1 آب الجيش بلا عيد , والاعياد بلا جيش

 

السفير :

تحية الجيش في عيده الواحد والسبعين واجبة، لكن خوفنا على هذه المؤسسة الوطنية الكبرى، بدورها الذي يتعاظم حتى ليكاد يختصر «الدولة» جميعا، يترافق مع التحية ويعطيها مزيداً من المعنى...
بين أسباب الخوف على الجيش هذا التداول اليومي في أخباره، وتحديداً في ما يتصل بالمواقع القيادية فيه، يكاد ينزل بهذه المؤسسة العريقة إلى البازار السياسي المفتوح، فيضرب حصانتها ويهز مكانتها ويكاد يجعلها واحدة من الإدارات التي استتبعتها الطبقة السياسية فدمرت مكانتها ودورها وأحلت في القمة منها «أزلامها» و«أتباعها» الذين يتقدمون وظيفيا بقدر ما يسهلون الفساد والإفساد عبر التبعية لمن أجاز لهم الوصول إلى مواقعهم السنية.
لقد كانت للجيش، ويجب أن تبقى له الحصانة التي تحمي مواقعه القيادية من اللغط والتداول اليومي، وتبقى هذه المؤسسة «حيث الصمت هو السيد» ـ كما عبر القائد المؤسس للجيش الرئيس الراحل فؤاد شهاب حين حملته المخاطر إلى موقع رئاسة الجمهورية ـ بعيدة عن «صراعات الأقطاب» حول الهيمنة على مؤسسات الدولة ومقدراتها.
لكأن مراد هذه الطبقة السياسية إبقاء مؤسسات الدولة جميعا، مدنية وعسكرية، هياكل خاوية، عن طريق التحكم باختيار من يشغل «مواقع القرار» فلا يخرج من إرادة من أوصله إلى منصبه الممتاز ويتحول ـ بالتالي ـ إلى «منفذ» بدل أن يكون «صاحب الأمرة»، كما يقال في التعبير العسكري.
فمنذ عامين والبورصة السياسية، في الدولة التي يضربها الفراغ في مركز القرار، مفتوحة على مداها بأحاديث التمديد أو عدمه لمن يشغل أعلى المناصب القيادية في الجيش، مما يعتبر امتهانا لكرامة هذه المؤسسة الوطنية، فضلاً عن كونه امتهاناً للكرامة الشخصية للمعنيين...
ليست قيادة الجيش ولا مؤسساتها، مواقع سياسية مفتوحة للتنافس وبازار المضاربات، سياسية بمضمون طائفي أو طائفية بواجهة سياسية.
لكن الطبقة السياسية في هذا النظام الفاسد المفسد، قد عطلت مؤسسات الحكم جميعاً، وباتت تمارس التحكم بمواقع السلطة وأشخاص المرشحين بطريقة أقل ما يقال فيها إنها مهينة للمؤسسات قبل الأشخاص وبعدهم.
الأخطر أن هذه الطبقة السياسية، الفاسدة المفسدة، باتت تمارس تحكمها بمواقع القرار في المؤسسات العسكرية والمدنية، بما في ذلك القضاء، «على المكشوف» ومن دون التزام بالأصول وموجبات الاحترام لهذه المؤسسات ومَن سوف يشغلها، والمفترض أن يكون قد تولى منصبه السامي بكفاءته العلمية وجدارته الشخصية لا بإخلاصه لزعيم الطائفة المفدى، أو نتيجة مقايضة علنية وبشعة بين زعامات الطوائف على مواقع القرار في الإدارة، مدنية كانت أو عسكرية.
إن الدولة بمؤسساتها القيادية معطلة... فرئاسة الجمهورية شاغرة من شاغلها المفترض انتخابه قبل سنتين، ومجلس النواب معطل بلا مبرر مقبول، مُعَطِّلاً القرار في أي شأن، سواء أكان مصيريا أم تنفيذيا... يستوي في ذلك قانون الموازنة العامة أو مشروع قانون الانتخاب أو سائر القوانين التي تحرك عجلة الإدارة وتحفظ للدولة مكانتها وهيبتها التي خرجت ولم تعد.
وخلال هذه الفترة من التعطيل المقصود لمؤسسات القرار في هذه الدولة اليتيمة يتم توزيع المغانم على قواعد طائفية معلنة بين زعامات الطوائف، بلا خوف من عقاب أو حساب، ويتم إطفاء الأنوار المبشرة بالتغيير حتى تبقى السلطة، بمواقعها المختلفة، محتكرة لتلك الزعامات وذريتها الصالحة معززة بهيمنتها على المصالح والمنافع المختلفة (حتى في القطاع الخاص بتأثير نفوذها) تعطيها لِمَن والاها لتتحكم في البلاد والعباد، محولة الجمهورية إلى «إمارات» لأزلامها، لا يهم أن تكون «متصالحة»، بل المهم ألا ينكسر احتكارها فيتهدد نفوذها الذي لا يفتأ يتمدد حتى يكاد يشمل كل أسباب الحياة في هذا البلد الأمين.
في العيد الواحد والسبعين لجيشنا الوطني نتمنى أن يتوفر للبلاد حكم قادر يحصن هذه المؤسسة الوطنية فلا تبدو وكأنها تتوسل «تسليحها وأسباب منعتها بالشرهات الملكية وقدرتها على أداء دورها الوطني بالهبات والإكراميات الأميرية والمنح الأميركية ويبعد مواقعها القيادية عن اللغط اليومي في البازار المفتوح حول مَن يشغلها بكفاءته لا بنفوذ مرجعيته الطائفية ـ السياسية.
كذلك نتمنى أن تتوطد علاقة رفقة السلاح بين هذه المؤسسة الوطنية والمقاومة بتاريخها الجهادي الذي نستذكره اليوم والذي أعطانا عيد التحرير الثاني قبل عشر سنوات عبر إلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي في حرب تموز 2006.

