التقارب التركي الروسي أول الغيث ضرب المشروع الكردي بواسطة النظام السوري

 

السفير :

هدنة كردية ـ سورية في الحسكة هشة قبل عودة قريبة الى الحرب من أجل كيان كردي. وإذا كان من غير الواضح الى أين ستذهب الهدنة بالمواجهة بين الجيش السوري والأكراد، إلا أن أول نتائجها مع تقدم المشروع الكردي نحو الفدرالية، دفع الأتراك والسوريين الى التحدث في قناة سرية للمرة الأولى منذ صيف العام ٢٠١١، عبر وصول مساعد لمدير المخابرات التركية حقان فيدان الى دمشق.
الأتراك تلقوا الرسالة السورية عندما قصف الطيران السوري في اليومَين الماضيين، وخلال مواجهات الحسكة، مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية، مرفقين ذلك ببيان يستعير الادبيات العسكرية التركية نفسها، ويضع الوحدات الكردية في خانة واحدة مع حزب العمال الكردستاني «الإرهابي».
ويقول مسؤول كردي كبير، إن أي تفاهم سوري ـ تركي بات ممكنا، خصوصا أن أنقرة تتصرف تحت تأثير هواجس التقارب الأميركي الكردي، وتوسع الولايات المتحدة عسكريا في قواعد جوية أربع في مناطق السيطرة الكردية. ويقول المسؤول الكردي إن الأتراك يمكن أن يلجأوا الى تفعيل اتفاقية اضنة الأمنية الموقعة العام ١٩٩٨ مع دمشق. يفتح الإعلان السوري الباب أمام استدعاء الاتفاقية الأمنية لأنها تنص على تعهد سوري «الا تسمح السلطات السورية لحزب العمال الكردستاني بأي مقار او تمويل او أي نشاط عسكري على الأراضي السورية»، وهناك مراسلات إضافية لم تنشر تتضمن «احتفاظ تركيا بحق الدفاع عن النفس»، اي حق التدخل في الشمال السوري للتصدي لاي خطر امني وارهابي يهدد الجانب التركي. ويقول المسؤول الكردي انه يخشى ان يلجأ الاتراك في النهاية، تحت غطاء «اتفاقية اضنة»، وبعد البيان العسكري السوري المستجد، للتوغل في الاراضي السورية، واجتياح الكانتونات الكردية.
المهمة لا تزال صعبة جدا أمام الجنرال الروسي في مطار القامشلي لاقناع «وحدات حماية الشعب» والجيش السوري بتثبيت هذه الهدنة. القيادة الكردستانية في جبل قنديل تعتبر ان فرصتها التاريخية لبناء مشروعها القومي قد حانت مع اقتناعها بان الاميركيين يدعمون مشروعها بقوة، وان التباين الاميركي - التركي يدفع بهذا الاتجاه. الروس نجحوا بالامس في المحاولة الثانية بفرض اتفاق اولي قبل الشروع بأي مفاوضات اليوم، متضمنا اربع نقاط:
١- وقف الاعمال القتالية، اعتبارا من الخامسة عصر امس.
٢- اجلاء الجرحى والشهداء الى المشافي في القامشلي.
٣ - العودة الى خطوط ما قبل الاشتباك.
٤- الشروع في المفاوضات اليوم، بحضور وسطاء روس وايرانيين ولبنانيين، وممثلين عن الامن الوطني والدفاع الوطني ووحدات حماية الشعب الكردية.
الهدنة اعادت الى «الدفاع الوطني» المواقع التي فقدها خلال ستة ايام من الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي: الجزء الجنوبي من حي النشوة الشرقية، معهد المراقبين الفنيين، فرن الباسل، وكليتي الاقتصاد والهندسة وفرع جامعة الفرات، ودوار الجندي المجهول على الاطراف الجنوبية لحي الغويران العربي في المدينة. التسوية تتضمن دمج وحدات «الدفاع الوطني» في المدينة، بقطعات الجيش السوري في المنطقة، استجابة لمطلب كردي بتحجيم حضور هذه الوحدات في الحسكة خصوصا انها تنافس «وحدات حماية الشعب» الكردية على تجنيد ابناء العشائر العربية. ولكن الادارة السيئة لهذه الوحدات والتجاوزات التي ارتكبتها في المدينة منحت الاكراد فرصة التصعيد ضدها، والاشتباك معها، وتحجيم دورها.
لكنه يصعب تصور انعقاد اي تسوية بين «وحدات حماية الشعب» الكردية، وبين الجيش السوري، لا تكون على حساب الاخير، كما جرت العادة في كل التسويات التي انهت خلافات كثيرة سابقة، كانت «وحدات حماية الشعب» تنتهزها لتتقدم في الحسكة التي باتت تسيطر على ثلثيها، والقامشلي التي تقلصت رقعة سيادة الدولة السورية فيها الى بعض المربعات. وبعد ثلاثة اعوام تكتيكية واختبارية في الادارة الذاتية اولا، تقدم الاكراد نحو الفدرالية التي بدأت تشق طريقها، اذ اكتفوا ان ترتفع في السابع عشر من آذار الماضي، ايدي مئتي شخص في قاعة للاتحاد الديموقراطي الكردي في بلدة الرميلان في الجلسة التي ادراها الدار خليل، قيادي في حركة المجتمع الديموقراطي»، كي تتحول الجزيرة الفراتية السورية، الى قاعدة لانشاء كيان كردي تسارعت الخطوات نحوه بعد ثلاثة اعوام من الادارة الذاتية. وبنيت وقائع على الارض ومؤسسات منتخبة ومجالس محلية، وجيش بات يعد ما بين ثلاثين الفا الى اربعين الف مقاتل، يعتقد الاتحاد الديموقراطي، والعمال الكردستاني برسوخها استنادا الى رهانات، تبين حتى الآن صحتها.
