الله» وكذلك القوات اللبنانية.

وعلمت «الجمهورية» انّ التيار الحر قد وضع خارطة طريق للتحرّك التصعيدي، وبحسب مصادر عونية فإنّ هذا التحرك مفتوح على شتى الاحتمالات، وكل شيء مطروح سياسياً واعلامياً وجماهيرياً وفي الشارع، وفي الحكومة والمجلس النيابي وربما في الحوار الوطني، فالاعتكاف الحكومي وارد وكذلك الاستقالة، وربما من المجلس النيابي ايضاً، وليس مستبعداً ان يعلن عون في اي لحظة مقاطعته الحوار الوطني لأنّ من الصعب عليه ان يجلس على طاولة واحدة مع من ينصبون له الأفخاح والكمائن. وكل ذلك سيتبدّى في الايام المقبلة.

مشيرة الى انّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بصدد الاعلان عن «أمر كبير» في الساعات المقبلة. فيما انّ القنبلة الكبرى ينتظر ان يفجرها النائب ميشال عون في 13 تشرين الاول المقبل».

على انّ التهديد بالشارع لا يبدو مُستساغاً لدى القوى السياسية الاخرى، وقال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: دَلّت التجارب اللبنانية كلها على ان لا أفق للغة الجماهيرية، علماً انّ لكل طرف لبناني جمهوره وشارعه، ولا إمكانية لشارع أن يلغي شارعاً آخر. وبالتالي، فإنّ من شأن الحشد الشعبي أن يُحدث ضجيجاً لكنه لا يستطيع ان يفرض التغيير، حتى ولو كان معه كل الحلفاء في الميدان، فمسألة من هذا النوع فيها الكثير من المخاطر والمنزلقات.

وبرز في الساعات الاخيرة انّ العلاقة ما بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر قد عادت الى المسار الذي كانت تسلكه قبل الحوار بين عون والحريري، واللافت للانتباه تزامن ذلك مع السخونة الملحوظة في العلاقة بين حزب الله والمستقبل والقصف السياسي المتبادل بينهما على اكثر من جبهة.

وقد ترافقت هذه السخونة مع سخونة مماثلة على خط العلاقة بين تيار»المستقبل» و»حزب الله» الذي واصل حملته على «المستقبل»، متهماً إيّاه بـ«الارتهان» الى الخارج، لكنه دعا في الوقت نفسه الى الحوار وتَلقّف مبادرة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. فيما ردّ النائب نواف الموسوي على وزير الداخلية نهاد المشنوق من دون ان يسمّيه على خلفية وصف «سرايا المقاومة» بـ«سرايا الفتنة» و«سرايا احتلال»، حيث قال الموسوي: «نحن نعرف أنّ إطلاق النار السياسي الإعلامي على سرايا المقاومة يحاول استدراجنا إلى سجال يخفي التناقضات داخل الفريق الآخر الذي ينقسم حيال الموقف من انتخاب رئيس للجمهورية، ونعرف أنّ هذا الانقسام الداخلي لدى الفريق الآخر يعكس تردداً في القرار لدى قيادته الإقليمية التي على ما يبدو لم تُفصح حتى الآن عن وَحيها إلى نوّابها في لبنان، ولم تقل لهم كلمة السر القاضية بانتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية».

وفي معلومات لـ«الجمهورية» انه تمّ احتواء الزوبعة التي أحدثتها تصريحات المشنوق، وقد جاءت ردّات فِعل الحزب من باب تسجيل موقف ليس الّا من دون تعريض الحوار الثنائي بين»المستقبل» والحزب الذي يعقد جلسته المقبلة في 20 ايلول لأيّ انتكاسة.

مصادر وزارية

وقبل 48 ساعة على جلسة مجلس الوزراء، كشفت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ الإتصالات جارية على أكثر من مستوى لتأمين ضمان استمرار العمل الحكومي وتوفير الأجواء التي تسمح بعقد جلسة الخميس المقبل من دون اية مقاطعة ولا سيما من وزراء «التيار الوطني الحر» وحزب «الطاشناق».

ورجّحت معلومات لـ«الجمهورية» عدم حضور وزيري «التيار الوطني الحر» جلسة مجلس الوزراء هذا الاسبوع وحتى لو كان بند التعيينات غائباً عنها.

