المشنوق يهاجم سرايا المقاومة ويتهمها بأدوات الفتنة , ونصرالله يتهم السياسيين بسرقة البلد

 

السفير :

 

قبل أن تضع الحكومة يدها على ملف الخرق الاسرائيلي البرّي في الجنوب وقبل أن تباشر اتصالاتها الديبلوماسية وقبل أن تطلب وزارة الخارجية اللبنانية من بعثتها في نيويورك تقديم شكوى رسمية ضد اسرائيل في الأمم المتحدة، كان أهالي شبعا ومنطقة العرقوب ينزعون بأيديهم وبالعلم اللبناني الأسلاك الشائكة التي حاول جيش الاحتلال أن يزنّر بها خرقه المتمادي للسيادة اللبنانية في منطقة مزارع شبعا.
هذه المعادلات الجديدة نسبها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى المقاومة وما حققته في مسيرتها الممتدة منذ عقود من الزمن، معتبراً أن النظام الرسمي العربي لطالما كان مستفيداً من نشوء الكيان الصهيوني، مشككاً في الوقت نفسه بقدرة دولة فاشلة وعاجزة في لبنان على بناء توازن استراتيجي رادع في الوقت الذي تعجز فيه عن القيام بأبسط واجباتها برفع النفايات من الشوارع.
واذا كان السيد نصرالله قد فتح بعض صفحات حرب تموز 2006 اللبنانية «الموجعة» والتي لم يتطرق اليها منذ عشر سنوات، فإن مقابلته عبر شاشة «المنار» ليل أمس، لم تقارب الملفات الداخلية الخلافية، ولكنها أعطت اشارات ايجابية حول رسوخ الاستقرار الداخلي، كما عند الحدود، وذلك بشكل غير مسبوق منذ عقود طويلة من الزمن.
وفيما ألمح نصرالله للمرة الأولى الى وجود «حلفاء» لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في الحكومة اللبنانية، في سياق مقاربته للموقف الميداني في السلسلة الشرقية وتحديداً للخطر الإرهابي في جرود عرسال، كان وزير الداخلية نهاد المشنوق، يعمّم عبر مكتبه الاعلامي، نص خطاب ألقاه لمناسبة تكريم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، تضمن عبارات سياسية هجومية، لم يسبق أن أدلى بمثيل لها منذ فترة طويلة، وهي إن دلّت على شيء، انما على بداية تحول في موقف «تيار المستقبل»، خصوصاً أن المشنوق كان من دعاة التسوية الداخلية، بما في ذلك تبنّي ترشيح العماد ميشال عون، وليس من دعاة «قلب الطاولة» عبر الانسحاب من الحوار والاستقالة من الحكومة.
واذا كان موقف وزير الداخلية يؤشر سياسياً الى ملامح اشتباك، فإن الجواب الحاسم الذي أعلنه وزير الدفاع سمير مقبل، أمس، حول نيته تمرير التمديد لبعض القيادات العسكرية والأمنية بالتقسيط، بدءاً من الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، اليوم، وصولا الى توقيع قرار التمديد الأخير للعماد جان قهوجي في قيادة الجيش في أيلول المقبل، «لن يمرّ مرور الكرام» على حد تعبير أحد وزراء «تكتل التغيير والاصلاح» في الحكومة.

