لم يكن مستغربًا إعتصام مياومي كهرباء لبنان صباح الأربعاء 10 آب (أغسطس)، أمام المبنى المركزي للمؤسسة، ولا قطعهم الأوتوستراد لبعض الوقت، فهذا المشهد تكرر كثيرًا على مدى 4 سنوات، وتصاعد على إمتداد سنتين.
لكن المستغرب هو صمت إدارة المؤسسة أمام هذه التحركات التي تأتي على أبواب إنتهاء العقود نهاية آب  (أغسطس)، دون إيجاد مخرج لأزمة المياومين المرشحة للتفاقم بعد 28 منه.
لم يكن يوم مياومي كهرباء لبنان الطويل، أخف وطأة على المواطنين، الذين إحتجزوا بسياراتهم وعلقوا على الطرقات في مار مخايل - النهر، وصولًا إلى الكرنتينا وجادة شارل حلو، لأكثر من ساعتين، من دون أن يكون لهم أي ذنب سوى إنهم كانوا ضحايا الظلم الذي يعانيه عمال الكهرباء منذ سنوات، والذين لا يجدون وسيلة لتحقيق مطالبهم سوى الضغط على المسؤولين من خلال الإعتصامات وقطع الطرقات، فيما البلد غارق في أزماته. 
وإذا كان المياومون نالوا مطلبهم بإرجاء مباريات مجلس الخدمة المدنية التي كانت مقررة السبت المقبل، ضمن مطلبهم الأساسي وهو الحصول على التثبيت، فإن الاعتصامات التي ينفذونها منذ أكثر من 20 يومًا أمام مباني مؤسّسة الكهرباء في المناطق، ستبقى مستمرة، وبالتالي فإن الإشكالات مع القوى الأمنية ستبقى مرشحة للتجدد، خصوصًا إذا عاود هؤلاء قطع الطرقات، الأمر الذي قد يتسبب بإحتجاز المواطنين في سياراتهم وتعطيل أعمالهم، ولا سيما إذا كان من بينهم مرضى والبعض الأخر تأخر عن موعد طائرته، على غرار ما حصل أمس في مار مخايل - النهر، وكأن المواطن اللبناني لم تكفه صعوبة المعيشة التي زادت مرارةً في فصل الصيف بفعل الإرتفاع المتزايد والحاد في درجات الحرارة وفي ساعات التقنين في التيار الكهربائي.
وقد وافقت رئيسة مجلس الخدمة المدنية فاطمة عويدات على الطلب، بعد لقائها وفدًا من المياومين، أما التأجيل، فإلى أجل غير مسمى إلى حين تهدئة الأجواء، هذا التأجيل، رغم إعتبار المياومين أنه خطوة إيجابية، تراه بعض المصادر "فخاً وقع فيه المياومون". 

إقرأ أيضًا: مشكلة تقنين الكهرباء المزمنة تتفاقم.. إلى متى؟؟


إذ كان من الأجدى إجراء الإمتحانات والنجاح بها، وفرض النجاح على مؤسسة الكهرباء، لأن النجاح يعني أن عددًا من الموظفين باتوا بفعل النجاح، مثبتين في المؤسسة، وينتظرون الدخول إلى ملاكها ومباشرة العمل، في حين أن الدخول في مرحلة إنتهاء عقود الشركات، بصفة المياومين، لا يُلزم الشركات ولا المؤسسة بشيء، فالمياومون في آخر الشهر يصبحون "مياومين إنتهت عقودهم".
إن ما حدث هذا يستدعي من الحكومة، أو من الوزير المختص بإعتباره وزير الوصاية على المؤسسة، أن يقبض على زمام القضية لمعالجتها بالطريقة التي تحقق ديمومة عمل هؤلاء العمال، خصوصًا وأن تفاهمًا سياسيًا تحقق بين المعنيين قبل سنتين وأرسى قانونًا في مجلس النواب قضى بتثبيتهم، لكنه لم يطبق بالشكل الذي يرضي المياومين وجباة الإكراء في المؤسسة.
 
ولهذا يجب إيجاد حل جذري لأزمة المياومين ولملف الكهرباء خاصةً في ظل الوضع المأساوي الذي يُعاني منه المواطن اللبناني من إنقطاع مستمر للتيار الكهربائي، وكذلك في ضوء الإعتصامات التي نشهدها بشكل مستمر من قبل المياومين، ، فالمستوى الذي وصلت إليه الأزمة يشبه عملية تفخيخ مؤسسة الكهرباء وملف المياومين، على أن يكون الإنفجار في 28 آب، هو إنفجار الحل ووضع الخطة البديلة التي يفترض بالمؤسسة وضعها قبل إنتهاء العقود.