راهن الاكراد على لحظة الحرب الاهلية السورية التاريخية، لإحداث اختراق كياني وقومي ولا يزالون يراهنون على انشغال النظام السوري بالحرب الاهلية، وتراجع قوة المركز الدمشقي وعدم قدرة الجيش السوري على نشر فرق اضافية في الشمال الشرقي. لكن في مواجهة القوة العسكرية الكردية، لا يزال الجيش السوري يملك ما يكفي لكي تختبر دمشق الخيار العسكري في محافظة الحسكة، قلب المشروع الكردي. اذ يملك الجيش السوري الفوج ٥٤ انزال جوي، في محيط مطار القامشلي، وهو فوج يضم نحو ٢٥٠٠ جندي وضابط. ويتمركز شرق مدينة الحسكة ٥٠٠ جندي وضابط من اللواء ١٢١ مدفعية، وينتشر في جبل كوكب اللواء ١٢٣مشاة الذي يتميز بانتماء ٢٥٠٠ من مشاته الى الحسكة نفسها، كما يتمركز الفوج الخامس هجانة، و٥٠٠ من عناصره في قلب المدينة. لكن الخيار العسكري سيصطدم بتقطيع الاكراد لخطوط الامداد والتواصل بين وحدات الجيش اولا، فضلا عن غياب سياسة تجاه العشائر، وضعف منافسته في سوق اقتصاد الحرب الذي يعم الجزيرة الفراتية مع انهيار اقتصادها الزراعي. اذ يشكل العرب اكثر من ٣٠ في المئة من وحدات حماية الشعب، لكن خبيرا في الحسكة يقول ان دمشق لا تستطيع منافسة قوة الجذب الكردية. اذ لا يتجاوز راتب عناصر الدفاع الوطني في المدينة اكثر من ٢٠ الف ليرة سورية شهريا (٤٠ دولارا)، فيما يتلقى عنصر وحدات الشعب الكردية ٦٠ الف ليرة، ويصل راتب عنصر شرطة الاسايش الى ٨٠ الف ليرة سورية. ويزداد ضعف دمشق مع افتقادها الى رافعة محلية لمناهضة المشروع القومي الكردي، مع انقسام قاعدته العشائرية، وهجرة المسيحيين الكثيفة من قلب سوريا المسيحية التاريخية، رغم وقوف الكنيسة السريانية في المنطقة الى جانب دمشق. وكانت دمشق تجاهلت مشروع الادارة الذاتية وضيعت فرصة التفاهم مع الاكراد على قاعدة وطنية، تستجيب فيها لمطالبهم المشروعة، وقامت بتسليحهم لاشراكهم في القتال ضد الجيش الحر، وتوجيه رسالة قوية للاتراك.
يبقى تفصيلا جانبيا مبلغ التجاوزات التي ارتكبها بعض هذه الوحدات، في القامشلي، لان شروط الصدام بين الدولة السورية، و «وحدات حماية الشعب» الكردية لا تزال هي الراجحة لدى الطرفين. ولن تصمد الهدنة باي حال، حتى ولو نجت موقتا، تحت الضغط الروسي من التحول الى مواجهة مفتوحة. اذ لم يعد الاكراد والسوريون وحدهم اصحاب القرار في الشمال السوري، اذ ان اشراك الطيران السوري، غير المسبوق في قصف المواقع الكردية في الحسكة، مرفقا ببيان الجيش السوري الذي تحدث للمرة الاولى، عن حزب العمال الكردستاني كخصم في مواجهات الحسكة، يوضح حجم رهان دمشق على فهم الاتراك للرسالة التي صاغتها اعلى المراجع الامنية السورية، من ان عدوا مشتركا لانقرة ودمشق يجمعهما، وان سوريا وحدها قادرة من دون تدخل تركي على تحجيم الكيان الكردي الوليد، لقاء تعديل التحالفات وتسريع انضمام انقرة الى محور مفترض ان يضم ايران وروسيا والعراق ودمشق. الرسالة ردت عليها انقرة بخطين: الاول معلن على لسان بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي، ملاحظا ان دمشق باتت تدرك التهديد الارهابي لداعش، وحزب العمال الكردستاني، اما في الخط الثاني وهو السري فتقول مصادر عربية مطلعة ان احد مساعدي رئيس المخابرات التركية حقان فيدان، قد وصل الى دمشق بالامس، والتقى مسؤولا سوريا امنيا كبيرا لبحث التطورات في الشمال السوري.
وكان الاتراك قد بدأوا محاولة مشابهة لفتح قناة تواصل مع دمشق، عندما وصل الى دمشق اسماعيل حقي بكين في السابع والعشرين من ايار الماضي. والجنرال حقي بكين هو الجنرال التركي المتقاعد، وأحد المشرفين على اتفاقية اضنة المعقودة مع انقرة العام ١٩٩٨، ومساعد رئيس المخابرات التركية الذي سجن من العام ٢٠١١ الى ٢٠١٣، بعد اتهامه بالتورط في مؤامرة «ارغينكون» الفاشلة. وكانت المحاولة الاولى التركية لفتح قناة تواصل مع دمشق، بالاضافة الى محاولة اخرى جرت في الجزائر، مع مسؤول سوري كبير، وأحد جنرالات المؤامرة نفسها.
اما من الجهة الكردية، فجلي ان حزب العمال الكردستاني، قد وضع كل بيضه في السلة الاميركية بعد فشله في مواجهة الجيش التركي، واحباط اردوغان تجربة حزب الشعوب الديموقراطي، واليأس من اي حل سياسي. ويقول مسؤول كردي كبير ان حزب العمال الكردستاني، بات بيد من وصفهم «بالصقور» في جبل قنديل، خصوصا بيد رئيس مجلسه التنفيذي جميل باييك، ومساعده مراد قره ييلان. ويقول المسؤول الكردي ان صديقا زار جميل باييك في جبل قنديل مؤخرا، وعاد بانطباع ان كتلة قوية ووازنة داخل حزب العمال الكردستاني تعتقد ان الولايات المتحدة لن تخذلهم هذه المرة، كما خذلتهم في الماضي، وبانه من الممكن الرهان عليها للتقدم نحو كيان كردي في الشمال السوري. ورغم ان الاميركيين لم يتحركوا فعليا خلال القصف الجوي السوري، لحماية حلفائهم الاكراد على الارض، الا انه من المستبعد ان تلجأ الولايات المتحدة الى التخلي عن قواعدها السورية. وبحسب البنتاغون، اعاد الاميركيون انتشار مستشاريهم في الشمال السوري، وسحبوا المجموعة التي كانت تتمركز في منتجع «اللايف ستون» غرب مدينة الحسكة، كما انسحبت المجموعات التي كانت تعمل داخل المدينة نفسها، فيما تمركزت ثلاث طائرات اميركية في مطار الرميلان.