 

اللواء :

الثابت ان تكتل الإصلاح والتغيير في اجتماعه الدوري بعد ظهر اليوم، لن يذهب بعيداً في تصعيده السياسي، فلا استقالة للوزراء من الحكومة، ولا تسرُّع في خطوة الاعتكاف أو الامتناع عن تصريف عمل الوزارات التي يتولاها، لأسباب متعددة، أبرزها العجز المكشوف عن «قلب الطاولة» التي لا يمكن الا ان تكون شعاراً تعبوياً اجوفاً حيث انه من الثابت ان لا إمكانية للتلاعب بالاستقرار الوطني، والتي تشكّل حكومة الرئيس تمام سلام العنوان الأوّل لهذا الاستقرار.
وإذا كان الحراك المدني بحملاته المتنوعة، احتفل أمس، بذكرى مرور عام على الحملات والاعتصامات والتظاهرات في شوارع المدينة ومربعاتها وامام مؤسسات الرقابة والقضاء، ووزارات الدولة واداراتها، احتجاجاً على التمديد للمجلس النيابي وعلى تراكم النفايات في الشوارع، من دون جدوى كبيرة تذكر، فإن التلويح العوني في الشارع يبدو متعثراً أيضاً، على خلفية حصاد الحراك المدني وحالة الانقسامات داخل التيار العوني حيث من المتوقع ان يُطلق نشطاء جبيل وعددهم 150 ناشطاً تحركاً اعتراضياً في سياق توسيع دائرة الاعتراض إلى مناطق أخرى.
وبالتزامن مع اجتماع التيار العوني كشف النقاب عن ان التيار سيشارك مع حزبي «الكتائب» و«الطاشناق» في التحرّك الاحتجاجي اليوم، بوجه مطمر برج حمود قبل أقل من 24 ساعة من سفر رئيس الكتائب النائب سامي الجميل إلى موسكو في إطار جولة مشاورات روسية مع القيادات اللبنانية لا سيما المسيحية منها.
ووصف مصدر مسيحي مشاركة التيار العوني بالتحرك بوجه مطمر برج حمود بأنه محاولة لتلميع صورته من جهة، ولايصال رسالة إلى من يعنيهم الأمر بأن الشارع سيبقى أحد خياراته، ولكن في النصف الثاني من أيلول المقبل أي مع اقتراب موعد إصدار قرار التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وكأن النائب عون أجرى مشاورات بدءاً من صباح أمس، مع عدد من الوزراء والنواب في تكتله للوقوف على رأيهم، حول ما يمكن الاقدام عليه وجدولة التحرّك ووضع رزنامة زمنية توفق بين عدم سقوط التيار وظروف المرحلة السياسية الحالية.
وفي المعلومات أن الاتجاه الغالب كان يدعو إلى التروي لا سيما وأن حلفاء التيار سواء حزب الله أو «القوات اللبنانية» لا يحبذون إدخال البلاد في المجهول مع الإشارة الی ان «القوات» سبق وأعلنت أكثر من مرّة، انها ضد الفراغ في المؤسسات الأمنية، لا سيما قيادة الجيش، وبالتالي فإن التمديد لقهوجي ينسجم مع هذا التوجه ومع توجه قانوني ودستوري يتعلق بأنه لا يجوز تعيين قائد جديد للجيش بغياب رئيسه وهو رئيس الجمهورية وهو رئيس مجلس الدفاع الأعلى.
وكشفت مصادر في تكتل الإصلاح والتغيير لـ«اللواء» ان لا قرار حالياً بمقاطعة مجلس الوزراء، واستدركت ان هناك انتظاراً لما سيصدر عن الاجتماع اليوم.
وأعلن عضو تكتل الإصلاح والتغيير النائب سليم سلهب اننا اليوم سنكون في جو التوجه لكن الانتظار سيبقى حتى الشهر المقبل، مؤكداً ان هناك كلاماً سياسياً مرتفعاً لكن على الأرض لا شيء مقرراً بعد.
مقاطعة عونية
اما حكومياً، فتوقعت مصادر وزارية متابعة مقاطعة وزيري التكتل جبران باسيل والياس بو صعب، الأمر الذي يعني ان ملف رئاسة الجامعة لن يعرض على جدول الأعمال في ظل غياب الوزير المعني خلافاً لما تطالب به رابطة الأساتذة المتفرغين بالإسراع بتعيين رئيس جديد للجامعة والا اللجوء إلى التصعيد.
وقالت المصادر الوزارية لـ«اللواء» ان جلسة مجلس الوزراء (الخميس) ستكون عادية بجدول أعمال عادي قوامه 127 بنداً كما أوردت «اللواء» في عددها أمس، ولم يدرج على جدول أعماله ملف التعيينات العسكرية، لا تعيين رئيس الأركان ولا موضوع قائد الجيش.