النهار :

الاول من آب عيد الجيش يمر حزيناً ايضاً هذه السنة، اذ تغيب الاحتفالات المرافقة له وتخريج الضباط الجدد وتسليمهم السيوف، في غياب رئيس للبلاد يرأس هذه المراسم. ويمر أيضاً حزيناً مع استمرار اختطاف عدد من العسكريين لدى تنظيم "داعش" منذ الثاني من آب 2014، في ظل انقطاع المفاوضات لمعرفة مصيرهم. وكما أفادت "النهار" قبل يومين، فان امكان اعادة التواصل والتفاوض يبقى ممكناً في الايام المقبلة مترافقاً مع عودة اهالي العسكريين التسعة الى التحرك في ساحة رياض الصلح.
وفي معلومات "النهار" من رئيس مؤسسة "لايف" المحامي نبيل الحلبي ان المفاوضات التي بدأها اقتصرت على ثلاثة لقاءات قبل أن تجمد المؤسسة نشاطها. وقال: "اجتمعت بالوسيط ثلاث مرات خارج لبنان، وتضمنت الاطمئان الى حياة الأسرى، ووفق الوسيط ان العسكريين على قيد الحياة عدا واحداً هو عبد الرحيم دياب. ولم نتدخل في أسباب الوفاة أو مكان العسكريين، لكننا طلبنا في الاجتماع الثاني ما يؤكد صحة كلام الوسيط كفيديو أو صورة حديثة، فردوا بشروط لذلك". وأضاف: "اصرارنا على الاثبات كان جراء المعلومات المتضاربة التي كانت تصل الى الأهالي بأن ابناءهم استشهدوا أو أنهم بخير، لهذا لم نأخذ كلام الوسيط على محمل الجد إلا بتقديم الدليل القاطع".
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الجيش اللبناني سيتسلم هذا الاسبوع معدات أميركية جديدة لتعزيز إمكاناته في مكافحة الارهاب وهي الحرب التي يخوضها منذ سنوات وكان آخر فصولها في بلدة القاع اللبنانية حديثاً.

 

الحوار
سياسيا، لبنان على موعد مع ثلاثية الحوار التي تبدأ غداً، وتنتهي الخميس، في ظل توقعات لعدم تمكنها من احراز اي تقدم. وعلمت "النهار" ان الرئيس نبيه بري كثّف أمس إتصالاته تحضيراً للحوار واستقبل ليلاً الرئيس سعد الحريري، في محاولة تدارك الانعكاسات التي تركتها مواقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخيرة على الأجواء. وقد تلقى بري إتصالاً من قيادة الحزب في شأن الظروف المحيطة بالخطاب. وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن الاجواء بعد خطاب نصرالله ورد الحريري عليه عكست استمرار الاشتباك الاقليمي وارتفاع وتيرة حدته بما لا يساهم في اشاعة أجواء حوارية، بل ان الردود زادت الامور تعقيداً.
ولم تستبعد مراجع ان تنعكس الاجواء المتشنجة على الملفات الحكومية المطروحة كما على الاستحقاقات الداهمة مثل مسألة تعيين قائد للجيش مع إقتراب إنتهاء الولاية الممددة للعماد جان قهوجي.
وفي هذا المجال، علمت "النهار" أن التوجه بات نهائياً لدى وزير الدفاع الى تمديد الولاية مرة أخرى على رغم الاعتراضات القوية لـ "التيار الوطني الحر"، والتي نقلها رئيس "التيار" جبران باسيل الى رئيس الوزراء تمام سلام مهدداً بتحويل الحكومة الى تصريف الاعمال إذا تم التمديد لقهوجي.
في المقابل، أكد الرئيس بري انه ماض في الحوار وقال: "يجب على هؤلاء ان يعلموا اننا أمام آخر الفرص المهمة جداً والحساسة في هذا التوقيت". وينطلق هنا من مسألة ان لا قدرة لأي جهة على إجراز أي تقدم في الملفات العالقة التي تناولتها السلة أو بالاحرى بنود الحوار من دون المرور عبر المتحاورين.
في غضون ذلك، وجهت مجموعة من ناشطي المجتمع المدني رسالة الى هيئة الحوار الوطني مما فيها "إنّ الساعين، بطريقة أو بأخرى، صراحةً أو مواربةً، إلى إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور، من طريق مؤتمر تأسيسي جديد لصيغة العيش اللبناني المشترك، إنما يطالبون بإلغاء أو تعديل شيء لم يطبّق حقاً في أيّ وقت، وينادون بشيء آخر ليس من شانه أن يضع البلاد إلا على حافة حرب أهلية جديدة، وخصوصاً في ظلّ الفوضى المستحكمة بمصائر شعوب المنطقة العربية، والتشويش المسيطر على عقول معظم الطبقة السياسية اللبنانية، بالإضافة إلى عجزها المُهين عن الاستجابة لبديهياتٍ دولتيّة ودولية".
وفي الشارع تحركت مجموعات من الحراك المدني منذ السبت وستستمر في تحركها المرافق لاجتماعات الحوار الوطني خلال الايام الثلاثة المقبلة مطالبة باعتماد النسبية في قانون الانتخاب النيابي العتيد.

 

"التيار الوطني الحر"
وشهد أمس الاحد تطوراً سياسياً تمثل في اجراء الانتخابات التمهيدية لـ"التيار الوطني الحر" لاختيار مرشحيه للانتخابات النيابية وسجل سابقة في تاريخ الاحزاب اللبنانية، خصوصاً انها أجريت وفق آلية الدائرة الفردية وهي آلية تسمح بتحقيق تمثيل حقيقي للناخبين. ولوحظ ان المحازبين في الاشرفية اقترعوا لنائب رئيس الحزب الوزير السابق نقولا صحناوي وللقيادي المفصول من الحزب زياد عبس بالنسبة نفسها تقريباً، واعتبرت تلك الاصوات لاغية.

 

 

المستقبل :

يحتفل الجيش اللبناني اليوم بعيده الـ71، للمرة الثالثة على التوالي، من دون احتفال ولا سيوف يقدمها رئيس الجمهورية إلى الضباط المتخرجين بفعل شغور موقع الرئاسة. ويُكتفى بـ»أمر اليوم» الذي يعمّمه قائد الجيش العماد جان قهوجي على العسكريين صباح اليوم، ويُشرف على تخرّج الضباط في المدرسة الحربية من دون احتفال، فيما تستمر الاستعدادات لانطلاق أعمال خلوة الحوار التي تبدأ غداً، والتي كانت طبق مائدة عين التينة التي زارها الرئيس سعد الحريري أمس، حيث بحث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، «الأجواء المتصلة بالخلوة».

