اشارت "السفير" إلى تفاصيل الاعنداء الإرهابي الذي ضرب بلدة القاع البقاعية ليل أمس الاثنين، وفي التفاصيل أن انتحاريين وصلا على متن دراجتين ناريتين قرابة العاشرة والنصف من ليل أمس، الى نقطة قريبة من كنيسة البلدة وقد ترجّل أولهما واطلق قنبلة يدوية باتجاه الأهالي أمام الكنيسة قبل أن يفجّر نفسه.

ولم تمض دقائق، حتى قام الانتحاري الثاني بتفجير نفسه بحزام ناسف وكانت الحصيلة وقوع عشرة جرحى على الأقل، بينهم شخصان نقلا إلى بعلبك وهما في حال الخطر الشديد. وبعد ذلك، لاحق الجيش والأهالي انتحاريين اثنين أقدما على تفجير نفسيهما من دون وقوع أية اصابات.


وأوضح بيان لقيادة الجيش أنه عند الساعة العاشرة والنصف من ليل أمس، «أقدم أحد الانتحاريين الذي كان يستقل دراجة نارية على رمي قنبلة يدوية باتجاه تجمع للمواطنين أمام كنيسة بلدة القاع، ثم فجّر نفسه بحزام ناسف، تلاه إقدام شخص ثانٍ يستقل دراجة على تفجير نفسه في المكان المذكور، ثم أقدم شخصان على محاولة تفجير نفسيهما حيث طاردت وحدة من مخابرات الجيش أحدهما ما اضطره الى تفجير نفسه من دون إصابة أحد، فيما حاول الانتحاري الآخر (الرابع) تفجير نفسه في أحد المراكز العسكرية، إلا أنه استُهدف من قبل العناصر ما اضطره أيضاً إلى تفجير نفسه من دون التسبب بإيذاء أحد، وقد استقدم الجيش تعزيزات إضافية الى البلدة، وباشرت وحداته تنفيذ عمليات دهم وتفتيش في البلدة ومحيطها بحثاً عن أشخاص مشبوهين».

 

ورصدت «السفير» ليلا انتشاراً واسعاً للجيش اللبناني عند مداخل القاع، وتوافد إلى البلدة عناصر من «حزب الله» و«اللجنة الشعبية» في القاع ومن أهالي الهرمل وساهموا مع الجيش في تمشيط بساتينها بعدما سرت معلومات عن وجود انتحاريين اثنين عند أطراف البلدة. وأطلقت في سماء القاع ومشاريعها عشرات القنابل المضيئة بعد انفجار محول الكهرباء الرئيسي في البلدة وانقطاع التيار الكهربائي بالكامل قبيل منتصف ليل أمس.
في هذا الوقت، التزم أهالي القاع بيوتهم، وامتشق رجال البلدة ما تيسر من اسلحة وسط استنفار عام شمل رأس بعلبك التي لم يكن وضعها يختلف ليلا عن حال القاع لناحية التخوف من تفجيرات إضافية، كما تكرر المشهد ذاته في الفاكهة والجديدة والعين واللبوة والهرمل التي استنفر أهلها ايضاً لحراسة مداخلها وشوارعها الرئيسية.


ولم تنم كل بلدات البقاع الشمالي، أمس، بسبب سريان معلومات عن هجوم ارهابي يحضّر له المسلحون المتمركزون في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، غير أن الأجهزة الأمنية طمأنت الأهالي أنها اتخذت من الاجراءات «ما يكفل التصدي للارهابيين ومنعهم من الخروج من أوكارهم»، على حد تعبير مصدر أمني معني في المنطقة.