حتى أن وزير الزراعة أكرم شهيب الذي زار الرابية، أمس، سمع موقفاً مماثلا من العماد ميشال عون، فيما قال أحد وزراء «8 آذار» إن وزراء «تكتل التغيير» الثلاثة جبران باسيل والياس بوصعب وأرتور نظريان، سيبادروا الى ابلاغ رئيس الحكومة بقرار الاعتكاف عن حضور جلسات الحكومة، من دون معرفة طبيعة الموقف الذي سيتخذه وزيرا «حزب الله» سواء بالتضامن مع حلفائهم أو عدم تضخيم الاشتباك السياسي بسبب التمديد لبعض القيادات العسكرية.
المشنوق: لم نلق إلا الاهمال
وكان المشنوق قد هاجم «سرايا المقاومة»، وقال إن ما «نسميها سرايا الفتنة، باتت سرايا احتلال.. وسنقاومها بكلّ الطرق والوسائل السلمية والسياسية، ولن نقبل بها تحت أيّ ظرف من الظروف وفي كل مكان وليس فقط في الحوار».
وردَّ المشنوق على خطاب السيّد حسن نصرالله الأخير في بنت جبيل، بالقول «صحيحٌ أنّ خياراتنا محدودة، لكنّها بيدنا ولا أحد يقرّر عنّا».. وتناول موضوع رئاسة الجمهوريّة قائلا «مَددنا اليد أكثر مما يحتَمِل أوفى الأوفياء بيننا، دفاعاً عن كلمة سواء مع شركائنا في الوطن، ولم نلقَ، صراحةً، إلا الإهمال مضموناً، والاهتمام شكلا».
واعتبر أن التسوية المطلوبة «لا تتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية ولا بهيبة رئيس الحكومة، لأنّ من ستتم تسميته هو الرئيس سعد الحريري، الذي يستحق ذلك بأصوات الناس وبدماء الشهداء لا منّة من أحد»، معلناً تأييده للرئيس نبيه بري على رأس المجلس النيابي.
نصرالله: متمسكون بالوحدة الوطنية
من جهته، رأى السيد حسن نصرالله خلال مقابلة مسجلة مع الزميلة كوثر البشراوي عبر شاشة «المنار» ليل أمس، أنه «اذا حدثت حرب جديدة على لبنان فالمقاومة ستنتصر»، وأكد أن «الحكومة اللبنانية في حرب تموز 2006 لم تكن تمت للمقاومة بصلة».
وكشف أنه في الأيام الأخيرة لحرب تموز، اتصلت احدى السفارات الأوروبية بالسيد نواف الموسوي (كان وقتذاك مسؤول العلاقات الدولية في الحزب)، وأخبرته أن الاسرائيلي والأميركي والدول الكبرى الخمس كلها تريد ايقاف الحرب، ولكن لم يبق سوى الحكومة اللبنانية. وأضاف أن الحرب كان يمكن لها ان تتوقف قبل 14 آب، لكنها استمرت بفعل موقف الحكومة اللبنانية، وكانت حجتها كيف يمكن ايقاف الحرب ولم يتم نزع سلاح حزب الله.
وفيما أوضح نصرالله أن حزب الله «لم يطالب بعد انتصار عام 2006 بالسلطة في لبنان لأن ذلك كان سيؤدي إلى حرب داخلية»، قال «كنا نريد في حرب تموز أن لا تكبر الأحقاد الداخلية ونحافظ على الوحدة الوطنية وعدم فتح باب للكراهية لكن للأسف فإن الطرف الآخر يعمل العكس منذ العام 2005»، وأضاف «خطابنا دائماً أن لا خيار أمامنا إلاّ بوحدة اللبنانيين والدليل على ذلك أنه لا مشكلة لدي بأن أكون في حكومة واحدة مع تيار «المستقبل».
ونفى ما يقال بأنه «يعيش في ملجأ»، وأضاف «استقبلت الجميع بعد الحرب من وفود وسياسيين وأصدقاء وأعيش حياتي الطبيعية ولست مختبئاً»، كاشفاً أنه «بعد الحرب زار البقاع والجنوب وكل المناطق».
وأسف أنه «خلال الحرب حاول البعض افتعال اشكال بين الجيش والمقاومة وكان هناك قرار من رئيس الوزراء بمصادرة شاحنات الاسلحة»، وقال «لقد قام الجيش بمصادرة شاحنة أسلحة خلال حرب تموز بسبب القرار السياسي وقد تم حل المشكلة بالتنسيق مع الرئيس لحود والرئيس بري»، وأضاف «لقد قمنا بالتهديد للرد على القرار السياسي الذي اتخذ بمصادرة الشاحنات لأن اذا استمر هذا العمل كان سيأخذ البلد إلى مكان خطير».
ولفت السيد نصرالله الى أن «جنوب لبنان يعيش أمناً واستقراراً وازدهاراً وهناك مشكلة وحيدة نتيجة تقصير الدولة هي البطالة»، وقال «هناك استقرار في لبنان لم يسبق له مثيل بعد حرب تموز ولولا تضحيات الجيش اللبناني ورجال المقاومة لكان لبنان دخل في الفوضى»، وأضاف «الجيش خلال حرب تموز تصرف بعقيدته الوطنية وبروح التضحية وساعد بحسب امكاناته وقدم الشهداء».
وأكد أنه من «أجل مصلحة البلد وأهله والنازحين اليه من أجل أمنهم واستقرارهم فإننا على استعداد الى الجلوس مع من يناصبنا العداء، ولو كنت شخصياً قادراً على الذهاب الى الحوار والجلوس معهم لذهبت».
واعتبر أن «المشكلة في مواجهة الجيش اللبناني للتكفيريين ليست روحه الوطنية وارادته وقدراته انما القرار السياسي»، وأكد أن «هناك من يرفض اعطاء الجيش اللبناني القرار لحسم المعركة مع التكفيريين في جرود عرسال»، معتبرا «النصرة» عندها حلفاء في الحكومة اللبنانية.
وأكد نصرالله أنه «إذا قام التركي بإغلاق الحدود مع سوريا لا يمكن إدخال المسلحين ولا يمكن للسعودية أن تنزل الأموال في الطائرات»، وقال «اذا اقتنع التركي بأن أفق مشروعه في سوريا قد انتهى نكون قد احرزنا تقدماً لأنه سيتوقف الاستثمار على المجموعات المسلحة ووصول المسلحين من الحدود»، واضاف «التركي يجب أن يقبل أن مشروع الحرب في سوريا انتهى وأنه لا يمكن الدخول الى المسجد الأموي وعليه أن يمشي في الحل السياسي».
وحول ما يقوله «الاسرائيلي بأننا اكتسبنا خبرات كبيرة بسبب الحرب السورية واستفدنا من الكثير من الخبرات الهجومية»، قال نصرالله «عندما نقاتل في سوريا كتشكيل كبير متنوع الاسلحة ونشارك في أعمال قتالية كبيرة وواسعة ونخرج المسلحين من مساحات جغرافية واسعة يعني أننا نكتسب خبرات كبيرة»، وأضاف «إذا طلبنا من المجاهدين دخول الجليل فلدينا الكثير من الخبرات اكتسبناها من الحرب في سوريا»، معتبراً أن «ما يحدث في سوريا هو انتقام من حرب تموز واستكمال لها».
وأكد نصرالله أنه لن يكون للصهاينة أي مستقبل في المنطقة»، مشيرا الى انها مسألة وقت، وقال إنه ليس هناك «حركة مقاومة فلسطينية تستطيع السكوت عن التطبيع السعودي مع اسرائيل»، وأكد ان «فلسطين لوحدها تجمعنا اكثر من مليون سبب يفرّقنا».

النهار :

اذا كانت ملفات الازمة السياسية وضعت في ثلاجة انتظار أيلول ومواعيده التي يؤمل ان تعيد تحريك الحيوية السياسية مع محطتي الحوار في الخامس منه والجلسة الـ44 لانتخاب رئيس للجمهورية في السابع منه فان الاستحقاقات المتصلة بالازمات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لا تهادن الحكومة وتضغط بقوة متزايدة عليها. ووسط عودة الاهتزازات الحكومية التي أثارها فتح ملفات التعيينات العسكرية في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء كشفت مصادر وزارية لـ"النهار" ان تحريكا جديدا لملف الموازنة بدأ يشكل استحقاقاً لا يحتمل مزيداً من التأجيل باعتبار ان وزير المال علي حسن خليل يعد لاحالة مشروع الموازنة لسنة 2017 على مجلس الوزراء خلال ما تبقى من الشهر الجاري، الامر الذي سيحتم على الحكومة مواجهة هذا الاستحقاق من خلال بت مصير الموازنات السابقة العالقة من دون اقرار. وما لم يبت مصير الموازنة، ستجد الحكومة نفسها أمام واقع معقد نظراً الى الحاح الحاجة الى اقرار تشريعات في مجلس النواب الامر الذي يعيد دوامة المأزق الى سابق عهده في موضوع تشريع الضرورة.