نداء

وفي موازاة ذلك، وجهت مجموعة من السياسيين والناشطين والإعلاميين والمثقفين «نداء تحذير» إلى المشاركين في الحوار لحثّهم على «حماية الدستور والطائف» والتحذير من مؤتمر تأسيسي جديد لصيغة العيش اللبناني المشترك.

هذا «النداء» الذي جاء في عريضة سُميت «العريضة الوطنية لحماية الدستور والطائف»، وجّهها الموقّعون في رسالة مفتوحة إلى هيئة الحوار الوطني جاء فيها

«عشية انعقاد جلسات الحوار الوطني في 2-3- و4 آب، والرامية إلى بلورة توجهات أساسية لمعالجة الأزمات المستعصية، وجّه الموقعون هذه الرسالة النداء - التحذير التالي:

[ - مشكلات العيش المشترك ودولتِه في لبنان بعد الحرب ليست ناجمة عن طبيعة العقد الوطني المكرّس باتفاق الطائف والدستور، كما يدّعي البعض أو يتوهّم، بل هي ناجمةٌ عن مخالفتهما المتمادية منذ بداية الوصاية السورية وفيما بعدها حتى اليوم، أكانت تلك المخالفة بقرار سوري، أو سوري ـ ايراني مشترك، أو جرّاء عجز القوى الاستقلالية عن التمسُّك بهما نصاً وروحاً، وخضوعها لابتزازاتٍ متلاحقة تحت تهديد السلاح غير الشرعي، لا سيما في المرحلة التي أعقبت انتفاضة الاستقلال وانسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان 2005.

[ - وعليه فإنّ الساعين، بطريقة أو بأخرى، صراحةً أو مواربةً، إلى إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور، من طريق مؤتمر تأسيسي جديد لصيغة العيش اللبناني المشترك، إنما يطالبون بإلغاء أو تعديل شيء لم يطبّق حقاً في أيّ وقت، وينادون بشيء آخر ليس من شأنه أن يضع البلاد إلا على حافة حرب أهلية جديدة، خصوصاً في ظلّ الفوضى المستحكمة بمصائر شعوب المنطقة العربية، والتشويش المسيطر على عقول معظم الطبقة السياسية اللبنانية، بالإضافة إلى عجزها المُهين عن الاستجابة لبديهياتٍ دولتيّة ودولية.

[ - نعتقد ونلاحظ أن المحرِّكين الأساسيّين لهذا السعي المجنون إنما يريدون تفصيل شيء على قياسهم و»قبل فوات الأوان»، مستغلّين موازين قوى ظاهرية وعابرة يرون أنها لمصلحتهم، ويتبعهم آخرون أضاعوا بوصلة المعنى الذي قام عليه لبنان.. وهو قوّة التوازن لا ميزان القوى المتغيّرة.

[ - والمفارقة المؤسفة أن هؤلاء يحكمون ارتجالاً ومُسبقاً على المنطقة بالخراب السياسي وبالتغيير لصالح العصبيّات المتناحرة والتغوُّل الايراني، فيحاولون التكيُّف غرائزياً مع الآتي من وجهة نظرهم، فيما نعتقد ونلاحظ أنّ أي تسويةٍ يمكن أن ترسو عليها المنطقة لا بدّ أن تهتدي بالنموذج اللبناني الذي يمثّله اتفاق الطائف وليس العكس.

[ - المطلوب إذاً هو العودة إلى معنى لبنان، لا مغادرة هذا المعنى!