النهار :

ليس خافياً ان ثمة مناخات تصعيدية عادت تظلل المشهد السياسي الداخلي وتبدو بمثابة "مقبلات " تمهيدية لاستحقاقات أيلول المفصلية ولا سيما منها المحطة الحوارية المقبلة التي ستعني الكثير بالنسبة الى رسم الخط البياني للأزمة السياسية بشقيها الرئيسيين المتصلين بمسألة الفراغ الرئاسي وبقانون الانتخاب. ذلك ان ملامح التسخين السياسي التي برزت في الايام الاخيرة، وكان آخر حلقاتها الحديث التلفزيوني للامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله مساء الجمعة بنبرة حادة حيال "تيار المستقبل" بعيد تفجير وزير الداخلية نهاد المشنوق قنبلته التي أثار فيها موضوع "سرايا المقاومة" ناعتاً اياها بـ"سرايا الفتنة والاحتلال"ـ لفحت المشهد السياسي برياح حارة بات يصعب معها استبعاد تأثيراتها القريبة المدى على المحطات الحوارية الآتية سواء في ما يتصل بالحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" أم في ما يتصل بالاستحقاقات الاكبر لجهة الازمة الرئاسية الموصومة بالانسداد. ولم يكن ينقص هذه اللوحة عنصر تصعيدي اضافي جديد، فاذا به يطل عبر تلويح "التيار الوطني الحر" بخطوات تصعيدية في المقلب الحكومي من زاوية ترجمة اعتراضه على التمديد للقيادات العسكرية في الجيش عقب صدور قرار وزير الدفاع سمير مقبل السبت بتأجيل تسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير.
هل يقاطع فعلاً وزيرا "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والياس أبو صعب جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل كما لمح نواب ومسؤولون في "التيار" في الايام الاخيرة؟
مصدر في "تكتل التغيير والاصلاح" أبلغ"النهار" مساء امس ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي فتح الباب أمام اهتزاز عمل الحكومة، وثمة تالياً اتجاه الى مقاطعة وزيري "التيار" جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، مرجحاً ان ينضم وزير حزب الطاشناق اليهما، علماً ان القرار النهائي في هذا الصدد سيتخذ في اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" غداً الثلثاء. لكن المصدر سارع الى التوضيح ان هذه الخطوة لا تعني اعتكافاً ولا استقالة من الحكومة بل هي "جرس انذار للجميع" كما قال، مشيراً الى ان الجو سيتدرج تصعيداً "وهي مناسبة لنقول اننا موجودون واستعادة الدور تبدأ باستعادة دور المؤسسات التي نحن شركاء فيها". وفيما رفض المصدر تحديد طبيعة الخطوات التصعيدية المقبلة، أكد ان "اي تحرك شعبي لن يكون الا من باب ان يمسك الشعب بقراره وفي مواقيته". وأضاف ان ما حصل في موضوع تأجيل تسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع بالاضافة الى موضوع الاستحقاق الرئاسي الذي تفيد معطيات ان بشائره قد تأجلت الى اوان غير محدد يعنيان انه من الطبيعي ان يتم التصعيد في صورة متدرجة في انتظار جلسة الخامس من أيلول الحوارية وجلسة 7 ايلول المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية "اذا كانت لا طعم لها ولا لون ولا أفق منظورا لها كسابقاتها".
في أي حال، علمت "النهار" ان موضوع التعيينات العسكرية سيغيب عن الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس. وفي تقدير مصادر وزارية في هذا الاطار انه من المستبعد حصول تشنجات تهدد إستمرار الحكومة إنطلاقاً من مصالح "التيار الوطني الحر" في الحكومة وكذلك إنطلاقا من المواقف الاخيرة للسيد نصرالله من حيث دعوته الى تفعيل العمل الحكومي. ولفتت الى ان الاهتمام الداخلي منصب على متابعة التطورات الاقليمية وخصوصاً اللقاء الذي سيعقد هذا الاسبوع في جنيف بين وزيريّ الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ويستمر يوميّن والذي ينتظر أن يكون موضوع لبنان مطروحاً فيه من زاوية الحرص على عدم إمتداد الارهاب الى هذا البلد.

 

بري
ولا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يعرب عن اطمئنانه الى الحكومة وعدم انفراط عقدها على رغم كل ما تعانيه. وهو يردد امام زواره انها حكومة مستقيلة وتسير أوضاعها بصعوبة على رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس تمام سلام. ولم يتوقع بري حصول استقالات في صفوفها وخصوصاً بعد اعتراض وزيري "تكتل التغيير والاصلاح" على عدم السير بالتعيينات الامنية.
وسئل عن تأثير السجالات الاخيرة بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، فأجاب: "أمام الطرفين طريق واحدة بعد هذا السجال: التصادم أو التوافق ومتابعة حوارهما".
من جهة أخرى، شدد بري على أهمية السلة التي قدمها على طاولة الحوار وان "لا حل لازمتنا الا عبرها ومهما حصلت تطورات في الخارج ومهما جاء منه". وقيل له إن ثمة من يعول على تقديمك طرحا جديداُ في ذكرى الامام موسى الصدر في 31 من الجاري، فأجاب: "لا جديد في الافق وهل تحولت ماكينة لتوليد الحلول؟. على الجميع ان يعوا خطورة ما ينتظرنا من أوضاع اقتصادية ومالية صعبة بح صوت وزير المال علي حسن خليل من هذا الامر ولا نلمس الاهتمام المطلوب بهذه القضية عند الكثيرين".

