عجيب أمر جمهور الممانعة اليوم إذ تعجّ صفحاتهم الفيسبوكية بالمشاعر المتناقضة والعبارات التي إن دلّت على شيء فإنّها تثبت أن لا شرعية في لبنان إلا لسلاح واحد .. سلاح الجيش اللبناني.

ففي عيد الجيش دبّت المروءة في قلوبهم ونادوا عبر صفحاتهم بـ"الله يحمي جيشنا" وإن سألتهم يومًا عن الجيش اللبناني لقالوا لك "ليش شو في يعمل الجيش لو ما حزب الله بعرسال ولو ما إن شبابنا على الحدود كان من زمان داعش فات على لبنان، لشو الجيش؟"

هذه العبارة ليست إلا حقيقة تردّدت على مسامعي في أغلب الأحيان من شباب نصّبوا أنفسهم حماة للوطن دون موافقة أبنائه متجاهلين او متناسين أن للأخير جيش تجتمع حوله كافة الطوائف اللبنانية وعناصره غير محصورين بطائفة واحدة.

والأعجب من ذلك أنّه وأثناء أسر جبهة النصرة وداعش للعسكريين المخطوفين في عرسال قالوا "ما عندهم كرامة لو يموتوا أحسنلهم" واليوم نحن نسمع من أسراهم كلاما يشبه إلى حدّ كبير ما قاله العسكريون الذين لا ذنب لهم سوى أنهم في دولة باعتهم أمثال حسن طه الذي قال في آخر تسجيل له وبتهكّم "يا سيد المقاومة يا سيد الشرف" وغير ذلك .

نعم ففي عيد الجيش ارتدى الممانعون قناع المحبّة وهلّلوا فرحًا له علمًا إن خيّرتهم ما بين الإنتماء للجيش أو للحزب لإختاروا الحزب بدون تردّد وما كلامي يؤكّده سوى الذي يعيش في منطق الجنوب والذي يعلم أن نسبة ضئيلة جدا تنخرط في صفوف الجيش مقارنة بعكّار وطرابلس وأمّا الجزء الأكبر فإلى تنظيم حزب الله در.

وفي سياق المعايدات التي شهدناها من قبلهم عبر صفحاتهم ألم يعلموا أن الوقت حان للإعتراف بشرعية الجيش وحده؟ أمّا الإنتماء الطائفي عندهم ينتصر على الإنتماء الوطني؟

الإجابة رهن مراجعة ذاتهم