ووقع النداء وفقاً للترتيب الأبجدي كل من: ابراهيم عاقوري (ناشط)، احمد السنكري (استاذ جامعي)، احمد الغز (كاتب وباحث)، احمد حمزة (استاذ ثانوي)، اسماعيل شرف الدين (ناشط)، اسعد بشارة (صحافي، مستشار اعلامي)، اسمى اندراوس (ناشطة، علاقات عامة)، اكرم سكرية (استاذ جامعي)، الياس مخيبر (محام)، الياس يوسف بجاني (ناشط)، امين نعمة (ناشط)، انطوان قربان (طبيب واستاذ جامعي)، انطوان قسيس (مهندس)، انطوان كامل (صحافي)، ايصال صالح (دكتور، مهندس)، ايلي الحاج (صحافي)، ايلي حاطوم (استاذ ثانوي)، ايلي كيريللس (محام)، ايلي محفوض (سياسي)، ايهاب طربيه (محام)، أحمد فتفت (نائب)، باسم السبع (نائب ووزير سابق)، بديع حبيش (ناشط)، بهجت سلامة (ناشط)، بهجت رزق (كاتب)، بول موراني (اقتصادي)، بيار عقل (اعلامي، ناشط)، توفيق علوش (ناشط)، جاد الأخوي (اعلامي)، جو فضول، جورج بكاسيني (صحافي)، جورج دروبي (كاتب)، جوزف الياس كرم (اداري)، جومانا نصر (صحافية)، حسن بزيع (ناشط)، حمزة بلوق (طبيب)، حنا صالح (صحافي)، خالد نصولي (مهندس)، دنيز حلو (ناشطة)، راشد فايد (صحافي)، رامز ضاهر (محام)، ربى كبارة (صحافية)، رجينا قنطرة (محامية)، رفيق الدهيبي (اعلامي، اوستراليا)، رلى موفق (صحافية)، روبير ابو عبدالله (طبيب)، رومانوس معوض (ناشط)، ريمون سويدان (اداري)، ريمون معلوف (مهندس)، زينة منصور (صحافية واستاذة جامعية)، سامر دبليز (ناشط)، سامي شمعون (محام)، سعد كيوان (صحافي)، سليم مزنر (ناشط)، سليمان رياشي (صحافي)، سمير العشي (ناشط)، سمير فرنجية (نائب سابق)، سناء الجاك (صحافية)، سيفاك هاكوبيان (ناشط سياسي)، شارل جبور (صحافي)، شاهين الخوري (استاذ ثانوي)، شوقي داغر (محام)، شيرين عبدالله (ناشطة)، صائب ابو شقرا (ناشط، اوستراليا)، صالح فروخ (اداري)، صلاح تقي الدين (صحافي)، طوني ابو روحانا (اعلامي)، طوني حبيب (مهندس)، عبد الرزاق اسماعيل (دكتور، استاذ جامعي)، عبد الوهاب بدرخان (اعلامي، كاتب)، عبير الأسعد (ناشطة)، عدنان سعد (مهندس)، علي ابو دهن (ناشط)، علي اللحام (صحافي)، علي ناصر الدين (كاتب سياسي- باريس)، علي نُون (إعلامي)، عماد موسى (صحافي)، عيد الاشقر (ناشط)، غادة كساب (ناشطة)، غالب ياغي (محام)، غطاس خوري (نائب سابق)، فاتنة السنكري (ناشطة)، فادي الجمل (ناشط)، فادي حنين (محام)، فارس سعيد (نائب سابق)، فاطمة حوحو (صحافية)، فتحي اليافي (دكتور، مهندس)، فضيل الأدهمي (ضابط متقاعد)، فؤاد السعد (نائب)، فيليب دي بسترس (استشاري، ناشط)، قاسم مظلوم (ناشط)، قيصر معوض (نائب سابق)، كارول فضول (ناشطة)، كمال الذوقي (ناشط)، كمال ريشا (صحافي)، لينا حمدان (ناشطة)، مارون مارون (اعلامي)، مالك مروة (ناشط سياسي)، محسن المكاري (استاذ جامعي)، محمد الزيات (ناشط)، محمد حسين شمس الدين (باحث وكاتب)، محمد حشيشو (طبيب اسنان)، محمد شريتح (صحافي)، محمد عبد الحميد بيضون (وزير سابق)، محمد فريد مطر (محام)، محمد كشلي (محام، مستشار سياسي)، محمد مشموشي (دكتور جامعي، ناشط)، محمد نمر (صحافي)، مروان اسكندر (خبير اقتصادي)، مروان حمادة (نائب)، مروان شديد (محام)، مروان صقر (محام)، مصطفى علوش (نائب سابق)، مصطفى هاني فحص (اعلامي)، منى فياض (استاذة جامعية)، مهى الحلبي (ناشطة)، مياد حيدر (محام)، ميشال ابو عبدالله (طبيب)، ميشال توما (صحافي)، ميشال حجي جورجيو (صحافي)، ميشال ليان (نقيب سابق للمحامين)، نبيل حسين آغا (صحافي)، نجيب خرافة (إعلامي)، نجيب سليم زوين (ناشط)، نسيم ضاهر (محام، باحث)، نعمة لبس (مهندس)، نضال ابو شاهين (ناشط)، نوال نصر (صحافية)، نوفل ضو (اعلامي)، هادي الاسعد (استشاري)، هرار هوفيفيان (استاذ جامعي)، واجيه نورباتيليان (سفير سابق)، وائل عياش (ناشط)، وليد فخر الدين (استاذ جامعي)، يقظان التقي (صحافي)، يوسف الدويهي (محام)، يوسف شمص (ناشط)، يوسف مرتضى (كاتب، اعلامي). 

الديار :