المشنوق
أما بالنسبة الى موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الاخير في الشبانية مما يعرف ب"سرايا المقاومة"، فأخذ ابعاداً سياسية متنوعة عزته أوساط قريبة من الوزير الى أكثر من سبب:
أولاً: المناسبة وهي تكريم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والحضور البيروتي المميز والمتعدد الديني والسياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي الذي شارك فيه والذي استجاب ورحب بكلام المشنوق.
ثانياً: حرص المفتي دريان، في كلمته التي اعقبت كلمة وزير الداخلية، على الاشادة ثلاث مرات بالمشنوق معتبرأ انه بمواقفه يعبر عن "وجدان وضمير كل واحد موجود بيننا... وهويتكلم باسم الحضور جميعاً".
ثالثاً: توقيت كلام المشنوق بعد كل التسريبات عن النقاشات الداخلية في "تيار المستقبل" المتعلقة برئاسة الجمهورية والخيارات المطروحة وتميز مواقف المشنوق حيال هذا الموضوع واعتبار البعض إياه انه قريب من العماد ميشال عون من جهة ومتمسك بالحوار مع "حزب الله" من جهة اخرى.
رابعاً: رغبة المشنوق في وضع "بعض النقاط على بعض الحروف". ولا تخفي أوساط الوزير انفعاله من مضمون ما جاء على لسان أحد كوادر "سرايا المقاومة" واستغرابه للكلام الذي لا يخلو من الاثارة والاستفزاز وقت يحاول هو والقريبون من الرئيس سعد الحريري ابقاء شعرة معاوية من خلال الاستمرار في الحوار من أجل درء الفتنة ومحاولة الحد من التشنج وابقاء القنوات مفتوحة لايجاد مخارج من حال الجمود السياسي الذي يحمل في طياته مخاطر امنية واقتصادية كبيرة.
خامساً: محاولات الحشر و الاستفزاز المستمرة التي قد تدفع هذه المجموعة وفي مقدمها المشنوق الى التخلي عن صبرها انطلاقاً من لكل شي ء حدوداً وان الانفتاح على التسوية يجب عدم تفسيره ضعفاً أو استسلاماً وتالياً الاقدام على كسر حال الانتظار والذهاب الى اتخاذ قرارات حاسمة والخيارات فيها مفتوحة حكومةً وحوارأ ثنائياً كان أم جامعاً.

 

المستقبل :

دشنت ميليشيا عراقية جديدة منشقة حديثاً عن «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري عملية تجنيد واسعة لإرسال مئات المقاتلين لدعم نظام بشار الأسد، ضمن حملات تنظمها احزاب وميليشيات موالية لإيران في العراق، لدعم النظام السوري.

ودخل «جيش المؤمل» حديثاً الى حلبة التنافس بين الميليشيات الشيعية المنخرطة في مواجهة الثورة السورية، ضمن مخطط ايران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا عبر اذرعها المنضوية اصلاً ضمن «هيئة الحشد الشعبي» العراقي، التي وفرت لها حكومة حيدر العبادي غطاء رسمياً لعملها الى جانب القوات العراقية، الا ان عملها يتجاوز الحدود العراقية بناء على توجيهات الحرس الثوري الايراني الذي يريد ضخ مزيد من المقاتلين، وتعويض الخسائر الفادحة في صفوف الميليشيات الناجمة عن المعارك الدائرة في حلب ومدن اخرى مع فصائل الثوار السوريين.

وكشفت مصادر عراقية مطلعة عن ارسال ميليشيا جديدة تحمل اسم «جيش المؤمل» الى سوريا للقتال الى جانب قوات الاسد والحرس الثوري في اكثر من جبهة.

وقالت المصادر في تصريح لصحيفة «المستقبل« ان «ميليشيا جيش المؤمل التي تأسست قبل نحو شهر، باشرت ارسال مئات المتطوعين الى سوريا لدعم نظام الاسد»، مشيرة الى ان «تأسيس هذه الميليشيا تم بعدما تمكنت طهران من استمالة سعد سوار، القيادي في «سرايا السلام« التابعة للتيار الصدري مع مئات من مقاتلي السرايا ومنحهم نحو 20 مليون دولار لتأسيس ميليشيا جديدة تكون خاضعة لسيطرة الحرس الثوري، ولاضعاف «سرايا السلام« التي لا تخضع لاوامر هيئة الحشد الشعبي«.

واضافت المصادر ان «السيد مقتدى الصدر اصدر امراً بطرد القيادي في «سرايا السلام« سعد سوار بعدما رفض الانصياع لاوامره في اكثر من مكان، بالاضافة الى تلقي الصدر معلومات عن قيام سوار بالاتصال مع قيادات منافسة للتيار الصدري منها الرئيس الحكومة السابق نوري المالكي الذي يركز جهوده لزيادة الانشقاقات في التيار الصدري من اجل اضعافه وتحجيم قوته في مواجهة الميليشيات المدعومة من ايران«.

واشارت المصادر الى ان «الحرس الثوري زود الميليشيا الجديدة بالاسلحة والمعدات العسكرية المتطورة، ووفر لها الدعم المالي واللوجستي من اجل اشراكها في المعارك الدائرة في سوريا والعراق»، لافتة الى ان «مستشارين من الحرس الثوري وخبراء لبنانيين يعتقد انهم ينتمون إلى «حزب الله«، يشرفون على التدريبات الجارية في معسكرات خاصة في ضواحي بغداد الشمالية«.

ولفتت المصادر الى ان «الامين العام لجيش المؤمل سعد سوار، موجود شخصياً في المعسكرات الخاصة بالتدريب، والتي تتضمن التدريب العنيف لفريق من القوات الخاصة، وتدريب عناصر الميليشيات على حرب الشوارع بالاضافة الى تدريب فصيل مكون من متطوعين على القنص سبق ان خضع لدورات في العراق وايران ولبنان على يد مدربين مختصين بالقنص شاركوا في عدة معارك في العراق وسوريا«.

واوضحت المصادر ان «جيش المؤمل اعلن قبل اسبوعين فتح باب التطوع للقتال في سوريا«، مشيرة إلى أن «هذه الميليشيا تمارس الطرق التي سارت عليها الميليشيات الشيعية الاخرى في تقديم الاغراءات المالية للشباب العاطلين عن العمل حيث يتم ارسالهم الى سوريا للقتال لمدة 40 يوماً يمنح كل عنصر 100 دولار يومياً«.