ونقلت المصادر عن الرئيس تمام سلام انزعاجه من التلويح بالتصعيد في مرحلة بالغة الحساسية وتحتاج لتضافر الجهود وليس الضغط على المؤسسة الدستورية الشرعية المتبقية وهي الحكومة التي تتولى إدارة الدولة وملء الفراغ بما تيسّر.
وأكدت هذه المصادر أن الحكومة باقية وبالتالي فلا بديل عنها شاء من شاء وأبى من أبى وهي تحظى بدعم مختلف القوى السياسية في البلاد.
وأخذت هذه المصادر على وزراء التيار العوني عدم تصرفهم بالشكل الصحيح منتقدة تصويتهم على أسماء الضباط الذين اقترحهم وزير الدفاع سمير مقبل، مع العلم أنهم تحدثوا عن أن ما حصل كان أشبه بالمسرحية وهم كانوا أبطالها، وكان بإمكانهم طلب المزيد من الوقت للإطلاع على سير الضباط المقترحين مما كان يعني تأجيل الموضوع وتأخير حسمه إلى وقت آخر وليس استعجال وقوع الأزمة.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد زارت السراي الكبير وقابلت الرئيس سلام للإطلاع على صورة الوضع السياسي في ضوء التلويح العوني بالمقاطعة وانعكاس ذلك على الحكومة التي تحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية والمجموعة الأوروبية.
برّي والطائف
وفي خضمّ هذه الاهتزازات المرتقبة جدّدت حركة «أمل» بلسان رئيسها نبيه برّي التزامها إتفاق الطائف والاستمرار في الحوار الوطني، والنظام البرلماني.
وقال الرئيس برّي في بيان أصدره في ذكرى اختطاف الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمّد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين أن «سلام لبنان هو أفضل وجوه الحرب ضد إسرائيل وأن وحدة اللبنانيين هي السلاح الأمضى بمواجهة العدوانية الاسرائيلية»، مؤكداً على استكمال تحرير الأراضي اللبنانية من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من دنس الاحتلال وتحرير ثروة لبنان الطبيعية في البحر وترسيم الحدود المائية.
ونقل زوّار عين التينة عن الرئيس برّي دعوته لعدم تصعيد المواقف في هذه المرحلة وتمرير الاستحقاقات الأمنية والسياسية بهدوء نظراً لصعوبة الأوضاع المالية والاقتصادية وعدم التفات المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان على اجتياز الأزمات التي يواجهها.
نيابياً، تجتمع اللجان المشتركة لكل من لجنتي الإدارة والعدل والدفاع الوطني والأمن والداخلية لمناقشة مشروع اللامركزية الإدارية بناءً لدعوة من رئيس المجلس وبعد المطالبة بمناقشته في هيئة الحوار الوطني بالتزامن مع مناقشة قوانين الانتخاب، وأُعلن أمس عن تأجيل اجتماع لجنة المال والموازنة التي كان مقرراً اليوم لإفساح المجال أمام النواب الأعضاء في هذه اللجان المشاركة فيها.
وعشية الجلسة أكد نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري لـ«اللواء» أن ضرورة إنجاز التقدّم في هذا المجال مرتبط مباشرة بجلسة الحوار الوطني في 5 أيلول إنطلاقاً من حرص الرئيس برّي على تحقيق إنجاز يمكن وضعه على الطاولة في جلسة الحوار الوطني، خصوصاً وأن جلسة الحوار تحتاج إلى تحقيق إنجاز في ضوء تعثّر عمل اللجان المشتركة في التوصّل إلى قانون جديد للانتخابات.
وأكد النائب مكاري أنه لم يلمس أن هناك إمكانية لإحداث خرق في قانون الانتخاب، لذلك صرف النظر عن عقد جلسات للجان ما لم يطرأ أي جديد.
وكانت قوى الأمن الداخلي قد اتخذت سلسلة إجراءات في إطار الخطة الأمنية المنفّذة لتوفير الحماية لاجتماع اللجان.
أمنياً، استمرت عملية فكفكت المجموعات المتشددة في مخيّم عين ا