اليوم، العيد الحادي والسبعون للجيش، حارس الهيكل من اقاصي الشمال الى اقاصي الجنوب، ومن اقاصي الشرق الى اقاصي الغرب.
المستشارون الاميركيون والمستشارون الروس، والمستشارون الاوروبيون الذين يزورون اليرزة، وبعيداً من الضوء، يعترفون بأن الجيش اللبناني لا يدافع عن لبنان فحسب بل ويدافع عن العالم...
العماد جان قهوجي اوضح، واستناداً الى وثائق، واعترافات، وتقارير بين يديه، ما هو هدف تنظيم «داعش» في لبنان الذي لو تمكن من النزول من الجرود والانتقال الى شاطىء المتوسط لتزعزعت استراتيجيات كثيرة في المنطقة، وصولاً الى القارة العجوز التي قال ايرفيه دوشاريت «انها تعيش شيخوختها على اسوأ وجه».
طرابلس هي الاولى في رأس ابي بكر البغدادي، الموصل هي الثانية، الرقة هي الثالثة، المتوسط بحيرة اسلامية، الاهم من كل هذا انه لو قام ذلك الثلاثي لكان الهدف هو مكة...
الاشقاء السعوديون الذين منحوا الجيش 3 مليارات دولار ما لبثوا ان ألغوها. الحجج لم تكن مقنعة بتاتاً، هل لبنان هو جبران باسيل؟ وهل «حزب الله» هو كل لبنان؟ ومنذ قيام الحزب هل نشبت اي مواجهة بينه وبين الجيش باستثناء ذلك السيناريو الذي وضعه آنذاك غازي كنعان ولاغراض كانت معروفة جيداً...
لا ريب ان هناك قسماً كبيراً من اللبنانيين ضد الحزب في سياساته الداخلية والاقليمية، وبين هؤلاء من هم الاولاد المدللون لدى المملكة، لا بل انهم ملكيون اكثر من الملك (وهذه عادة لبنانية قديمة).
حتى الآن، لا يفهم الساسة اللبنانيون لماذا الغيت «المكرمة». قيل ان انقلاباً ابيض حدث في السعودية على المملكة الاولى. الآن المملكة الثانية التي لها نظرتها، ووسائلها، واساليبها، المختلفة. ضاعت المليارات الثلاثة التي كان من شأنها ان تعزز امكانات الجيش الى حد كبير.
لن نذهب مع بعض اصحاب النيات السيئة ونقول ان الغاء الهبة كان لمنع الجيش من تحرير الجرود، وربما لابقائه ضعيفاً ولا يستطيع ان يواجه «ثورة المخيمات» الآتية لا محالة.
خطوط التماس مع الحرائق السورية، ومع المقاتلين الذين كما اتوا من فلوريدا، ومرسيليا، وماباكو، وصفاقس، وطشقند، وليفربول، اتوا من قاع الغيب، وخطوط تماس مع الاحتمالات الاسرائيلية، ومنذ تيودور هرتزل وحاييم وايزمان، وصولاً الى بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان، مروراً بدافيد بن غوريون وموشي شاريت.
الجيش الذي انقذ لبنان (ومعه الاجهزة الامنية) من الاخطبوط الارهابي في المدن والقرى والذي كان، لو بقي على انتشاره ليفجر لبنان من ادناه الى اقصاه، واسوأ بكثير مما حصل في سوريا...
لبنان داخل الاستراتيجية الاسرائيلية البعيدة المدى، والتي تتقاطع مع استراتيجيات عربية ذات بعد قبلي. المصريون هم من حذروا من ان خطة هيئة الاركان في اسرائىل السيطرة، في اي حرب مقبلة، على القمم اللبنانية باعتبارها منصات فضائية، وكادوا يقولون «منصات إلهية».
المصريون وغيرهم زودوا جهات لبنانية بمعلومات تؤكد ان الاسرائيليين يعتبرون ان من يسيطر على القمم لا يفرض الحصار على «حزب الله» من الاعلى فحسب، وانما يمسك بالمنطقة الكترونياً، وهم المتطورون جداً في هذا المجال.
وكما هو معروف، ففي الستينات من القرن الفائت، اقامت القيادة العربية الموحدة (الفريق  علي علي عامر) محطة رادارية تغطي المنطقة من الدردنيل الى السويس. القاذفات الاسرائىلية اغارت عليها ودمرتها.
حتى ان ملحقاً عسكرياً عربياً، وبمناسبة العيد الحادي والسبعين للجيش، قال لـ«الديار» «لو خصصت الدول العربية المشرقية، وتحديداً الدول الثرية، واحداً في المئة من نفقاتها العسكرية للجيش اللبناني لكان باستطاعة هذا الجيش، وبمنأى عن المخزون النووي لدى تل ابيب، ان يواجه الجيش الاسرائىلي.
والملحق العسكري يضيف ان الحكومات العربية تفتقد الحد الادنى من الرؤية الاستراتيجية، وبالتالي من التخطيط الاستراتيجي. يقول «ما زلنا في زمن داحس والغبراء او اذا شئت ما زلنا في زمن المناذرة والغساسنة».
عشية عيد الجيش كانت طائرات الـM.K. الاسرائيلية تجوب الاجواء اللبنانية تحديداً اجواء القاع الاوسط وصولاً الى السلسلة الشرقية. لماذا؟ هي الطائرات القاتلة في حرب تموز 2006، ولطالما وصفت بـ«الشياطين الطائرة» بهديرها القبيح، على مدى ايام، وهي تهدر، ما هو الهدف الذي تبحث عنه؟
الجيش حارس الهيكل، حارس الدولة وحارس الشعب. الرياح الاقليمية لعبت بالدولة ولعبت بالشعب. الدولة منقسمة على نفسها، والشعب منقسم على نفسه.
وحدها المؤسسة العسكرية التي بقيت موحدة وصامدة، لا فراغ بل استنفار، لا شلل بل حيوية لامتناهية، لا بقاء في الثكنات بل التواجد في كل «الاصقاع» اللبنانية...
الساسة والديبلوماسيون يتحدثون عن مخاطر كبيرة، وعن «فديرالية النازحين واللاجئين» فيما التصدع السياسي (والدستوري) في ذروته، وفيما التردي الاقتصادي، وفيما الاحتقان المذهبي (والاجتماعي)، وكلها تنذر بالشر المستطير.

ـ القيادة خارج التجاذب ـ

والمهم ان وباء الفساد الذي يضرب المؤسسة السياسية لم يصل، ولن يصل، الى المؤسسة السياسية. والمهم ان تكون الطبقة السياسية التي اغرقت البلد بالقمامة على مستوى المسؤولية (مسؤولية البقاء) ولو مرة واحدة وتبقي قيادة الجيش خارج نطاق التجاذب السياسي، والشخصي، والقبلي، والا فهي ستكون مسؤولة عن زعزعة المؤسسة التي هي اخر ما تبقى في لبنان وللبنان.
«الديار» استفتت جهات سياسية حول ما «ينتظرنا»، والمشهد الاقليمي يزداد تشابكاً. ثمة اجماع بأن الظروف الراهنة (والملبدة)  لا يمكن ان تكون ظروف التسوية، اي ان كل شيء مؤجل الى ان ينجلي، جزئياً او مرحلياً، الوضع العام في المنطقة.
غير ان اللافت ان مصادر ديبلوماسية اوروبية تعتبر ان «الزلزال التركي» حال دون انفجار كبير. فالامور بين السعودية وايران (بوجود الدور التركي) كانت تتطور على نحو خطر، حتى ان اجتماعات اطلسية عقدت بعيداً من الضوء من اجل تقييم الوضع، كما جرت اتصالات ومشاورات اميركية ـ روسية، واذ حدثت المحاولة الانقلابية، ساعد ذلك على نحو كبير في الحد من الايقاع المتسارع نحو الحرب.

 أين لبنان؟ ـ

المصادر اياها تشير الى ان التسوية في سوريا لم تعد بيد السعوديين او الايرانيين. الاميركيون والروس هم من يمسكون بالخيوط الآن. اين لبنان في هذه الحال؟
المصادر المذكورة تتحدث عن ان الايرانيين اعتادوا الصراعات، بما في ذلك الصراعات الدموية، ولم يختبروا منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 وحتى اليوم «ترف العيش». دائماً في الخنادق. السعوديون في وضع مختلف. الآن هم في مرحلة انتقالية بين الرخاء والاستنفار.
وتقول المصادر ان السعوديين يعلمون انهم «غرقوا» في اليمن. لكأنها حرب ضد مجهول. ما يعنيهم، بالدرجة الاولى، الان هو الخروج من تلك المتاهة، حتى اذا ما انتهى هذا الاسبوع باتفاق بينهم وبين الحوثيين، بعد تدخل مباشر وضاغط من قبل امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح، فان التشنج سيتراجع الى حد كبير في المملكة.
هذا يفسح في المجال امام التفكير بصورة مختلفة في الازمة اللبنانية التي ترهق السعوديين ايضاً. صحيح ان كل الافرقاء اللبنانيين في حالة ضياع، لكن الاكثر ضياعاً هو الرئيس سعد الحريري، بمشكلاته المادية والسياسية، دون ان ينقذه من هذا الوضع سوى الدخول الى السرايا الحكومية.
الآن، كل شيء مجمد. قبل يوم واحد من ثلاثية الحوار لا معطيات حاسمة حول امكانية احداث ثغرة في حائط الازمة.
هل صحيح ان الاستحقاق الرئاسي ينتظر التسوية في اليمن؟
الذي ثبت من الاتصالات ان من المستحيل، في الظروف الراهنة، فصل الازمة اللبنانية عن سياقها الاقليمي.
هذا امر واضح بالنسبة لـ«نجوم» عين التينة الذين يبدأون غداً مسيرة الايام الثلاثة.

