إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إنشاء الجمعيات في لبنان بشكل عشوائي غير منظم..

إخراجات قيد، سجلات عدلية، ثم تعبئة أوراق طلب إنشاء للجمعية بأسماء تنسب لنفسها ما شاءت من شهادات ومناصب ومراتب..

فإذا بحملة الافادات المدرسية للمرحلة المتوسطة كأقصى حد يصبحون بقدرة قادر حملة إجازات جامعية.. وذاك يصبح سفيرا" للثقافة وللعولمة..ويفتح سفارات اعتماد له في بلدان الاغتراب..ويوزع المهام على فرسانه كأنه حصان طروادة عصره وكأنه حمل مشعل التغيير المنهج..

ثقافة..فن..حضارة..وطن..تعابير فضفاضة تعلم أعضاء هذه الجمعيات لفظها في منابر لن يطول بهم الزمن قبل أن تلفظهم..

جمعيات تجند كل حواسها السادسة والسابعة والثامنة في التفنن بالخداع البروباغندي الاعلامي الاعلاني الدعائي..

جمعيات تمارس السرقة الموصوفة عبر خداع أعضائها بحلم ووهم الضوء والشهرة فتبيع بطاقة انتساب بمئة دولار وتكلفتها الحقيقية ليست أكثر من دولارين...

ذاك تقيم له حفل توقيع كتاب من جيبه وتقطف ثمار شهرة مزيفة..

ذاك تقيم له معرضا" للوحات لا طعم لها ولا لون وتقبض مقابل ذلك..

ذاك تدفع له مقابل نشر خبر ملفق وصورة ملتقطة بتقنية ( الزووم إن) فيظهر الحضور الذي لا يتجاوز عدد أصابع اليد وكأنه يتجاوز المئات..

هذا عدا عن تحويل المواقع الافتراضية وصفحات التواصل الاجتماعي إلى إنجازات سمائية وأرضية وفضائية بحسب ما تقتضيه بروباغندا العولمة...

جمعيات الزيف والخداع الممنهج القائمة على الصورة فقط...

ولكن هل يبقى الظل حين تغيب الشمس؟

وهل ينجح الغد في إلغاء حقائق الأمس؟

وهل من فئران تركت سفوح الجبال لتسكن مع النسور في القمم ونجت؟

وهل من  خفافيش تركت يوما" الليل وتمكنت من أن تعيش في النهار؟


إن هذه الجمعيات الفاقدة للشرعية الاجتماعية لهي خطر على المجتمع والثقافة وهوية الحضارة والتراث في لبنان ولا بد لوزارة الداخلية والبلديات من إجراء مراجعة شاملة في آلية اعطاء تراخيص العلم والخبر وعدم حصرها بموظف يتقاضى ما قيمته الف أو ألفي دولار لتمرير معاملة الترخيص..

ألا يكفي لبنان ما أصابه من ترهل وفساد في مؤسساته الرسمية حتى نسمح بإنحدار هيئات مجتمعه المدني وهي الامل الوحيد الأخير الذي بقي.

نور الزين