ومع تنامي نفوذ وانتشار المليشيات الشيعية في العراق، لا تخفي الولايات المتحدة قلقها من اتساع هذه الظاهرة، الا انها ما زالت تقف مكتوفة الايدي عن معالجة مثل هذا التحدي الذي قد يفرض عليها التسليم بوجود الميليشيات او حتى إشراكها في المعارك الجارية في العراق ضد داعش .

وكشف اخيرا المتحدث باسم قوات التحالف الدولي في العراق كريستوفر غارفر، ان اعداد الفصائل المسلحة العراقية الموالية لايران يبلغ نحو 100 الف مقاتل .

وقال الكولونيل غارفر في رسالة الى وسائل اعلام اميركية ان «هذا العدد الكبير من المقاتلين الموالين لايران في العراق، بدأ يثير القلق من احتمال اندلاع العنف الطائفي مجدداً في البلاد بعد هزيمة تنظيم داعش»، مؤكداً «زيادة عدد الرتب العسكرية داخل تلك الفصائل المسلحة منذ ظهور تنظيم داعش في العراق«.

ويشار إلى أن «الحشد الشعبي« هو قوات شبه عسكرية عراقية تضم اكثر من 50 فصيلاً شيعياً اغلبها يُمول من ايران، وتشكلت بعد فتوى «الجهاد الكفائي» التي اطلقتها المرجعية الشيعية في النجف بعد سيطرة تنظيم «داعش« على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال وغرب العراق وتم ربطها برئاسة الحكومة العراقية .

الديار :

ان تصل الامور الى هذا الحد «لكم سرايا المقاومة» ولنا «جبهة النصرة». والسؤال الذي يصم الآذان ويعمي العيون هو «الى اين تجر الطبقة السياسية لبنان»؟ اذا اصر اركانها على البقاء على رقعة الشطرنج.
اكثر من نصيحة تلقتها المراجع بالنزول عن رقعة الشطرنج بعدما بلغ الانشطار الداخلي مرحلة تهدد بانفجار لبنان على الطريقة السورية...
لا بل ان وزير الخارجية السابق عدنان منصور يلاحظ في كلام لـ«الديار» ان المنطقة في حال انشطار اسوأ بكثير من البلقنة ما دامت المجتمعات تحطم بعضها البعض في حروب قال فيها وزير الخارجية الفرنسي اوبير فيدرين انها الحروب الوحيدة في التاريخ التي وضع فيها المشاركون شعاراً نهائياً لها، وهي ان يتحول الجميع الى حطام.
منصور الذي يستغرب سلوك عدد من الاقطاب السياسيين، وحيث بدت اللعبة الديموقراطية كما لو انها لعبة الادغال، يخشى ان يكون الرئيس ميشال سليمان آخر الرؤساء في لبنان.
بالتالي ان تكون جمهورية الطائف او الجمهورية الثانية آخر جمهورية في لبنان، ومنصور يعتبر ان اهم بند يفترض ان يوضع على طاولة الحوار اعادة النظر في السياسات التي من شأنها دفع البلاد الى الخراب...
المثير ان يقال هذا الكلام في حين تحذر لودي بوغارت الباحثة في معهد واشنطن للشرق الادنى، وعبر احد المواقع الالكترونية (منذ نحو شهر تقريباً) من ان يلجأ مليون او مليونا لبناني الى اسرائيل. اذ ما دق مسلسل الدومينو ابواب لبنان. بوغارت ليست الوحيدة التي اشارت الى ذلك. واذا كان السيد حسن نصر الله قد قال في كلامه الاخير ان استشراء الفوضى في المنطقة لا بد ان يجعل هذه الفوضى تأخذ اسرائيل في طريقها، فان باحثين اميركيين يسألون ما اذا كان الاسرائيليون الذين طالما فاخروا بأنهم يخططون لمائة عام، الى الامام يمكن ان يعرفوا ماذا يمكن ان يحدث بعد... مائة يوم.
واذا كانت تل ابيب قد وضعت نصب اعينها تسويق الفوضى في لبنان من اجل اغراض خطيرة جداً، ان بالنسبة الى الموضوع اللبناني او الى الموضوع الفلسطيني او الى الموضوع الشرق اوسطي، فان هناك جهات يهودية في الولايات المتحدة وفي اوروبا تحذر من ان الفوضى ان ضربت لبنان فهل يمكن للقاذفات الاسرائيلية او للدبابات ان تمنع مئات آلاف اللاجئين اللبنانيين من اختراق الخط الازرق؟
والذين كتبوا او تحدثوا في هذا الاتجاه لم يغفلوا الجانب الساخر من المسألة: «لبنان يحتل اسرائيل». ودون ان يكون هذا الكلام بالغريب اذا ما بقي الانشطار في المنطقة لمدة طويلة، كما يقول وزير الخارجية اللبناني السابق، مع ما لذلك من تداعيات بنيوية على الدولة اللبنانية.
اذا لم تعد المسألة من يصل الى قصر بعبدا، ميشال عون ام سليمان فرنجية، المسألة... هل ثمة رئيس للجمهورية يحمل الرقم 13 ام ان السلسلة توقفت هنا ؟
السفير البابوي غابيريللي كاتشيا الذي يعرف بكلماته الهادئة، والثاقبة، يتفادى اعتماد اسلوب (او سياسة) التخويف، لكن ما تنقله شخصيات لبنانية على علاقة مباشرة مع الفاتيكان، يشير الى مخاوف جدية من ان تكون الازمة اللبنانية مبرمجة بالصورة التي تفضي الى تفكيك الصيغة الراهنة، ودون ابعاد ان يكون الهدف الفعلي هو تفكيك الدولة اللبنانية...
وفي الآونة الاخيرة ترددت معلومات تفيد بأنه حتى ولو اتفقت واشنطن وموسكو على انهاء الشغور الرئاسي، فهذا، اذ لا يحل سوى «الغلاف الخارجي» للازمة، لا يمكن ان يصل الى نتيجة لان الاشتباك الاقليمي بلغ حداً من الخطورة يتعذر معه ايجاد ثغرة يمكن النفاذ منها الى عمق الازمة اللبنانية.
ما بين تيار المستقبل و«حزب الله» ابعد من ان يكون «ربط نزاع». العبارة التي استخدمها الرئيس سعد الحريري لدى تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام لم تعد تصلح للمرحلة الراهنة، حيث تداخلت المصالح، او الاستراتيجيات، على نحو سوريالي...