ـ بري: بين الصفر والمئة ـ

بري لا يملك معطيات محددة حول اي محاولات دولية (وجدية) لانجاز الاستحقاق الرئاسي. امام زواره يقول (مراسلنا محمد بلوط) «لا استطيع ان اقول عن جلسة الحوار انها آخر فرصة، لكنها بطبيعة الحال فرصة مهمة علينا اقتناصها. هي اشبه ما تكون بملف كرة قدم، فمن يريد ان يسجل هدفاً فليسجله داخل الملعب وليس خارجه».
يضيف «ان المخاض الكبير الذي تشهده المنطقة يفرض علينا الوصول الى  تفاهم على طريقة الدوحة من خلال حل كامل يبدأ بالرئاسة».
وعن احتمالات نجاح ثلاثية الحوار، قال بري «يمكن ان تكون من صفر الى مئة، وهذا يعتمد على تحمل الجميع مسؤولياتهم، واذا لم نسلك هذا المسار للوصول الى حل كامل سنكون كمن «يخبّص» خارج الصحن».
ولا يستبعد «اذا ما سارت الامور (في المنطقة) على نحو ايجابي ان تلوح مجدداً بوادر امل لتحسين الاجواء والتلاقي بين طهران والرياض. وهذا ما يساهم في حلحلة ازمة رئاسة الجمهورية بغض النظر عن الاسم او الشخص، مع العلم ايضاً انه لا بد من التوافق على الرئيس».
ليست الفرصة الاخيرة ما يعني ان تحديد موعد آخر للحوار وارد. مسلسل لبناني اطول بكثير من اي مسلسل تركي او مكسيكي. الثابت، عشية ثلاثية الحوار، ان رئىس المجلس وضع سلته جانباً ليستلهم الدوحة عام 2008 لعل الوحي يهبط على السادة المتحاورين.

الجمهورية :

خرق التحضيرات المتسارعة لخلوة الحوار التي ستبدأ غداً لقاء مفاجىء انعقد في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري يتوقع ان يكون لنتائجه انعكاسات ملحوظة على الحوار كونه تناول موضوع الاستحقاق الرئاسي والخيارات المطروحة في شأنه الى ملف النفط وتوابعه. وجاء هذا اللقاء عشيّة احتفال لبنان اليوم بعيد الجيش الـ71، في أدق ظرف يمر به، بمواجهة خطر الارهاب الذي يتهدده انطلاقاً من خاصرته الشرقية وتسللاً الى مخيمات اللجوء السوري، وينتظر ان يصدر قائد الجيش العماد جان قهوجي «أمر اليوم» الى العسكريين بحيث سيُلقى اليوم في الاحتفالات التي ستقيمها المؤسسة العسكرية في المناسبة، وسيحدد خريطة طريق مواجهة الارهاب والانتصار في الحرب التي يخوضها الجيش ضده. واذا كان مأمولاً ان ترتفع الحرارة السياسية في شهر آب، الى حد إنضاج مخارج وحلول للأزمة السياسية المستعصية، وخصوصاً عبر الجلسات الحوارية التي تنطلق غداً في عين التينة، فيبدو انّ هذا الشهر قرر ان يكون لهَّاباً سياسياً. أمّا حرارة المناخ فستصل اليوم، بحسب مصلحة الارصاد الجوية، الى درجات غير مسبوقة لتلامس الـ45 درجة مئوية، ما يستدعي من المواطنين أعلى درجات الحيطة، ومبادرة الجهات المعنية الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

بعد 48 ساعة على زيارة رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئيس نبيه بري والمواقف التي أطلقها من هناك حاسماً فيها مسألة عدم انسحابه من السباق الرئاسي، وبعد الاجواء التفاؤلية التي لفحت أرجاء الرابية بقرب وصول رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون الى سدة الرئاسة، نقلت الرابية اهتمامها من تتبّع نتائج انتخابات «التيار الوطني الحر» لاختيار مرشحيه الى الندوة البرلمانية، الى ترقّب نتائج اللقاء الذي انعقد مساء أمس بين بري والحريري الذي قصد عين التينة يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، في حضور وزير المال علي حسن خليل، وكان الملف الرئاسي الطبق الدسم على مائدة العشاء، الى جانب التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والأجواء المتصلة بخلوة الحوار الوطني التي ستبدأ غداً وتستمر لثلاثة أيام.

بري: السلّة هي الحل

ولم يؤكد بري لزوّاره الاجواء التفاؤلية على الخط الرئاسي والتي شاعت داخلياً في الآونة الأخيرة. وأكد انّ إمكانية توصّل الخلوة الحوارية الى اتفاق على حلول، والتي ستبدأ غداً في عين التينة، هي «من صفر في المئة الى مئة في المئة».

وشدّد على وجوب تحمّل المتحاورين مسؤولياتهم في ضوء الاوضاع المتردية في الداخل وكذلك في ضوء المعطيات الاقليمية الجديدة وتداعياتها المرتقبة على لبنان والمنطقة. مؤكداً «انّ المنطقة تشهد مخاضاً كبيراً».

وشدد بري أيضاً على حصول التوافق بين المتحاورين، لافتاً الانتباه الى «انّ الواقعية توجب التأكيد انّ الجلسات الحوارية ليست هي آخر الآمال، بل هي آخر الفرَص المهمة لبلوغ حلول».