 

اما في ما يتصل بموضوع التعيينات العسكرية، فان قرار التمديد للامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير سيصدر اليوم بعدما اخفق مجلس الوزراء في تعيين خلف له على رغم طرح وزير الدفاع سمير مقبل ثلاثة اسماء لعمداء في الجيش لهذا الغرض. وتصاعد التوتر حول هذا الملف في ظل الحملة الحادة التي شنها وزيرا "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والياس بو صعب على الحكومة وتلويحهما باهتزاز الواقع الحكومي بسبب الاقدام تكرارا على التمديد للقيادات العسكرية وهو ما أثار احتمال تصاعد السخونة في هذا الملف وسط الاستعدادات الجارية للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الشهر المقبل. وعكس الوزير مقبل امس تصاعد المناخ المتوتر في هذا الموضوع اذ رد على وصف وزيري "التيار الوطني الحر" لمجريات الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بانها مسرحية بقوله: "يريدون تعيين أشخاص لمصلحة شخصية أو سياسية أو حزبية وعكس ذلك يعتبرونه مسرحية".
وعلمت "النهار" ان رئيس الوزراء تمام سلام يفضل ان تنضج الامور سياسياً قبل أن تطرح حكومياً في ما يتعلق بموضوع التعيينات العسكرية المتبقية، مما يعني انه من المستبعد ان يصل هذا البند الى الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس المقبل لئلا يأخذ طابعا فولكلورياً او متشنجاً. وعليه سيؤجل أي طرح بالنسبة الى تعيين رئيس جديد للاركان في الجيش أو بت موضوع قيادة الجيش تعييناً أم تجديداً انطلاقا من قرار الرئيس سلام ان تكون هناك آلية تأخذ في الاعتبار المهل والظروف مما يكون مدخلا لتعزيز المؤسسات الامنية والعسكرية.
لكن مصادر وزارية توقعت ان يسود الاستقرار الوضع الحكومي في الفترة التي تفصل عن أعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة في الثلث الاخير من ايلول. وعزت هذا الاستقرار الى ان "التيار الوطني الحر" الذي يلوّح بتجميد أو تعطيل الوضع الحكومي لاعتبارات داخلية معنيّ بتأجيل هذه الخطوات بسبب مشاركة رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل في أعمال هذه الدورة والتي لن تكون متاحة في حال اعتكاف وزيريّ التيار عن مزاولة العمل الحكومي.

المشنوق
في غضون ذلك، برز أمس كلام عالي النبرة لوزير الداخلية نهاد المشنوق تناول فيه موقف "تيار المستقبل" من الازمات السياسية الراهنة وموضوع "سرايا المقاومة". وقال: "كنا ولا نزال طلاب تسوية لكننا نرفض ان تكون التسوية اسماً حركياً لامرين هما الاستسلام أو الانتظار، فنحن لسنا تياراً مستسلماً ولا تيار انتظار، نحن تيار قرار والايام القريبة ستبين صحة كلامي".
ثم رد على ما وصفه بـ"آخر استعراضات القوة " التي عنى بها معلومات صحافية تحدثت عن انضواء 50 الف شخص في "سرايا المقاومة" قائلاً: "أنا اسميها سرايا الفتنة" وتساءل: "في وجه من يقف هؤلاء؟ الحقيقة ان هذه ليست سرايا فتنة بل سرايا احتلال وهذا الاحتلال لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف".

نصرالله
وبثت قناة "المنار" مساء مقابلة خاصة مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تحدث فيها مجدداً عن حرب تموز وأعرب عن يقينه من ان "المقاومة ستنتصر اذا حصلت حرب جديدة على لبنان لان النصر سيكون الهيا وقضيتنا قضية حق". واعتبر ان "اسرائيل اليوم في أسوأ حال ولم تتمكن من استعادة بعدها المعنوي بعد حرب تموز ". وأكد انه لا يعيش في ملجأ بحسب زعم الاسرائيليين "فهناك مسؤولون استقبلهم باستمرار وانا اتنقل وهناك ترتيبات معينة نقوم بها".
وفي الموضوع الداخلي قال نصرالله: "لطالما كان تيار المستقبل يهاجمنا ويسيء الينا وعند تشكيل الحكومة يسعى الى التفاهم معنا فمن الطبيعي ان تهتز قاعدته بينما نحن من الاول خطابنا واحد وهو ان لا خيار أمامنا الا بوحدة اللبنانيين والدليل ان لا مشكلة لدينا بان نكون في حكومة واحدة مع تيار المستقبل ومن أجل هذا البلد وشعبه نقدّم دماً ومستعدون للجلوس مع أخصامنا".

 

المستقبل :

تحت وطأة التهديدات العونية المتواترة إعلامياً تلميحاً وتلويحاً باتخاذ «خطوات» انتقامية من الحكومة رداً على عدم امتثالها لتوجيهات «الرابية» حيال ملف التعيينات العسكرية، تسود حال من الترقب الحكومي لاستكشاف ماهية هذه «الخطوات» الموعودة والمدى الذي ستبلغه بعد اتخاذ وزير الدفاع سمير مقبل اليوم قرار تأجيل تسريح أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير ربطاً بتعذر التوافق على تعيين بديل له خلال جلسة مجلس الوزراء أول من أمس. غير أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري بدا مطمئناً إلى استمرار العمل الحكومي بقوله لـ«المستقبل»: «لا يهددنّ أحد ولا يتوعدنّ أحد.. لا أحد سيستقيل من الحكومة».

اللاءات الثلاث التي رفعها بري أعقبها بالتأكيد على كون ملف التعيينات العسكرية «تمت معالجته»، ناصحاً بدل استهداف الحكومة على خلفية هذا الملف بالانكباب على «معالجة المياه والكهرباء والنفايات». ورداً على سؤال عما إذا كان لا يزال متفائلاً بانتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية السنة الجارية، اكتفى بالإجابة: «إن شاء الله.. إسعَ يا عبدي وأنا بسعى معك».