 من اليمن الى لبنان 

الطرفان جزء من صراع اقليمي تظهر المسارات اليومية (للامور) انه لن يتوصل الى اي نتيجة، وان كان هناك مصدر خليجي رفيع المستوى يقول لـ«الديار» : ان الروس يبذلون جهوداً مكثفة مع طهران من اجل احداث خرق في المراوحة العسكرية في اليمن لصالح المملكة العربية السعودية...
يضيف المصدر ان فك الحصار عن تعز، على سبيل المثال يمكن ان يعتبر انجازاً هاماً بالنسبة الى السعودية، وتكون له مفاعيله السكيولوجية والمعنوية على السواء، وفي هذه الحال يمكن للرياض ان تنتهج سلوكاً قريباً من السلوك التركي، وحيث الرئيس بشار الاسد، جزء من المرحلة الانتقالية، ولكن ليس جزءاً من المرحلة النهائية...
غير ان ردات الفعل اليمنية مضت في اتجاه آخر، من تشكيل المجلس السياسي الاعلى الى تنظيم تظاهرة حاشدة ضمت عشرات الالاف، في صنعاء، الا اذا كانت هذه الخطوات جزءاً من سيناريو يمكن ان يحد من تعقيدات الازمة اليمنية وبالتالي يحد من تعقيدات الازمة السورية.
الوضع اكثر ضبابية من ان يسمح ببلورة الاحتمالات او التوقعات. ولكن اكثر من مصدر ديبلوماسي اجنبي يرى ان تطوراً ما على الجبهة اليمنية يمكن ان يريح السعوديين الذين باتوا يشعرون بالتداعيات الكارثية لتلك المتاهة، وفي هذا الحال، يمكن ان يساعدوا على حل الازمات الاخرى بما في ذلك الازمة اللبنانية...
هذا يبقى في اطار التكهن، وان جرى الحديث عن استنفار سعودي لقراءة مستجدات المنطقة وآفاقها.
الدوامة الاقليمية تنعكس دوامة داخلية، ويبقى الخوف مما هو اسوأ بكثير في ظل الهشاشة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع ملاحظة اكثر من جهة سياسية ان التصريحات اليومية المتلاحقة التي تصدر عن قيادات سياسية تنبئ بان هذه القيادات بعيدة جداً عن مسار الامور في المنطقة، وفي اطارها لبنان.

 حوار عميان 

الطريف ان يقول رئيس حكومة سابق عن الحوار بين القوى السياسية على انه حوار بين عميان لا بين طرشان، لان ما تظهره المواقف لا يدع مجالاً للشك في ان المتحاورين، او جلّهم، لا يرون ما يحدث حولهم.
الوزير الياس بوصعب يصارح اللبنانيين، خلال احتفال في جامعة المنار في طرابلس، بان «قرار انتخاب رئيس الجمهورية ليس قراراً محلياً، واللبنانيون جميعاً اصبحوا منفذين، والقرار يأتي من الخارج، وهم ينفذون، وعندما يصدر القرار سنرى بسحر ساحر كيف تصبح الامور».
وابدى تخوفه في حال عدم انتخاب الرئيس حتى نهاية العام الحالي وعدم الاتفاق على قانون انتخاب وفق قانون النسبية،  و«هذا الذي ينقذ لبنان والعيش المشترك، ويجعل لبنان غير طائفي»، مضيفاً بـ«اننا اذا لم نتوصل الى حلول في الملفين ستحصل انتخابات وفق القانون الحالي لان التمديد للمجلس الحالي «سابع» المستحيلات، وفي حال جرى الانتخاب سندخل ايضاً في الشغور الرئاسي وشغور الحكومة، وسندخل بفراغ وازمة صعبين».

 حوار عون - فرنجية 

ولاحظ الوزير السابق فيصل كرامي «ان الكرة الرئاسية ليست عند تيار المستقبل و«حزب الله» بل هي عند العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية»، داعياً الاثنين الى الاجتماع والحوار والاتفاق و«ان يكون لدينا رئيس جمهورية خلال ايام». و«قد تقولون انها اعجوبة، لكن الاعجوبة يمكن ان تتحقق اذا اراد لها الاثنان ان تتحقق».
الى ذلك، رأى رئيس جهاز الاعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي انه «في الوقت الحاضر، فان تيار المستقبل لا يعتزم انتخاب العماد عون، واذا جربنا التوصل الى حل علينا ان ننتخب عون الذي هو العقدة وهو الحل». عنده الحل بانتخاب الجنرال والا انتظار ظروف آخرى.
واكد ان «القوات» هي ضد «السلة»، وقد سمعت عن «اصرار على ربط الملفات ببعضها البعض، وهذا ضد مشروع الرئاسة، وضد مشروع قيام الدولة».
ولم يوضح رياشي ما اذا كان تيار المستقبل الذي لا يقبل برئيس تكتل التغيير والاصلاح رئيساً للجمهورية يمكن ان يقبل به في وقت لاحق انطلاقاً من معادلة ان الجنرال «هو العقدة وهو الحل».
ورفض النائب جمال الجراح، ما اعتبره «عرضاً بالمقايضة» من قبل السيد حسن نصرالله، مشيراً الى ان هناك «محاولة لحلول «حزب الله» محل الاحتلال السوري، وهو من يعين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وبعبارة اخرى محاولة فرض ولاية الفقيه على لبنان».
واللافت هنا ان جهات سياسية من فريقي 8 و14 آذار تبدو متفقة على انه لا رئيس جمهورية في لبنان الا بعد ان يتبلور اقليمياً ودولياً الشكل الجديد للجمهورية.