وكرّر بري التأكيد انّ الهدف من الجلسات ليس الوصول الى المؤتمر التأسيسي، وقال: «لا استطيع ان اقول انني متفائل او غير ذلك، فذلك مرهون بالنتائج التي لن أستبقها. المهم أنّ على الجميع ان يعلموا انّ ملعب كرة القدم له حدود معينة، ولا يستطيع احد ان يسدد او يسجّل هدفاً من خارج الملعب... هناك امر لا بدّ ان يُعرف، لا تستطيع في لبنان ان تبقى بلا رئيس للجمهورية وبلا رئيس حكومة او حكومة وبلا قانون انتخاب، هذه سلة متكاملة، ونحن في طرحها نَستنسخ ما قمنا به في الدوحة في العام 2008».

وقال: «السلة الكاملة هي الحل، والمسألة لا تحل الّا بمثل المسار الذي اعتمدناه في الدوحة، الّا اذا تَمكنّا من قانون انتخابي على اساس النسبية وساعتئذ تخضع كل الناس للعبة الديموقراطية.

أمامنا جلسات الحوار التي ينبغي ان نقاربها كفرصة اخيرة، وإن لم يريدوا اعتبارها كذلك فلا حول ولا قوة الّا بالله». ولفتَ الى «انّ انتخاب رئيس الجمهورية وحده ليس كافياً، ولا يحلّ المشكلة بل يحلّ جزءاً منها».

وقال: «لنفرض اننا انتخبنا رئيساً للجمهورية الآن، فسنعلق حُكماً بمَن هو رئيس الحكومة، وإن وجدنا رئيس الحكومة بعد عناء فكيف ستتشكّل الحكومة؟ انا على يقين اننا في هذا الجو الذي نعيشه «غير الله ما بيطَلِّع الحكومة».

ولاحظ الزوّار انّ بري يعوّل على نتائج التطورات الاقليمية، وخصوصاً في ما يحصل في حلب، وكذلك التطورات الاخيرة في تركيا، فمن شأنها ان تعجّل بالحوار السعودي ـ الايراني وهذا ما قد يسرّع الانتخابات الرئاسية في لبنان بمعزل عن اسم الرئيس، مؤكداً ان ّموضوع الرئيس التوافقي لا بد منه في نهاية المطاف.

ورداً على سؤال حول الملف النفطي قال بري: «تمكنّا من بلوغ التوافق السياسي حول النفط، فأقاموا القيامة وكأننا هَدمنا الهيكل، وأكثر ما يضحكني هو من يقول ان لا نمسّ السلّة، او النفط قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

فيا جماعِة الخير، اذا باشرنا في الموضوع الآن وانتخبنا رئيساً للجمهورية الآن، او في الأمس، وبدأ المسار النفطي غداً، فأنا اقول لكم انه ينتخب الرئيس الجديد وينتهي عهده وننتخب رئيساً جديداً ولا نكون نحن قد دخلنا المراحل التنفيذية الفعلية للملف النفطي، فأعتقد انّه من الافضل الكفّ عن هذه المبالغات». (راجع صفحة 4)

«المستقبل»

من جهتها، اكدت اوساط بارزة في تيار «المستقبل» لـ«الجمهورية» تمَسّك «التيار» بالحوارات الجارية ومشاركته فيها، مشيرة الى وجود «توجّه كبير لديه الى انّ هذا الحوار يجب ان يستمر».

وفي السياق، علمت «الجمهورية» انّ كتلة «المستقبل» ستعقد اجتماعاً استثنائياً اليوم لتنسيق المواقف عشيّة الخلوات الحوارية، وعرض تطورات الساعة.

كلام نصرالله

من جهة ثانية، ترك مضمون الخطاب الاخير للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله استياء في اوساط سياسية ورسمية، خصوصاً لجهة الحِدّة التي توجّه بها الى السعودية، حيث أجمَعت تلك الاوساط على انّ النبرة التي استخدمها «من شأنها ان تزيد الوضع الداخلي تأزّماً، بل هي تساهم في زيادة التعقيدات على المستويات كافة، علماً انّ جهات حليفة لـ»حزب الله» أرسلت تمنيات بالتخفيف من الحدّة».

ولفتَ المراقبون الى انّ خطاب نصرالله جاء بعد أقل من اسبوع من موقف لبنان الذي عبّر عنه رئيس الحكومة تمام سلام في القمة العربية في نواكشوط لناحية تأكيد سياسة النأي بالنفس والتزام لبنان التضامن العربي.

واللافت للانتباه انّ الاستياء شمل بعض حلفاء «حزب الله»، حيث أكدت مصادر مطلعة على اجواء الرابية لـ»الجمهورية» انها «لم تكن راضية على الشِقّ السعودي من الخطاب الذي وَصفته بأنه صاروخ برأسين أصابَ من جهة الحوار ومن جهة ثانية وصول عون الى رئاسة الجمهورية».

 

اللواء :