وأمس أكد وزير الدفاع أنه يعتزم تأجيل تسريح خير اليوم على أبعد تقدير بعد عدم حصول أي من الأسماء الثلاثة التي اقترحها على مجلس الوزراء لخلافته على أكثرية أصوات ثلثي أعضاء المجلس، وردّ مقبل على وصف وزيري «التيار الوطني الحر» مقاربته لملف التعيينات بـ«المسرحية» قائلاً: «ما يجري في الانتخابات الرئاسية وطريقة التعاطي مع جلسات انتخاب الرئيس هو المسرحية الحقيقية». في حين استغربت مصادر وزارية لـ«المستقبل» كيف يمكن لوزيري «التيار» أن يصفا عملية طرح الأسماء المرشحة للتعيين على مجلس الوزراء بأنها «مسرحية بينما بدوَا في الوقت نفسه حريصين على المشاركة فيها»، وسألت: «هل يعني تصويتهما في مجلس الوزراء أنهما مشاركان في هذه المسرحية؟!»، مستطردةً بالإشارة إلى أنّ «حالة الارتباك التي تحكمت بأداء الوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب خلال الجلسة ودفعتهما إلى المشاركة في «مسرحية التصويت»، مردّها إلى القلق العوني ربما من إمكانية أن يعمد الوزير مقبل إلى طرح أسماء مقترحة للتعيين في قيادة الجيش بالتزامن مع طرح الأسماء المرشحة لخلافة خير وتمرير تأجيل تسريحهما لاحقاً في قرار واحد يصدره وزير الدفاع نظراً لعدم توافق مجلس الوزراء على تعيين بديل لكل منهما»، مع الإشارة إلى أنّ رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط كان يرغب بأن يُصار إلى إقرار تعيين رئيس أركان جديد خلفاً للواء وليد سلمان في جلسة أول من أمس غير أنه سرعان ما عدل عن ذلك بعد اتصال تلقاه من رئيس الحكومة تمام سلام عشية انعقاد الجلسة للتمني عليه إرجاء الأمر إلى جلسة لاحقة.

في الغضون، رأت أوساط حكومية لـ«المستقبل» أنّ المقياس للمدى الذي سيبلغه الرد العوني الحكومي سيبدأ بالتكشف تباعاً خلال الساعات المقبلة بعد صدور قرار تأجيل تسريح اللواء خير رسمياً، مرجحةً في الوقت عينه أن يراوح هذا الرد بين «التصعيد من داخل مجلس الوزراء كحد أدنى ومقاطعة جلسات المجلس كحد أقصى»، مع رسم المصادر «علامة استفهام» حول الموقف الذي سيتخذه «حزب الله» لناحية ما إذا كان سيقرر التضامن مع «التيار الوطني» في مقاطعة الحكومة أم أنه سينأى بنفسه عنها، سيما وأنّ الوزير محمد فنيش كان قد أوضح على هامش جلسة الخميس لأحد زملائه الوزراء حين سأله مستفسراً عن معنى «الخطوات» التي يلوّح باسيل باتخاذها رداً على قرار التمديد لخير، بالإشارة إلى كونها تعني «المقاطعة».

الديار :

حتى ان قطباً وسطياً استغرب ردات الفعل على كلام السيد حسن نصرالله لجهة الانفتاح على الرئيس سعد الحريري، وسأل «هل يخال هؤلاء اننا في جمهورية افلاطون، وجلهم يحملون بطاقة هوية من جمهورية هولاكو؟».
وصف الوضع السياسي الحالي بـ «الهلهلة»، مستهجنا الحديث عن عدم التمديد للمجلس النيابي، مع ان العودة الى قانون الستين تؤدي الى ما هو أسوأ من التمديد، ليضيف ان المنطقة بأسرها أمام تحولات بالغة الأهمية وقد تكون بالغة الخطورة من الآن وحتى أيار المقبل...
غير ان وزيراً في تيار المستقبل قال لنائب شمالي بين الهزل والجد «اذا كان نصرالله قد قال انه يفتح باب السرايا أمام الشيخ سعد وقلتم فيه ما قلتم، فماذا لو كان موقفه مغايراً ورفض ترشيحه لرئاسة الحكومة، فهل كنتم تقصفونه بصاروخ نووي؟».
الوزير اضاف، وبحسب ما نقل أحد مستشاريه من التيار «اذا كنتم تنتظرون ان ينفصل ميشال عون عن حسن نصرالله أو ان ينفصل حسن نصرالله عن ميشال عون، فلا شك انكم تراهنون على السراب».
نائب من «المستقبل» اتصل بـ «الديار» ليقول «لا صقور ولا حمائم في التيار، بل كلنا صوت واحد ويد واحدة، ونقول لكم اننا لن نقدم رئاسة الجمهورية في لبنان على صينية من الفضة الى الولي الفقيه».
ونائب آخر يقول «لن ندع الجنرال يذهب الى القصر على ظهر السوخوي»، فيما يقول قيادي في 8 آذار انه كان يتوقع ردة فعل مختلفة من قبل اركان تيار المستقبل على كلام الامين العام لـ «حزب الله»، وهم الذين يعلمون ما هي المخاطر التي تحدق بالبلاد، وما هي الاحتمالات التي تنتظرها.
اوساط ديبلوماسية في بيروت وتثني على قول الرئيس بري ان الوقت لا يعمل لمصلحة أي فريق باعتبار ان لبنان لا ينهض من كبوته، او لا يستطيع مواجهة الرياح العاتية التي تهبّ على المنطقة الا بتكاتف كل مكوناته، والى حد القول ان لبنان مثل البيت الصيني إن سقط أحد اعمدته سقط البيت كله...
هذه الاوساط تشير الى ان كل الاحتمالات، بما فيها الاحتمالات السيئة جداً، واردة، ما يفترض باللبنانيين وضع حد لـ «الحرب الباردة» بينهم وتجاوز «التظاهرة البابلية» حول طاولة الحوار، والانتقال الى خلوة، او لتكن على متن باخرة في عرض البحر، تنتهي كما انتهى مؤتمر الدوحة، الى حل كل الاشكالات والاشكاليات التي تضغط على المشهد اللبناني».
وتخشى الاوساط الديبلوماسية ان يكون اهل السياسة في لبنان قد تخلوا كلياً عن القرار المستقل، وبالاحرى عن المفهوم الجوهري للسيادة، وسلموا امرهم الى اولي الامر (والنهي) في المنطقة.
هذه الاوساط لا تقلل من«هول» الكوارث التي تواجه المنطقة والتي لا بد ان نتعكس تصدعا حادا في الداخل اللبناني ولكن بعدما اخذت الحروب شكل الدوامة، وحيث مطحنة الجثث لا تتوقف على مدار الساعة لا بد ان يعي اللبنانيون خطورة ما يمكن ان يحدث لهم اذا ما بقي الفراغ والشلل يضرب المؤسسات الدستورية ويدفع الدولة نحو الانحلال.
ولعل الاخطر هو ما ورد على لسان سفير اوروبي معني بالوضع اللبناني حول خشيته من ان يكون الفراغ الحالي او الجمود يندرج في اطار سيناريو ما، اما لإعادة النظر بالصيغة اللبنانية او لاعادة النظر بالخارطة اللبنانية اذ ان الكثيرين لا يغرب عن ذاكرتهم وصف هنري كيسنجر للبنان بالفائض الجغرافي ولا وصف ارييل شارون له بالخطأ التاريخي.
هذا الكلام نقله رجل دين مسيحي بارز عن السفير الذي ألمح الى وجود جهات اقليمية ودولية لم تعد تجد في لبنان سوى «مستودع آمن للنازحين» وبالتالي السقوط التدريجي لمفهوم الدولة...
ماذا في عين التينة، وحيث يقترب موعد الخامس من ايلول دون ان تظهر اي بارقة في الافق؟
مصادر معنية وتقول لـ« الديار» ان الرئىس نبيه بري الذي قرع ناقوس الخطر اكثر من مرة بأنه شديد التوجس من الصفقات التي قد تبرم على حساب بلدان ومجتمعات المنطقة.
المصادر تشير الى ان ادارة الازمة لم تعد تجدي «لان الستاتيكو افلت من ايدينا وراح يتدحرج نزولا». نزولا الى اين؟ الى الهاوية هكذا يقال علنا اذا ما بقي الاهتراء المريع على حاله حتى القمامة دخلت سوق البروباغندا وتحولت الى بضاعة سياسية تدخل في اطار التراشق الاعلامي...
الذين كانوا يرددون ويؤكدون ان قصر بعبدا سيضاء مجددا قبل نهاية العام الجاري بدأت اصواتهم تخفت حتى ان بري لم يعد يرى في ذلك الموعد مؤشرا للخلاص بل تحدث عن «مفترق».
بعض من يعرفون او يحللون ما في رأس بري يقولون ان الذين ينظرون الى السلة على انها من قبيل الهرطقة السياسية او الدستورية ثم يرتدون مسوح القديسين هم من قفزوا الف مرة فوق الدستور...