 ابراهيم والاعاصير 

من جهة اخرى، لاحظ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان لبنان «يتحصن بقدر من المناعة التي تساعده على الثبات في وجه الاعاصير التي وان افلحت في هزه في اوقات عصيبة ستبقى عاجزة عن اسقاطه بفعل السهر الدؤوب للقوى العسكرية والامنية».
الى ذلك، نفذ اهالي بلدة شبعا وبعض القرى في منطقة العرقوب اعتصاماً احتجاجياً على العمليات الاسرائيلية لا سيما شق طرقات وقضم اراض لبنانية.
تزامن ذلك مع استنفار لدى القوات الاسرائيلية قابله استنفار من قبل الجيش اللبناني الذي يسيّر دوريات مشتركة مع قوات اليونيفيل على امتداد القطاع الشرقي من الحدود.
وفي هذا الصدد، طالب رئيس هيئة ابناء العرقوب محمد حمدان الدولة اللبنانية باعتماد «استراتيجية لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مع تحريك الملف لدى المحافل الدولية».

الجمهورية :

بدا أنّ البلاد تنحو إلى مزيد من الاهتراء، وعودة الوضع الداخلي إلى المربّع الأوّل، في ضوء تبادُل الاتّهامات بالتعطيل واستمرار الاشتباك السياسي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» بعد كلام أمينِه العام السيّد حسن نصرالله عن وجود أنصار لـ«جبهة النصرة» داخل الحكومة، والهجوم الذي شنّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على الحزب من بوّابة «سرايا المقاومة»، والذي تزامنَ مع الحديث عن فشَل محاولة الاتفاق بين رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون والرئيس سعد الحريري على رئاستَي الجمهورية والحكومة.

وفي ظلّ هذه الأجواء المشحونة، تواصلت الدعوات إلى ضرورة اغتنام فرصة الحوار الوطني المنتظَر مطلع أيلول، لإنتاج حلّ متكامل تحتويه السلّة المطروحة،

علماً أنّ الوضع المالي بدا ينذِر بعواقب خطيرة على البلاد والعباد، إذ المطلوب اتّخاذ الإجراءات السريعة لتلافي هذه العواقب التي ستبرز في حال عدم تمكّنِ لبنان من تسديد استحقاقات ماليّة تبلغ 7 مليارات من الدولارات خلال السنة المقبلة. ولوحِظ أنّ وزير المال على حسن خليل يستمرّ في إطلاق تحذيرات في هذا الصَدد في وقتٍ تبدو الطبقة السياسية قد صمَّت آذانَها «كأنّ الدنيا بألف خير».

برّي

وفي الوقت الذي تسود مخاوف مِن انفراط عقدِ الحكومة بفِعل الخلاف على التعيينات العسكرية وسواها، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس اطمئنانه الى بقاء الحكومة، «على رغم أنّها بمثابة حكومة مستقيلة»، واستبعَد حصولَ استقالات فيها، خلافاً لِما يُشاع هنا وهناك عن احتمال حصول مِثل هذه الاستقالات بسبَب ملفّ التعيينات العسكرية.

وتوقّع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي بقرار يتّخذه وزير الدفاع بعد عرضِ الموضوع في مجلس الوزراء، وذلك على غرار قراره الأخير بالتمديد للأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير.

وردّاً على سؤال حول ما يتردّد من أنّ حلّ الأزمة بات مرهوناً بما ستؤول إليه التطوّرات في المنطقة، قال بري: «مهما حصل في الخارج، ومهما جاء من الخارج، لا حلّ للأزمة اللبنانية إلّا بالسلة المتكاملة، ولا جدوى من انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة».

وحول السجال الدائر بين حزب الله وتيار «المستقبل»، قال بري إنّ على الطرفين «أن يختارا بين الاستمرار في السجال وبين التوافق».

«المستقبل»

وقالت مصادر في تيار «المستقبل» لـ«الجمهورية» إنّ «التيار» جاهز لجلسة هيئة الحوار الوطني في الخامس من ايلول، لأن ليس هناك ايّ جدول اعمال محدّد ولا علاقة مباشرة لحضور الرئيس سعد الحريري في بيروت أو عدمه.

واستبعدَت أن يعود الحريري الى بيروت قبل نهاية الشهر الحالي، لافتةً الى أن «ليس لديه أيّ مواعيد محددة في بيروت، ولا استحقاق يستوجب حضورَه قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في السابع من أيلول، وإنْ لم يطرأ أيّ جديد ما زال مستبعداً فلا حاجة لمشاركته، فنحن ككتلة نيابية سنقوم بالواجب على خير ما يرام».

«الحزب»

وكان نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قد اعتبر أنّ «بعض شركائنا في الوطن وللأسف مكبَّلين بالخارج، لا يستطيعون اتّخاذ القرار ولا يتجرّأون بالحديث عن اقتناعاتهم على الطاولة عندما نجلس معهم، فهم يتحدّثون عن أمور أخرى ويتذرّعون بذرائع غير حقيقية وغير صحيحة، لأنّ الأمر لم يأتِ بعد».

وأكّد أنّ «حلّ مشكلة الرئاسة لا يكون بالضغط، فلا نحن نفرض على أحد رئيساً، ولا أحد يستطيع أن يفرض علينا رئيساً، ومِن الطبيعي أن يأتي الرئيس بالتوافق وأن تأتي كلّ المواقع الأساسية في البلد بالتوافق، وهذا يعني أنّ علينا أن نتحاور حتى نصل إلى النتيجة المعقولة والممكنة».

مجدلاني

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب الدكتور عاطف مجدلاني لـ»الجمهورية»: «إنّ «حزب الله» يعتمد دائماً تكتيك كرة القدم، حيث إنّ الهجوم هو أفضل وسيلة عنده للدفاع عندما يكون «محشوراً» وليس عنده أحد لكي يهاجمه غير تيار «المستقبل»، لأنّ هذا التيار يعبّر عن حقيقة المواقف، وهو المدافع الاوّل عن الدولة».

ونفى مجدلاني، ردّاً على سؤال، أن يكون«المستقبل» يتّجه الى تعليق مشاركته في الحوار الثنائي مع الحزب، وقال: «إذا كنّا سنترك الحوار في ظلّ هذا التصعيد السياسي فمعنى ذلك أنّ الامور ستذهب الى أبعد وقد تصل إلى الشارع وإلى فتنة لا سَمح الله. فلذلك نحن مستمرّون في الحوار مع الحزب».