تأخر اللقاء الذي جمع الرئيس نبيه برّي مع الرئيس سعد الحريري في عين التينة، في حضور وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، إلى ما قبل منتصف الليل، وتخللته مأدبة عشاء، استكمل خلالها النقاش حول المواضيع التي أثيرت بين الرئيسين، و«التي دارت رسمياً حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والأجواء المتصلة بخلوة الحوار الوطني التي ستبدأ غداً الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام».
وتوقعت مصادر أن يكون البحث تطرق إلى جدول عمل الطاولة.
ومضت هذه المصادر إلى التأكيد أن الرئيس الحريري حرص خلال الاجتماع على تأكيد ثوابت تيّار «المستقبل» من النقاط المطروحة، وهي تتلخص محلياً بالآتي:
1 - أن الأولوية الآن هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، من منطلق أن هذا الانتخاب يُشكّل المدخل لمعالجة سائر النقاط المطروحة.
2 - أن تيّار «المستقبل» متمسك أكثر من أي وقت مضى باتفاق الطائف والدستور، وانه لن يقبل تحت أي شكل من الاشكال بالبحث لا بمؤتمر تأسيسي ولا بأي تعديلات أخرى.
3 - أن تيّار «المستقبل» على موقفه المؤيد لقانون الانتخاب على أساس المختلط، وضمن الصيغة التي تمّ التفاهم عليها مع كل من «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، وأن تيّار «المستقبل» لم ينسحب من هذا المشروع الذي يراه الأنسب لوضعية لبنان، وهو يراعي مطلب الداعين للأخذ بالنسبية وفي الوقت نفسه يتناسب مع ما نص عليه اتفاق الطائف لجهة اجراء الانتخاب على أساس المحافظة، وأن اقتضى الأمر أن يعاد النظر بتقسيم المحافظات مع إضافة 3 محافظات هي النبطية وبعلبك الهرمل وعكار.
ويرأس الرئيس الحريري اجتماعاً اليوم لكتلة «المستقبل» النيابية في حضور الرئيس فؤاد السنيورة لاطلاعها على ما دار في الاجتماع مع الرئيس برّي.
وكان الرئيس الحريري استقبل قبل لقاء عين التينة وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي نقل إليه موقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من الحوار، فضلاً عن مناقشة بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولم يشأ مصدر اشتراكي الربط بين زيارة أبو فاعور وزيارة الرئيس الحريري إلى عين التينة، لكنه ذكّر بموقف النائب جنبلاط من ضرورة استمرار الحوار والتعاون مع الرئيس برّي، لأن لا بديل عن طاولة الحوار في هذه المرحلة.
ولاحظ مصدر نيابي قريب من الاتصالات الجارية أن لا شيء يدل على حصول محاولات للتفاهم على انتخاب رئيس، لا عبر اتصالات مباشرة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، ولا عبر اقتراح أي فكرة توافقية تحظى باتفاق أو توافق معظم الكتل الفاعلة.
وتوقع هذا المصدر أن تنعكس التطورات الإقليمية المحتدمة على صعيد الجبهات المشتعلة في اليمن وحلب والموصل مزيداً من التوتر السياسي الداخلي الذي تجهد طاولة الحوار التي يرعاها رئيس المجلس بأن تخفف من وطأته، أو من تداعياتها، لكن من الممكن ان تُهدّد الاستقرار العام.
في المقابل، وفي تفسير جديد لتجاهل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله لموضوع الرئاسة في خطاب يوم الجمعة الماضي، قالت مصادر عونية أن السيّد نصر الله ربما أراد من وراء تجاهله توجيه رسالة ضمنية لطاولة الحوار، أن عدم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمورية يعني أن البلاد مشرّعة على تطورات قد لا تكون لمصلحة الرافضين لمثل هذا الانتخاب.
وإزاء هذا الضغط على طاولة الحوار، ومع أن لقاء عين التينة، اتسم بالصراحة والإيجابية التي تسود العلاقة بين حركة «أمل» وتيار «المستقبل»، أعرب مصدر مطلع عن مخاوفه من ارتدادات سلبية للتشنج الذي شهدته نهاية الأسبوع، بعد حملة نصر الله على المملكة العربية السعودية، والردود العنيفة للرئيس الحريري على نصر الله شخصياً وعلى حزبه.
وامتداداً إلى الحوار الثنائي الذي حدّد موعد مبدئي له في 16 آب الحالي، أعرب المصدر نفسه عن خشيته من تعرّض هذا الحوار إلى انتكاسة.
وفي هذا السياق، كشف وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ«اللواء» أن لا معطيات جديدة حول إنهاء الفراغ الرئاسي، معتبراً أن كل ما يُعلن ويُقال في هذا المجال يبقى في إطار الأمنيات والتحاليل، مشيراً إلى عدم إمكانية حصول انتخابات رئاسية إلا إذا تمّ التوافق على رئيس تسوية لست سنوات.
واعتبر حناوي أن السبب الأساسي لتعطيل الاستحقاق الرئاسي هو ارتباط الأطراف اللبنانية بجهات خارجية، لافتاً إلى أن الموضوع مرتبط بانتهاء الأزمة السورية أو وضع خارطة طريق لها.
وتوقع حناوي تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي ما يزال لديه سنة خدمة، من أجل استمرار عمل المؤسسة العسكرية، لكنه أشار إلى أنه من المبكر طرح الموضوع في مجلس الوزراء في وقت قريب باعتبار أنه لا يزال هناك وقت لانتهاء خدمة العماد قهوجي.
وأمل حناوي أن يتم خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد بعد ظهر الخميس المقبل الخروج باتفاق إيجابي من ملف الاتصالات، وأن تكون النقاشات تقنية وفنية وأن لا تكون سياسية كيدية، باعتبار أن الجلسة ستستكمل بحث ما تبقى من جدول الجلسة الماضية، وسيكون البند الأول على جدول الأعمال الذي وزّع على الوزراء أمس الأول السبت ويتضمن 57 بنداً، هو ملف الاتصالات، حيث من المقرّر أن يجيب الوزير بطرس حرب على ملاحظات الوزراء، بحسب ما تمّ التوافق عليه لدى رفع الجلسة الماضية.
عيد الجيش
ويتزامن موعد الحوار الثلاثي مع مناسبة عزيزة على قلب اللبنانيين هي عيد الجيش اللبناني، وتشكّل حسرة في قلوبهم، فللسنة الثالثة على التوالي لا تجري الاحتفالات التي يرعاها رئيس الدولة في هذه المناسبة وطنياً، لا عبر العرض العسكري المعتاد، ولا عبر تخريج الضباط حملة السيوف المدافعين عن الوطن.
وما زاد من المرارة أن مصير تسعة عسكريين مخطوفين لدى تنظيم «داعش»، ما يزال غامضاً، فلا معلومات، وربما لا مفاوضات، وأن الدولة اللبنانية لا حول لها ولا قوة.
ولم يُخف الرئيس تمام سلام الذي يعود غداً من إجازة إلى الخارج، مشاركته ذوي العسكريين المعاناة من وضعهم الحالي، مؤكداً أن الدولة بكل مؤسساتها لم ولن تدخر جهداً لإنهاء هذه المأساة، وهي سبق ونجحت في