ـ السلة او... ـ

يضاف الى ذلك ان البلاد تقوم على التوافق حتى بوجود النص الذي لا يخلو في بعض وجوهه من الالتباس، وطاولة الحوار يفترض الا تكون على شاكلة اللوياجيرغا الافغانية اي مجمعا للقبائل، فهنا احزاب ومؤسسات ودستور وقوانين وثمة رجال دولة لا شيوخ قبائل.
لا يقول بري «إما السلة أو...» لكن مؤشرات كثيرة تقول اما السلة او اعادة النظر بالصيغة كلها ما دامت هذه الصيغة عاجزة عن انتاج دينامية سياسية تأتي برئىس جمهورية على قياس الجمهورية وبقانون انتخابي على قياس الجمهور...
الى ذلك نقل رئىس المجلس العام الماروني وديع الخازن عن عون ان مبادرة السيد نصرالله بالانفتاح على الحريري «تمثل تحولا اساسياً للبننة الخيار الرئاسي وحصره بالتفاهم على ازالة اي لبس او هواجس» .

ـ المشنوق : مفترق خطير ـ

ولاحظ وزير الداخلية نهاد المشنوق «اننا على مفترق خطير وحساس في ما يتعلق بخياراتنا كفريق سياسي في ضوء ما يجري في المنطقة أو في ضوء الحرائق المندلعة والحروب الاهلية المتنقلة التي استدعت بشكل غريب عروض تسويات ومصالحات مع من كانوا قبل ايام مجرد عصابات تكفير ومشاريع اسرائىلية، وذلك في اشارة الى الدعوة الاخيرة للامين العام لـ «حزب الله» لتنظيم «داعش» ولـ «جبهة النصرة» والتنظيمات المتطرفة للعودة الى العقل والقاء السلاح.
وسأل «أليس الاولى ان نتصالح كلبنانيين ونعقد التسويات بيننا بما يحفظ الكيان والنظام؟»، مشيرا الى ان «التسوية المطلوبة لا تتعلق بانتخاب رئىس الجمهورية ولا بهيبة رئيس الحكومة لان من سيتم تسميته هو رئىس تيار المستقبل سعد الحريري الذي يستحق ذلك بأصوات الناس وبدماء الشهداء وليس منة من احد كما ان التسوية ليست بهدف اجراء انتخابات نيابية ولا لتأتي برئيس يستحق الرئاسة».
اضاف المشنوق «اقول ان صوتي منذ اللحظة الاولى ولحين خروجي من المجلس النيابي هو للرئيس نبيه بري».
الانظار تتجه الآن الى شمال سوريا الذي هو نقطة الارتكاز ان في المسار العسكري او في المسار الديبلوماسي للازمة، مع اشارة وكالة انترفاكس الى مصادر في موسكو اكدت على حملة عسكرية ضخمة ضد تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» في منطقة حلب.
وللمرة الاولى تشارك قاذفات «تو - 160» الاستراتيجية، والتي توصف عادة بأنها صممت لـ «الحرب العالمية الثالثة»، في العمليات العسكرية، مع اطلاق صواريخ من بوارج روسية في بحر قزوين وكذلك من مدمرة في البحر المتوسط.
ليلاً تحدث خبراء غربيون عن «أرمادا جوية وبحرية» في سوريا لاحداث تغيير جذري في خارطة التوازنات في حلب والمحيط بعدما تبين ان قيادة التنظيمين وبالتنسيق مع جهات خارجية تعمل على تعبئة ألوف المقاتلين لشن حرب صاعقة في مناطق غرب حلب.