وعن إعلان الحزب انفتاحَه على الحريري رئيساً للحكومة، قال مجدلاني: «نحن نلتزم بالدستور، والدستور لا يقول إذا كان «حزب الله» يسمّي رئيس الحكومة أم لا، بل يقول إنّ نتائج الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الجمهورية هي التي تحدّد رئيس الحكومة. فلنذهب إذن إلى انتخاب رئيس الجمهورية ثمّ الاستشارات هي التي تحدد هوية رئيس الحكومة».

«التيار» يُصعِّد

في غضون ذلك، تتّجه الأنظار إلى الرابية لرصدِ الخطوات المرتقَبة، بعد سقوط التعيينات الأمنية في مجلس الوزراء وتوقيع وزير الدفاع سمير مقبل قرارَ تأجيل تسريح الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع حتى 21 آب 2017، خصوصاً أنّ وزراء «التيار الوطني الحر» واصَلوا تحذيراتهم من أنّ ما قبل التمديد هو غير ما بعده.

وفي المعلومات أنّ اجتماع الهيئة السياسية في «التيار» اليوم واجتماع «تكتّل التغيير والإصلاح» غداً الثلثاء سيبحثان، إلى الوضع العام، في الخطوات الواجب اتّخاذها والخيارات المتاحة. وأكّدت مصادر «التيار» لـ»الجمهورية» أنّ الأمور «مفتوحة على كلّ الاحتمالات»، وقالت:» لن نسكت عمّا جرى، نحن نعني ما نقول، والأيام المقبلة ستبرهِن عن ذلك».

وأوضحَت هذه المصادر: «أنّ خيارات التصعيد متعدّدة، ونحن ندرس ما هي الخيارات التي يمكن أن نتّخذها، وهل ستكون تدريجية أم لا؟». وذكّرَت بأنّ «التيار» شلَّ العملَ الحكومي في المرّة الماضية لثلاثة أشهر، وأنّ الوضع لم يعُد إلى طبيعته إلّا عند تعيين ثلاثة أعضاء في المجلس العسكري».

واعتبرَت «أنّ الفرصة الأفضل أمام الحكومة ورئيسها تمّام سلام تتمثّل بالذهاب في جلسة مجلس الوزراء المقبلة إلى التعيين إنقاذاً للعمل الحكومي».

وإذ لفتَت المصادر نفسُها إلى «أنّ آلية العمل الحكومي تقضي بعدم السير بقرارات مجلس الوزراء إذا اعترض مكوّنان حكوميان أساسيان»، سألت:
«كيف إذن سيكون عليه الوضع إذا بات هناك مكوّنان أساسيان مقاطعان؟»، مشيرةً بذلك الى مقاطعة حزب الكتائب والمقاطعة المحتملة لوزراء التيار. وقالت: «عندها ستبدأ الأسئلة عن ميثاقية الحكومة حتى في ظلّ وجود وزراء مسيحيين مستقلّين فيها».

 

اللواء :

يدخل شهر آب بدءاً من اليوم في العد العكسي، على وقع انسداد، لا لبس فيه، في أفق الرئاسة الأولى، وفي العلاقات السياسية بين الأطراف، حيث يطغى الجدل العقيم على أية محاولة لتلمّس الطريق للخروج من الأزمة السياسية المستفحلة، في ظل إصرار تحالف حزب الله - عون على فرض أحادية رئاسية مغلقة بمعزل عن عمل المؤسسات أو الاحتكام إلى الانتخابات الديمقراطية في المجلس النيابي لإنهاء الشغور الرئاسي.
في هذا المناخ يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية الخميس المقبل في 25 الجاري وعلى جدول أعماله برنامج حافل من 127 بنداً بينهم 28 بنداً من الجلسة الماضية.
ومن أبرز البنود على جدول الأعمال البند رقم 62 الذي يتضمن عرض وزارة التربية والتعليم العالي الترشيحات لمنصب رئيس الجامعة اللبنانية في ضوء الأسماء الخمسة التي رفعها مجلس الجامعة إلى وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب بوصفه وزير وصاية، وهذه الأسماء كما بات معروفاً تضم 3 شيعة وسنّي واحد ومسيحي واحد، مع العلم أن منصب رئيس الجامعة هو من حصة الطائفة الشيعية، حيث بات بحكم مجريات الأمور محصورة بمرشحتين إثنتين: واحدة تدعمها حركة «أمل» وهي الدكتورة وفاء برّي، والثانية تدعمها قوى 14 آذار وهي الدكتورة رجاء مكي، مع العلم أن عميد كلية طب الأسنان في الجامعة الدكتور فؤاد أيوب هو من أبرز المرشحين من دون ما يُعرف ما إذا كان ترشيحه ما يزال قائماً أو أن تراجعاً ما حصل على هذا الصعيد.
واستبعد مصدر وزاري مطّلع لـ«اللواء» أن يبتّ المجلس في جلسته هذا الملف وإن كان وزير التربية يُصرّ على عرضه انطلاقاً من حيثيات القانون 66 الذي يفترض أن يعيّن رئيس الجامعة قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي بشهرين على الأقل.
ويُشار في هذا المجال إلى أن ولاية رئيس الجامعة الحالي تنتهي في 13 تشرين الأول المقبل.
ومن البنود الملحّة على جدول الأعمال طلب وزارة الدفاع الوطني تعيين ضباط إختصاصيين ذكور وإناث من بين العسكريين والمدنيين متطوعين ومجنّدين (75) تلميذ ضابط مع طلب وزارة الدفاع أيضاً تعيين رتباء من بين العسكريين والمدنيين لصالح الجيش (300) رتيب، فضلاً عن تطويع رتباء اختصاصيين وتعيين 50 ضابطاً اختصاصياً.
ويتضمّن جدول الأعمال إلى ذلك، الترخيص لإذاعات ومحطات تلفزة جديدة أو إعادة ترخيص لها هو قائم (البنود 80 إلى 112).
وبالإضافة إلى الشؤون العقارية والبلدية المقدّمة من وزارتي الأشغال والداخلية والبلديات يتعيّن على مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة نق&