ـ نصرالله: السنيورة وصواريخنا ـ

من جهة اخرى قال الامين العام لـ« حزب الله» السيد حسن نصرالله في مقابلة عبر شاشة «المنار» اذا عمت الفوضى في المنطقة فلا بد أن تأكل اسرائىل».
واكد انه «اذا ما اندلعت حرب جديدة فأنا على يقين بأن المقاومة ستنتصر»، مشيرا الى الخبرة الهجومية التي اكتسبها مقاتلو الحزب من خلال المعارك التي يخوضونها في سوريا، وهذا في نظره يقلق الاسرائىليين وان اوضح ان «وعدنا باقتحام الجليل مشروط...».
دخلت المقابلة من الشأن الداخلي في حين تتحدث المعلومات عن مساع سياسية تبذل وراء الستار من اجل عقد لقاءات بين تيار المستقبل و«حزب الله» للبحث في الخيارات التي يمكن ان تشق الطريق امام انتخاب رئىس للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة الحريري وان كانت معلومات مراجع في قوى 14 آذار تشير الى ان الوضعين الداخلي والاقليمي من التعقيد بحيث يحول دون نجاح اي مساع في هذا الخصوص.
وقد تمحورت المقابلة بشكل رئيسي على حرب تموز ومجرياتها وآفاقها ليشير الى ان احدى السفارات الاجنبية اتصلت بمسؤول العلاقات الدولية آنذاك النائب نواف الموسوي لتلبغه ان الاسرائىليين وافقوا على وقف النار وكذلك الاميركيين وكل العالم، لكن قوى سياسية لبنانية طالبت باستمرارها وكانت تريد نزع سلاح المقاومة لا سيما من منطقة جنوب الليطاني.
كما تحدث عن محاولات لافتعال صدام بين الجيش اللبناني والمقاومة لافتا الى ان رئيس الحكومة انذاك فؤاد السنيورة أمر بمصادرة الشاحنات والصواريخ التابعة لـ «حزب الله» وقد صودرت احداها.
وقال السيد نصرالله ان الحزب هدد بموقف اخر اذا ما نفذ هذا الاجراء الذي كان الهدف منه حصول القتال بين الجيش والمقاومة، لكن التهديد أتى ثماره كما رفض الجيش الخوض في اي مواجهة مع الحزب.

الجمهورية :

إرتفعت النبرة العالية المتبادلة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» أمس كنتيجة مباشرة لانسداد أفق المحاولات المحلية الاخيرة لإحداث خرق في الازمة الرئاسية. ففيما وصف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «سرايا المقاومة» بأنها «كانت سرايا فتنة... واصبحت سرايا احتلال... وسنواجهها»، قال السيّد نصرالله الأمين العام لـ»حزب الله» انّ «جبهة النصرة» لديها حلفاء في الحكومة اللبنانية. هذا التصعيد السياسي المتبادل مرشّح للاستمرار في الايام المقبلة، فيما لا تزال المعارك في سوريا تتصدّر المشهد الاقليمي في ضوء تسارع التطورات الميدانية في حلب، خصوصاً بعد دخول سفن حربية روسية جديدة من شرق البحر المتوسط، واستخدام مقاتلات روسية مطار «همدان» في إيران. وتزامناً، تحضر الازمة السورية بنداً أول في اللقاءات الدولية والاقليمية، وهي ستكون على جدول اعمال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى ايران الاسبوع المقبل، علماً انّ وزير الخارجية التركي داوود جاووش اوغلو قام بزيارة خاطفة الى طهران امس الاول تمهيداً لها ومتابعة للمشاورات التي جَرت بین البلدین خلال زیارة وزیر الخارجية الايراني محمد جواد ظریف الی أنقرة الاسبوع الماضي.

تسارعت المواقف السياسية، وارتفعت حدّتها مع إعلان السيد حسن نصر الله في مقابلة مع قناة «المنار» أمس أنه «لطالما كان تيار «المستقبل» يهاجمنا ويُسيء إلينا، وعند تشكيل الحكومة يسعى الى التفاهم معنا. فمن الطبيعي أن تهتزّ قاعدته، بينما نحن من الأول خطابنا واحد ويدعو الى وحدة اللبنانيين».

واكد انّ هناك «استقراراً في لبنان لم يسبق له مثيل بعد حرب تموز»، موضحاً أنه «لو كنت استطيع الذهاب الى طاولة الحوار لذهبت، وفي السابق جلسنا الى الطاولة مع أشخاص تآمروا علينا في حرب تموز. وإذا كانت مصلحة البلد تفرض علينا ذلك فلا مشكلة لدينا».

وشدد على انّ «الجيش اللبناني يستطيع مكافحة الارهابيين في عرسال، لكن ما يمنعه هو قرار سياسي». واعتبر انّ «النصرة» لديها حلفاء في الحكومة اللبنانية».

المشنوق

وكان وزير الداخلية والبلديات نهاد المنشوق صَعّد ضد «حزب الله»، وردّ على السيد نصر الله من دون ان يسمّيه، فشدّد على أنّ التسوية المطلوبة لا تتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية ولا بهيبة رئيس الحكومة، لأنّ من سيتم تسميته هو الرئيس سعد الحريري، الذي يستحقّ ذلك بأصوات الناس وبدماء الشهداء وليس مِنّة من أحد. كما أنّ التسوية ليست بهدف إجراء انتخابات نيابية، ولا لنأتي برئيس يستحقّ الرئاسة».

وقال المشنوق: كنّا وما زلنا طلّاب تسوية، لكنّنا نرفض أن تكون التسوية إسماً حركياً لأمرَين هما الاستسلام أو الانتظار. نحن لسنا تياراً مستسلماً ولا تيار انتظار سياسي. لن نقبل لحظة أن نكون تيار استسلام سياسي ولا تيار انتظار سياسي. وإنّ الأيام، والأيام القريبة وليس البعيدة، ستبيّن صحّة كلامي.

وهاجم المشنوق بعنف «سرايا المقاومة»، وقال إنّ «ما يسمّونها سرايا المقاومة، وكنّا نسمّيها سرايا الفتنة، باتت سرايا احتلال لم ولن نقبل بها تحت أيّ ظرف من الظروف».

أضاف: «مهما كان نوع هذا السلاح، طالما أنّه مطلوب توقيعنا، فلن نوقّع، نحن كأهل وكمجموعة وكمسلمين، بل سنقاوم هذا الاحتلال بكلّ الطرق والوسائل السلمية والسياسية».

سعيد

وفي ردّ لمنسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» الدكتور فارس سعيد، عبر «تويتر»، أشار الى أنّ «حزب الله» يحاول في الربع الساعة الأخير فَرض واقع عقاري وأمني وعسكري وسياسي يضمن له حضناً دافئاً لمواجهة المحكمة والعقوبات. ولن ينجح».

الجنوب

وفيما كانت الانظار مشدودة الى الحدود الشرقية حيث يواصل الجيش اللبناني توجيه ضرباته الاستباقية على مواقع الارهابيين واماكن تحركهم، قفز
الوضع في الجنوب الى الواجهة بعد تمادي الجيش الاسرائيلي باعتداءاته وشقّ طرق في خراج بلدة شبعا.

وعلمت «الجمهورية» انّ لبنان بدأ اتصالاته مع «اليونيفيل» فور حصول الخرق الاسرائيلي، وقد تولّاها كل من الجيش اللبناني والامن العام.

واستكمالاً لهذه الاتصالات، زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أمس مقر قيادة قوات الامم المتحدة الموقتة العاملة في لبنان «اليونيفيل»، والتقى قائدها الجديد اللواء مايكل بيري، حيث جرى تقييم للاوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية والخروقات الاسرائيلية للخط الأزرق إضافة الى التعاون القائم بين الأمن العام وقيادة «اليونيفيل» في اطار المهام الموكلة إليها تنفيذاً للقرارات الدولية لا سيما القرار 1701.

وعلمت «الجمهورية» انّ اللواء ابراهيم أكّد لبيري انّ ما قامت به اسرائيل هو اعتداء داخل اراض لبنانية سبق وان تحفّظ لبنان عليها لدى الامم المتحدة عند رسم الخط الازرق بعد حرب تموز. ومعلوم انّ التحفّظ يترتّب عليه التزام الجهات المتنازعة عدم القيام بأيّ عمل داخل الاراضي المتحفّظ عليها.

ونقل اللواء ابراهيم احتجاج لبنان على هذا الامر، طالباً من «اليونيفيل» القيام بالاجرءات اللازمة لردع اسرائيل عن اعتداءاتها.

وقال اللواء ابراهيم لـ«الجمهورية»: انّ العدو الاسرائيلي قام بحفريات داخل نقطة مُتحفّظ عليها، والتحفّظ اللبناني مُسجّل لدى الامم المتحدة، وبالتالي لا يحقّ له القيام بأيّ نشاط في هذه المنطقة.

وأضاف: نحن سنواصل اتصالاتنا لتثبيت الاستقرار على الجبهة الجنوبية، مع تأكيدنا على دعم «اليونيفيل» للقيام بمهامها، وعلى التزام الدولة اللبنانية بتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 بكافة مُندرجاته.

واعتبر اللواء ابراهيم انّ ما قامت به إسرائيل «هو عمل استفزازي يخرج عن القرار 1701 ويؤدي الى احتكاكات تؤثر في أمن المنطقة الحدودية واستقرارها»، مشدّداً على وجوب «معالجة هذا الامر فوراً».

 

اللواء :

بقيت تداعيات ما جرى في جلسة مجلس الوزراء أمس الأوّل، من «سيناريو» التمديد للواء محمّد خير في أمانة المجلس الأعلى للدفاع، في مقدمة الاهتمامات والمشاغل السياسية، لا سيما لجهة القلق على مصير الحكومة والعلاقات بين الأطراف السياسية، في وقت برزت فيه أزمة النفايات مجدداً على الساحة، مهددة بخلط الأوراق السياسية بين هذه الأطراف، من خلال زيارة وزير الزراعة اكرم شهيب إلى الرابية على وقع اشتباكه مع حزب الكتائب حول مكب برج حمود، حيث يتواصل الاعتصام الكتائبي داخله لمنع استكمال الأعمال فيه.
ومع ان الجميع في مجلس الوزراء يسلم بأن ما حصل قد يكون «بروفة» ستتكرر للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي قبل نهاية شهر أيلول، الا ان «السيناريو» لم يكن موضع رضا من قبل عدد من الوزراء غير المحسوبين على وزراء المعارضة، والذين كانوا يفضلون لو ان وزير الدفاع سمير مقبل أصدر قرار تأجيل تسريح اللواء خير، من دون ان يقوم بما قام به من مسرحية، والوصف هو نفسه الذي اطلقه وزراء التيار العوني على «الاخراج» الذي لجأ إليه مقبل.
ولا يبدو هؤلاء الوزراء، بالرغم من تأكيدهم بأن ما قام به مقبل كان مجرّد اجراء شكلي، انهم قلقون على مصير جلسات مجلس الوزراء المقبلة، ولا سيما عند طرح موضوع قائد الجيش، ويشير هؤلاء إلى ان الجلسات قائمة حتى الآن، ولا صحة لما يتردد عن عطلة حكومية، لا سيما وأن الجميع يعلم بأن الظروف لا تسمح باستقالة الحكومة بأي شكل من الاشكال في ظل الشغور الرئاسي.
وتوقع مصدر وزاري لـ«اللواء» بأن أقصى ما يمكن ان يقوم به «التيار العوني» ولا سيما الوزراء المحسوبين عليه، في حال تكرر سيناريو التمديد مع العماد قهوجي، هو النزول إلى الشارع واستقطاب الجمهور، كما حصل في العام الماضي حيث تمّ التمديد الثاني لقهوجي، أو ربما مقاطعة جلسة أو أكثر، لافتاً إلى ان الأمر لن يتخطى ذلك، خصوصاً وأن الجميع يعلم أهمية وضرورة بقاء الحكومة واستمرارها بالقيام بعملها، ولو بالحد الأدنى كما هو حاصل حالياً.
اما الوزير المعني مقبل، فقد جاء رده صاعقاً، مؤكداً انه تصرف وفق مسؤولياته الدستورية والقانونية، مطالباً بإبعاد السجالات السياسية عن المؤسسة العسكرية، وسأل، بعد زيارته رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا: «هل طرح أسماء لتعيين رئيس للمجلس الأعلى للدفاع مسرحية، أم ان المسرحية هي التغيب عن انتخاب رئيس الجمهورية وعدم النزول إلى مجلس النواب»، لافتاً إلى انهم «يريدون تعيين أشخاص لمصلحة شخصية أو سياسية أو حزبية، وعكس ذلك يعتبرونه مسرحية».
ورداً على سؤال حول تداعيات التمديد لقهوجي على الوضع الحكومي، لفت مقبل إلى ان كل ما سيتم هو بحسب الدستور والقانون، فلماذا تتعرض الحكومة للخطر»، مضيفاً: «لدي مسؤوليات دستورية وسأسير بها».
أزمة النفايات
في غضون ذلك، وغداة استفحال «الكباش» الكتائبي - الاشتراكي فوق مكب برج حمود، شكلت زيارة الوزير شهيب إلى الرابية علامة فارقة، سواء على صعيد الزيارة، أو على صعيد المواقف التي أطلقها بعد لقاء العماد ميشال عون، إذ أكّد بعد الاجتماع ان المشكلة واضحة، اما ان تعود النفايات إلى الشوارع وإما أن نستمر في هذا الحل المؤقت لاربع سنوات، مشيراً إلى ان مكب برج حمود جزء من الحل المؤقت الذي ليس هو الحل النهائي، وهو الممكن في ظل رفض الخطة وموضوع الترحيل، ولم يكن في إمكانية الحكومة الا هذا الحل بدلاً من انتشار النفايات بين المنازل.
وأوضح شهيب انه تحدث بهذا الموضوع مع العماد عون لافتاً إلى ان عملية التأخيرستضر بالمتعهد الذي لديه وقت محدد، والمهم الا تعود النفايات إلى الشارع.
وإذ حرص وزير الزراعة على التهدئة، رافضاً الدخول بأي نقاش في هذا الموضوع في السياسة، مشيراً إلى أنه ليس بين الحزب الاشتراكي والكتائب أي مشكلة. ونحن لا نريد أن نؤخذ إلى مشكل، كشف بأنه سيكون له موقف كلجنة في مؤتمر صحفي بعيداً عن التشنجات والمهاترات السياسية.
وفي الموازاة، ردّت شركتا سوكلين وسوكومي على الاتهامات التي وجهها إليهما النائب سامي الجميّل، فأكدتا أن معمل التسبيخ في منطقة الكورال في برج حمود لم يتوقف عن العمل يوماً واحداً وأوضحتا أن نسب الفرز والطمر هي تلك المنصوص عليها في العقود الموقّعة مع الحكومة اللبنانية.
وإذ رفضتا جملة وتفصيلاً كل الاتهامات السياسية والتصريحات التي أطلقها، أكدتا ان ليس لديهما أي ارتباط مع السلطة السياسية والسياسيين وتعتمدان مبدأ الشفافية التامة وتحكم عملهما أخلاقيات مهنية عالية لم ولن تحيدا عنها يوماً، معلنتين احتفاظهما بحقّهما الكامل في الملاحقة القضائية ضد كلّ من يتعرّض للشركتين وإدارتهما وكرامة العاملين فيهما.
المشنوق: الحريري رئيساً دون منّة
سياسياً، ومع أن كتلة «المستقبل» النيابية سبق أن ردّت على المعادلة التي طرحها الأمين العام لحرب الله السيّد حسن نصر الله، بعنوان: عون رئيساً للجمهورية مقابل الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، فإنه كانت لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، سلسلة مواقف أطلقها أمس، خلال حفل تكريم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في بلدة الشبانية، مؤكداً أن «التسوية المطلوبة لا تتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، ولا بهيبة رئيس الحكومة، لأن من سيتم تسميته هو الرئيس سعد الحريري الذي يستحق ذلك بأصوات النّاس وبدماء الشهداء وليس منّة من أحد»، لافتاً إلى أن «التسوية ليست بهدف إجراء إنتخابات نيابية، ولا لنأتي برئيس يستحق الرئاسة».
وزاد بأن «صوته منذ اللحظة الأولى ولحين خروجه من المجلس النيابي هو للرئيس نبيه برّي، ولا يحتاج إلى شهادة من أحد لتأكيد رغبة الذين يصوّتون له».
وأذ غمز الوزير المشنوق من قناة «حزب الله»، مشيراً إلى أن الاهتمام بالوطن لا يقع على عاتقنا وحدنا، ويجب أن يتصرّف الآخر مثلنا، بعدما قدّمنا عملياً كل شيء وتصرّفنا على أساس أننا أم الصبي وأبوه وخاله وعمّه، لفت إلى أن «ما يسمونها سرايا المقاومة، وكنّا نسميها سرايا الفتنة، باتت سرايا احتلال لم ولن نقبل بها تحت أي ظرف من الظروف».
وأضاف: «مهما كان نوع هذا السلاح، طالما أنه مطلوب توقيعنا، فلن نوقّع، نحن كأهل وكمجموعة وكمسلمين سنقاوم هذا الاحتلال بكل الطرق والوسائل السلمية والسياسية»، مشدداً على «أننا نرفض أن تكون التسوية إسماً حركياً لأمرين هما الإستسلام أو الإنتظار، فنحن لسنا تيّار استسلام، ولا تيّار انتظار، بل تيّار قرار».
نصر الله
وفي السياق، كانت للسيد نصر الله إطلالة إعلامية عبر حوار خاص على شاشة تلفزيون المنار، بدا أنها كانت مخصصة لحرب تموز، لكنه حمل على الطبقة السياسية في لبنان، واصفاً إياها بأنها «فاسدة وتنهب البلد»، كما انتقد الواقع الطائفي وتمسّك المسؤولين فيها بالسلطة، نافياً أن يكون الحزب طالب باستلام السلطة بعد العام 2000 كي لا تحدث مشاكل وخراب، ولكن في أي مكان يمكننا الدخول فيه فلا نزهد ولكن لا نقاتل من أجل السلطة، عازياً سبب وقوف جزء من الشعب اللبناني مع المقاومة إلى واقع التعقيد الطائفي.
ولاحظ نصر الله أن لبنان يعيش استقراراً لا مثيل له باستثناء تهديد «داعش» على الحدود الذي يواجهه الجيش، مؤكداً أنه «من أجل مصلحة البلد وأهله والنازحين إليه من أجل أمنهم واستقرارهم فإننا على استعداد للجلوس مع من يناصبنا العداء، ولو كنت شخصياً قادراً على الذهاب والجلوس معهم لذهبت».
لكنه، مع ذلك، حمل بعنف على حك